خيبة الامل لدى قيادات المحور الإسرائيلي.. محللون: الضربات على سوريا استعراضية فاشلة والمستفيد إسرائيل

2018/04/19
Updated 2018/04/19 at 8:21 صباحًا


غزة- وكالة قدس نت للأنباء /رأى محللون سياسيون أن عدوان الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا التي تم فجر اليوم ضد الشقيقة سوريا، ما هو إلا لحفظ ماء الوجه الأمريكي، وانه استعراض فاشل للقوة لا يمكن أن يؤثر على مجريات الأوضاع في سوريا أو يضعف الجيش العربي السوري.

وأشاروا إلى أن المستفيد من وراء هذه الضربات هو إسرائيل، والتي رفعت بعد العدوان الثلاثي حالة التأهب في المنطقة الشمالية، خاصة أن حزب الله يرفع حالة التأهب وينشر قواته على طول الحدود مع إسرائيل.

في المقابل استطاعت الدفاعات السورية أن تتصدي للعديد من الصواريخ، حيث أعلن الجيش السوري في بيان تمكّنه من صدّ معظم الصواريخ التي أطلقها العدوان الثلاثي على سوريا وإسقاط بعضها، و أنه تمّ حرف بعض الصواريخ عن مسارها وبعضها أدّى إلى جرح 3 مدنيين، و بيان الجيش أشار إلى أن العدوان الثلاثي أطلق حوالى 110صواريخ وتمكن الجيش من صدّ معظمها.

خيبة الامل لدى قيادات المحور الإسرائيلي

وتعقيبا على العدوان الثلاثي على سوريا، قال الباحث السياسي منصور أبو كريم: “إن مشاركة بريطانيا وفرنسا في العدوان على سورية دليل على أن الهجوم الكيماوي على دوما كانت عمل مدبر لتصفية حسابات الدول الغربية مع روسيا بصورة أخرى كجزء من الموقف الاوروبي على قضية سكريبال”.

وأضاف أبو كريم في تعقيبه لـ”وكالة قدس نت للأنباء”، وبالتالي ما حصل فجر اليوم هو جزء الرد الاوروبي والأمريكي على روسيا نتيجة شعور هذه الدول بخطورة استخدام الأسلحة الكيماوية على أراضيها وليس حماية للشعب السوري كما يقال.

وأشار إلى أن الموقف الروسي في البداية صعد من خطابه السياسي في مواجهة التهديدات الغربية ومن ثم بلع كأس المر وعدى الأمر في إطار ضربة محدودة؛ لذلك أقول إن محدودية الضربة جاءت لحفظ ماء وجه الجميع.

بينما قال الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو :” في المحصلة النهائية، نحن أمام استعراض فاشل للقوة، أدى إلى حالة من الإحباط وخيبة الامل لدى قيادات المحور الاسرائيلي السعودي بينما عزز هذا الفشل شعور التضامن والوحدة العربية في سوريا وفلسطين وجميع شعوب الدول العربية” .

من جهته رأى الكاتب و المحلل السياسي هاني البسوس، أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تكتفي بهذه الضربة على سورية خاصة أنها أبلغت القوات الروسية بموعد الضربة وبأنها لا تريد الاشتباك معها، و في الحقيقة “تمخض الجمل فولد فأراً” وما الضربة إلا رسالة فقط للنظام السوري، ما عدا قلة من الخونة الذين اختاروا هوية أخرى وهم سيهزمون.

ضربات دقيقة ضد سوريا

وشنت اميركا وفرنسا وبريطانيا فجر اليوم السبت، غارات على سوريا، فيما اعلنت دمشق ان دفاعاتها الجوية تصدت للهجوم.

وأكّد التلفزيون السوري اسقاط الدفاعات الجوية السورية 13 صاروخاً بمنطقة الكسوة في ريف دمشق، وقال شهود “إن منطقة برزة بدمشق أصيبت في العدوان”.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب فجر اليوم، “إنه أمر بتوجيه “ضربات دقيقة” ضد سوريا ردا على الهجوم المزعوم بغاز سام والذي أدى إلى سقوط ما لا يقل عن 60 قتيلا في السابع من نيسان الجاري”.

واضاف ترامب في كلمة تلفزيونية من البيت الأبيض “أمرت منذ فترة وجيزة القوات المسلحة الأميركية بتوجيه ضربات دقيقة لأهداف مرتبطة بقدرات الأسد في مجال الأسلحة الكيماوية”.

وزارة الدفاع البريطانية كانت قد أعلنت أن 4 طائرات “ترنيدو راف” اشتركت في الهجوم واستهدفت منشآت قرب منطقة حمص. فيما صرحت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عند انطلاق الهجوم على سوريا بأنه “‏لا بديل عن استخدام القوة ضد النظام في سوريا”، وأضافت بأن “الضربات ستكون محدودة”.

بالتزامن، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن “الضربات الفرنسية تستهدف القدرات الكيميائية للنظام السوري”.

وقال رئيس هيئة الأركان الأميركية في وقت لاحق: “إن العملية العسكرية في سوريا قد انتهت، وتم استهداف النقاط المحددة”، نافياً وجود تنسيق مسبق مع روسيا أو إخبارها بالعمليات.

العدوان لحماية إسرائيل

وحول آثار العدوان على سوريا، قال الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات، إن العدوان على سوريا، لن يهزم الإرادة السورية، وهذا الحلف الثلاثي المجرم الذي شن هجومه على الأراضي السورية انطلاقاً من قواعده العسكرية في قطر قام بهجومه هذا بعد هزيمة مشروعه الإستراتيجية في الغوطة الشرقية.

وأشار عبيدات في تعقيبه لـ”وكالة قدس نت للأنباء”، إلى أن هذا العدوان يعبر عن أن هذا الحلف المجرم يريد أن يوقف مفاعيل الانتصار للجيش السوري ويمنع تمدده نحو الجنوب السوري والشمال الشرقي لإستكمال تحرير بقية الجغرافيا السورية، يريد أن يحمي دولة الكيان الصهويني .

وأوضح، أن هذه الضربة الاستعراضية لن تغير في الواقع شيئاً ولن تمنع تحقيق الانتصار السوري، هذا العدوان يكشف هذه الطبيعية العدوانية والإجرامية لهذا الثالوث.

وذكر عبيدات، أن سوريا لا ولن تمنح حلف العدوان أي مكاسب أو تنازلات، فما تحقق في الميدان لا يمكن التراجع عنه ولا جوائز ترضية للعدوان وأذرعه، سوريا اليوم تثبت أنها قلعة الصمود العربي، ومن لا يقف إلى جانب سوريا في هذا الوقت بالذات فهو في صف الخونة .

قلق في إسرائيل

في إسرائيل حالة من القلق الكبير بعد العدوان الثلاثي، وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت نقلا مسؤولين أمريكيين، انه تم إطلاع “إسرائيل” مسبقًا على الهجوم المشترك في سوريا.

وقالت يسرائيل هيوم، انه بعد الهجوم الثلاثي حزب الله رفع حالة التأهب ونشر قواته على طول الحدود مع إسرائيل، وأن “إسرائيل” في المقابل رفعت حالة التأهب في المنطقة الشمالية.

وقال المختص بالشأن الإسرائيلي محمود مصطفي مرداوي :” إن الهجوم المشترك الامريكي .الفرنسي. البريطاني على سوريا جاء ليحقق مطالب نتنياهو التي جاهر فيها مطالبا الغرب ولا سيما الولايات المتحدة تحقيقها بالنيابة عن دولة الاحتلال وإلا .

وأوضح مرداوي، أن دولة الاحتلال لم تكن تتوقع ان تقتصر الضربة على مواقع سورية وكانت ولا زالت تطمح ان تزج الغرب في مواجهة التواجد الإيراني في سوريا الى جانبها.

ونوه، إلى انه وفي كل المراحل والمحطات للحرب في سوريا كانت تُستهدف سوريا الجغرافيا والتاريخ والدور الجيوسياسي في المنطقة لخدمة ومصلحة دولة الاحتلال .

Share this Article