أضواء على الصحافة الاسرائيلية 6-7 آذار 2015

2015/03/07
Updated 2015/03/07 at 11:11 صباحًا

اوباما ينوي تحريك العميلة السلمية خلال الفترة المتبقية له في الرئاسة
كتبت صحيفة “هآرتس” ان الرئيس الأمريكي براك أوباما يرغب بالقيام بمحاولة أخرى لتحقيق تقدم في العملية السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين، خلال الفترة المتبقية له في منصبه حتى مغادرته للبيت الأبيض في أواخر 2016. وقالت مصادر رسمية في البيت الأبيض لصحيفة “هآرتس” ان القرار النهائي حول كيفية التقدم ونوع الخطوة التي سيقوم بها اوباما وتوقيتها، سيتم اتخاذه بعد الانتخابات الاسرائيلية.
وأضاف مسؤول رفيع في البيت الأبيض: “نريد رؤية كيف ستكون تركيبة الحكومة القادمة في اسرائيل وتوجهها نحو الموضوع، ولكن خلال فترة العام ونصف العام المتبقية لأوباما في البيت الأبيض، سيتحتم علينا معالجة هذا الموضوع لأن الزمن يعمل ضدنا”.
ويكرس البيت البيض غالبية اهتمامه حاليا لمحاولة التوصل الى اتفاق مع ايران وحل الازمة في اوكرانيا ومحاربة تنظيم داعش. ورغم ذلك، يؤكد مسؤولون كبار في الادارة الأمريكية أن الموضوع الفلسطيني لا يزال مطروحا على طاولة الرئيس اوباما ووزير الخارجية جون كيري.
ويثير التدهور المتزايد في العلاقات بين الحكومة الإسرائيلية والقيادة الفلسطينية، خلال الأشهر الأخيرة، قلقا كبيراُ لدى القيادة الأمريكية. وترسم واشنطن صورة للأزمة المتفاقمة يوميا – انفجار المحادثات السلمية في آذار من العام الماضي، الجمود السياسي العميق، الحرب في غزة في الصيف الأخير، مشروع القرار الذي حاول الفلسطينيون تمريره في مجلس الأمن، والذي تم صده، التوقيع الفلسطيني على معاهدة روما والانضمام الى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، والرد الاسرائيلي بتجميد تحويل أموال الضرائب المستحقة للفلسطينيين. وتضاف الى هذا كله تهديدات السلطة الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني مع اسرائيل، ونية الفلسطينيين تقديم المزيد من الشكاوى ضد اسرائيل في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، ابتداء من الأول من نيسان المقبل، بعد بدء سريان انضمامهم الى المحكمة، والوضع الاقتصادي الخطير في السلطة في أعقاب تجميد أموال الضرائب.
وقال مسؤول رفيع في البيت الأبيض، ان الادارة تتخوف من الانهيار الاقتصادي في السلطة الذي يمكن حدوثه خلال أشهر معدودة اذا لم يستأنف تحويل أموال الضرائب إلى السلطة. وتعتقد واشنطن ان من شأن انهيار كهذا أن يؤدي الى أزمة بالغة الخطورة بل والى العنف.
وقد تحدث كيري هاتفيا، الأسبوع الماضي، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، وحاول حل أزمة الضرائب. كما تحدث مع عدد من وزراء الخارجية العرب وطلب منهم تحويل الأموال إلى السلطة من أجل منع انهيارها. وترغب الادارة الأمريكية، حالاً، بصد التدابير الفلسطينية في المحكمة الدولية، ومن جانب آخر، منع انهيار السلطة.
ولكن على المدى المتوسط والطويل يرغب الرئيس الأمريكي ووزير الخارجية كيري، بدفع مبادرة دبلوماسية أخرى في الموضوع الاسرائيلي الفلسطيني، قبل انتهاء فترة ولايتهما. وقال مسؤول امريكي: “نريد ايجاد اللحظة المناسبة لعمل شيء في الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني، وانا لا اصدق بأننا لن نفعل ذلك قبل نهاية العام 2016”. ولكن الادارة تنتظر انتهاء الانتخابات الاسرائيلية كي تقرر طريقة العمل ومتى. وسيرتبط طابع المبادرة بتركيبة الحكومة الجديدة في اسرائيل. وحسب المسؤولين الامريكيين، ستجري محاولة اخرى لاستئناف المفاوضات حول الحل الدائم، لكن ادارة اوباما تعرف انه في ظل الوضع الحالي ليس من المؤكد ان التوصل الى ذلك يعتبر واقعيا.
وحتى بدون استئناف المفاوضات، هناك خطوات كثيرة يمكن للأمريكيين عملها، ومن بين الأفكار التي يتكرر طرحها خلال النقاشات الداخلية في الادارة، عرض رؤية امريكية جديدة لحل الصراع. وستشمل هذه الرؤية مبادئ اتفاق الاطار التي بلورها كيري مع الأطراف في نهاية 2013، وفي مطلع 2014، لكنها لم تثمر.
وقال عضو سابق في طاقم السلام الامريكي ان واشنطن كانت في آذار 2014، على شفا نشر اتفاق الاطار. وقد دعم ذلك في حينه الموفد الأمريكي لمحادثات السلام مارتن انديك ونائبه فرانك ليفنشتاين ومسؤولين آخرين في وزارة الخارجية والبيت الأبيض. وشمل اتفاق الاطار بنود تتعلق بإدارة المفاوضات على أساس خطوط 1967 مع تبادل للأراضي، الاعتراف بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي، اعلان القدس عاصمة للدولتين، اجراء ترتيبات امنية لإسرائيل في غور الأردن والجدول الزمني للانسحاب الاسرائيلي من الضفة.
وكانت النية نشر الوثيقة كسياسة امريكية ودعوة اسرائيل والفلسطينيين الى بدء محادثات في واشنطن على أساسها. وبعد مداولات كثيرة قرر وزير الخارجية عدم نشر الوثيقة على أمل ان ينجح بإقناع نتنياهو وعباس بتمديد المفاوضات بدون انذار امريكي.
وحسب تقدير عضو سابق في الطاقم الامريكي فان كيري يندم على ذلك اليوم. وهناك امكانية أخرى للتحرك الامريكي تتحدث عن طرح قرار في مجلس الأمن يقوم على وثيقة الاطار الامريكية وتحديد مبادئ لحل الصراع، وتدعو الى استئناف المفاوضات. وكانت واشنطن قد فكرت بطرح مبادرة متوازنة لحل الصراع في ايلول – تشرين الاول الماضي، عندما قدم الفلسطينيون والاردن وفرنسا مبادرات للحل الى مجلس الامن. وكان يمكن لاقتراح كهذا ان يمر في مجلس الامن، لكن واشنطن امتنعت عن ذلك بفعل الضغط الذي مارسه شمعون بيرس وتسيبي ليفني على الادارة في حينه، لتخوفهما من ان يؤدي ذلك الى تعزيز قوة نتنياهو. واليوم يندم كيري وليفني على ذلك.
المجلس المركزي لمنظمة التحرير يقرر تعليق التنسيق الأمني
كتبت صحيفة “هآرتس” ان المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية قرر تعليق التنسيق الامني مع اسرائيل لأنها “تخرق بشكل منهجي” الاتفاقيات التي وقعت عليها، وبسبب الهجمات اليومية التي تشنها على ارض “دولة فلسطين”. وجاء في ختام اعمال المجلس التي استغرقت يومين، ان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، برئاسة الرئيس محمود عباس، ستكون المسؤولة عن تطبيق هذا القرار وغيره من القرارات، وهو الذي سيقرر موعد تطبيقه.
مع ذلك يسود التكهن بأن الرئيس عباس لن يسارع الى تطبيق القرار، وسيحاول استخدامه كوسيلة لحث الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي للضغط على اسرائيل كي توقف البناء في المستوطنات وتطلق سراح الاسرى في سبيل استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. لقد تحدث عباس في خطابه، امس الاول، بشكل واضح عن استعداده لاستئناف المفاوضات، اذا تمت الموافقة على هذين المطلبين.
ولكن القرار المتعلق بوقف التنسيق يدل على ان الاعضاء في هذا المنتدى يسعون الى الحفاظ على مكانتهم ومكانة منظمة التحرير في عيون الجمهور، من خلال تصريحات ومواقف ترد على ما اعتبر سياسة إسرائيلية رافضة للسلام. كما قرر المجلس “مقاطعة كل المنتجات الاسرائيلية، وليس فقط تلك التي يتم تصنيعها في المستوطنات”.
وجاء في القرار انه “يتحتم على اسرائيل دفع ثمن رفضها تنفيذ التزاماتها حسب القانون الدولي، على الرغم من معرفة الاقتصاديين في السلطة بأن هذه المقاطعة لا تمس بالاقتصاد الاسرائيلي وانه ينطوي على معاني رمزية”. يشار الى ان بعض هذه القرارات تعتبر تنفيذية كوقف التنسيق الامني والمقاطعة، لكنه ليس من الواضح كيف تنوي السلطة تنفيذها.
كما جاء في القرار ان المجلس يرفض “كل محاولات فرض الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية. ففلسطين لن تشرع السياسة العنصرية التي تديرها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، سواء داخل اسرائيل او في دولة فلسطين، تماما كما ترفض أسلمة المنطقة من قبل كيانات متطرفة”.
بعد ترهيب طفل فلسطيني: تعليق استخدام الجيش للكلاب
كتبت “هآرتس” ان الجيش قدم ، امس، الى رئيس الاركان غادي ايزنكوت، ووزير الامن موشيه يعلون، نتائج التحقيق الذي اجراه في قضية القوة العسكرية التي استخدمت كلبا لترهيب الطفل الفلسطيني حمزة ابو هاشم (16 عاما) من بلدة بيت أمر. وينوي الجيش اتخاذ تدابير ضد الجندي الذي يسمع صوته في الشريط الذي يوثق للحادث وهو يحث الكلب على عض الطفل بعد اعتقاله. كما فتحت الشرطة العسكرية تحقيقا في الموضوع.
