تصاعد التوتر بين ايران ودول الخليج وسط انقسامات طائفية على خلفية الازمة السورية

2013/05/28
Updated 2013/05/28 at 8:27 صباحًا

40d14270_khalij-iran

لندن / عاد التوتر ليخيم مجددا على اجواء العلاقات الخليجية الايرانية على خلفية تصريحات ايرانية بشأن البحرين والنزاع حول الجزر الاماراتية الثلاث وسط انقسامات طائفية متزايدة واصطفاف سياسي غير مسبوق تشهده المنطقة بسبب الازمة السورية. وقد جاء تورط قوات حزب الله المدعوم من ايران في القتال الدائر في سوريا، والذي أكده زعيم الحزب حسن نصر الله امس في اول اعتراف رسمي، ليؤكد حقيقة هذا الموقف.

وفي تصريحات شديدة اللهجة تعد الاولى من نوعها وصف وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة الأمين العام لحزب الله بأنه “إرهابي” بعد أن قال (حسن نصر الله) إنه سيساعد على تحقيق النصر لنظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وتتهم البحرين ودول خليجية ايران، الداعم الرئيسي لحزب الله، بالتدخل في شؤونها الداخلية وإثارة الاضطرابات والنعرات الطائفية في مجتمعاتها.

ونقلت وكالة أنباء البحرين عن الشيخ خالد قوله في تغريدة على حسابه في موقع تويتر إن نصر الله “إرهابي يعلن الحرب على أمته”، مضيفا أن “إيقاف (نصر الله) وإنقاذ لبنان من براثنه واجب قومي وديني علينا جميعا”.

من جانبها أكدت ايران مجددا ملكيتها للجزر الثلاث المتنازع عليها مع دولة الامارات العربية المتحدة، منتقدة مواقف دول الخليج الداعمة للامارات في هذا الشأن. فقد اكد الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية عباس عراقجي امس ان “الجزر الثلاث في الخليج الفارسي، طنب الصغرى وطنب الكبرى وابو موسى تعتبر جزءا لا يتجزأ من ارض ايران وان جميع الاجراءات المتخذة فيها تاتي في اطار الحقوق السيادية للجمهورية الاسلامية الايرانية”.

وافادت الدائرة العامة للدبلوماسية الاعلامية في وزارة الخارجية الايرانية ان تصريح عراقجي جاء ردا على التقرير السنوي لمجلس التعاون الخليجي حول الجزر الاماراتية، بحسب وكالة الانباء الايرانية (ايرنا).

وفي انتقادات صريحة تشير الى مدى تدهور العلاقات بين ايران واليمن اتهم وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي ايران بتهريب السلاح ومواصلة عمليات التجسس ضد بلاده، مؤكدا “وجود أطراف متشددة دفعت القرار الإيراني إلى التدخل في الشأن اليمني، وهو ما ترفضه حكومة اليمن جملة وتفصيلا”.

وبيّن القربي أن نتائج التحقيق الذي قام به أخيرا فريق من مجلس الأمن حول شحنات الأسلحة التي دخلت اليمن، أكدت تورط إيران في عمليات تهريب الأسلحة والمتفجرات، مبينا أن إيران، عوضا عن أن تمد يد العون والمدد لأشقائها في اليمن، ارسلت الأسلحة وشبكات التجسس، متسائلا عما قدمته إيران الرسمية من دعم حقيقي لليمن الذي تردد رسميا دعمها لوحدته واستقراره.

ورفضت السعودية، المنافس الاكبر لايران في المنطقة، التدخل الإيراني في الشأن الداخلي البحريني، معتبرة التصريحات التي أدلي بها مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبداللهيان بشأن مملكة البحرين “تدخلا مرفوضا وغير مقبول”.

واوضحت المملكة في بيان لها امس أن “استمرار وتكرار هذه التهديدات الخطيرة والتحريض السياسي والديني والإعلامي المستمر أمر مرفوض ويعكس بكل وضوح الأطماع التوسعية الإيرانية تجاه البحرين”، مضيفة أنها “سوف يكون لها نتائج خطيرة على الأمن والاستقرار وتزيد من حدة التوتر في منطقة الخليج العربي”.

وكانت وكالة أنباء “فارس” الإيرانية نقلت عن عبد اللهيان مطالبته مملكة البحرين بالاعتذار عن تفتيش قوات الأمن البحرينية منزل الشيخ البحريني الشيعي المعارض آية الله عيسى قاسم. وقال عبد اللهيان انه إذا لم تعتذر البحرين عما حدث فعليها أن تنتظر ردا غير متوقع.

وتتهم دول غربية وعربية، الجمهورية الاسلامية بتقديم الدعم اللوجستي والعسكري للجيش السوري. وتنفي ايران هذه الاتهامات.

وتعتبر طهران العديد من مجموعات المعارضة السورية “ارهابية” لكنها تدعو الى محادثات لتشكيل لجنة مصالحة وطنية لانهاء النزاع.

ويقترب الاتحاد الاوروبي، الذي يجتمع في بروكسل اليوم وسط انقسام بين اعضائه، من اتخاذ قرار برفع حظر الاسلحلة المفروض على سوريا يفتح المجال امام تسليح المعارضة السورية، في خطوة يتوقع ان تغير ميزان القوى على الارض بين اطراف الصراع في سوريا وتدفع باتجاه مزيد من تدخل القوى الخارجية الدولية والاقليمية ودعمها العلني وغير العلني لطرفي النزاع.

ان التوتر الاخير بين ايران ودول مجلس التعاون في الخليج ليس الا حلقة في سلسلة من حلقات التوتر التي اصبحت سوريا تمثل احد اوجهه البارزة

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً