كيري يتوصل لاتفاق إطار نهائي ويستعد لعرضه على الفلسطينيين وإسرائيل

2013/12/25
Updated 2013/12/25 at 3:30 مساءً

23790500_kerry

 

واشنطن/ علمت القدس  الثلاثاء، أن وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، يستعد لزيارة الاراضي الفلسطينية واسرائيل، في العاشر من الشهر المقبل (كانون الثاني) 2014، مع فريق كبير من الخبراء الأميركيين المخضرمين الذي شاركوا في مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية منذ عهد الرئيس الاسبق بيل كلينتون، الذين يعكفون على “وضع اللمسات النهائية على اتفاق تسوية يعالج الملفات النهائية، في محاولة لإجبار الفلسطينيين والإسرائيليين على القبول بالرؤية الأميركية لطبيعة الحل”.

وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، وتم استطلاع مشورته: “هناك نشاط مكثف للخبراء الأميركيين الذين قاموا بمعاينة كل الاحتمالات، وبحثوا مختلف السيناريوهات، وان هؤلاء لم يتوقفوا عن عقد اللقاءات منذ لقاء الوزير كيري الأخير للقاء مع الرئيس عباس ورئيس وزراء إسرائيل نتنياهو في منتصف الشهر الجاري، ويمكنني القول أن فريق الوزير كيري يمتلك الآن معرفة، وربما نسخة عن كل دونم أرض وكل مستوطنة، وكل طريق، وكل حاجز، وكل مصدر ماء في الضفة الغربية، وسيقدمون عرضاً ممكن التحقيق يقوم على هذه المعطيات”.

واضاف: “كيري ومبعوث الرئيس أوباما لمفاوضات السلام (مارتن إنديك) يعلمون أن الفلسطينيين والإسرائيليين لم يلتقوا وجهاً لوجه منذ أسابيع، وأننا نحن (الأميركيون) الذين نقوم بحوار الطرفين بلقاءات مكوكية، ولكن الحقيقة التي تبدد الأوهام هي أن الكل يعرف طبيعة الاتفاق النهائي، وما نراه هو أن كل طرف يحاول كسب تنازلات قدر الإمكان من الطرف الآخر مع العلم أن كل التفاصيل استنفذت تماماً”.

وكانت وجهت سؤالاً للناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية جنيفر بساكي، الجمعة الماضي، للتعليق على ما تسرب من أخبار عن حجز وزارتها لأكثر من 60 غرفة فندق في مدينة القدس لاستيعاب طاقم المفاوضات الأميركي الضخم، الذي يضم قرابة 130 شخصا يحيطون بوزير الخارجية كيري، والذين يستعدون لمغادرة واشنطن بعد انتهاء أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة، والإقامة المستمرة إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق، ولكن بساكي رفضت التعليق على التفاصيل مكتفية بالقول “إننا نحقق تقدم”.

وحتى الآن لم تتضح الخطوط التي سيعرضها كيري في الاتفاق، إذ ثمة ملفات أكثر تعقيداً من الملف الأمني، مثل ملف القدس، واللاجئين، اللذان يشغلان الوزير كيري، الذي يصر على ان ” الصفقة اتفاق إطار بمتناول اليد” إلا أنه (كيري ) مقتنع بأنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق سلام مرة واحدة، ولذلك “لا بد من وضع الطرفين على المحك، هل يريدون سلاماً أم لا يريدون”.

ويتبنى كيري خطة الحلول المرحلية دون إعلان ذلك صراحة “لأن تجربة أميركا الطويلة مع الطرفين تدل على عدم إمكانية حل الخلافات دفعة واحدة” بحسب المصدر.

ويعتقد المصدر أن “كيري يميل إلى عرض خطة وسطية، تكون مرضية للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، بحيث لا تتطرق إلى القضايا الحساسة بالتفصيل، لكنها ستشير إلى أسس الحل، مثل دولة فلسطينية على حدود 1967، وأخرى يهودية، وأمن إسرائيل”.

أما بخصوص العرض الأميركي الذي قدمه وزير الخارجية كيري، إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في لقائهما الأخير، والذي يبقي على وجود عسكري لقوات الاحتلال الإسرائيلية على طول حدود الضفة الغربية مع الأردن في الأغوار، والذي رفضه الرئيس عباس، قال المصدر ، إن الفريق الأميركي أجرى تعديلات في الخطة الأمنية المعروضة الآن، وأن “الخطة الأمنية الجديدة قد تقترح وجودا أميركيا مكثفا على حدود الدولة الفلسطينية الشرقية مع الأردن، وأن كيري ناقش ذلك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأن الأخير لم يعترض” بحسب المصدر.

من جهة أخرى نفت مصادر مطلعة أن تكون الخطة الأمنية التي قدمها كيري في لقاءاته الأخيرة مع عباس ونتنياهو قد عدلت بشكل كبير، وأنها تبقي على السيطرة الأمنية الكاملة لجيش الاحتلال الإسرائيلي على الحدود مع الأردن، وتحليق طائرات دون طيار في سماء الضفة الغربية، وأنها تستجيب لكافة الطلبات الأمنية الإسرائيلية المتعلقة بالحدود مع الأردن وغور الأردن.

وكان كيري طرح خطته الأمنية لإغراء رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، الذي اعتبرها “مقدمة للدخول في المفاوضات” في حين رفضها الجانب الفلسطيني.

وبحسب تفاصيل الخطة، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيسير دوريات على طول الحدود مع الأردن لعدة سنوات، ومن ثم سيتم تسيير دوريات مشتركة فلسطينية إسرائيلية على الحدود، بالتفاهم مع الجانب الأردني في الطرف المقابل للحدود، على أن يتم اعتماد وسائل تكنولوجية متطورة لجمع المعلومات والمراقبة بما فيها تحليق طائرات إسرائيلية دون طيار في سماء الضفة الغربية .

وتسربت أنباء اليوم الثلاثاء (24 كانون الأول 2013)، أن نتنياهو طالب وزير الخارجية الأميركي كيري بالإفراج عن الجاسوس الأميركي جونثان بولارد، الذي يقبع في السجن منذ عام 1985، بسبب تجسسه لإسرائيل، مقابل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، ولكن الإدارة ترفض الربط بين القضيتين.

كما طالب نتنياهو باستمرار المفاوضات لعام إضافي، بعد انتهاء فترة التسعة أشهر التي تنتهي يوم 30 نيسان 2014 المقبل.

من جهته أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، أن جولات المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية التي جرى استئنافها في نهاية تموز الماضي، برعاية أميركية قد توقفت، وأن ما يجري حاليا هو مفاوضات فلسطينية أمريكية، وأمريكية إسرائيلية، للوصول إلى اتفاق سلام نهائي مع نهاية نيسان 2014، مؤكدا أن هناك رفضا فلسطينيا مطلقا لإمكانية تمديد فترة المفاوضات تحت أي ظرف.

القدس دوت كوم- سعيد عريقات

 

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً