تقرير استراتيجي يرى ان اسرائيل تعيش حالة هدوء في زمن الربيع

2014/02/02
Updated 2014/02/02 at 11:33 صباحًا

13051751_2

رام الله/قدم رئيس مركز الأمن القومي الإسرائيلي اللواء احتياط “عاموس يدلين” ملخصا للتقرير الاستراتيجي السنوي الصادر عن المركز عام 2014، واعتبر في ملخصه الأمن القومي الإسرائيلية العام الماضي بالمتوازن ايجابيا، مرجحا ظهور بعض العقبات الإستراتيجية والجوهرية المتعلقة بضرورات مواجهة المشروع النووي الإيراني ومتطلبات التسوية السلمية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي خلال النصف الثاني من العام الجاري.

وقسم التقرير الاستراتيجي المواضيع التي تناولها في أبواب، حيث جاء تحت بند “الايجابية” الصراع الدائر في سوريا وانشغال الجيش السوري في مواجهة الجماعات المسلحة، الامر الذي أثر على قدراته القتالية واستعداداته لذلك، فضلا عن خسارته لبرنامجه الكيماوي الذي اضطر تحت الضغط الدولي لتفكيكه وتسليمه، كما تطرق التقرير لمشاركة حزب الله اللبناني بالصراع في سوريا إلى جانب القوات النظامية، وهو ما يعتبره التقرير تفسيرا للسكوت السوري على الانتهاكات الإسرائيلية التي نفذتها الطائرات الحربية على أهداف ثابته ومتحركة في الأراضي السورية.

وتطرق التقرير في ذات الباب إلى إيجابيات ما أُطلق عليه “الربيع العربي” حيث أوضح أن إسرائيل أصبحت تعيش في هدوء شبه كامل وهو ما رفع فعالية قوة الردع لديها في نظر دول الجوار، وفصائل المقاومة في قطاع غزة ولبنان، مع الحفاظ على اتفاقيات السلام مع مصر والأردن بالرغم من الاحداث والهزات التي يعيشها العالم العربي.

وتحدث التقرير عن العلاقات الاسرائيلية مع بعض الدول العربية التي تنتمي إلى”المحور السني المعتدل” خاصة دولا خليجية واصفا الرؤى بينها بالمشتركة والمتجانسة خصوصا فيما يتعلق بالملف الايراني والصراع السوري وما يجري في مصر، ما أثر على مصالحها بشكل إيجابي.

وأرجع التقرير التغير الحاصل في تواجهات القيادة الايرانية إلى الحصار الدولي المفروض على الاقتصاد الإيراني ما أثر عليه سلبا، فيما توقع التقرير عودة ما وصفها بـ”الدكتاتوريات العسكرية الجديدة” في مصر عقب إسقاط حكم الإخوان.

فيما بعد، انتقل التقرير للحديث عن العقبات المتوقعة، حيث تحدث عن أهم اربع قضايا سياسة وأمنية وهي: المشروع النووي الإيراني، تسوية القضية الفلسطينية، السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، بالاضافة إلى تداعيات ما وصفه بضعف السلطة الحاكمة في سوريا ومصر والأردن ولبنان.

وفي ظل غياب الخيار العسكري والاكتفاء بالعقوبات الاقتصادية على إيران، فقد حذر التقرير من التوصل إلى نقطة مغلقة في المفاوضات بين الدول العظمى والجمهورية الإيرانية يجعل الأخيرة تقف على أعتاب امتلاكها قوة نووية حقيقة.

أما فيما يتعلق بالمفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية، فنوه التقرير إلى الضرر الكبير الذ


ي سيلحق بالدولة العبرية من جراء الحملات الدبلوماسية والقانونية التي ستلاحق إسرائيل على الساحة الدولية بالتزامن مع حملات المقاطعة بكافة أشكالها، بينما لم يستبعد التقرير إمكانية انفجار مواجهة عنيفة في الضفة الغربية وأخرى في قطاع غزة في حال فشل خيار التفاوض.

ووصف التقرير السياسة الأمريكية الحالية في الشرق الأوسط بالهاجس الذي يلاحق الإسرائيليين، بسبب التحول في شكل السياسة الأمريكية التي أصبحت تفضل الدبلوماسية على الخيارات العسكرية في أغلب الاحيان، خصوصا وأن دول الجوار ما تزال تعاني من هزات قد تخلق حالة من عدم الاستقرار الذي يؤدي إلى ضعف السلطة المركزية ونشوء ظروف ومؤثرات تهدد الأمن القومي الإسرائيلي.

ويقدم المركز في تقريره عدة سيناريوهات حول البديل المرجح احلاله في ظل حالة عدم الاستقرار التي تسود المنطقة، حيث توقع تحول بعض الدول إلى “دول فاشلة ” كما لم يستبعد 

انهيار دول أخرى وصولا إلى تعزيز القوى الإسلامية المتشددة، لكن التقرير وصف هذا التعاظم لتلك القوى بالخطر على الأمن اليومي ولا يشكل تهديدا استراتيجيا لاسرائيل.

وخلص التقرير إلى أن الفرص الإيجابية في ظل ما تشهده المنطقة من حالة عدم استقرار أكثر من تلك السلبية التي توقعتها القيادة الإسرائيلية حين اندلاع الأحداث في بعض الدول العربية قبل نحو ثلاث سنوات، ما جعل العام المنصرم عام الفرص التي حققت ذاتها خاصة فيما يتعلق بالاستنزاف الذاتي للقوى الرئيسية التي كانت تشكل تهديدا مركزيا لأمن إسرائيل، وأبرزها سوريا وحزب الله.

القدس دوت كوم

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً