ملصق .. معرض بوسترات يستعيد أوج القضية الفلسطينية

2018/01/21
Updated 2018/01/21 at 9:27 صباحًا


الايام -يوسف الشايب:ملصق” هو عنوان المعرض الذي يفتتح، مساء اليوم، في متحف ياسر عرفات، يضم قرابة مائة وأربعين ملصقاً (بوستراً) من إنتاج “الإعلام الموحد” في منظمة التحرير الفلسطينية، ما بين تلك التي ستنتصب على الجدران في قاعة العرض، وما بين الأخرى التي تعرض بالتوالي عبر شاشة داخل القاعة نفسها لما يقارب الساعة، وهي تغطي بالرسم، والصورة، والتصميم، الفترة ما بين نهاية ستينيات القرن الماضي وحتى العام 1982.
واللافت في المعرض، ليس فقط أنه يؤكد تثبيت الذاكرة الجمعية، والهوية النضالية للشعب الفلسطيني عبر “الملصق” المحارب من قبل الاحتلال باعتباره “منتجاً تحريضياً”، كما تسعى لتسويقه عبر العالم، بل المهم في “ملصق” أنه ينتصر لأحداث وشخوص كان لها محوريتها في العملية النضالية الفلسطينية، لكنها لم تحصل على حقها في التوثيق وتسليط الضوء إعلامياً، ليتم استعادتها وإعادة إنتاجها بمعرض غاية في الأهمية على مستوى الإعداد الفني أيضاً، وليس على المستويين الوطني والرمزي فحسب.
وكشف محمد حلايقة، مدير متحف ياسر عرفات، لـ”الأيام”، عن أن هذه المجموعة النادرة من “البوسترات” التي يحتضنها المتحف في معرض “ملصق” هذا المعرض، مهداة من الفنان الجزائري رشيد قريشي المعروف بارتباطه بالقضية الفلسطينية، وهو الذي قدّم هذه المجموعة لمؤسسة ياسر عرفات كهدية للشعب الفلسطيني، وهي من مجموعاته الشخصية.
ولفت حلايقة إلى أن الكثير من أرشيف الثورة الفلسطينية تحول مع الوقت إما إلى مقتنيات شخصية، أو مفقود، أو أتلف بشكل أو بآخر، وأن قيام قريشي بالتبرع بهذه المجموعة للمتحف من شأنه أن يحض آخرين ممن يمتلكون مواد ومقتنيات تتعلق بياسر عرفات أو الذاكرة الجمعية الفلسطينية للقيام بذات الأمر.
وقال حلايقة: يأتي في البداية تأكيد دور المتحف كفضاء ثقافي تفاعلي ذي رسالة وأهداف واضحة، علاوة على حفظ تراث ياسر عرفات النضالي والوطني والإنساني والمرتبط بالنضال الوطني الفلسطيني والحركة الوطنية الفلسطينية عامة، وأهم وأطول فصل في هذه الرحلة النضالية، وبالتالي هذا المعرض يأتي في إطار حفظ الذاكرة الوطنية الفلسطينية المعاصرة.
وأضاف: الملصق (البوستر) لعب دوراً أساساً في التحريض السياسي بالمعنى الإيجابي، وفي الوصول إلى الناس، حيث كان وسيلة إعلامية وفنية، ووسيلة تواصل اجتماعي، علاوة على كونه عملاً نضالياً بحد ذاته، سواء تصميمه أو طباعته أو توزيعه أو حتى تثبيته على الجدران، حيث كان يتعرض للاعتقال من قبل قوات الاحتلال كل من كان يقوم بهذه المهام في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما أن تقديم هذا المعرض الآن يساهم في إحياء الذاكرة الوطنية الفلسطينية، وتعزيزها، وتعميمها، بما يشكل رابطاً ما بين عقود من النضالات الوطنية، ما بعد احتلال العام 1967، وحتى خروج قوات الثورة الفلسطينية بقيادة الرئيس الشهيد ياسر عرفات من بيروت.
ويشكل المعرض فرصة للأجيال الشابة ولليافعين والأطفال للاطلاع على هذه الحقبة الزمنية والتجربة النضالية عبر ملصقات المعرض، والتعلم منها، والتفكير فيها.
وما يميز هذا المعرض نفسه الوحدوي لكون كافة الملصقات التي يشتمل عليها صادرة عن “الإعلام الموحد” الذي اتخذ من منظمة التحرير الفلسطينية مظلة له.. وشدد حلايقة: متحف ياسر عرفات متحف للذاكرة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، وبالتالي فهو يعنى بتقديم الرواية الفلسطينية منذ مطلع القرن الماضي وحتى العام 2004، عام استشهاد عرفات، لكن المعارض المؤقتة، ومن بينها “ملصق”، ويتواصل كل منها قرابة الستة أشهر، تهتم بتسليط المزيد من الضوء على مرحلة ما في تلك الفترة، فالمعرض الأول كان “بلادنا هي بلادنا” وهو معرض شارك فيه الفنانون سليمان منصور ونبيل عناني وتيسير بركات وأحمد كنعان، وقدّموا الرواية بريشة الفنان، أما المعرض الثاني “انتفاضة” فسلط الضوء على مرحلة الانتفاضة الأولى وأهميتها من خلال عدسة مصور مكسيكي أميركي وثق لهذه الانتفاضة في ذكرى مرور ثلاثين عاماً عليها، والآن “ملصق” الذي يسلط الضوء على مرحلة كانت فيه القضية الفلسطينية ذات بعد عالمي، وشارك في توثيقها عبر الملصق (البوستر) فنانون ومصورون من كل أنحاء العالم، هذه الأنحاء التي استقبلت، في الكثير منها، هذه المنتجات الإعلامية الفنية (البوسترات)، بحفاوة كبيرة.

Share this Article