شباب يكافحون البطالة ببيع الفطائر في أسواق غزة

2017/10/02
Updated 2017/10/02 at 8:05 صباحًا


الايام – محمد الجمل:مع انتهاء صلاة الفجر، وبدء مغادرة المصلين المساجد، يتحرك العشرات من الفتية والشبان من منازلهم، متجهين إلى المخابز ونقاط بيع الفطائر المحشوة بالشوكلاتة والمسماة محلية “عوجا”، وهي وجبة الإفطار المفضلة للموظفين والطلاب والباعة في الأسواق وللسائقين ايضا.
يحصل كل بائع منهم على حصته اليومية المتعارف عليها من الفطائر، ويضعها على عربة صغيرة، أو يحملها على كتفه، ويقصد الحي أو السوق الذي يبيع فيه، وكل منهم يحرص على أن يتواجد في مكانه قبل أن تشير عقارب الساعة إلى السادسة صباحاً، ليستيقظ العمال والموظفون والطلاب على أصواتهم، ويتوجهوا إليهم لشراء الإفطار.
الشاب محمد مازن حاصل على دبلوم فني كهرباء، لكنه لم ينجح في الحصول على فرصة عمل، اختار بيع “العوجا”، فهي أفضل بالنسبة له بدلاً من البقاء في المنزل.
وأوضح مازن أنه يستيقظ مع أذان الفجر، ويتوجه إلى المسجد، حيث يؤدي صلاة الفجر، ثم يقصد المخبز الذي يتعامل معه، فيحصل على السلعة ساخنة وجديدة، ويتجه مباشرة إلى السوق، فيكون باعة الخضار بانتظاره، ليتناولوا إفطارهم من سلعته.
وبين مازن أن “العوجا”، من السلع الرخيصة، إذ تباع القطعة منها إما بنصف شيكل أو شيكل واحد، حسب حجمها، وهي شهية، وما بها من حلوى وشوكلاتة تمد الجسم بالطاقة، لذلك يقبل العمال والموظفون على شرائها في كل صباح.
أما الشاب أحمد الزاملي، فيضع “العوجا” على عربة صغيرة يدفعها بيديه، ويتجه إلى الأحياء السكنية المزدحمة، ويسير في شوارع محددة، وينادي بأعلى صوته على بضاعته، مبينا أن صوته يعتبر منبها يوميا للطلبة والموظفين والعمال، ممن يستيقظون ويفتتحون يومهم بالشراء منه.
وأوضح أن بعضهم يشدد عليه أن يمر من أمام منازلهم ويرفع صوته بالنداء حتى يستيقظوا، ويتجهزوا للذهاب إلى جامعاتهم ومدارسهم أو أعمالهم.
وأكد أن العمل في بيع “العوجا”، يكسب صاحبه صفة النشاط، فهو يستيقظ كل يوم مع الفجر، وينتهي عمله بعد شروق الشمس بساعة، ليتجه إلى عمل آخر، حيث يقصد مزارع الخضراوات للعمل فيها.
وأوضح أن العمل الشاق الذي يقوم به يومياً منذ الخامسة فجراً وحتى ما بعد الظهر لا يعود عليه بأكثر من 40 شيكلا يوميا في أحسن الأحوال، لكنه أفضل من الاستسلام للبطالة، أو الجلوس في المنزل بانتظار وظيفة قد لا تأتي.
وأوضح أنه يساعد في توفير مصاريف عائلته، خاصة وأنه متزوج وأب لطفلين، وثمة متطلبات متزايدة للأسرة.
أما المواطن عبد الله سالم فأكد أنه اعتاد على صوت بائع “العوجا”، ولا يستيقظ سوى عليه، حتى أنه غاب يوما ولم يأت، لم يستيقظ إلا بعد ساعة من بدء دوامه، وعاتبه في اليوم التالي.
وأكد سالم أن هذه السلعة الصغيرة والرخيصة التي اعتاد الناس على الإفطار بها، خاصة المتعجلين، الذين قد يتناولونها خلال سيرهم، باتت مصدر رزق للعشرات من المتعطلين، وأسهمت في زيادة مبيعات المخابز، وهو سعيد بوجود باعتها في كل مكان.

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً