التقرير اليومي حول أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال

2017/04/13
Updated 2017/04/13 at 8:13 صباحًا


رسالة من المعتقل
ليس لديّ ورقٌ، و لا قلمْ
لكنني.. من شدّة الحرّ، و من مرارة الألم
يا أصدقائي.. لم أنمْ
فقلت: ماذا لو تسامرتُ مع الأشعار
و زارني من كوّةِ الزنزانةِ السوداء
لا تستخفّوا.. زارني وطواط
وراح، في نشاط
يُقبّل الجدران في زنزانتي السوداء
و قلتْ: يا الجريء في الزُوّار
حدّث !.. أما لديك عن عالمنا أخبار ؟..؟!
فإنني يا سيدي، من مدّةٍ
لم أقرأ الصحف هنا.. لم أسمع الأخبار
حدث عن الدنيا، عن الأهل، عن الأحباب
لكنه بلا جواب !
صفّق بالأجنحة السوداء عبر كُوّتي.. و طار!
و صحت: يا الغريب في الزوّار
مهلاً ! ألا تحمل أنبائي إلى الأصحاب ؟..
سميح قاسم
أسرى فتح والجهاد والديمقراطية في نفحة يعلنون مشاركتهم في إضراب السجون في 17 ابريل
أعلن أسرى حركتي فتح والجهاد الإسلامي والجبهة الديمقراطية القابعين في سجن نفحة الصحراوي داخل أقسام 3،4،10،13،14 مشاركتهم في الإضراب المفتوح عن الطعام والمزمع عقده في 17 من نيسان/أبريل الجاري.
وطالب أسرى قلعة الشهيد أبو يوسف النجار بكل أطيافها التنظيمية في بيان وصل لإذاعة صوت الأسرى بضرورة مشاركة كافة أبناء الحركة الأسيرة في خطوة الإضراب حتى تحقيق مطالبهم الإنسانية.
وأكدوا على أن معركة الكرامة هي خطوة الجميع والكل الوطني للحركة الأسيرة، مشددين على أهميتها في إعادة الحقوق وإعادة الكرامة للحركة الأسيرة.
ودعا الأسرى كافة أبناء شعبنا بدعمهم في معركتهم وخطواتهم التصعيدية حتى تحقيق مطالبهم وانتصارهم، بأمعائهم الخاوية.
فما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)
صدق الله العظيم
إلى جماهير شعبنا البطل.. إلى كل إخوتنا في النقابات والمؤسسات والجمعيات الخيرية والمدنية والرسمية..
إلى أحبائنا وإخوتنا في المدارس والجامعات والكليات.. إلى أشبالنا وزهراتنا ..إلى عمالنا.. إلى رجالنا ونساء وطننا الغالي ..
نحييكم بتحية القدس تحية فلسطين تحية إسلامنا العظيم وبعد..
نخاطبكم ونحن مازالت سنين أعمارنا تمضي في سجون الاحتلال والقمع الصهيوني ونتعرض لأبشع الممارسات المهينة والمذلة للإنسانية التي كرمها الله عز وجل في كل الشرائع والديانات السماوية والتي يتم الحرص عليها وحمايتها واحترامها في كل القوانين والمحافل الدولية إلا أن هذا المحتل بمؤسساته المحشوة بالحقد والكراهية وجنوده المدججين والمعبئين بالعدائية المفرطة للإنسان الفلسطيني ووجود يصرون على الممارسات العنصرية والوحشية ضد شعب فلسطين وأسراه البواسل وكأنه يصر مستكبرا على إعادة ممارسة التاريخ المظلم والإجرامي لإدارة السجون في بداية نشوء الحركة الأسيرة في السجون ولكن أنى له ذلك، فلم يعد لنا في قوس الصبر منزع أمام ممارساته وتطاوله واستخفافه واستهانته بأبناء الثورة والدين والوطن العظماء، ولم يعد أمامنا سوى خيار الاعتراك مع العدو عبر وسيلة الإضراب المفتوح عن الطعام كخيار أخير فرضته علينا إدارة السجون بتجاهلها لحقوقنا وإمعانها في التطرف وإنكار وجودنا، إننا في قلعة الشهيد أبو يوسف النجار بكل أطيافها التنظيمية فتح وجهاد وديمقراطية وأقسام 3 +4 +10+13+14 نعلن خوض الإضراب المفتوح وبدون تردد منسجمين مع كل توجه يستهدف إعادة الحقوق وإعادة الكرامة للحركة الأسيرة والذي يهدف إلى أن تستعيد الحركة الأسيرة ذاتها ومكانتها وهيبتها وقوتها ووحدتها وحضورها في واقع الأسر والخارج.
وعليه نؤكد على ما يلي : 1- ضرورة مشاركة كافة أبناء الحركة الأسيرة في خطوة الإضراب وتحقيق مطالبنا الإنسانية وتحقيقا لوحدة الصف والحال والتصور. 2-إن هذه الخطوة ورغم من تخلف عنها وبصرف النظر عن المبررات والأسباب الكامنة وراء ذلك فإنها تعتبر خطوة الجميع والكل الوطني للحركة الأسيرة وعليه نجدد دعوتنا لكافة الأخوة والرفاق والمجاهدين لمراجعة قرارهم والنظر بعمق وبإستراتيجية لأهمية هذه الخطوة وواقعها ونتائجها. 3- إن هذه الخطوة لا تخضع للمزايدات أو الملاسنات الفصائلية والإعلامية سواء داخل السجون أو خارجها فنحن مقدمون على هذه الخطوة متوكلين على الله باسم كل الحركة الوطنية والإسلامية الأسيرة ، فعدم المشاركة لن تكون تهمة لأحد، ولكنها ستكون جزءا من مسؤوليته التاريخية والوطنية والأخلاقية ،فالجميع مناضلون ولهم بصماتهم ومآثرهم البطولية في مقارعة العدو والسجان، وفي الختام نوجه تحياتنا لكافة أبناء شعبنا البطل ونتقدم بهذه المناسبة بالتحية والتبريك لرفاقنا الأبطال في جبهة التحرير العربية بانطلاقتهم الـ48 والتي شكلت زخما وطنيا ورافدا من روافد الثورة المقاومة للاحتلال والمناصرة والمؤازرة لقضايا شعبها وأمتها العربية البطلة ..
ثقتنا بكم يا شعبنا يا أهلنا عالية جدا وكبيرة ومتجذرة من أجل نصرة قضيتنا ونيل حقوقنا ..دمتم ودام عطاؤكم وتضحياتكم.
وإنها لثورة حتى النصر ..حتى النصر ..حتى النصر
إخوانكم ورفاقكم ومجاهديكم
أبناء الحركة الأسيرة في قلعة الشهيد أبو يوسف النجار قلعة نفحة الصحراوي .

الاحتلال يعتقل (15) مواطناً من الضفة بينهم نائب
اعتقلت قوات الاحتلال، الليلة الماضية وفجر اليوم (15) مواطناً من الضفة بينهم نائب في المجلس التشريعي.
وأوضح نادي الأسير في بيان له اليوم الأربعاء، أن ثمانية مواطنين جرى اعتقالهم من القدس، سيفرج عنهم لاحقاً بشروط.
فيما اُعتقل المواطن فايز وردة، من محافظة رام الله والبيرة، إضافة إلى النائب المبعد عن القدس أحمد عطون، وذلك بعد مداهمة منزله في البيرة، ليرتفع عدد النواب المعتقلين (13) نائباً.
ومن محافظة الخليل اعتقل الاحتلال مواطنين وهما: معتصم براغيث، وحازم خلاف، إضافة إلى ثلاثة مواطنين من محافظة بيت لحم وهم: محمد منجد اللحام، و الفتى بشار سباتين (15 عاماً)، وأمير محمد زعول (18 عاماً).
حملة تضامن الدولية تُطلق حملتها الخامسة
“حكايا خلف القضبان”
من نقابة الصحافة اللبنانية
برعاية وزير الدولة لشؤون حقوق الإنسان معالي الأستاذ أيمن شقير، عقدت الحملة الدولية للتضامن مع الأسرى في سجون الإحتلال الإسرائيلي “تضامن” مؤتمراً صحافياً في نقابة الصحافة اللبنانية في بيروت يوم الثلاثاء 11 نيسان، بحضور ممثلين عن الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية ومنظمات حقوقية ومدنية فلسطينية ولبنانية.
إفتتح المؤتمر بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، ثم كلمة نقيب الصحافة الأستاذ عوني الكعكي ألقاها بالنيابة عنه الأستاذ فؤاد الحركة مرحباً بحملة تضامن وضيوفها في بيت الصحافة داعياً الى “تحشيد التضامن لقضية إنسانية لشعب يرزح تحت الإحتلال”.
كلمة راعي المؤتمر معالي الوزير أيمن شقير ألقاها بالنيابة عنه المحامي فاروق المغربي الذي حيّا صمود الأسرى داعياً المنظمات الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان الى الضغط على الإحتلال والإفراج عن الأسرى كما أكد وقوف وزارته الى جانب هذه القضية واعداً بتفعيلها على المستوى الدولي.
وقد ألقت ممثلة الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد” الدكتورة خلود الخطيب كلمة حول الأوضاع القانونية للأسرى جاء فيها “إن قضية الاعتقال والأسر من أكثر القضايا التي يمكنها انتعكس سياسة الاحتلال في توظيف القانون لأغراض سياسية، فبعد الاحتلال عام 1967 رفضت اسرائيل تطبيق اتفاقيات جنيف الأربع على الأرض المحتلة بحجة أنها لم تقم باحتلال هذه الأرض من دولة ذات سيادة، وإنما باشرت بإصدار أوامر عسكرية ترتب إجراءات الاعتقال والمحاكمة وتعريف المخالفات والجرائم وفقا للأوامر العسكرية، وهذا دلالة واضحة على العنصرية الإسرائيلية وسياسة الانتقام والعداء لقيم حقوق الإنسان، فمن حق الشعب الفلسطيني مقاومة الاحتلال من أجل حق تقرير مصيره، وأن من يقع في قبضة المحتل يكتسب صفة المحارب القانوني والشرعي وفق قرارات الأمم المتحدة. ولا يجوز لهذه القوانين العسكرية أن تعلو على القانون الدولي”.
وبعد عرض برومو حملة “حكايا خلف القضبان” ألقى المنسق العام لحملة تضامن الأستاذ فهد حسين كلمة رحب فيها بالحضور و شكر رعاية الوزير شقير ونقابة الصحافة على إستقبالها، كما عرض موجزاً لتقرير حال الأسرى خلال عام 2016 الذي تم إعداده بالتعاون مع هيئة شؤون الأسرى والمحررين ومركز أسرى فلسطين للدراسات ولجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين، ودعا حسين الى حشد أكبر تأييد للأسرى والتضامن معهم، معلناً إطلاق الحملة التضامنية الخامسة تحت شعار “حكايا خلف القضبان” كما دعا المتضامنين وأحرار العالم ونشطاء التواصل الإجتماعي للتغريد على هاشتاغ #أسرى_فلسطين في يوم الأسير الفلسطيني الذي يوافق 17 نيسان.
يُذكر أنه سيكون للحملة عدد من الفعاليات والأنشطة التضامنية مع الأسرى في أكثر من بلد عربي وغربي طيلة شهر نيسان بالتعاون مع مجموعة من المؤسسات الحقوقية والقانونية والإعلامية ومؤسسات المجتمع المدني .
في الذكرى 29 لاستشهاده
أبا المنتصر.. هزمت المحقق وانتصرت
بقلم / عبد الناصـر عوني فروانـة
رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى
“رفاقي، قد يشنقوني، وهذا ممكن، وإن شنقوني فلن يميتوني. فسأبقى حياً أتحداهم ولن أموت، وتذكروني سأبقى حياً وفي قلوبكم نبضات”. كلمات حفرها الشهيد على جدران زنزانته قبل أن يرحل دون عودة.
صدقت تنبؤاته، شنقوه في زنزانته الضيقة، وقتلوه عمداً بعيداً عن وسائل الإعلام. لكنهم أخطأوا حينما اعتقدوا أن بقتله، وتغييبه الأبدي عن الحياة، يمكن أن يقتلعوه من قلوب رفاقه وأبناء شعبه، فرحل جسداً ولم يمت، وبقىّ حياً في قلوب رفاقه في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأبناء شعبه، بل في قلوب أحرار العالم أجمع، وهل يموت الشهداء العظام ؟.
انه الأسير “إبراهيم الراعي” الذي اختار الصمود والانتصار وفضَّل التضحية بحياته، على الاعتراف والانكسار وتقديم المعلومات المجانية عن رفاق السلاح والمقاومة، والبقاء على قيد الحياة، فقتلوه انتقاماً، لكنه لم ولن يموت.
يصادف اليوم الثلاثاء الحادي عشر من نيسان، الذكرى الـ29 لاستشهاده، في أقبية وزنازين التحقيق في السجون الإسرائيلية، ومنذ استشهاده لم يرحل يوماً عن قلوب رفاقه الذين كتبوا له الأناشيد والأشعار والقصائد، وسمعناهم في السجون وخارجها يرددون بفخر وعزة، “أُصمد أُصمد يا رفيق مثل الراعي في التحقيق”، ليشكل اسمه عنواناً للصمود، وحضوره دعوة لشحن الهمم وتحقيق الانتصار على الجلاد.
أرادوا بقتله، أن يقتلوا روح الصمود والمواجهة في السجون، ويحطموا ما يُعرف بمقاومة الجلاد والسجان خلف قضبان السجون وفي أقبية التحقيق، وأن يحطموا شعار “الاعتراف خيانة” ذاك الشعار الذي رفعته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. فتحول موته إلى قوة معنوية عظيمة وفي قلوب رفاقه نبض الحياة والتحدي، قادت إلى استنساخ تجارب مماثلة لتجعل من ثقافة الصمود قاعدة ومنهج.
“أُصمد أصمد في التحقيق”، شعار يجب أن يتسلح به كل مناضل، فهو أقصر الطرق للعودة إلى البيت. فبالصمود ستعود منتصراً، إما منتصب القامة ومرفوع الهامة تمشي، أو محمولاً على الأكتاف وفي قلوب الملايين حياً للأبد، وتاريخاً تتناقله الأجيال و تتوارثه الأزمنة، وفي كل الأحوال أنت منتصر كالشهيد “أبا المنتصر”.
سلام عليك أيها الشهيد الطاهر، سلام عليك وأنت فينا تقاوم، سلام عليك وأن تسكن قلوبنا وعقولنا، وفي وجداننا تستوطن، سلام عليك أيها الشهيد الأسير الذي تحدى وانتصر، صمد ولم يحرك عضلة لسانه، ليسطر انتصاراً على جلاديه، فيتحول إلى رمز وأسطورة.
لم يكن الشهيد الأسير ” إبراهيم الراعي ” يصل إلى هذه المكانة وأن يسطر تلك التجربة وأن يضحي بحياته من أجل الآخرين ، لولا تسلحه بقضيةٍ عادلة، ومبادئٍ راسخة وقناعةٍ بحتمية الانتصار وإلمامه الكامل بكل أساليب التحقيق التي يمكن أن يتعرض لها وأن تمارس ضده.
وللصمود والمقاومة رموز، ونحن شعب يعشق المقاومة، ويحفظ للرموز مكانتها في القلوب، وبغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والحزبية، وأبا المنتصر هو واحد من رموز المقاومة والصمود. بل ويُعتبر من أبرز رموز الصمود. صمود حتى التضحية، وتضحية حتى الشهادة، وشهادة بعد انتصار على الجلاد وظلمه في أقبية التحقيق رغم القيد والقهر .
