الفكر المنغلق تعدى الاديان ..بقلم : تمارا حداد

2017/08/28
Updated 2017/08/28 at 10:44 صباحًا


التطرف الديني والغلو والعنف الفكري المؤسس على الدين لم يقتصر على الحركات الداعشية والحركات التكفيرية الظلامية الخارجة عن الفكر المعتدل السوي من المسلمين بل تعدى خطورة الارهاب من اليهود عبر جماعة متطرفة مكونة من فتية من المستوطنين عرفوا ب ” فتية التلال ” وتعتبر هذه الجماعة من الجيل الثاني وهم ذات النواة التي نفذت عملية احراق عائلة دوابشة في قرية دوما 2015 .
هذه الجماعة ارهابية من اليهود المتشددين وهم تنظيم يهودي ارهابي في مناطق الضفة الغربية ومتواجدين في بؤر استيطانية يطلق عليهم اسم ” بلاديم ” ، هذه المجموعة يهاجمون الفلسطينيين والأماكن الدينية غير اليهودية، ويهاجمون نشطاء اسرائيليين يحبذون السلام ويهاجمون ضباط في جيش الاحتلا ، فهم خطر ليس فقط على الفلسطينيين وإنما على بلادهم.
الجماعة يتبعون تنظيم ” التمرد ” هم مجموعة اجتماعية غير معروفة ، وتوجد نواة صلبة وهوامش وأعضاؤها هم بضعة عشرات من الشبان من سن “16 – 25 عاما ” غير منظمين وفق تنظيم هرمي .
قائد التنظيم يدعى ” مئير اتينغز ” هو حفيد الحاخام مئير كهانا ، خطورة التنظيم تكمن عبر الفكر اللاانساني المتطرف وما يحمله من افكار متشددة ووسائل تنطوي على اعمال ارهابية تمس الفلسطيني والإسرائيلي على حد سواء ، فهم الحقوا اضرارا بسيارة دبلوماسية قرب القنصلية الاسبانية في القدس وموقع الامم المتحدة في القدس .
الخوف من هذا التنظيم اذا زوَد بمنابع الدعم ، ضمن اهداف مدروسة بتهجير الفلسطينيين عن اماكن سكناهم ، وهذا يستلزم تفعيل وإثارة الروح الوطنية بين الفلسطينيين للتصدي لمثل تلك الهجمات العنصرية الارهابية ، والوقوف امام الهجمة الشرسة المستقبلية على الشعب الفلسطيني.
صحيح ان الاديان خُلقت لخدمة الانسان ورفع قيمته ومعناه في هذه الحياة ودعت الى مكارم الاخلاق والرحمة والمحبة وأرست الاديان عبر عقود طويلة ، واجتازت مرحلة الصراع في داخلها او في ما بينها ، ولكن لم تخل هذه الاديان الثلاثة من الفكر المنغلق ، فالتكفير لا يقتصر على دين معين بل تعدى الاديان كافة لتمس مخلفات العصور الظلامية والجاهلية لتحقيق اهداف سياسية سلطوية مشبوهة بعيدة كل البعد عن الحوار المعتدل العقلاني ضمن اهداف العدالة والمساواة بين البشر.

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً