مركز أبحاث الأمن القوميّ: روسيا قد تفشل التسخين في العلاقات الأمريكيّة الإيرانيّة لأنّ التقارب بينهما يمس مسا سافرا منطقة الشرق الأوسط

2013/10/24
Updated 2013/10/24 at 10:40 صباحًا

23qpt948


الناصرة / كشفت صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ العبريّة أمس النقاب عن أنّ الحكومة الإسرائيليّة بقيادة بنيامين نتانياهو، تُتابع عن كثب المفاوضات الثنائيّة التي تجري بين الولايات المتحدّة الأمريكيّة والجمهوريّة لإسلاميّة الإيرانيّة من أجل التوصل الحلّ دبلوماسيّ للملف النوويّ الإيرانيّ، ونقلت عن محفل سياسيّ رفيع المستوى في تل أبيب قوله إنّ واشنطن تُحيط المفاوضات الثنائيّة بسريّة تامّة، وعلى غير عادتها، فإنّها لا تقوم بتزويد الدولة العبريّة بمعلومات عن هذا المسار، مشددًا على أنّ الإدارة الأمريكيّة تمتنع أيضًا عن إبلاغ كلٍ من فرنسا وبريطانيا حول هذا الموضوع، الأمر الذي أثار حفيظة صنّاع القرار في تل أبيب، على حدّ قوله.
وبحسب المحلل السياسيّ المخضرم في الصحيفة، شيمعون شيفر، الذي كتب تحليلًا قيّم فيه جولة المحادثات الأخيرة بين إيران ومجموعة الدول خمسة+واحد (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي+ ألمانيا) في جنيف الأسبوع الماضي، فإنّ الدلائل تُشير إلى أنّ الدول العظمى ماضية قدمًا في اتجاه التوصل إلى اتفاق مع النظام الحاكم في إيران، وبحسب هذا الاتفاق، أضاف المحلل، فإنّ الحديث يجري عن حلٍّ دبلوماسيّ لملّف البرنامج النووي الإيرانيّ، لافتًا إلى أنّ هذا الاتجاه يُثير الكثير من القلق والخشية في الدولة العبريّة، التي ما زال رئيس حكومتها، يُطالب الدول العظمى بعدم تخفيف العقوبات السياسيّة والاقتصاديّة، المفروضة على إيران، بل تشديدها، لأنّه وفق المصادر السياسيّة الإسرائيليّة، زيادة العقوبات تجعل النظام الإيرانيّ أكثر مرونة لتقديم التنازلات، على حدّ قولها.
وساق المحلل شيفر قائلاً، نقلاً عن مصادر مقرّبة جدًا من ديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ، إنّ التوقعات السائدة في الدولة العبريّة بشأن الاتفاق الذي يمكن التوصل إليه مع إيران، تشير إلى أنّ الرئيس الأمريكيّ، باراك أوباما سيسمح للنظام الحاكم في الجمهورية الإسلاميّة إمكانية الاستمرار في عمليات تخصيب اليورانيوم حتى مستوى 3,5′ في مقابل موافقة النظام الإيرانيّ على تجميد عمليات التخصيب إلى مستوى 20′ وإخضاع منشآته النووية للرقابة الدولية، وأكّدت المصادر عينها أنّه في حال التوصّل إلى اتفاق من هذا القبيل، فإنّ الإدارة الأمريكيّة ستقوم بدراسة إمكانية تخفيف حدة العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران.
في سياق ذي صلة، قال المحلل إنّ رلئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي اجتمع أمس في العاصمة الإيطاليّة، روما، إلى وزير الخارجيّة الأمريكيّ، جون كيري، أوضح بشكل غير قابل للتأويل بأنّ الدولة العبريّة ستبذل كل ما في وسعها من أجل الحؤول دون تخفيف حدة العقوبات المفروضة على إيران، لأن ذلك من شأنه أن يقوّض نظام العقوبات برمته، على حدّ تعبيره.
علاوة على ذلك، شدّدّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ في اللقاء عينه مع كيري على ضرورة التأكد من قيام إيران بتجميد عمليات تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 20′ قبل تقديم أي مبادرات حسن نية إلى نظامها، بالإضافة إلى ذلك، شدّدّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بحسب المحلل شيفر، على ضرورة إخراج اليورانيوم المخصب من الأراضي الإيرانية وإغلاق المنشآت النووية الإيرانيّة في كلٍّ من بوردو وبورتشان وأراك.
في السياق ذاته، قالت الباحثة أميلي لانداو، من مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ، التابع لجامعة تل أبيب، والمرتبط عضويًا بالمؤسستين الأمنيّة والسياسيّة في الدولة العبريّة، في دراسة جديدة نشرتها أمس الأربعاء، إنّ التوقعات بشأن التوصّل لاتفاق دبلوماسيّ بين الدول العظمى وبين إيران حول الملّف النوويّ وصلت إلى حدود السماء، ولكنّها أضافت أنّ تلخيص الجولة الأولى من المحادثات، التي جرت بجنيف في الأسبوع الماضي، يؤكّد لكلّ من في رأسه عينان، على أنّ الإيرانيين لم يُقدّموا أيّ شيء جديد، ولم يتحدثوا عن تنازلات بالمرّة، لافتةً إلى أنّ الإنجاز الوحيد، إذا جاز التعبير، والذي تمّ التوصّل إليه، هو الاتفاق على إجراء جولة أخرى من المحادثات في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، على حدّ قولها.
وأشارت في الدراسة المذكورة إلى أنّ التحوّل الأهّم في الديناميكيّة العامّة التي تتعلّق بالمواجهة مع إيران، هو الخطوة الأخيرة التي قام بها الرئيس الإيرانيّ، الشيخ حسن روحاني، والذي وضع أمام الولايات المتحدّة الأمريكيّة عرضًا لتحسين العلاقات الثنائيّة بين طهران وواشنطن، فمن ناحية، أضافت الباحثة، فإنّ هذا الاقتراح رفعت ثمن المفاوضات بالنسبة للولايات المتحدّة بالنسبة للملّف النوويّ الإيرانيّ، ذلك أنّه إذا واصلت إدارة الرئيس أوباما توجهها السائد اليوم في كلّ ما يتعلّق بتخفيف العقوبات المفروضة على إيران، فإنّ المخاطر تصبح مزدوجة، فمن ناحية، إذا لم تُخفف العقوبات فإنّها ستخسر تجديد العلاقات الثنائيّ مع طهران، ومن ناحية أخرى، فإنّها ستخسر أيضًا التوصّل لاتفاق دبلوماسيّ مع إيران حول الملّف النوويّ، على حدّ قولها.
من ناحية أخرى، أوضحت الباحثة الإسرائيليّة أنّ الاستقبال الفاتر الذي ميّز الدبلوماسيّة الروسيّة للمحادثات التي جرت في جنيف الأسبوع الماضي، خلافًا لباقي الدول العظمى، يدل بشكل قاطع على أنّ صنّاع القرار في موسكو ليسوا راضين عن تسخين العلاقات الثنائيّة بين طهران وواشنطن، وبالتالي خلصت الباحثة إلى القول إنّه من غير المستبعد بالمرّة أنْ تلجأ روسيا لإفشال التقدّم في المحادثات الثنائيّة والمحادثات مع الدول العظمى وإيران، ذلك لأنّ روسا، التي تعتبر نفسها حليفة لإيران، ليست معنية بالمرّة بأنّ تتحسن العلاقات بين الولايات المتحدّة الأمريكيّة والجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة، لأنّ هذا التحسن، برأيها، يُفقد روسيا الدور المهم الذي تلعبه في منطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا في الملّف النوويّ الإيرانيّ، على حدّ قولها.

القدس العربي’ من زهير اندراوس

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً