محللون أمريكيون: العراق مفكك إلى 3 دويلات هي «جهاد ستان» و«شيعة ستان» و«كردستان»

2014/08/05
Updated 2014/08/05 at 9:26 صباحًا

04qpt967

واشنطن ـ «القدس العربي»: اعربت الولايات المتحدة عن قلق بالغ منذ الغزو الامريكي للعراق والذي اطاح بالرئيس السابق صدام حسين في عام 2003 ان البلاد ستنقسم الى 3 دول تمثل الفصائل الدينية والعرقية المتناحرة ولكن حسب اراء عدد كبير من المحللين فليس هنالك اى داع لهذا القلق لان العراق تفكك بالفعل.
ويعتقد المسؤولون الامريكيون من جانبهم ان تنظيم «الدولة الاسلامية» الراديكالي الذي استولى على رقعة كبيرة من الاراضي غرب ووسط العراق قد ساهم الى حد كبير في تقسيم البلاد الى 3 قطع، وتخشى الولايات المتحدة بشكل صريح من ان يؤدى كسر العراق الى انتاج دولة فاشلة والسماح للجماعات الاسلامية المتطرفة باقامة معقل من الممكن من خلاله تصدير الارهاب الى اجزاء اخرى من العالم.
ووفقا لريان كروكر الذي شغل منصب سفير الولايات المتحدة في العراق ما بين 2007 الى 2009 فان العراق انقسم بالفعل الى ما اسماه «جهاد ستان» التى تتكون معظمها من انصار تنظيم «الدولة الاسلامية» والسنة و» شيعة ستان» التى تدير حتى الان الحكومة المركزية في بغداد وتتألف من الشيعة واخيرا « كردستان « التى تتكون من جيب شبه مستقل في الشمال وهو يتمتع بثروة نفطية.
وقد لفت الاكراد الانتباه الى الواقع الجديد بشكل صريح حيث قال فؤاد حسين رئيس هيئة الاركان لحكومة اقليم «كردستان» التى يتزعمها مسعود بارزاني ان «العراق ليس عراقا واحدا بعد اليوم «وذلك اثناء كلمة القاها في معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى خلال زيارة للولايات المتحدة مؤخرا .
وتواجه الادارة الامريكية حاليا عدة تحديات في العراق من اهمها تحديد كيفية اعادة تجميع العراق الى دولة واحدة حيث تقول الادارة ان العراق يجب ان يبقى موحدا من اجل استعادة السيطرة على الاراضى الى سيطرت عليها الجماعات المتطرفة، ومن السخرية والمفارقة، الان، المقارنة بين موقف جو بايدن الذي اقترح تقسيم العراق الى 3 مناطق حكم ذاتي مع حكومة مركزية ضعيفة عندما كان عضوا في مجلس الشيوخ في خضم العنف الطائفي وموقفه الان المخالف لاقتراحه الاصلي عندما شغل منصب نائب الرئيس.
وتعتقد الادارة الامريكية ان اقوى اشارة لمواجهة تهديد التقسيم لن تاتى الا عبر حكومة اتحادية قوية قادرة على بسط سيطرتها ونفوذها مرة اخرى على جميع ارجاء العراق ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في الاوساط السياسية في بغداد غير القادرة على تشكيل حكومة وحدة وطنية.
ويقول المحلل جيم ميشيل من « يو .اس .ايه .توداى» ان المشرعين في العراق امامهم طريق طويلة قبل تشكيل حكومة واسعة من شأنها ان تقلل التوترات بين الاكراد والسنة والشيعة وخاصة مع وجود رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي تعرض لانتقادات على نطاق واسع في بلاده والولايات المتحدة لانه ساهم في الحد من مشاركة السنة في الحكم ومكن المليشيات الشيعية من استهداف السنة.
وتضغط واشنطن من اجل اقناع الاكراد الذين سعوا طويلا لانشاء دولة مستقلة الى البقاء كجزء من الحكومة المركزية، ووفقا لجيمس جيفري، السفير الامريكي السابق في بغداد، فانه بدون الاكراد سنشهد صراعا بين كل السنة العرب ودولة عراقية شيعية مدعومة من ايران.
وقد استولى الاكراد على اراضٍ جديدة بعد هروب الجيش العراقي امام هجمات تنظيم «الدولة الاسلامية تأكيدا على استقلالهم وحاولوا بيع النفط دون موافقة بغداد واعلنوا عن خططا لاجراء استفتاء على الاستقلال» .
ويعتقد المحللون ان للاكراد افضل فرصة للبقاء اذا تمكنوا من الانفصال عن الحكومة المركزية في بغداد حيث تتمتع مناطقهم بالاستقرار السياسي في الشمال وستتغذى دولتهم من الاحتياطيات النفطية الغنية وستحميها واحدة من القوات المقاتلة الاكثر انضباطا في المنطقة، البشمركة، واستغل الاكراد الازمة الاخيرة بتوسيع سيطرتهم على مدينة « كركوك « الغنية بالنفط .
وقال عدد مارك كيميت وهو عميد متقاعد في الجيش الامريكي ومسؤول في وزارة الخارجية ولديه خبرة واسعة في الشأن العراقي ان الاكراد حققوا على الارض ما لم يتمكنوا من تحقيقه سياسيا عبر السيطرة على مواقع تم هجرها من قبل القوات العراقية .

رائد صالحة

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً