ثلاث عقبات تواجه خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط

2017/11/29
Updated 2017/11/29 at 8:55 صباحًا


بيت لحم- معا- يترقب المجتمع الدولي أن يكشف الرئيس الاميركي دونالد ترامب، عن خطة السلام للشرق الأوسط الجديدة في مطلع العام المقبل، إلا أن ذلك قد يواجه عقبات رئيسية حسبما أشارت وكالة بلومبيرغ الاميركية.
واعتمدت بلومبيرغ في تقريرها الذي نشر الثلاثاء، حول العقبات التي قد تواجه خطة ترامب، على الزيارة المفاجئة التي قام بها ثلاثة من كبار مساعديه في البيت الأبيض الشهر الماضي، وهم جاريد كوشنر وجايسون غرينبلات ودينا باول، إلى منطقة الشرق الأوسط لمناقشة الخطة.
وجاء إعلان مايك بينس نائب الرئيس ترامب عن زيارة الأخير للقدس ورام الله والقاهرة الشهر المقبل، ليعطي مؤشرًا على وجود عقبات بالفعل أمام خطة السلام.
ولتحقيق الخطة، يحتاج البيت الأبيض إلى فهم الإخفاقات طويلة الأمد الماضية، والخطوات التي اتخذها وأدت إلى عقبات ونتائج عكسية حتى الآن، والتي حصرها المراقبون في ثلاثة محاور رئيسية.
حل الدولتين
أولها أن رفض ترامب دعم إدارته لحل الدولتين، بدءًا بتعليقه الرافض في شباط الذي قال فيه أنا أنظر إلى دولتين وإلى دولة واحدة، وأرغب تمامًا بما يرغب به كلا الطرفين، تسبب هذا الرفض بنتائج عكسية ويجب التراجع عنه.
ورأت بلومبيرغ أن “مجمل الإسرائيليين لا يمكن أن يقبلوا بالدولة الواحدة، الحل الذي بموجبه سيعيش فيه الإسرائيليون والفلسطينيون معًا في كيان سياسي واحد، لا يمكن أن يؤدي إلا إلى حرب أهلية، أو إلى نسخة شرق أوسطية من الفصل العنصري الحاصل في جنوب أفريقيا”.
وأيًا كانت النتيجة، فهذا سيعني نهاية إسرائيل كوطن يهودي، وسيكثف من أعمال العنف بين الطرفين، الأمر الذي قد يمتد إلى ما بعد الساحة الإسرائيلية الفلسطينية، لتصبح أزمة أخرى سيكون على إدارة ترامب مواجهتها.
وتطرقت بلومبيرغ إلى المحور الثاني الذي أشارت من خلاله إلى فشل المحاولات السابقة للتوصل إلى اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بسبب الاعتماد الحصري على المفاوضات الثنائية، الأمر الذي بات الهدف منه جلب الطرفين للجلوس إلى طاولة المفاوضات فقط.
بدلاً من ذلك، كان على فريق ترامب أن يعترف بأن التوصل لاتفاق سلام شامل غير ممكن في المستقبل القريب، وينبغي عليه استخدام نهج تدريجي بواسطة توجيه الأطراف تجاه حقيقة دولتين لشعبين، وترك الباب مواربًا للمفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق.
لأن هذا النهج سيضغط على الإسرائيليين والفلسطينيين لاتخاذ خطوات بناءة كل على حدة، لتهيئة الظروف اللازمة للتوصل إلى حل الدولتين، للوصول إلى خلق واقع الدولتين تدريجياً ووقف الانزلاق نحو دولة واحدة.
المستوطنات
أما ثالث المحاور وفق بلومبيرغ فخلافًا لتأكيدات مزاعم رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتانياهو، فإن المستوطنات تشكل عقبة رئيسية أمام التقدم، وينبغي على ترامب أن يتعلم من أحد أسلافه كيفية التغلب على هذه العقبة، من خلال تحديد الكتل الاستيطانية الرئيسية المتاخمة لخطوط هدنة عام 1949 أو ما يسمى بالخط الأخضر، والأحياء اليهودية في القدس الشرقية حيث يعيش حوالي 80% من المستوطنين، بعد ذلك عليه التفريق بين هذه المناطق وبين المستوطنات المعزولة.
في هذا الشأن، كان الرئيس الاميركي السابق جورج دبليو بوش، قد ذكر هذا التمييز في رسالته إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون في العام 2004.
إلا أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تحاول محو هذا التمييز، لكن في الوقت نفسه، على إدارة ترامب مقاومة هذه المحاولة والتأكد من أن إسرائيل ستقوم بترسيم حدودها المستقبلية، استنادًا إلى حدود 4 حزيران 1967 إلى جانب البدائل الإقليمية.
كما على إسرائيل الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية الرئيسية تحت سيادتها، ووقف جميع عمليات بناء المستوطنات في المناطق الواقعة شرق الجدار الأمني في الضفة الغربية، وتوفير المساواة الكاملة في الحقوق لجميع المقيمين داخل هذه الحدود، وتوفير مساحة كافية لإنشاء دولة لملايين الفلسطينيين خارج حدودها وفقا للوكالة.
دعم إقليمي
من وجهة نظر بلومبيرغ، فإن ذلك النهج يتطلب نقل حوالي 100 ألف من المستوطنين في نهاية المطاف، إلى مناطق أخرى داخل حدودها المستقبلية، وهذ الحل ليس مستعصياً كما يدعي أنصار التسوية.
وقد وجدت دراسة استقصائية شاملة للمستوطنين، قامت بها منظمة “المستقبل الأبيض الأزرق” غير الحزبية صدرت عام 2014، أنه “إذا تم تعويض هؤلاء المستوطنين، فإن حوالي 30% منهم سيقومون بالانتقال طواعية حتى بدون اتفاق سلام، وسيقوم العديد من الآخرين بفعل ذلك في حال توقيع اتفاق”.
وختمت وكالة بلومبيرغ تقريرها بقولها إن “الرؤساء الاميركيين اكتشفوا منذ عهد الرئيس الاميركي السابق ريتشارد نيكسون، أن عملية السلام مهمة صعبة، لكن بالرغم من ذلك فإن على ترامب وفريقه أن يدركوا أيضًا أن الوضع الإسرائيلي الفلسطيني الراهن لا يمكن السكوت عنه، لذلك يجب على ترامب أن يضع نصب عينيه هدفًا واضحًا، هو تحقيق دولتين لشعبين”.

Share this Article