المشي في “نفق الموت”!!

2014/02/01
Updated 2014/02/01 at 11:44 صباحًا

4aa12407_28-1-4

القدس /على الطريق ذاته، وفي مسافة متقاربة وزمن قصير نسبيا خسر 5 مواطنين حياتهم، والسبب ضعف تأهيل الشارع حسبما يقول سكان المنطقة الذين حمّلوا جهات رسمية المسؤولية عن سوء اوضاع الطريق، لكن تلك الجهات تلقي المسؤولية على عاتق السلطات الاسرائيلية التي تماطل باعادة تاهيل الشارع.

يمتد الطريق “نفق الموت” من شارع رافات مروراً بقرية الجيب، وصولاً الى قرية بدو بطول 4.5 كم، وخلال اقل من عامين فقد 5 مواطنين حياتهم، على انه الطريق الوحيد لـ 55 الف نسمة هم سكان قرى شمال غرب القدس وهي ( رافات، قلنديا البلد، بيرنبالا، الجيب، بدو، بيت سوريك، القبيبة، قطنة، أم اللحم، بيت عنان، بيت إجزا، بيت دقو، بيت إكسا، النبي صموائيل، الجيب، بيت حنينا).

الطريق افتتح بديلاً للطريق الرئيسي الذي يمر من بلدة الرام وذلك عقب بناء سلطات الاحتلال لجدار الفصل العنصري عام 2002.

يقول مواطنون لـ القدس دوت كوم في عدد من المقابلات ان الطريق (النفق) بطوله يفتقد للاضاءة اضافة لوجود منعطف حاد طويل، تصبح الرؤية فيه للمركبات القادمة من الاتجاه المعاكس شبه معدومة، ما يفقد السائق السيطرة على مركبته، اضافة لغياب الشواخص المرورية، وعدم وجود أرصفة.

فإسماعيل مزرعاوي من قرية بيت سوريك والذي تعرض لحادث فقد فيه شقيقه الاصغر نور (26 عاما) وتعرض هو لكسور بأطرافه الاربعة، قال انه وعند خروجه من النفق لم ير السيارة القادمة حيث كان الطريق عند الخروج من النفق مظلما والرؤية شبه معدومة، سوى ان نور استطاع رؤية سيارة قادمة لكن بعد فوات الاوان.

من جهته، اوضح المهندس المدني عدي ابو خديجة لـ القدس دوت كوم ان الحل “الوحيد” لوقف الحوادث في شارع الموت والنفق هو اعادة تأهيله، وتهيئة مخطط هندسي مدروس بدقة، بما يتناسب مع ما هو متعارف عليه بإنشاء الطرق في فلسطين، في اشارة إلى ان الطريق غير مؤهل تأهيلا ملائما.

وكشف المهندس ان ثمة منعطفا حادا يجب توسعته بين 10 إلى 15 مترا حتى تتضح الرؤية جيدا للسائقين، إضافة لضرورة وجود شواخص مرورية تحذيرية وتحدد السرعة، وضرورة نصب حواجز تفصل بين الطريق وجنباته، والفصل بين المركبات السائرة بالاتجاهين، لمنع التجاوز عند بداية النفق. وتعد مساحة التوسعة التي تحدث عنها المهندس كبيرة ما يكشف عن حجم الانعطافة الخطيرة.

وأضاف ان خطوط الطول والعرض للطريق غير مناسبة، ما يسبب تجمع مياه الامطار في بعض المناطق ويعرقل السير على طول الطريق.

مجلس بيت سوريك، بدوره، كان وجه كتابا لوزير الحكم المحلي بتاريخ 24 -4- 2013، تحت عنوان “اعادة انشاء الشارع الرابط بين بلدة رافات ودوار بلدة قلنديا” غير ان المطالبات الواردة في الكتاب لم تترجم فعليا.القدس دوت كوم تابع الموضوع مع الجهات المسؤولة في الوزارة لكن الاخيرة قالت، ان الكتاب غير مؤرشف في دوائر الوزارة، وطالبوا باعادة إرساله مرة أخرى لمتابعته رغم تأكيد رئيس المجلس احمد الجمل ان الكتاب تسلمه الوزير السابق باليد قبل التعديل الحكومي، وذلك خلال اجتماع ضم رؤساء المجالس لقرى شمال غرب القدس عقد في الرام العام الماضي.

اما رئيس مجلس محلي بدو سالم ابو عيد فقال إنه عندما تم فتح النفق والطريق المؤدي إليه من قبل الجانب الإسرائيلي، باعتبار المنطقة خاضعة لسيطرتهم (منطقة “ج”) لم تُراع أي من الاجراءات الهندسية من حيث التصميم الشارع او البنية التحتية والاضاءة وفق ما هو متعارف عليه.

وبشأن مقومات الطريق، قال ابو عيد ان النفق الذي يمتد بطول كيلو متر ونصف الكيلو، يفتقر للإضاءة التي تنعدم تماما في بعض انعطافاته، موضحا “طالبنا الجانب الاسرائيلي بصيانتها او السماح لنا بذلك الا انهم لم يوافقوا على الاقتراح الأول ومُنعنا من صيانتها بسبب حجج أمنية”.

وتعلو طبقة الإسفلت عن مناهل تصريف المياه حوالي 15 سم، بحسب ابو عيد، وهو ما يحرف إطارات السيارة عن طريقها أثناء القيادة، ويؤدي لحوادث اصطدام على ان المناهل ذاتها امتلأت بالحصى والأتربة المنجرفة مع مياه الامطار، ولم تعد قادرة على التصريف، حيث يصل مستوى المياه فوق الإسفلت أكثر من 30 سم في بعض الأحيان.

ويصف ابو عيد كيف اصبح صوت سيارة الاسعاف مبعثا للقلق، قائلا “لا يمر شهر دون أن يكون هناك حادث وأقل الخسائر إصابات ليست طفيفة، إذا لم يكن هناك حالات وفاة”.

لكن مدير عام الطرق في وزارة الاشغال اسلام احمد عبد الجبار القى المسؤولية ازاء تأهيل الطريق والنفق على الجانب الاسرائيلي في حديث لـ القدس دوت كوم قائلا “ما يعرقل التأهيل ليس عدم وجود امكانيات وانما هو عدم موافقة الجانب الاسرائيلي، باعتبار ان المنطقة “ج” حيث ان هناك طلبا لتاهيل الطريق قدمته الوزارة منذ 4 اعوام، ولم يتم الرد عليه حتى اللحظة”، مشيرا إلى طرق قريبة تمت الموافقة على تاهيلها مؤخرا مثل طريق (بدو بيت عنان).

وبحسب عبد الجبار فان هناك “عابثين يقومون بتخريب كل ما نقوم به، حيث تم وضع شواخص مرورية، قاموا بسرقتها، اضافة لتخريب الانارة”.

واعلن ان وزارة الاشغال مستعدة لمباشرة العمل بشكل “فوري” بالطريق، فور السماح لها بذلك من خلال تصميم مخططات هندسية للطريق وتعديله.

وطريق رافات والنفق بين 72 طريقا تطالب وزارة الاشغال الجانب الاسرائيلي بالسماح لها بتأهيلها الا انه لم تتم الموافقة سوى على 22 طريقا بعضها بعد 9 سنوات من الطلب.هل سيبقى تأهيل الطريق مرهونا ببقاء المنطقة مصنفة “ج”؟ ام ان ارواحا لا تزال تنتظر دورها في الاختطاف على طول الطريق المظلم؟

القدس دوت كوم – تحقيق محمد ابو الريش

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً