محافظة طوباس ترسم مستقبل الطاقة في فلسطين

2019/05/29
Updated 2019/05/29 at 11:10 صباحًا
فلسطيني يثبت الواحا شمسية فوق سطح مركز طبي في قطاع غزة يوم 1 مارس اذار 2016. تصوير: ابراهيم ابو مصطفى - رويترز

فلسطيني يثبت الواحا شمسية فوق سطح مركز طبي في قطاع غزة يوم 1 مارس اذار 2016. تصوير: ابراهيم ابو مصطفى – رويترز

طوباس – إسراء غوراني وفا -شهدت السنوات الست الأخيرة، توجها ملحوظا في محافظة طوباس للاستثمار في مجال الطاقة الشمسية؛ نظرا للمناخ الذي تتمتع به المنطقة، وموقعها الجغرافي، واتساع أراضيها، حيث بدأت بوحدات طاقة شمسية صغيرة على أسطح المنازل، حتى باتت المنطقة اليوم تتضمن مشاريع استثمارية تعتبر الأكبر في فلسطين في مجال الطاقة الشمسية.

ويعتبر رجل الأعمال عماد مسلماني، أول رجل أعمال فلسطيني يستثمر في مجال الخلايا الشمسية، ومشروعه الموجود في منطقة الفارعة جنوب طوباس، حيث يعد أكبر مشروع خاص في هذا المجال حتى الآن.

ويقول مسلماني في حديثه لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية”وفا”: إن مشروعه بدأ بالعمل أواخر العام 2017، وهو مقام على مساحة 50 دونما، بتكلفه ثلاثة ملايين ونصف المليون دولار، وقدرته من الطاقة 3 ميغاواط، مشيرا إلى أنه بدأ بالعمل على المشروع بعد دعوة الحكومة لرجال الأعمال للاستثمار في هذا المجال، بالإضافة إلى زيارته من قبل رئيس بلدية طوباس وإقناعه بهذا المشروع الذي يساهم في حل مشاكل الكهرباء في المنطقة.

وتطرق مسلماني الى الأهمية الاستراتيجية لمشاريع الطاقة الشمسية والحاجة الملحة للاستثمار فيها.

واضاف: خاصة أن الكهرباء تصلنا عن طريق الاحتلال، وهناك معاناة كبيرة جراء انقطاع التيار الكهربائي من المصدر في فترات الذروة وارتفاع الأحمال في فصل الصيف، فالاحتلال لا يعطى القدرة الكاملة التي يتم استيعابها في تلك الأوقات”، مؤكدا أن مشاريع الطاقة الشمسية تساهم في حل هذه المشاكل، خاصة أنها من مصدر طبيعي لا يتحكم به الاحتلال.

وشجع مسلماني رجال الأعمال على الاستثمار بشكل أوسع في مجال الطاقة الشمسية، لأنها مشاريع فيها هامش جيد من الربح، مطالبا سلطة الطاقة بإعطاء رخص لرجال الأعمال لتوسيع مشاريع الطاقة الموجودة لديهم.

من جهته، قال المدير الفني لشركة كفاءة لحلول الطاقة البديلة سائد مكحول، والذي يشرف حاليا على تنفيذ مشروع “شمس طوباس” الواقع بين طوباس وطمون، “إن المشروع من المتوقع أن يبدأ العمل خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، وقدرته 5 ميغاواط، كما أنه يتم التخطيط حاليا لمشروع آخر بقدرة 8 ميغاواط في منطقة طوباس”.

وحول أسباب الاتجاه لمشاريع الطاقة الشمسية في منطقة طوباس أكثر من غيرها، أوضح مكحول أن محافظة طوباس بشكل عام تتميز بكمية جيدة من الإشعاع الشمسي نظرا لموقعها الجغرافي، وتوافر مساحات واسعة من الأراضي فيها وبأسعار معقولة مقارنة بالمناطق الأخرى، بالإضافة إلى تشجيع بلدية طوباس وشركة الكهرباء على الاستثمار في هذا الجانب بما يخدم المنطقة ككل.

من جهته، اوضح مدير شركة كهرباء طوباس عبد الله نعيرات ان شركة كهرباء طوباس، التي تزود محافظة طوباس كاملة و20 هيئة محلية من جنين، كانت بحاجة ماسة لمشاريع الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء للتغلب على الأحمال الكبيرة خاصة في فصل الصيف، الذي كان يؤدي لقطع التيار الكهربائي في كثير من الأحيان بسبب العجز.

وأكد أن الشركة تمكنت من إحضار تمويل في عام 2009 للبدء بمشاريع الطاقة الشمسية الصغيرة على أسطح المنازل، لكن لم يتم التنفيذ حتى العام 2012.

وأرجع أسباب تأخر تنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية في فلسطين بشكل عام لعدم وضوح الرؤية والجدوى الاقتصادية من هذه المشاريع سابقا، وعدم وجود أنظمة تحدد العلاقة الفنية والإدارية، ويضاف لذلك الأسعار المرتفعة جدا للمعدات مقارنة بدول العالم، ولكن خلال الست سنوات الأخيرة بدأت تنخفض الأسعار نسبيا.

وبدأت شركة كهرباء طوباس بدعم مشاريع الطاقة الشمسية الصغيرة للمنازل كخطوة أولى لتشجيع الناس على الاستثمار في هذا المجال وتوضيح الجدوى منها، فتم البدء بمشروع بقدرة 120 كيلوواط، كنموذج لإثبات جدوى هذه المشاريع، ومن ثم مشروع بقدرة 350 كيلوواط، وخلال هذه المدة بدأت القوانين الناظمة تنضج، حيث صدرت المبادرة الفلسطينية للطاقة الشمسية عام 2012، وبعد ذلك انتشرت مشاريع الطاقة الشمسية.

وأوضح نعيرات أن في فلسطين أكثر من 300 يوم شمسي، ومشاريع الطاقة الشمسية تحتاج جوا معتدلا واشعاعا شمسيا”.

وأضاف ان شركة كهرباء طوباس كانت مصرة على تنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية كجزء من رؤيتها المستقبلية لمستقبل الطاقة في المنطقة التي كانت تعاني من عجز في قدرة الكهرباء سابقا، وفي سبيل تنفيذ هذه الرؤية قدمت الشركة تسهيلات للمواطنين لتركيب خلايا شمسية على أسطح منازلهم، منها كفالتهم عند البنوك لشراء المعدات، وعدم التأخر في إصدار التراخيص لهم.

كما تستعد شركة كهرباء طوباس حاليا لتنفيذ أول مشروع إنتاج طاقة عن طريق توربينات الهواء التي سيتم إقامتها في منطقة مرتفعة، بالإضافة إلى التخطيط للعمل بأنظمة متطورة من الخلايا الشمسية، التي تستطيع تخزين الطاقة الشمسية حتى بعد غياب الشمس بعدة ساعات.

من جهتها، نوهت مسؤولة قسم الطاقة في شركة كهرباء طوباس إشراق جرار إلى أن مجموع مشاريع الطاقة الشمسية التي تعمل حاليا قدرتها 5 ميغاواط تنتج 8 ملايين كيلوواط سنويا، أي ما يعادل 20% من استهلاك الشركة.

ومن المتوقع خلال السنتين المقبلتين مع افتتاح المزيد من مشاريع الطاقة الشمسية انتاج ما نسبته 60% من حاجة المنطقة من الطاقة، وعند اكتمال كافة مشاريع الطاقة من طاقة الرياح والشمس بمختلف أنواعها خلال عدة سنوات من الممكن الاستغناء بنسبة 90% عن الطاقة التقليدية

Share this Article