ولد الشهيد الأسير ” ابراهيم الراعي “أبو المنتصر” عام 1960 م في مدينة قلقيلية، وفي العام 1978م اعتقلته المخابرات الإسرائيلية، وخاض أول تجربةٍ في التحقيق والتي استغرقت أربعة شهور، وبالرغم من أنها الأولى إلا انه انتصر فيها، وحكم عليه بالسجن خمس سنوات على تهم لم يعترف بها، وكانت هذه السنوات الخمس محطةً للإعداد والبناء والتثقيف الذاتي. فكان السجن له جامعةً تنقل بين فصولها، وقرأ العديد من كتبها، والدراسات والتجارب الثورية المتوفرة فيها، واستفاد مما هو في أدمغة اساتذتها، ومع الوقت أصبح أحد أبرز المثقفين في سجن نابلس القديم، ويقدم المحاضرات ويدير الجلسات، بل امتاز أيضاً بالكتابة حيث امتلك قلماً سيالاً يتسم بالسلاسة وترابط الأفكار والتحليل والكلمات الثورية المعبرة والمنتقاة ومع مرور الشهور والسنوات أصبح إبراهيم إسماً ذو مكانةٍ مميزةٍ بين رفاقه .
وفي أوائل الثمانينات وفي خطوة يائسة من قبل الاحتلال لتلميع صورة روابط القرى المهترئة والتي شكلها كبديل عن م . ت .ف أقدم على الإفراج عن بضع عشرات من الأسرى فكان إسم إبراهيم من ضمنهم ولم يكن قد أمضى سنوات حكمه ، وخلال الحفل الذي أقيم خصيصاً لذلك ، لم يتجرع إبراهيم المشهد ولم يقبل بحريته على حساب تعزيز مكانة روابط القرى ، فوقف وبكل جرأةٍ أمام جموع الحاضرين يلقي كلمة الأسرى والمفترض أن يتحرروا ، و مما قاله بأن هؤلاء لا يمثلون إلا أنفسهم وأن م.ت.ف هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني … فما كان من سلطات الاحتلال إلا أن أعادته للسجن.. فعاد مرفوع الرأس ليكمل فترة حكمه .
أكملها وأطلق سراحه وانخرط في النضال مباشرة في ساحة النضال الأرحب وكان شعلةً من العطاء وتميز بقدرته العالية على التأثير والاستقطاب ومن ثم ألتحق بجامعة النجاح الوطنية فكان الطالب الملتزم والمتفوق والقائد النشط والمحرض وفي 29 يناير سنة 1986م ، اعتقل الشهيد بتهمة نشاطه المميز في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وأطرها الجماهيرية والطلابية وصلته المباشرة بمجموعة اتهمت بقتل جنود إسرائيليين ، فخاض تجربة التحقيق الثانية بإرادةٍ أقوى ، ليعجز جهاز المخابرات كما المرة الأولى في انتزاع أي سرٍ منه وحافظ على الصمت المقدس .
لم يعرف الهدوء أو الإستكانة خلال فترة سجنه ولم يحد السجن من عطائه ونضاله و لم يستسلم للواقع ولم يسمح لحدود السجن الجغرافية وقضبانه الحديدية بأن تحدد مساحة نضاله وعطائه فكان حاضراً باستمرار بين صفوف رفاقه خارج الأسر يراسلهم ويخاطبهم ، يوجههم ويقودهم في نفس الوقت… وكانت المخابرات الإسرائيلية تدرك جيداً خطورته كما كانت تدرك بأن بداخله أسراراً وأسراراً ولو أفشى عنها لاستطاعت اعتقال العشرات من رفاقه و تدمير وتفكيك مجموعات عديدة وحل ألغاز العديد من العمليات التي نفذت ضدها .
وبعد حوالي عام ونصف وبالتحديد في منتصف عام 1987م ، نقل أبو المنتصر للتحقيق في سجن المسكوبية بالقدس لعلاقته بإحدى المجموعات والفعاليات خارج المعتقل واستمر التحقيق معه لعدة شهور وخلالها اعتقلت المخابرات الإسرائيلية أخته، وطفلته الرضيعة للضغط عليه، من أجل الضغط عليه لكنه ظل صامداً ولم يدلي بأية أسرارٍ وبعدها نقل إلى سجن نابلس للتحقيق أيضاً وخرج كالعادة من المعركة منتصراً وفي بداية عام 1988م نقل إلى سجن ايالون المخصص للعزل ليوضع في زنزانةٍ انفراديةٍ و يُمارس ضده أبشع أساليب التعذيب الجسدي والنفسي ، وفي الحادي عشر من نيسان من عام 1988 كان الموعد مع الشهادة .
استشهد ولم تسمح سلطات الاحتلال سوى لخمسة عشر شخصاً فقط من أهله بالمشاركة في جنازته ليلاً واستطاع أفراد العائلة الكشف عن الجثمان ووجدوا علامات الضرب المبرح في الرأس وفي أنحاء مختلفةٍ من الجسم ودماء نازفة من الأذن وجرح في الخاصرة وبقع زرقاء متورمة في الرأس ، مما يؤكد على أنه أعدم انتقاماً منه …
ابراهيم الراعي.. مفخرة، ليس لرفاقه فحسب، وانما لنا جميعاً، ولقد عاش مناضلاً عنيداً معطاءً ، وأسيراً شامخاً صامداً ، منتصراً في كل المعارك التي خاضها ، ومات كالأشجار وقوفاً، وقوفاً كالأشجار.
تنويه : المقال نشر من قبل، ونعيد نشره اليوم بعد اجراء تعديل طفيف عليه. فاقتضى التنويه
وحدوا الجهود للنجاح
عمر حلمي الغول
أسرى الحرية في سجون دولة الإستعمار الإسرائيلي على موعد مع إضراب وطني يبدأ يوم السابع عشر من أبريل/نيسان الحالي، الذي يصادف يوم الأسير الفلسطيني. لكن حتى الآن لا يستطيع المرء التأكيد، بأن كل أسرى الحرية سيشاركوا من مختلف سجون وباستيلات سلطات الإحتلال نتاج رفض بعض القوى الشراكة في عمل مشترك، ولإفتراض البعض إن الإضراب فرض عليهم دون التشاور، وفريق ثالث يعتقد ان هناك حسابات شخصية وراء الإعلان عن الإضراب. أضف لذلك، هناك تباين نسبي بين المؤسسات والمنابر الوطنية في الخارج حول الأنشطة الداعمة لإضراب الأسرى، لكن الجانب الأخير يجري العمل على تجاوزه، لإدراك القوى والمؤسسات اهمية توسيع وتوحيد جهود الدعم لإضراب الأسرى الأبطال، لاسيما وانه الإضراب الأكبر منذ سنوات عديدة خلت.
واي كانت الخلافات والتباينات بين قوى الحركة الأسيرة، فإن الضرورة تملي على الجميع تحشيد وتوحيد الجهود الوطنية خلف مطالب الإضراب المطلبية والسياسية. لإن نجاح الحركة السيرة في رص صفوفها، وتضييق الهوة بين وجهات نظرها، وإتفاقها على قواسم مطلبية واحدة، بالضرورة سيكون له الأثر الكبيرة في تحقيق أكثر من هدف،منها: اولا إعادة الإعتبار لوحدة الحركة الأسيرة، وتجاوز الخلافات غير الأساسية، التي لم يستفد منها احد سوى دولة الإستعمار الإسرائيلية؛ ثانيا تعزيز جبهة الكفاح الوطني داخل السجون، وتصليب وتعزيز المواجهة مع سلطات السجون؛ ثالثا القدرة العالية على تحقيق الاهداف المطلبية والسياسية في آن؛ رابعا تشكيل رافعة وطنية للنهوض، ليس بدور الحركة الأسيرة فقط، إنما بالنضال الوطني برمته؛ خامسا إحداث نقلة هامة على طريق المصالحة والوحدة الوطنية؛ سادسا نقل المعركة من دائرة باستيلات إسرائيل الإستعمارية إلى المنابر العربية والعالمية، ومنحها الأهمية والأولوية، التي تستحق.
وهنا تجدر الإشارة إلى ضرورة تخلي أسرى بعض السجون عن الحسابات الضيقة. لاسيما وان هناك تقديرات، تفيد ان أسرى بعض السجون لديهم هواتف وتواصل مع ذويهم، لذا قد لا يميلون للمشاركة في الإضراب، خشية فقدان تلك الإمتيازات، مع ان المنطق يقول، ان توسيع دائرة المشاركة في الإضراب، يعطيه زخما وقوة وتأثيرا وقدرة اعلى على فرض المطالب كلها على إدارة سلطات السجون الإستعمارية. وبالتالي على جميع اسرى الحرية مسؤولية عالية جدا في المشاركة والتكامل والتعاضد فيما بينهم لتوحيد كلمتهم ورؤيتهم في مواجهة الجلاد الإسرائيلي. حيث لم يعد مقبولا، ولا مفهوما بقاء حالة التشرذم والتباين بين أسرى الحرية، لإن معركتهم واحدة، وعدوهم واحد، ومأهدافهم المطلبية والسياسية واحدة، حتى وان حاولت سلطات السجون الإسرائيلية التلاعب والتمييز المقصود بين أسرى هذا السجن او ذاك، او بين اسرى هذا القسم او ذاك، او هذا الفصيل او ذاك، فالصورة واضحة وجلية عند كل الأسرى والفصائل. وهو ما يفرض الإنتباه للسياسة الإسرائيلية التدميرية والتخريبية بين اسرى الحرية. والعمل على فضحها وتعريتها، والرد عليها من خلال تعميق اواصر الوحدة في ميدان المجابهة والأهداف المطلبية والسياسية، وليس العكس.
وبعيدا عن المحاذير الشخصية عند هذا الأسير او ذاك، فإن الدعوة للإضراب من قبل القائد مروان البرغوثي، تعتبر خطوة مهمة، على الجميع إلتقاطها وتعميقها، وعدم الخشية منها او المبالغة في قراءة خلفياتها التنظيمية او الشخصية. وحتى لو كان لهذا القائد او ذاك حسابات ما، في أسوا الإفتراضات، فإن تعميق معركة المواجهة مع الجلاد الإسرائيلي، وإنتزاعالمطالب المشروعة المطلبية والسياسية، تصب جميعها في المصلحة العامة لإسرى الحرية. فلا تترددوا في توحيد جهودكم في داخل السجون وخارجها لنجاح الإضراب القادم.
هيئة الأسرى فى المحافظات الجنوبية تحضر لعدد من الفعاليات بالتزامن مع يوم الأسير
اجتمعت لجنة مكتب هيئة شئون الأسرى والمحررين فى المحافظات الجنوبية اليوم الأربعاء بمقر مكتب الهيئة بغزة لمناقشة مجموعة من الفعاليات بالتزامن مع يوم الأسير الفلسطينى ، واضراب الأسرى عن الطعام ، والتقت اللجنة بعدد من المؤسسات العاملة في مجال الأسرى للتعاون في عدد من الفعاليات المشتركة .
وأكدت لجنة مكتب الهيئة على دورها الفاعل في اسناد ودعم الأسرى في خطوتهم الاستراتيجية ، وتكريم سفراء الحرية ، والأسرى المحررين في العام 2017 ، وعائلة أقدم أسير في قطاع غزة ، وذلك يوم الأحد الموافق للسادس عشر من نيسان بفندق الكومودور على شاطىء بحر غزة ، بوجود لجنة الأسرى للقوى الوطنية والاسلامية ، والمؤسسات الفاعلة في مجال الأسرى ، وأهالى الأسرى والمحررين .
ودعا مكتب الهيئة النشطاء والمتضامنين والمحررين ومجالس الطلبة والاعلاميين والشخصيات وأهالى الأسرى والمؤسسات العاملة للمشاركة في جميع الفعاليات الداعية لمساندة ودعم الأسرى في اضرابهم المفتوح عن الطعام .
موعد مع الحرية … موعد مع التحرير
كل يوم موعدٌ مع الأسرى على صفحات “نشرة الأسرى” النشرة اليومية حول أوضاعهم في سجون الاحتلال الصهيونى وتعدّ “نشرة الأسرى” خلاصة كل ما يصدر وما ينشر عن الدائرتين الإعلاميتين في هيئة شؤون الأسرى والمحررين وجمعية نادي الأسير الفلسطيني وكل المؤسسات المختصة والعاملة في هذه القضية في الوطن، إضافة لكل ما يكتب من أحصائيات وتقارير وينشر من دراسات وتحقيقات ومقالات وأخبار في الصحافة الفلسطينية والعربية.
خالد عزالدين
الاربعاء، 12 نيسان، 2017

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً