“شورى المجاهدين” في غزة: مصالحة “حماس” و”فتح” تتضمن جملة من المخالفات

2014/05/01
Updated 2014/05/01 at 10:13 صباحًا

3_1398874910_3119

غزة: أعلن “مجلس شورى المجاهدين أكناف بيت المقدس”، الذى يمثله السلفية الجهادية في غزة، اعتراضه على المصالحة التي تمت مؤخرًا بين سلطة فتح وحركة “حماس”، مؤكدًا أن المصالحة تتضمن جملة من المخالفات الشرعية، وعلى رأسها العمل بالديمقراطية وتجاهل تطبيق شرع الله في الحكم.

وقال المجلس، في بيان له، اليوم: “مما لا شك فيه أنه في ظل الواقع المرير الذي تعاني منه كل مناحي الحياة في الأراضي الفلسطينية، يبحث الناس عن أي بصيص أمل يحمل في طياته تخليصهم من ويلات الحصار والانهيار الاقتصادي وانسداد الأفق المستقبلي لقضيتهم العادلة، وعلى إثر ذلك يتولد ضغط رهيب يجعل أصحاب القرار وروَّاد المناصب السياسية أمام مسئوليات جسيمة، تتطلب مواقف مصيرية وخطوات جذرية يكون لها ما بعدها في التأثير على أرض الواقع وتغيير الحال نحو الأفضل”.

وأضاف البيان: “وفي المنظور الشرعي النابع من الفهم السليم لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، نجد أن أية خطوات في سبيل التغيير إن كانت غير منضبطة بالضوابط الشرعية، فإنها لن تؤدي إلا للمزيد من التراجع والانحدار نحو الهاوية، فما عدا الشرع هو الضلال النابع من اتباع للهوى، وبذلك يمكننا التبصُّر بمآل الخطوات التي أقدمت عليها الأطراف المتناحرة على الحكم في الأراضي الفلسطينية، ضمن ما يسمى بالمصالحة الوطنية”.

وتابع البيان: “الحقيقة الظاهرة لكل عاقل أن تلك المصالحة أقيمت على جملة من المخالفات الشرعية الخطيرة، والتي قبِلت بها قيادة حركة حماس في تجاهل صارخ لنداءات الرفض الواسعة في صفوفها، ولعل أبرز تلك المخالفات تتمثل في القبول بالديمقراطية وصناديق الاقتراع حَكَمًا بين الأطراف في الحصول على نسبة في كعكة الحُكم، بالإضافة للإقرار برئاسة الخائن محمود عباس وأحقيته في المشاركة في تحديد مصير المسلمين في فلسطين، واعتبار حركة فتح شريكًا وطنيًا يتوجب العمل معه يدًا بيد، وكل واحدة من المخالفات السابقة تكفي لكون تلك المصالحة خطأ شرعيًا، فضلاً عن كونها جريمة سياسية تم ارتكابها بحق المسلمين في فلسطين، عبر إعطاء غطاءٍ لثلة من الخونة والعملاء والمتآمرين على القضية الفلسطينية، يتزعم وفدهم الخائن عزام الأحمد، الذي جاهر بالتطاول على الله تعالى عبر الهواء مباشرة، ثم بات الآن أحد قادة العمل الوطني الذي إذا قَدِم يُستقبل استقبال الأبطال، وإذا تكلَّم سكت الجميع وأنصتوا له، ثم صفقوا وقاموا يتبادلون معه التحايا والقُبلات.”

واستطرد: “والأمر الغريب الذي يثير المخاوف هو الطريقة التي قابلت بها قيادة حماس تصريحات محمود عباس الأخيرة في خطابه أمام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، فعلى الرغم من أن عباس أكد على نبذه لخيار المقاومة المسلحة، وعلى استمرار المفاوضات مع اليهود من خلال منظمة التحرير، وعلى أن الحكومة القادمة ستعترف بإسرائيل وبكل المواثيق والمعاهدات الدولية، بل وكرر لفظة انقلاب في وصف ما قامت به حماس عام 2007، رغم كل ذلك وغيره إلا أن قيادة حماس ممثلة في موسى أبومرزوق وصفت الخطاب بأنه إيجابي، بل إنه يتم تسويق هذه المصالحة داخليًا وخارجيًا على أنها إنجاز وطني كبير”.

وأكد المجلس: “إننا اليوم نقول لقيادة حماس لقد عدَلتم عن شريعة الله وحُكمه لسنوات، فزهِدتم بذلك في حفظه ومعيته ورعايته، ثم تعاقبتم على اتخاذ الحلفاء من الأنظمة والدول والجماعات، فزالت الأنظمة وتصدَّعت الدول وتفككت الجماعات، فماذا جنيتم إلا الانحسار والانكسار، نعم، إن المصالحة مع حركة فتح وقبول التحالف معهم في السياسة وإشراكهم في الحكم هو عين الانحسار والانكسار، فها أنتم اليوم بالمصالحة تؤكدون على إذعانكم للديمقراطية الكفرية وخذلانكم للشريعة الربانية، وها أنتم اليوم بالمصالحة تعيدون خونة فتح إلى غزة معزَّزين مكرَّمين بعد أن أخرجتموهم منها أذلة صاغرين عبر شلال من دماء خيرة أبنائكم، وها أنتم اليوم بالمصالحة تستقبلونهم في فنادق غزة بينما هم يزجُّون أفرادكم إلى غياهب سجون الضفة، فإن لم يكن هذا هو الانحسار والانكسار، فما هو إذاً؟”.

امد

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً