قرية سمسم .. الارض , الهوية , التاريخ اصدار للباحث الدكتور سامي يوسف احمد

2018/09/24
Updated 2018/09/24 at 7:46 صباحًا

غزة الحياة الثقافية – سامي ابو عون /اذن حلق الباحث بعين الصقر ورفرف وطاف بأجنحة الكشف , ثم وجه البوصلة نحو الاكيد فرصد تمتمات الارض التي اشتكت للعتاب والهجران فأنشدت لحن الحنين الارض التي ما زالت تلبس ابكار الصباحات وتذرف ندى اللقاء وعكاز ذلك العجوز ما زال يحاكي ابريق القيلولة ويناجي ظل الظهيرة عند عود التسابيح والطيور تسبح بمسبحة الغياب وتتلو آيات الامكان
هنا الباحث
فكك ومشط ظفائر التاريخ وكحل احمرار الانتظار من جلد الذكريات وجذف وغاص في معالم الهناك ثم اغتسل بصفات الامشاج والعادات
ايضا بحش في اعماق المعرفة ليصل الى شطئان الرؤيا من خلال سرج العين وشوكة اليقين وسبل العارفين
جاء تأكيدا على الارض التي تدور وتدور حتى جاءها مخاض الان
للأرض وللهوية وللتاريخ
ثم سكنت خيمة السنين وتعب الواصلين في حقيقة المشهد عند رؤى الحالمين حيث برزخ الانتقال من حياة العيش الى حياة الساعين
هنا الباحث اعتلى كشف الحقيقة في الرغبة الساكنة في قوام الصابرين والمكلومين من سيرة المدى وسرة الصبر هي وتد القدرة على التحمل
ايضا اجتهاد الامتحان عند تفوق الاتكال
اذن كيف ؟ الصب يسهو والذي يمشي على جمر من الفقد يلهو والذي يمشي سيصفو ثم يضم المسافة ويرسلها
هي المعجزة تنشطر من اكواخ الفقد وخروع الصبر وحواكير التمرد
الباحث فتش خصل التشابك وعقد التوكل والعزم وحزم يقينه بإصحاح مشيمة الهوية واستمد القوة من تجاعيد الامهات والاباء الذين عايشوا القبل والبعد وقلب صفحات العقود والسدود وأوزن اكف الميزان بحروف الصدق والوفاء لانتصار الواقع على ما وقع في فلسطين وتشرد المستظلين تحت اشجار الستر والرزق الكريم
الباحث ابدع في لملمة معاني التوثيق ومخر في زوايا التاريخ وقلب ذرات القرية سمسم وسمسمها حبا ولفها بعهد الوفاء وكتب لها وغنى راجعين راجعين يا سمسم الزيت والشفاء ليبرهن للعابرين الى الحياة ويقول نمر على حروف الموت وعلى حروف البقاء يمرون
هنا حالة التمرد ساكنة ودروب العودة كثيرة الامل ومحاكاة الامس القريب حق ونبش الذاكرة تاريخ وولادة الايام شروق ترفرف بعفة اكمام المجيء
حتى ينهار سد الرؤية فيا كل الحدود زولي امام هوانا
اذن هي سمسم القادرة على حبس الدمع في حواصل الحلم الازلي و بقاء شوكة العين بوصلة الاتجاه نحو فنار الغد ونحو الثبات حتى اقبال العيس
الباحث كشف عن اشياء لم تكن في البال ولا الحسبان فهو ربط بين الواقع الماضي الحاضر وروى الكتاب من نسغ الحكاية وبهر الخلطة بتعب المشوار وتوابل النشوة ورسم المعاني من دمع الجغرافيا وحدود الاتساع ورسم الشكل الهندسي من ملامح الوجوه القابعة فوق جمر البياض وسيج الحزن بحفنة من الامل واسترجع حلم الصبا الى مرآة الطريق وشخص حالة النسيان في البوم من صور الذكريات
هي عبارة عن تكوين الوفاء لهذه القرية الساكنة في عين المدى
سمسم اصل الرائحة في جنابات المسافة وفي اغصان التسابيح وحبات الحمد وقبعة العرق المنسوجة من خيوط انحناء الزرع ونكهة حبات المعصرة في شفاه الطعم رائحة صباحات الدكاكين وكانون الالتماء في شتاء الخبز
كل الاحترام للباحث الدكتور سامي يوسف احمد
على هذا الانجاز الرائع الذي لملم من خلاله الحلم المبعثر في دهاليز النسيان والبس الواقع ثوب الامل وعزف اوتار القرب وعالج انفس محرومة من السبيل والطواف حول صبار الصبا وطرز من اهات الحديث لوحة الاسترجاع الى حارات الامس والبيان
اذن هي قول الدماء ترسم خارطة الشهداء والتكبير وتنشد راجعين بحتمية الاكيد
فلسطين راجعين
التسمية :
اصل التسمية والمعنى :
جاء في معجم البلدان ان سمسمة اسم موضوع وقال ابن السكيت : هي موضع او رملة معروفة في بلاد العرب وهي ما ارتفع عن سيل الوادي وانحدر عن الجبل ومن المعروف ان بعض العشائر كانت تطلق اسم موطنها القديم على الموطن الجديد الذي نزحت اليه وقد انشد ابن السكيت قول الشاعر (البغيث خداش ابن بشر )
مدامن جوعات كأن عروقه مسارب حيات تشرين سمسماً
ويقول رؤبة :
يا دار سلمى يا اسلمي ثم اسلمي بسمسم او عن يمين سمسم

Share this Article