مسرحية “مثلما سقطت الشمس” تعود بنا الى ساحة الانتظار

2017/07/04
Updated 2017/07/04 at 8:30 صباحًا


بقلم :ميس عاصي/خشبة سوداء يسودها الهدوء، هواء بارد يخرج من كل زوايا المسرح ، مقعدان موضعان بعناية ، كل له منطقته وزاوياه التي قسمت مسبقاً قبل دخول الممثلين، من رحم هذا الهدوء يخرج صوت الرعد الذي يخلق جوا من البرد والخوف في قلوب المشاهدين، فيرتعش الجسد و تستيقظ الحواس من جديد لتبدأ مع الممثلين رحلة جديدة في مسرحية “حينما سقطت الشمس” .
رحلة الانتظار الموقوت، هكذا تشعر وانت تنظر الى المسرحية منذ بدأ اللحظة الاولى تبدأ رحلة الانتظار، وهنا تبدأ التساولات من هو المنتظر، كيف يبدو، ولماذا هو بالذات ومن هنا نرى كيف أن المجموعة ترتبط بفرد واحد، وتبني حياتها على الخيال والوهم والانتظار، تجسدت في البداية في رجل كبير “ابو شادي” الذي عاش ايامه وهو يحلم وينتظر، ويرفض القليل، لا يرغب بما حصل به، لا يكفيه ابنه سعيد، لدرجة أنه غير قادر على مواجهته أو حتى النظر في عينيه، ليس هناك اي نوع من الرضى لدي هذه الشخصيات، لذا نرا الهدف نفسه عند كل شخصية “الانتظار”، وكأن فكرة الإنتظار هي التي تبقينى على قيد الحياة، وتخلق الشوق في قلوبنا فتسمح لنا بخلق عالمنا الخاص الجميل البعيد، واذا اصبح قريبا، نتحول وقتها إلى وحوش ترفض تقبل انتهاء الفكرة اللحظة المنتظرة قدوم المنتظر، عندها بالذات نكتشف اننا غير قادرين على تحمل ، وكأن الهدف الذي عشنا من اجله تم اكتشافه الان ولم يعد هناك سبب للبقاء، فبعد أن نرى ما كنا ننتظر ، ندفع ثمن هذه اللحظة فنخسر البصر ، وبها ننهي الحكاية .
“كل اشي اسود وبكرة عم بيغيب مضلش في بكرة راح ارتاح من بكرة” هكذا كانت فكرة سعيد، هذا الابن والاخ والعاشق والصديق، الذي كان يرغب بالحياة ، اجبر كالبقية على الانتظار، وجد ان الكل بحاجة للمنتظر، رغم أنه كان بمقدوره تعويضهم عما فقدوه، ولكن لم تسمح له الفرصة بذلك، كان ضحية سر مفقود، ارد العائلة والحب، رغب بالهدوء والراحة ولم يحصل عليها الا بعد ان هبت العاصفة، وعادت بالمنتظر لتاخذ معها ما تبقى من الذكريات، وتقتل كل الاحلام والامنيات، لاجيال لم تكن قد اختارات بل اجبرت على الالتزام بقوانين المجموعة .
حينما سقطت الشمس فقدنا الرغبة في الحياة والبقاء حينما سقطت الشمس انتهى اللقاء وعدنا الى العناء، رغبة منا في الحياة نعيش لحظات طويلة من الانتظار ونحاول ان نجد السكينة في كل ثانية تمر ونحن نحلم بان شيء يمكن ان يتغير ويجلعنا سعداء ، لا نرضى بالقليل او حتى بما نملك، ونشعر بالاسى عندما نفقده وبه نفقد متعة الحياة ووهم الانتظار .
تم عرض الافتتاح لمسرحية “مثل ما سقطت الشمس” في المسرح الوطني الفلسطيني”الحكواتي” بتاريخ 30/6 يوم الجمعة الماضي، لتنقل بعدها إلى جولة عروض في كل من مدينة بيت لحم و رام الله .
ينتج هذا العمل مسرح الحارة، اخراج المخرج بشار مرقص إلى جانب طاقم ممثلين متميزين
” محمد باشا، محمود عوض، ميرنا سخلة، نيقولا زرينة” .
“مثل ما سقطت الشمس”- مسرحية للكاتب معتز أبو صالح
إنتاج مسرح الحارة- بيت لحم
تأليف: معتز أبو صالح، درامتورجيا وإخراج: بشار مرقص
سينوغرافيا: جريس أبو جابر ، تصميم إضاءة وإدارة تقنية: عصام رشماوي

مسرحية “مثل ما سقطت الشمس”، من تأليف الكاتب الجولاني معتز أبو صالح
الحياة الجديدة

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً