عن أليكسا العاصفة وتوقف عجلة الاقتصاد

2013/12/16
Updated 2013/12/16 at 11:56 صباحًا

images

رام الله / تختصر مشاهد الشوارع الفارغة من السيارات والمواطنين والباعة في كل مدن الضفة الغربية، الحياة الاقتصادية فيها، حيث شلل اقتصادي أصاب العمود الفقري للفلسطينيين، نتيجة لزيارة العاصفة الثلجية “أليكسا”.

الاسم الأنثوي للمنخفض الجوي، الذي بدأ منذ الأربعاء الماضي وحتى أمس الأحد، كان يخفي في تفاصيله أموراً لم تكن في حسبان القائمين على المرافق الاقتصادية والخدماتية الأساسية في مدن ومحافظات الضفة كافة، وليس أكثر قسوة من أن يعيش نحو 2.5 مليون فلسطيني حصاراً ثلجياً من كافة الاتجاهات.

وربما كان مشهد الظلام الذي غرقت فيه مدينة رام الله (التي تعد العاصمة المؤقتة لكثير من الفلسطينيين، والأكثر جاهزية لأية طوارئ)، بسبب انقطاع التيار الكهربائي منذ مساء الخميس وحتى مساء أول أمس السبت، كافياً لمعرفة حال بقية المدن.

وسارعت كافة المؤسسات الحكومية (تشمل المدارس والجامعات) والمؤسسات الخاصة السبت، بما فيها البنوك العاملة في فلسطين، وسوق فلسطين للأوراق المالية، والقطاعات الإنتاجية والزراعية، لإعلان اليوم الأحد عطلة رسمية، بسبب سوء الأحوال الجوية.

وفي الوقت الذي تحدث فيه وزير الاقتصاد الوطني في الحكومة الفلسطينية، جواد الناجي، عن أن الشغل الشاغل للحكومة في الوقت الحالي، هو إعادة شريان الحياة للضفة الغربية ومرافقها كافة، إلا أن حكومة حماس في غزة، أعلنت مساء السبت أن 64 مليون دولار هو مجمل خسائر القطاع الاقتصادي والزراعي والسكاني.

وقال الناجي، إنه حتى اللحظة لا يوجد أرقام رسمية، “لكن سنعلن عنها بعد أن نتمكن من إعادة الحياة لما كانت عليه قبل يوم الأربعاء الماضي”.

ومنذ يوم الخميس، تواصل البنوك العاملة في فلسطين إغلاق أبوابها، أمام عملائها، فيما أعلنت سلطة النقد الفلسطينية، استمرار تعطيل المصارف، إلى حين استقرار الحركة على الشوارع، وتمكن المواطنين من الحركة.

ولم تكن المناطق والأحياء الصناعية في المدن الفلسطينية، أفضل حالاً من القطاع المصرفي، واستمرت في تعطيل موظفيها، بينما تعرضت البنية التحتية في مدن ومحافظات الضفة (الشوارع، والكهرباء، والهاتف الأرضي، والانترنت، وشبكات الصرف الصحي)، إلى تدمير كبير بفعل الثلوج، ما يدلل على عدم جاهزيتها لعاصفة ثلجية، على غرار “أليكسا”.

ومنذ مساء الأربعاء، تعرضت الغالبية العظمى من مدن الضفة الغربية إلى انقطاع التيار الكهربائي، وتوقفت خدمة الانترنت والهاتف الثابت، وما تزال الأعطال مستمرة في بعض المناطق حتى اليوم، بسبب انهيار شبكة الكهرباء الممتدة على طول الشوارع.

وعانت بعض محطات الوقود، خاصة في القرى، من نفاد مخزون مشتقات البترول، منذ يوم الجمعة، وأغلقت أبوابها حتى اليوم الأحد، وكذلك الأمر ينطبق على بعض المخابز التي نفد الطحين من مستودعاتها.

من جهة أخرى، بدأت معالم الخسائر الأولية للقطاع الزراعي في مناطق الأغوار خاصة (شرق الضفة الغربية)، بالظهور، من خلال تدمير مئات البيوت البلاستيكية، وغرق مساحات واسعة من المزارع المكشوفة.

وقال وزير الزراعة في السلطة الفلسطينية، وليد عساف أمس، إن النتائج الأولية التي تلقاها من طواقم وزارة الزراعة، تشير إلى خسائر بملايين الدولارات، دون تحديد رقم معين بسبب صعوبة الوصول إلى بعض المناطق.

القدس دوت كوم

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً