النضال الشعبي بسوريا  تشارك بندوة القدس في ضوء المعطيات الأثرية

2021/08/26
Updated 2021/08/26 at 1:53 مساءً
دمشق / شبكه النضال الاخبارية : نظمت مؤسسة القدس الدولية (سورية) صباح الأربعاء 25/8/2021م، محاضرة تحت عنوان: (القدس في ضوء المعطيات الأثرية)؛ ألقاها الباحث الدكتور بسام جاموس، في المركز الثقافي العربي-أبو رمانة، بحضور د.خلف المفتاح؛ -المدير العام للمؤسسة-، والدكتور صابر فلحوط؛ -رئيس اللجنة العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني-، والسادة ممثلي السفارة العراقية، وممثلي جيش التحرير الفلسطيني، والفصائل الفلسطينية، والسيدة رباب الأحمد؛ مديرة المركز الثقافي، وبحضور الرفيق سامر سويد عضو اللجنه المركزية سكرتير لجنة العمل التنظيمي و الرفيقة عائدة عم على عضو اللجنه المركزيه مسؤولة الاعلام وعدداً من الكتاب والباحثين والمهتمين.
أدار المحاضرة الدكتور يوسف الأسعد؛ عضو مجلس إدارة المؤسسة، مرحباً بالسادة الحضور، شاكراً إدارة المركز الثقافي التي تحتضن هذه الفعاليات بكل اهتمام، معرِّفاً بالسيد المحاضر، وعنوان المحاضرة، التي تأتي ضمن فعالية يوم القدس الثقافي الشهري، والذي يؤكد سعي مؤسسة القدس الدولية في سورية على الاستمرار بخطى ثابتة بالتعريف بتاريخ المنطقة عامة، وفلسطين خاصة.
من جهته، أكد د.بسام جاموس؛ الباحث وعالم الآثار، أنَّ القدس سكنت منذ الألف الثالث ق.م، وهناك وثائق وشواهد دامغة بأنَّ اليبوسيين هم أول من سكنوا القدس وأول من بنوها -وهم أموريون كنعانيون شاميون- والدلائل واضحة في مدينة القدس، وفي عام ١٩٥٢-١٩٥٤م أكدت العالمة الأثرية البريطانية “كاثلين كينيون”؛ لتؤكد للعالم أجمع من خلال النتائج والمعطيات الأثرية التي توصلت إليها في موقع أريحا في القدس، -وأيضاً بعض مواقع القدس-؛ بأنَّه لم يعثر على الإطلاق على أي قطعة “إسرائيلية-يهودية” في هذه المنطقة، وإنَّما مدينة القدس تعود إلى الألف الثالث ق.م، -تشبه الممالك السورية (مملكة ماري، وإيبلا، وتل بيدر)، وهناك قصور ومعابد تعود إلى الألف الثالث ق.م؛ أي قبل وجود اليهود-، لذلك كانت هذه النتائج خيبة أمل لدى علماء التوراة؛ لأن الحرب اليوم ثقافية بامتياز، والغزو الفكري أخطر من الغزو العسكري؛ لذلك نتائج أكدت “كينيون” مع إيبلا والمواقع الأخرى بأنَّ فلسطين وغيرها من المناطق -بشكل عام- هي مدن كنعانية عمورية، اشتهرت في الألف الثالث، وازدهرت في الثاني ق.م، واستمر بها الاستقرار الحضاري حتى الفترة العربية الإسلامية.
كما أشار في المحور الثاني إلى التنقيبات غير الشرعية التي ينفذها الكيان الصهيوني في مواقع الأراضي المحتلة -وخاصة القدس-، وأخطر ما تم تنفيذه الحفريات تحت الأقصى؛ والتي أدت إلى تصدع عدة أبنية سكنية ومقدسات مسيحية وإسلامية.
أما المحور الثالث والأخير؛ فقد تحدث فيه عن أسماء القدس: (أورسلام)؛ مدينة السلام، (يبوس)؛ تعود تسميتها لسكانها الأصليين؛ اليبوسيين العموريين الشاميين في المنطقة، وحملت اسم (إيليا) بفترة هادريان -الفترة الكلاسيكية-، وحملت أيضاً اسم (القدس) في الفترات العربية الإسلامية، كما تحدث عن روائع الآثار في القدس… مؤكداً في خلاصة البحث بأنَّ ما يسعى إليه علماء التوراة أصبح واضحاً أمام علماء العالم؛ بأنَّ كل ما جاء في التوراة والجغرافية التوراتية، ليس له علاقة بما يتم ادعاؤه، وإنما الشواهد والآثار أكّدت على شامية وعمورية هذه المدن والمواقع، وبذلك تكون هناك خيبة أمل عند علماء التوراة؛ فالآن أصبح كل العلماء يعتمدون على المعطيات الأثرية الحديثة التي تشدد على عروبة فلسطين والقدس.
وبدوره، أشار د.خلف المفتاح؛ المدير العام للمؤسسة، إلى أهمية هذه المحاضرة؛ لما تطرق إليه بالمحاضر؛ فهو يصب في قلب نشاط المؤسسة؛ فمن أبرز أهدافها التأكيد على عروبة القدس وهويتها الحضارية، ودحض الرواية الصهيونية التي تدعي يهودية هذه الأرض، واتباع المنهج العلمي البحثي، مهم في ربط الفكرة بالصورة والوثيقة.
في ختام المحاضرة كان للسادة الحضور مداخلات أغنت المحاضرة، فقد أكّد كل من الدكتور محمد بهحت قبيسي، والدكتور سليم بركات، والدكتورة ديالا بركات، على ضرورة تحديد النقاط التاريخية الواجب العمل عليها بطريقة علمية؛ لتخرج بطريقة واضحة ومبسطة، تسهم في تصحيح مفاهيم تاريخية خاطئة، ومصطلحات علمية مدسوسة، ويقع على وزارة التربية والتعليم دور كبير؛ لإغناء الكتب الدراسية بمعلومات صحيحة عن تاريخ منطقتنا العربية، وذلك يحتّم على النخب العلمية والجهات الحكومية المعنية إنشاء مراكز أبحاث استراتيجية، ومراكز ترجمة من اللغات الأجنبية، تسهم في تصويب التوثيق التاريخي، في مواجهة المشروع الصهيوني الغازي.
Share this Article