رام الله / كشف الموقع الالكتروني لصحيفة “هآرتس”، نقلاً عن مجلة “وول ستريت جورنال” الاميركية، ان الولايات المتحدة ارجأت إرسالية صواريخ من طراز “هيل فاير” التي تطلقها طائرات الاباتشي، كانت طلبتها اسرائيل لاستخدامها في العدوان على غزة.
واشارت الصحيفة الى ان صواريخ “هيل فاير” تُستخدم ضد الدبابات، ومُعدّة لإختراق الدروع السميكة والانفجار بداخلها. ووفقاً للصحيفة، فإن هذه الصواريخ تتسبب بأضرار هائلة للبيئة وتلحق الاذى الكبير بالمدنيين.
وحسب التقارير، فإنه وبسبب التوتر الذي ساد العلاقات الاميركية – الاسرائيلية، وعدم رضا الولايات المتحدة من إلحاق الاذى الواسع الذي لحق بالمدنيين الفلسطينيين خلال العدوان، طلب البيت الابيض ووزارة الخارجية مصادقتهما المسبقة لاي طلب اسرائيلي للتزوّد بالسلاح.
واضافت “هآرتس” انه وفقاً لهذه التعليمات الجديدة فإن اي طلب اسرائيلي عبر القنوات المباشرة بين اسرائيل ووزارة الدفاع الاميركية يجب ان يحصل على المصادقة المسبقة، الامر الذي من شأنه إبطاء عملية تنفيذ الاستجابة للمطالب الاسرائيلية، بالإضافة الى انه يرمز الى رغبة البيت الابيض بتعزيز رقابته على عمليات نقل الاسلحة الى اسرائيل على خلفية العدوان على غزة.
ونقلت تقارير الصحيفة الاميركية ان البيت الابيض ادرك ان اسرائيل تقيم قنوات مباشرة مع وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) وبأنها تتلقى كميات كبيرة من الاسلحة دون مصادقة اصحاب القرار في المستوى السياسي.
واقتبست الصحيفة عن مسؤولين اميركيين اشارتهم الى ان المكالمة التي جرت يوم امس بين نتنياهو اوباما كانت “عدائية بصورة استثنائية”.
ووفقاً لاقوال هؤلاء المسؤولين، فإن نتنياهو الذي سبق له ان “نحّى الادارة الاميركية جانبا، يرغب حالياً بالحصول منها على ضمانات امنية مقابل التوقيع على إتفاق لوقف النار طويل المدى في قطاع غزة”.
واضافت الصحيفة ان إرجاء صفقة الاسلحة جاء كذلك نتيجة لعدم رضا الادارة الاميركية عن ممارسات جيش الاحتلال خلال العدوان واستخدامه المفرط لقذائف المدفعية بدلاً من استخدام الاسلحة دقيقة التصويب، ما يمنع إيقاع الاذى بالمدنيين الابرياء.
وحسب مصدر في البيت الابيض، فإن تعزيز الرقابة على ارسال الاسلحة لاسرائيل من قبل اعلى المستويات في الولايات المتحدة جاء لكي يوضح للاسرائيليين بأنهم لا يملكون شيكاً مفتوحاً من قبل واشنطن خاصة عندما يتم إستخدام السلاح الاميركي.
ووفقاً للصحيفة الاميركية، فإن العديد من السياسيين الاميركيين صرحوا في مقابلاتهم مع الصحيفة بـ “أقوال عنيفة” تجاه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ومستشاريه المقربين واصفين تصرفاتهم خلال العدوان بأنها “متهورة وغير موثوقة”.
وفي المقابل، فإن مسؤولين اسرائيليين صرّحوا للصحيفة ان نتنياهو “غير قلق من الازمة في العلاقة مع الادارة الاميركية وانه يحظى بالدعم الذي يريد من الكونغرس الاميركي، وانه بإنتظار إنهاء الرئيس باراك اوباما لفترة ولايته الثانية بعد نحو سنتين ونصف السنة على احر من الجمر”.
وصرّحت مصادر اميركية لصحيفة “وول ستريت جورنال” ان نتنياهو حاول تجاوز البيت الابيض عن طريق الكونغرس خلال العدوان على غزة، وذلك على خلفية الانتقاد الاميركي للاضرار البالغة التي لحقت بالمدنيين.
القدس دوت كوم