صحيفة: نتانياهو “خدع” الرئيس عباس ونكث تعهده بعدم تصعيد الأوضاع

2017/08/03
Updated 2017/08/03 at 7:54 صباحًا


رام الله – وكالة قدس نت للأنباء /كشفت مصادر فلسطينية موثوقة النقاب عن أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو “خدع” الرئيس محمود عباس (أبومازن)، ونكث تعهده عدم تصعيد الأوضاع في المسجد الأقصى المبارك وتوتيرها.
ونقلت صحيفة “الحياة” اللندنية عن المصادر قولها “إن الرئيس عباس “دان” خلال اتصال هاتفي مع نتانياهو العملية الفدائية في المسجد الأقصى بعد ساعات قليلة على وقوعها، فيما “تعهد” نتانياهو “عدم اتخاذ أي إجراءات تصعيدية” في المسجد الأقصى والمدينة المقدسة لـ “تهدئة” الأوضاع و “عدم توتيرها” مقابل إدانة السلطة الفلسطينية العملية التي نفذها ثلاثة فلسطينيين في باحة المسجد يوم الجمعة الرابع عشر من الشهر الماضي.”
وأضافت أن نتانياهو “لم يعمل على تهدئة الأوضاع على الأرض، بل عمد إلى توتير الأجواء وتصعيدها، بعد صدور بيان إدانة العملية، من بينها تركيب بوابات إلكترونية على مداخله”.
ولفتت إلى أن” عباس شعر بأن نتانياهو “كذب” عليه و “خدعه” بعدما “تعهد” له “تطويق” الأمور وعدم تصعيدها، وعدم اتخاذ أي إجراءات جديدة، وأنه “لم يكن عند كلمته، وتدهورت الأمور من سيئ إلى أسوأ”.
وأوضحت أن “عباس أجرى “اتصالات مكثفة” مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والعاهلين الأردني والمغربي عبدالله الثاني ومحمد السادس، ومنظمة المؤتمر الإسلامي ودول ومنظمات عربية ودولية من أجل “تطويق الحادث”، إلا أن نتانياهو “ظل مصمماً على تصعيد الأوضاع وتوتيرها”.
وكانت الحكومة الإسرائيلية أغلقت المسجد الأقصى في وجه المصلين بعد وقت قصير على وقوع العملية الفدائية، ثم وضعت بوابات إلكترونية عند مداخل المسجد، وشرعت في تركيب أعمدة وجسور لنصب آلات تصوير حرارية وغيرها من الأجهزة الإلكترونية لكشف المعادن، عقب العملية التي أسفرت عن مقتل شرطيين إسرائيليين، ودانها الرئيس عباس في تصريح رسمي.
وأوضحت المصادر أن القيادة الفلسطينية والرئيس عباس “أدركوا أن القضية تتخطى البوابات الإلكترونية إلى تقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً على غرار تقسيم الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل” جنوب الضفة الغربية المحتلة.
وزادت أنهم أدركوا أن “الأمر مرتبط بمشروع كبير يتعلق بمدينة القدس ومستقبلها، وفرض التقسيم الزماني والمكاني كأمر واقع”.
وأشارت إلى أن “عباس اتصل هاتفياً مع كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المكلف ملف الشرق الأوسط جاريد كوشنير وطلب منه أن “يضغط” ترامب على نتانياهو “من أجل تفكيك البوابات”.
وقالت أن “عباس حذر كوشنير أيضاً من أن “لا أحد سيستطيع وقف تداعيات بقاء البوابات”، وأن “الكرة في ملعب نتانياهو في ظل هذا الوضع الخطير جداً”.
وأردفت أن كوشنير طلب من الرئيس عباس “تهدئة الأمور والأوضاع على الأرض، فيما ستقوم الإدارة الأميركية بدورها في التهدئة”، ورد عليه الثاني: “أي تهدئة ونحن لا نعرف ما يحصل داخل المسجد الأقصى؟!”.
وزاد الرئيس عباس مخاطباً كوشنير في لهجة تحذيرية: “في حال لم تتم إزالة البوابات ووقف أي إجراءات في الأقصى والقدس، سنتخذ إجراءات حقيقية مؤلمة لإسرائيل، وكل دقيقة تمر لها قيمتها وثمنها. عليكم الضغط على نتانياهو”.
وتابع أنه قال لكوشنير أن “الأمور لم تعد تُحتمل، ولا يوجد لدينا ما هو أعز من القدس، ولا معنى لفلسطين من دون القدس، وتجب المحافظة على الوضع التاريخي والقانوني لمدينة القدس، وليس وضع ستاتيكو فقط، ولا دولة فلسطينية من دون القدس الشرقية عاصمة لها”.
ويعني مصطلح “ستاتيكو” الذي ظهر في السنوات الأخيرة إبقاء الأوضاع في القدس على ما هي عليه وعدم إجراء أي تغيير على الأرض، إلى أن يتم تحديد مستقبلها في مفاوضات التسوية النهائية بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً