غزة.. برميل بارود قابل للانفجار في أية لحظة

2015/02/10
Updated 2015/02/10 at 10:18 صباحًا

20151002080202

الجبهة الشمالية هي الجبهة الأكثر خطورة لدولة إسرائيل، والجبهة الجنوبية في المقابل أقل خطراً. لكن منذ الانفصال عن قطاع غزة وسيطرة “حماس” عليه فإن قطاع غزة هو مصدر الأعمال العنيفة الأساسية ضد دولة إسرائيل؛ وهو الذي جر إسرائيل الى ثلاث حروب؛ وهو الذي يشكل مصدر العمليات المعادية لاسرائيل في العالم؛ وهو الذي أدى لتكون إسرائيل مُدانة في العالم بجرائم حرب، بإبادة شعب، بقتل الأطفال، بحصار شرس وبالتجويع؛ وهو الذي يسيطر عليه تنظيم نقش على رايته إبادة إسرائيل وليس مستعدا ليكون شريكا في أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين. بكلمات أخرى، قطاع غزة و”حماس” هما بالفعل المشكلة الاستراتيجية المركزية القريبة التي تشغل إسرائيل منذ سنوات – في المجال الأمني والسياسي والإعلامي.
عملية “الجرف الصامد” في الصيف الأخير أوقعت بـ”حماس” ضربة عسكرية قاسية، وضربة ليست أقل قسوة بالسكان المدنيين. لكن المشكلة الاستراتيجية بقيت على حالها. خلال العملية وما بعدها برزت بضع أفكار حول كيفية معالجة هذه المشكلة. كان هناك من أيدوا التصفية الممركزة للقوة العسكرية لـ”حماس” بوساطة احتلال القطاع بأبعاد مختلفة، وكان هناك من أيدوا صيغة إعمار القطاع مقابل نزع سلاح “حماس”، وكان هناك من أضافوا اقتراحا بأنه عن طريق الدعم العربي والدولي تتم إعادة السلطة الفلسطينية الى القطاع لتُمسك هناك بزمام السلطة. ماذا حدث من كل ذلك، وماذا يحدث الآن في القطاع؟.
هناك ثلاث سمات أساسية، البارزة منها هي أن كل إعمار غزة (الذي خصصت له تبرعات اكثر من 4 مليارات دولار) عالق مكانه ولا يتقدم؛ الأمم المتحدة التي أخذت على مسؤوليتها إدارة الإعمار أعلنت أن الأموال التي خصصت لإصلاح بيوت السكان في القطاع نفدت. ومن المفهوم أن الاضطرابات انفجرت.
وما هو بارز أيضا؟ أن الجهد الأساسي لـ”حماس” ينصب ليس على الإعمار المدني بل على إصلاح القدرة العسكرية. اليوم يصعب التهريب لكنْ هناك إنتاج ذاتي، وفوق كل شيء توجد قوة بشرية. ما تقوم به “حماس” هو إنشاء إطار عسكري جديد، لتجنيد وإعداد آلاف الشباب للقتال، مع التأكيد على تدريبات تتضمن احتلال موقع عسكري للجيش الإسرائيلي وخطف جنود، وتعزيز أجهزة الأمن من اجل فرض سلطتها، وأيضا حفر الأنفاق وإصلاح الأنفاق المدمرة. كل الدول التي تعهدت بالتبرع ترى ذلك وتفهم أن الأموال التي ستنقل للقطاع سيتم دفنها، ويبدو أن هذا هو السبب الأساسي لتوقف تدفق التبرعات.
الحرب الدائرة بين مصر ومنظمات الجهاد في سيناء تؤثر سلبا على “حماس” وعلى السكان المدنيين وتزيد من ضائقتهم: المعابر الى مصر مغلقة تماما، المصريون مستمرون في التدمير الشامل للأنفاق، ويقيمون منطقة فاصلة بعرض كيلومتر بين مصر والقطاع، والذراع العسكرية لـ”حماس” تم الإعلان عنها من قبل المصريين كمنظمة إرهابية. في المجال السياسي المغزى هو أن مصر كفت عن أن تكون وسيطا مع “حماس”. والسلطة الفلسطينية؟ قوتها في الساحة الدولية. وقدرتها أمام “حماس” صفر.
بالإجمال أمامنا برميل من المواد المتفجرة. “حماس” تريد الحفاظ على سيطرتها، وليس لديها الآن أي مصلحة في البدء بالعنف، لكن عليك أن تعرف أي ظروف جديدة لا يمكن توقعها ستؤدي الى الانفجار المبكر لهذا البرميل الغزي. ما رأي الأحزاب فيما يتعلق بهذا البرميل، فهذه المشكلة الاستراتيجية تقلقنا جدا؟ لا شيء.

عن “معاريف”

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً