الاتصالات والأفكار الأميركية للسلام.. توقيتها واتجاهاتها .. بقلم :فيصل ملكاوي

2017/06/01
Updated 2017/06/01 at 9:41 صباحًا


غادر الرئيس ترمب المنطقة وارسل اليها مبعوثه جيسون غرينبلات للتباحث مع الاطراف المعنية بالصراع في المنطقة، طالبا منه البقاء الى حين بلورة الخطوة الاولى لاطلاق جهود السلام مجددا والتي كانت قد توقفت في نيسان من العام 2014 كنهاية فاشلة لجهود الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما ووزير خارجيته جون كيري.
وتقول بعض المعطيات ان الرئيس الاميركي قد حدد فترة شهر من مغادرته المنطقة لطاقمه للسلام الذي يتكون اساسا من مبعوثه الى المنطقة والمسؤول عن ملف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية جيسون غرينبلات وسفير الولايات المتحدة في اسرائيل ديفيد فريدمان وجاريد كوشنير صهره واحد اقرب مستشاريه لوضع الخطوات الاولى لاعادة اطلاق جهود السلام.
الاتصالات الاميركية تتركز حاليا على استئناف مفاوضات السلام بعقد لقاء ثلاثي يجمع الرئيس الاميركي بالرئيس عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو في واشنطن لتبدأ بعدها المفاوضات لمدة تسعة اشهر للاتفاق على الحل وما يرافق ويتبع هذه المفاوضات ان قيض لها التقدم من خطوات اضافية لاتمام الصفقة التاريخية التي يتحدث عنها الرئيس الاميركي.
بهذا المعنى ان صحت المعلومات فان الخطوة الاولى للمسيرة الجديدة ليست بعيدة، وان غرينبلات لا بد ان يعود قريبا للرئيس ترمب باتفاق على جدول العمل ومنها اللقاء الثلاثي، والتوسع بالاطار ايضا، والاغلب فان ترتيبات المبعوث الاميركي ستذهب الى غاياتها، خصوصا وان رفع ترمب التوقعات بمستوى جهوده وما يمكن ان تصل اليه، باتت بحاجة الى انطلاقة وبداية وترقب اقليمي ودولي، في ظل رهبة وحذر على وجه الخصوص من الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني بان لا يكون اي طرف منهما صاحب اليد بافشال مبكر لجهود رئيس سريع الغضب وقليل الصبر ولا يمكن التنبؤ بتصرفاته.
ولكي تكون الصورة اكثر وضوحا فان زيارة جيسون غرينبلات مبعوث الرئيس الاميركي ليست هي الزيارة الاولى الى المنطقة فقد كانت هناك زيارة اولى في اذار الماضي خلال انعقاد القمة العربية في عمان والتقى جلالة الملك عبدالله الثاني وعدد من القادة العرب وقتها.
وفي عمان استمع المبعوث الاميركي-وهو بالمناسبة شخصية شديدة القرب من الرئيس ترمب- الى وجهة النظر الاردنية بشكل مفصل حول كل شي يتعلق بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي واين كانت مكامن الفشل في الجهود السابقة وكيف يمكن ان ينجح الحل وما علم فان غرينبلات كان شديد الاصغاء والاهتمام بما تم طرحه في الاتجاهات كافة.
وفي الوقت الذي تعرف الرئيس ترمب عن كثب خلال زيارته للمنطقة، على تفاصيل الاوضاع على صعيد احياء جهود السلام، فان عامل الوقت بعد انتهاء الزيارة بات ضاغطا بشكل اكبر على الرئيس نفسه وطاقمه الذي كلف ببلورة الاستراتيجية الاميركية للسلام، التي وعد الرئيس انها ستكون حاسمة وقادرة على اجتراح الحل التاريخي، وانهاء الصراع الذي طال امده في المنطقة، وبات مركزا للصراعات في الشرق الاوسط، وهذا الطاقم لا بد انه بات يعي هذا الضغط ولا بد ان يضع على طاولة الرئيس في اقرب وقت الخطوات والسيناريوهات المختلفة ليختار من اي خطوة يمكن ان يبدأ.
الامر الذي يجدر الاشارة اليه في خضم انخراط طاقم الرئيس لملف السلام في بلورة وصياغة الخطوات الاولى في هذا الشان، فان هذا الطاقم سيجد ان جهوده واتصالاته ان اراد مواصلتها وان يكتب لها بداية ناجحة، ستذهب الى المركز المتمثل بحل الدولتين، الحل الذي يتجاهله الرئيس منذ تولى منصبه في البيت الابيض، ولم يتطرق له خلال زيارته الى المنطقة، لكنه سيجده في كل التفاصيل التي سيتم بحثها، وسيكتشف في نهاية المطاف انه الحل الوحيد الذي يمكن المضي به اذا ما اراد لجهوده ان لا تلاقي مصائر الجهود السابقة التي تكللت بالفشل.
عن الرأي الأردنية

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً