المسرح يترنح.. بين ضعف التمويل الداخلي وتحكم الممول الأجنبي

2021/05/26
Updated 2021/05/26 at 11:24 صباحًا

 

رام الله- الحياة الجديدة- سعيد شلو- مسرحية (رجل ورجل نبيل) مستوحاة من مسرحية  إيطالية للكاتب إدواردو دي فليبو، أخرجها الفلسطيني الصاعد  إيهاب حلاوة، وعرضت على مسرح مدرسة “الفريندز” بمدينة رام الله باللغة الإيطالية وليس اللغة العربية.

 

تتناول المسرحية بطابع كوميدي الفروق الطبقية بين المواطنين في القرى والمدن داخل المجتمع الإيطالي، وقولبها حلاوة لتتناسب والوضع الفلسطيني في سبعينيات القرن الماضي.

 

لم تتطرق المسرحية إلى واقع الاحتلال في فلسطين، بل ركزت على جوانب أخرى في المجتمع الفلسطيني. عن ذلك يقول حلاوة “الاحتلال يشكل أساس التحديات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، ولكن علينا أيضا النظر إلى التحديات الأخرى التي يتعرض لها”.

 

ويوضح المخرج الشاب أن التطرق المستمر للاحتلال دون تناول القضايا الأخرى هو مثل تناول شخص ما الطعام ذاته يوميا وقد يكون لذيذا، لكنه سيشعر في النهاية بالملل، لذلك تم التوجه إلى مسرحية في اتجاه لا يتناول الاحتلال، بل الضغوط الاجتماعية والنفسية التي تقع على المواطن الفلسطيني، لكن في قالب كوميدي.

 

المخرج إيهاب عدنان حلاوة من قرية عين عريك بمحافظة رام الله والبيرة، وحاصل على درجة الماجستير في الإخراج المسرحي السينمائي من إحدى جامعات مدينة ميسينا الإيطالية يقول: “نظرا لعدم وجود دعم مالي كاف من قبل المؤسسات الفلسطينية المعنية بالفن، توجهت إلى مؤسسات إيطالية وفرت المسارح والممثلين الاجانب”.

 

 

 

أبو الهيجا: نعيش في بيئة متغيرة تؤثر على التمويل

 

في السياق ذاته يقول المخرج السينمائي والمسرحي فيصل أبو الهيجا إن الفنان الفلسطيني يعيش في بيئة غير متوقعة ومتغيرة، كما أنها متأثرة بالأوضاع السياسية وإجراءات الاحتلال.

 

وتابع أبو الهيجا “التمويل هو جزء من المشاكل ولكن يوجد أيضا هناك مشاكل أخرى منها ضعف الاستثمار في الفن وكذلك بعض العادات والتقاليد السائدة وسيطرة الاحتلال على جميع المعابر التي تعمل على تعطيل السفر والتنقل بين المدن في الضفة وإلى أراضي 1948.

 

وأوضح أبو الهيجا أن وزارة الثقافة تدعم وتمول المشاريع والفنانين، لكن هذا الدعم متواضع ويقتصر على مسرحية صغيرة أو فعالية معينة.

 

ويقر أبو الهيجا بأن وزارة الثقافة قدمت دعما للفنانين، لكنه يشير إلى شح هذا الدعم ويقول “خلال فترة الإغلاق قدمت لي وزارة الثقافة دعما بقيمة 500 دولار فقط، عن عام واحد.

 

 

 

مخلوف: ضعف التمويل يهدد المسرح

 

ومن جهته قال المدير التنفيذي لمسرح وسينما القصبة سامر مخلوف أن مسرح القصبة يعاني من عدة مشاكل على المستويين المستوى الأول يتمثل بضائق المالية وقيام المالك بتهديد بإخلاء المكان هو تهديد وجودي، أما المستوى الثاني فيتمثل بضعف التمويل، حيث حصلنا على التمويل من بعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا والنرويج وسويسرا.

 

وأوضح مخلوف أن مسرح القصبة حاضنة ثقافية لـ15  مؤسسة، وكما يعمل على دعم جزء من الأعمال والأفكار الريادية للفنانين وتقديم الأعمال للجمهور، ومحاولة إيجاد استدامة مالية دون وجود دعم مالي مقدم من مؤسسات خارجية قد تتدخل في مضمون العمل المراد تقديمه.

 

وأضاف مخلوف أن مسرح القصبة ووزارة الثقافة قاما بإنشاء الصندوق الثقافي الفلسطيني، من أجل المحافظة على استمرارية المؤسسة، وأشار إلى أن وزارة الثقافة تدعم مسرح القصبة لكن هذا الدعم يعد شحيحا في ظل تحويل موارد الحكومة المالية للقطاع الصحي.

 

ونوه مخلوف إلى أن وجود دراسة بينت نتائجها وجود مشاكل كبيرة لدى الفنان الفلسطيني مثل عدم قدرته على إنتاج أعمال ريادية وثقافية بسبب ضعف التمويل وشح الموارد.

 

 

 

الثقافة: الأموال ذهبت لمواجهة الجائحة

 

عن ذلك تقول مديرة دائرة المسرح في وزارة الثقافة بتول قيسية “في فترة ما قبل الكورونا كان يتوفر دعم للمسارح والفنانين سواء في الداخل الفلسطيني أو في الخارج كالمهرجانات وتغطية أماكن السكن للفنانين.

 

وأوضحت قيسية أنه خلال فترة الكورونا عام 2020 عملت وزارة الثقافة على دعم الفنانين والمسارح بشكل عام، عبر تقديم 500 دولار لحوالي 600  فنان في فلسطين أو في الشتات.

 

وقالت بتول إنه تم تقديم الدعم لكل الفنانين المسجلين لدينا خلال فترة ما قبل الكورونا وخلال فترة الكورونا.

 

وأضافت قيسية “مؤخرا تم دعم المسارح، عن طريق شراء العروض المسرحية في عدة مسارح مختلفة مثل مسرح الحرية في جنين، ومن ثم يتم عرض المسرحيات عن طريق الفضاءات المفتوحة أو عبر شبكة الانترنت”.

 

وأشارت إلى أنه لا يتم رفض أي مشروع يتلاءم مع المستوى الثقافة الوطنية الفلسطينية بغض النظر عما إذا كانت عروضا مسرحية أو دبكة أو عروضا موسيقية.

 

ونوهت قيسية إلى أنه خلال فترة ما قبل الكورونا كان دعم بالطريقة ذاتها لكن بوتيرة أعلى من الوقت الحالي، لكن حاليا ونتيجة لتحويل الحكومة الأموال نحو القطاع الصحي لتوفير ما يلزم لمواجهة وباء كورونا من موارد، ولتوفير اللقاحات لشعبنا، بات الوضع المالي أكثر صعوبة.

 

Share this Article