وامر قائد كتيبة الضفة، تمير يداعي، في اعقاب التحقيق، بوقف استخدام الكلاب في الضفة الى أن يعاد التدرب على اوامر تفعيلها. وكان الجيش قد اوقف في عام 2012، استخدام الكلاب الهجومية ضد المتظاهرين في الضفة، الا انه يتم استخدامها احيانا في الكمائن التي ينصبها الجيش. وتقرر بعد حادثة الطفل اشتراط تفعيل الكلاب بمصادقة قادة الكتائب العسكرية في الضفة والدرجات العليا. وحدد التحقيق بأن تفعيل الكلاب ضد راشقي الحجارة وخارقي النظام يتناقض مع الاهداف التي حددها قائد اللواء. واعتبر الجنرال يداعي ما حدث في قضية الطفل “مسألة بالغة الخطورة تدل على مستوى مهني منخفض، وترجمة خاطئة وغير كافية لاحتمالات الضرر، وسلوكا اخلاقيا غير ملائم”.
تعيين ضابط احتياط لتمرير مخطط ترحيل البدو الى النعيمة
علمت “هآرتس” ان الجنرال يوآب مردخاي، منسق العمليات في المناطق، والميجر دافيد مناحم، رئيس الادارة المدنية، عينا الجنرال احتياط دوف تصادقا، مسؤولا عن الاتصالات بين الادارة والبدو في الضفة الغربية، في قضية اخلائهم من الاماكن التي يعيشون فيها منذ عشرات السنين، وتركيزهم في عدة مجمعات ثابتة. يشار الى ان تصادقا شغل منصب رئيس الادارة المدنية بين عامي 1998 و2002، وهو عضو في مجلس السلام والامن حاليا. ويأتي تعيين تصادقا تحت شعار “توفير رد قانوني وتخطيطي للجمهور البدوي، واجراء ترتيبات قانونية وتخطيطية”. كما يفترض فيه التنسيق بين كل الجهات في الادارة المدنية المسؤولة عن اخلاء البدو وتركيزهم، وبين مكتب المستشار القانوني العسكري في الضفة، وضمان تحويل المعلومات للجهات ذات الشأن.
ولا يشير كتاب تعيين تصادقا الى ان السلطة الفلسطينية هي ايضا جهة يجب محاورتها، لأن اخلاء البدو سيؤثر على المنطقتين (أ) و(ب) ايضا. كما لا يحدد كتاب التعيين موعدا لإنهاء المحادثات. ولم يعرف السكان البدو والمحامين الذين يترافعون عنهم عن تعيين تصادقا الا من خلال “هآرتس”.
يشار الى ان تعيين تصادقا يأتي بعد عدة اشهر من نشر الخارطة الهيكلية التي اعدتها الادارة المدنية لبلدة تل النعيمة التي تنوي نقل البدو اليها. وقال السكان البدو انه لم يتم التشاور معهم بتاتا في مسألة الخارطة وانه تم اعداد خطة التركيز بدون شفافية وبدون اخذ نمط حياتهم وتقاليدهم وفرص تحصيل لقمة العيش، في الاعتبار.
بطلب من الدولة: المحكمة تجمد هدم 24 منزلا في بيت ايل اقيمت على اراض فلسطينية!
قررت المحكمة العليا، بناء على طلب الدولة، تعليق هدم 24 منزلا بنيت بدون تراخيص وعلى اراض فلسطينية في مستوطنة بيت ايل. وكان يفترض هدم هذه المنازل حتى يوم الاحد القريب. وكان المستوطنون قد بنوا في 2010 بنايتين على أراض فلسطينية كان الجيش قد سيطر عليها تحت ستار الاحتياجات العسكرية. وقام صاحب الارض ومنظمة “يش دين” بتقديم التماس الى المحكمة العليا بواسطة المحاميان ميخائيل سفراد وشلومي زخاريا. والتزمت الدولة بهدم البنايتين خلال سنة، لكنها تراجعت بفعل ضغط المستوطنين، وقالت انها تنوي ترخيص المباني.
وفي ايلول الماضي، قرر قضاة المحكمة اشير غرونيس وعدنا اربيل تطبيق قرار الهدم خلال نصف سنة، أي حتى يوم الاحد القريب. ورغم القرار الا ان الدولة تجندت لمساعدة المقاول وترخيص البناء، وقررت لجنة التنظيم في بيت ايل، الشهر الماضي، ترخيص بناء 24 وحدة سكنية في المكان. وفي اعقاب القرار التمس المقاول الى المحكمة العليا طالبا تجميد اوامر الهدم حتى يتم استكمال اجراءات الترخيص، وانضمت الدولة اليه، رغم قرار المحكمة هدم البيوت دون اي علاقة بإجراءات التخطيط.
مخطط لانشاء قطار جوي في القدس الشرقية!
كتبت “هآرتس” انه خلال الاشهر الاخيرة وصل مخططون عدة مرات الى ساحة كنيسة بطرس اين جليكتنو الواقعة على جبل صهيون، بهدف العثور على المكان المناسب لإقامة عمود ضخم يستخدم لتعليق كابل القطار المعلق (تلفريك) الذي سينقل المتنزهين بين حائط المبكى والبلدة القديمة وجبل الزيتون. وقد اقلق وجود المساحين رجال الكنيسة، خاصة وان البلدية تقوم بدفع المشروع الطموح والحساس بعيدا عن عين الجمهور. ولهذا الغرض اتصلت البلدية بشركة فرنسية.
ومن المتوقع ان يثير المشروع اعتراضا شديدا، سواء بسبب معانيه السياسية أو بسبب معانيه البيئية والتخطيطية. وكان رئيس البلدية، نير بركات، قد اعلن قبل نحو سنتين بان القطار المعلق سيبدأ العمل في غضون سنتين، ولكنه منذئذ تجمد المشروع ولم يتم طرحه على طاولة لجنة التخطيط. ومع ذلك، فقد نشرت صحيفة “لا فيغارو” الفرنسية أمس بان البلدية اتصلت مؤخرا مع شركة بنى تحتية فرنسية تسمى SAFEGE ، والتي بدأت بفحص جدوى المشروع. وحسب التقرير، اجرت SAFEGE اتصالا مع شركة فرنسية اخرى تسمى Poma، والمختصة بإنشاء القطارات المعلقة. وتشارك في هذه الاتصالات شركة الاستشارات الاسرائيلية “مجموعة بارتو” وسلطة تطوير القدس.
وعلمت “هآرتس″أيضابانجمعية “العاد” الاستيطانية، التي تدير الحديقة الوطنية “مدينة داود” المجاورة للمبكى، تشارك هي الاخرى في تحقيق مشروع القطار المعلق. وتسمى المحطة قرب المبكى “كديم” مثل اسم مركز الزوار الجديد الذي تخططه الجمعية على مسافة غير بعيدة من هناك. وورد في وثائق الخطة انه لن يكون ممكنا تحقيق خطة القطار المعلق حتى اقرار خطة اقامة مركز الزوار. ويوم الخميس القادم ستناقش لجنة الاستئناف في المجلس الاقليمي للتخطيط خطة مركز الزوار. اضافة الى ذلك، وبسبب مشاركة الجمعية امتنع مدير عام وزارة شؤون القدس، دابير كهانا، الذي كان مسؤولا كبيرا في جمعية “العاد” قبل تعيينه في المنصب، عن الانشغال في المشروع.
وتخطط البلدية لكشف المشروع في مؤتمر صحفي في الاسابيع القريبة القادمة. وحسب العرض الذي اعده المخططون ووصل الى “هآرتس″ستكون للقطار المعلق اربع محطات. الاولى في طرف شارع عيمق رفائيم؛ والثانية قرب باب المغاربة، عند مدخل حائط المبكى، والثالثة قرب فندق الاقواس السبعة على جبل الزيتون؛ اما الرابعة فبجوار موقع جات شومانيم. وفضلا عن المحطات والمقطورات الطائرة ستتضمن المنظومة عشرات الاعمدة الضخمة التي تقطع الحوض التاريخي للمدينة وستبنى على مسافات قصيرة من الاماكن الاكثر حساسية من ناحية دينية.
وفي احد الخيارات التي تمت دراساتها ورفضت، اقترح تمرير خط القطار المعلق فوق الزاوية الجنوبية الشرقية للحرم القدسي. وحسب المخططين، فان القطار المعلق سيحل مشكلة المواصلات ونقل السياح حول البلدة القديمة. وبتقدير المخططين فان كلفة المشروع ستبلغ 125 مليون شيكل. وحسب العرض، يمكن للقطار المعلق ان يقلل بنحو 30 في المئة من حركة السيارات الخاصة، 50 في المئة من حركة الباصات، وتقليل انبعاث الدخان الملوث الذي يرتبط بالمواصلات العامة بنسب تصل الى عشرات في المئة. وحسب المخططين، فان المشروع يستغل الطوبغرافيا الجبلية للقدس وكلفته متدنية جدا عن اي حل مواصلاتي آخر الى منطقة البلدة القديمة. كما يظهر في الوثائق الجدول الزمني السريع لتنفيذ المشروع. لكنه من المتوقع أن يواجه المشروع معارضة حادة، سواء سياسية أم بيئية.
ويقول المحامي داني زايدمان، الخبير في شؤون القدس، “لندع جانبا الموضوع السياسي. فهذا المشروع هو جريمة ضد القدس، مثل “هولي لاند”. رئيس البلدية والحكومة يعتبران القدس موقعا سياحيا، ولكنهما لا يشعران بالاحترام للمدينة. فهذا مثل فتح منطقة تزلج على الجليد في الفاتيكان لزيادة عدد الحجاج. هذا استخفاف وانغلاق تجاه طبيعة القدس″.
ويشبه زايدمان المشروع بمشروع آخر، اقل حساسية بكثير – اقامة جسر المغاربة الى الحرم، ويقول: “في 2007، عندما طرح مشروع الجسر حذرت ديوان رئيس الوزراء من انشائه داعيا الى عدم التعامل مع الحرم كموضوع عقاري. فنحن لسنا في الخضيرة بل في المكان الاكثر حساسية وتفجرا في العالم. لم يسمعوني، وحتى اليوم لا يوجد جسر في عقبة المغاربة. فكيف على الاطلاق يمكن ان نتصور تمرير قطار معلق بمسافة 150 مترا فوق الاقصى ونتوقع من الجميع أن يصفقوا؟”. من جهتها قالت بلدية القدس ان “مشروع القطار المعلق يمر في مراحل التخطيط قبيل رفع المخططات الى لجنة التخطيط. وقد تم تخطيط المشروع بهدف تقديم حل لاحتياجات المواصلات الكثيرة في حوض البلدة القديمة، واختير انشاء القطار المعلق كونه لا يحتاج الى بنى تحتية كثيرة على الارض ولهذا فانه لن يمس بالمواقع الهامة في المنطقة”.
السبت في تل ابيب: مظاهرة ضخمة لاسقاط حكومة نتنياهو
كتبت “يديعوت احرونوت” انه تحت شعار “إسرائيل تريد التغيير” يتوقع مشاركة عشرات الاف الاسرائيليين، مساء السبت في التظاهرة التي ستقام في ساحة رابين في تل ابيب، والتي سيشارك فيها رجال أمن سابقين وممثلي الاحياء الطرفية وبلدات غلاف غزة والكتاب والمفكرين. ومن بين الشخصيات التي ستتحدث في التظاهرة، ميخال كاستان كيدار، ارملة الميجر دوليب كيدار الذي قتل خلال عملية الجرف الصامد في غزة، والتي تقول: “لقد فقدت عالمي كله في الصيف الأخير. انا افكر في أنه يمكن لذلك ان يتكرر مرة اخرى لعشرات العائلات وهذا يقتلني. لا يمكنني الصمت بعد. اريد للناس ان يصوتوا ضد الحرب القادمة”. وقد بادرت الى هذه المظاهرة، حركة “مليون يد” وسيتحدث الخطباء عن اعادة الواقع والحوار العام في إسرائيل الى “مسار التعقل”، وضمان حياة سلام وامن بيننا وبين جيراننا.
ومن بين الشخصيات التي ستتحدث في التظاهرة، رئيس الموساد السابق مئير دغان، والجنرال احتياط عميرام ليفين، والفنان يئير غربوز ورئيس لجنة عمال مصانع البحر الميت ادموند لانكري، وممثلة حركة النقب الغربي رونيت كتسير، وغيرهم. وقال مئير دغان، امس الاول: “كمن خدم دولة اسرائيل طوال 45 سنة في سلسلة من المناصب الامنية، بما في ذلك في ساعات إسرائيل العصيبة، اشعر اننا نمر في مرحلة مصيرية بالنسبة لمستقبلنا وامننا. ليس لدي أي قضية شخصية مع رئيس الحكومة، زوجته او نفقاته وطابع حياته. انا اتحدث عن السياسة التي يقودها، فهي سياسة مدمرة لمستقبل وامن اسرائيل”.
نتنياهو تورط مع عمال الموانئ.. وهؤلاء يهددون بمعاقبته في الصناديق
كتبت “يديعوت احرونوت” انه قبل 11 يوما من الانتخابات تورط نتنياهو في خطأ كبير يمكنه ان يكلفه ثمنا باهظا في صناديق الاقتراع. ففي الشريط الدعائي الجديد الذي بثه الليكود مساء الخميس، ساوى بين عمال الموانئ ورجال سلطة البث وشركات الخليوي وبين مخربي حماس. فما هو المشترك بينهم حسب الليكود؟ لقد عمل رئيس الحكومة ضدهم جميعا. وقد اثار هذا الشريط “تسونامي” من الانتقادات الفتاكة، وفي مقدمتها تهديد من قبل مجموعة العمال القوية بعدم التصويت لنتنياهو. فقد هدد عمال ميناء حيفا بالانتقام من نتنياهو في صناديق الاقتراع. وقال رئيس لجنة العمال مئير ترجمان: لقد سقط القناع عن وجه الليكود الحقيقي. انا اقول ذلك كشخص نشأ في اسرة ليكودية، والان بسبب نتنياهو لم اعد مستعدا للسماع عن هذا الحزب. الاف عمال الموانئ الذين دعموا الليكود ليسوا على استعداد لتحمل الاهانة التي يوجهها الينا رئيس الحكومة. انا متأكد انه في السابع عشر من الشهر ، سيظهر العمال لليكود ما يعنيه بالنسبة لهم”. يشار الى ان الليكود سارع في اعقاب العاصفة الى ازالة الشريط والاعتذار مدعيا ان المقصود شريطا يستعرض انجازات الحكومة وتم اعداه بشكل ساخر بروح عيد المساخر، ولم تكن هناك أي نية للمقارنة بين حماس واي طرف او المس بالعمال المنظمين.
الليكود والصهيوني يحققان تعادلا: 23-23
كتبت “يسرائيل هيوم” انه يبدو بان “تأثير واشنطن” عمل هذا الاسبوع، كما يبدو، لصالح بنيامين نتنياهو، حسب ما يستدل من استطلاع اجرته “يسرائيل هيوم” بواسطة معهد “هجال هحداش”. لقد تم صد تراجع قوة الليكود، وتم سد الفجوة الصغيرة بينه وبين المعسكر الصهيوني. وباختصار فانه على الرغم من التعادل 23 -23، فان اليمين يتمتع بفرص اكبر من اليسار لتشكيل الحكومة. اليمين – الليكود وشركائه- البيت اليهودي (12)، شاس (6)، الشعب معنا (4)، إسرائيل بيتنا (6) يهدوت هتوراة (6) يشكل ائتلافا يضم 57 نائبا، وسوية مع كلنا (كحلون) – (9) يصل العدد الى 66 نائبا.
اما اليسار فلديه مشكلة كبيرة. المعسكر الصهيوني وشركائه – ميرتس (5)، يوجد مستقبل (13)، يشكلون 41 مقعدا. وسوية مع القائمة المشتركة (13) والتي يمكن الافتراض بأنها لن تنضم الى الائتلاف، يصل المجموع الى 54 مقعدا. واذا انضم اليه كحلون فسيحصل التحالف على 60 مقعدا. وهنا تبدأ المشاكل الجدية لهرتسوغ. فهل سيوافق احد الاحزاب الدينية على الانضمام اليه، وبأي ثمن؟
نتائج هذا الاستطلاع تعكس بشكل موثوق توزيع القوى المعقدة في السياسة الإسرائيلية. حتى هذه الساعة هناك ما لا يقل عن خمسة احزاب لا تحظى بعدد مقاعد يتألف من رقمين، وهي مسألة تصعب جدا تشكيل ائتلاف حكومي. في مسألة المرشح المفضل لرئاسة الحكومة يتقدم نتنياهو بفارق كبير على هرتسوغ 35% مقابل 18.

مقالات وتقارير
دعوا العماليق.
يكتب بيتر باينرت، في “هآرتس”، ان نتنياهو يعتبر إسرائيل تقف دائما امام العدو، سواء كان اسمه العماليق او المانيا النازية، وهو يسعى الى هدف واحد، دمار الشعب اليهودي. في كتابه الصادر عام 2000، ” A Durable Peace ” – “السلام المستدام” يكتب نتنياهو ان الفكرة التي تقول ان الفلسطينيين هم شعب منفصل يحق له تقرير المصير، مستمدة مباشرة من النازية”. وفي عام 2002 حث الولايات المتحدة على اجتياح العراق، وكتب: اننا “نعرف الان انه لو قامت الديموقراطيات الغربية باتخاذ خطوات مانعة لاسقاط هتلر في الثلاثينيات، لكان يمكن منع اكبر كارثة في التاريخ”. وفي عام 2006، اعلن نتنياهو: “نحن في 1938 وايران هي المانيا”. واعلن في 2010، “اننا سنتذكر الى الابد ما فعله لنا عماليق النازية، ولن ننسى وسنبقى متيقظين ومستعدين لمواجهة العماليق الجدد عندما سيظهرون على مسرح التاريخ ويهددون ثانية بإبادة الشعب اليهودي”. وهذا الاسبوع، ايضا، في الكونغرس، بدأ نتنياهو خطابه بمقارنة ايران بهامان، وانهاه بمقارنتها بألمانيا النازية وقال: “لقد مرت الايام التي وقف فيها اليهود ضعفاء وبدون حماية”.
نتنياهو لم يخترع طريقة التفكير هذه. فالتوراة تعج منذ بدايتها وحتى نهايتها بالأعداء الأبديين – عيسى، العماليق، هامان. ويتم التعامل مع الاعداء والكوارث كما لو كانت سجلا للتاريخ. هكذا مثلا يربط التاسع من آب بين سلسلة من الكوارث، من خراب بيت المقدس، مرورا بالحملة الصليبية الاولى وحتى طرد يهود اسبانيا. وطبعا، قبل اكثر من مائة سنة حاولت القوة العظمى في اوروبا ابادة الشعب اليهودي. لكن التقاليد اليهودية تحذر ايضا، من خلق التناظر مع الماضي، والذي يمكن أن يشوش شكل فهمنا للحاضر. وكما أشار الحاخام جوناثان زاكس مؤخرا، فقد كرر الراب موسى بن ميمون انه بما ان الشعوب التي حاربها اليهود في ايام التوراة قد ولت ، فإننا لا نستطيع أن نرى في أي شعب من الشعوب الحديثة بأنه من العماليق (أو خليفتهم هامان). في خطابه في الكونغرس كسر نتنياهو هذا التقليد، وخان التزام كل قائد حكيم: عدم اعتبار أعداء اليوم نسخة من أعداء الماضي، وانما رؤيتهم كما هم في الواقع.
النظام الإيراني هو نظام وحشي وحاقد، ولكن إيران ليست العماليق، هامان أو ألمانيا النازية. أنه يهدد مكانة إسرائيل في الشرق الأوسط، ولكن ليس وجود الشعب اليهودي. واعماله تدل على ذلك. لقد جاءت الجمهورية الإسلامية إلى السلطة قبل 36 عاما. ولو كان قادتها يقصدون حقا إبادة اليهود، لكان لديهم طريقة سهلة للبدء: هناك حوالي 20 ألف يهودي يعيشون في إيران. فهل يعاني هؤلاء اليهود من التمييز الشديد؟ بالتأكيد. هل يواجهون خطر الإبادة الجماعية؟ لا. لو كان هذا النظام خليفة للنظام النازي، لكان من المستحيل أن نتخيل أنه بعد 30 عاما في السلطة لا يزال قادته يسمحون لليهود بتفعيل 11 كنيس ومطعمي “حلال” في البلاد.
صحيح ان إيران تسلح التنظيمات الإرهابية مثل حزب الله وحماس، لكنها تكبح جماحهم أيضا خوفا من الرد الإسرائيلي البعيد المدى. على كل حال، لا يوجد في التاريخ اليهودي ما يوازي وضع إسرائيل اليوم. ليس فقط ان اليهود أنشأوا دولة لهم بعد ألفي سنة في المهجر- بل اقاموا دولة ذات قوة عسكرية تضاعف بعشرات المرات الوضع لدى جيرانها. إسرائيل هي قوة مهيمنة، ديمقراطية، تسعى الى الوضع الراهن، تواجه حاليا خصما دكتاتوريا، يريد حرف ميزان القوى لصالحه – ايضا عن طريق كسر الاحتكار النووي الإسرائيلي.
في التاريخ اليهودي ليس هناك أي قرين لهذا الوضع، ولكن قرينا كهذا يتوفر في التاريخ الأمريكي. في آواخر سنوات الاربعينيات دخلت الولايات المتحدة عهد الحرب الباردة من مكانة قوة واضحة ، تماما كما دخلت اسرائيل عهد ما بعد الحرب الباردة. ومثل إسرائيل في الشرق الأوسط، تمتعت الولايات المتحدة من الاحتكار النووي. ومثل إسرائيل، شاهدت كيف يخضع احتكارها للتهديد من قبل دكتاتور يريد حرف ميزان القوى لصالحه، من خلال استخدام برنامجه النووي. ذلك الدكتاتور جوزيف ستالين، الرجل الملوثة اياديه بالدم اكثر من ايدي آيات الله ، كرر تنبؤات تقشعر لها الأبدان حول تدمير أمريكا. وهكذا فعل خلفائه. .
في عام 1958، سأل الرئيس السوفياتي نيكيتا خروتشوف السيناتور هيوبرت همفري عن مكان اقامته. وعندما أشار همفري إلى مينيابوليس، قال خروشوف: “يجب علي أن أتذكر تخطي هذه البلدة عندما تبدأ الصواريخ بالطيران.” خلال عشرات السنوات الاولى للحرب الباردة رأى الأميركيون بالاتحاد السوفياتي نسخة عن ألمانيا النازية. ومع ذلك، اعترف دبلوماسيون أمريكيون وخبراء يعرفون جيدا روسيا انه باستثناء اللهجة الخطابية المخيفة والثورية للنظام الوحشي، الا ان ما يحدد طريقه هي اعتبارات احترازية تسترشد رغبته في البقاء في السلطة.
نأمل أن لا تفقد إسرائيل احتكارها النووي، كما حدث في الولايات المتحدة مع الاتحاد السوفييتي والصين في عهد ماو، لأن امتلاك إيران للقدرة على بناء أسلحة نووية يعتبر بشرى سيئة ليس فقط لإسرائيل بل للمنطقة والعالم. ولكن يمكن لإسرائيل أن تتعلم الكثير من التجربة الأمريكية في بداية الحرب الباردة، من اكثر من تجربة اليهود المشردين في غيتو وارسو أو في فارس في عهد أحشفيروش. إذا حكمنا بناء على طريقة تفكير العديد من المسؤولين العسكريين رفيعي المستوى من إسرائيل، المتوازنة والمدروسة بشأن التهديد الإيراني، يبدو لنا انهم يفهمون ذلك. لكنهم للأسف، ليسوا من القى الخطاب في الكونغرس.
ارتفاع كبير في استخدام الشاباك للتعذيب خلال التحقيق.
ينشر حاييم ليفنسون تحقيقا في “هآرتس، يشير فيه الى حدوث ارتفاع حاد في استخدام التعذيب خلال التحقيقات التي يجريها جهاز الشاباك مع الفلسطينيين. وتكتب عن الناشط الفلسطيني محمد خطيب، من الخليل، صديق مروان القواسمة الذي خطط ونفذ عملية اختطاف الفتية الاسرائيليين الثلاثة في حزيران 2014. فقد اعتقل خطيب وتم تحويله للتحقيق معه في جهاز الأمن العام، ولكنه أنكر أي علاقة له بالعملية او معرفته بمكان اختفاء القواسمي. وسرعان ما تحول التحقيق مع خطيب الى تعذيب، او ما يسميه الشاباك “تحقيق الضرورة”، او حسب اللسان المغسولة لقضاة المحكمة العسكرية في عوفر “تحقيق غير عادي” او “وسائل خاصة”.
وقد اعترف خطيب تحت طائلة التعذيب انه كان جزء من الخلية التي اختطفت الفتية، بل عمل راصدا للخاطفين، القواسمة وعامر ابو عيشة، في ليلة العملية. لكنه كان يكذب، فالتحقيق في العملية يثبت عدم وجود راصد. ولا يصدق الشاباك والنيابة العسكرية ما يقوله خطيب، والدليل على ذلك ان لائحة الاتهام التي تم تقديمها ضده بعد التحقيق لا تتضمن أي كلمة حول تورطه في الاختطاف. فلقد اتهم بأنه قام في عام 2006 باطلاق النار في الهواء والمشاركة عدة مرات في تظاهرات ونشاطات لحركة حماس.
ويعتبر التحقيق العنيف مع خطيب، جزء من توجه متزايد نحو استخدام التعذيب من قبل الشاباك خلال التحقيق، في النصف الثاني من عام 2014. والحديث فقط عن الحالات التي يتحتم فيها على الشاباك تبليغ المحكمة بأنه استخدم هذه الوسائل، كي يعرف القضاة أي وزن تنطوي عليه الأدلة التي تم التوصل اليها من خلال التعذيب. وفي حديث مع أحد المحامين الذي يمثل الكثير من المشبوهين بمخالفات أمنية، قال لصحيفة “هآرتس” انه طرأ فعلا خلال الفترة الأخيرة ارتفاع ملموس في عدد الملفات التي شملت تحقيقات بواسطة التعذيب.
وحسب أقواله “في السنوات الأخيرة وقعت حالات معدودة، ونادرة، ولكن شيئا تغير، فاليوم يستخدمون في كل ملف كبير “الدفاع الضروري”. وتتقاطع المعطيات التي جمعتها صحيفة “هآرتس” من المحاكم العسكرية، مع معطيات اللجنة المناهضة للتعذيب، التي تشير في تقاريرها الى ارتفاع ملموس في الشكاوى حول استخدام العنف خلال التحقيق. وخلال عام 2014 قدم 23 فلسطينيا عدة شكاوى تتعلق بالتعذيب خلال التحقيق معهم من قبل الشاباك (وفي بعض الأحيان اشتكى شخص واحد تعرضه الى عدة صنوف من التعذيب). وتم خلال النصف الاول من العام 2014 تقديم خمس شكاوى حول منع المعتقل من النوم، وثلاث شكاوى حول الضرب خلال التحقيق. ولم تكن هناك شكاوى حول استخدام الهز او ربط المعتقل على شاكلة “الموزة” او “الضفدع”.
وخلال النصف الثاني من 2014 تم تقديم 19 شكوى حول منع المعتقل من النوم، و12 شكوى حول استخدام الضرب، و18 شكوى حول تكتيف المعتقل خلال التحقيق، وشكويين حول استخدام طريقة هز المعتقل. وبلغ عدد الشكاوى التي تم تقديمها خلال هذه الفترة 51 شكوى، مقابل ثمانية في النصف الاول من العام نفسه.
وفي المقارنة متعددة السنوات، يجري الحديث عن 59 حالة تعذيب في 2014، مقابل 16 في 2013، و30 في 2012، و27 في 2011، و42 في عام 2010. يشار الى ان الشاباك لا ينشر معلومات حول استخدام التعذيب خلال التحقيق. ويستدل من وثائق جمعتها “هآرتس” من المحكمة العسكرية في عوفر، انه تم في النصف الثاني من عام 2014، تنفيذ حوالي 20 حالة من التعذيب خلال التحقيق في اربع ملفات مختلفة. وهذه هي، فقط، الحالات التي يتحتم فيها على الشاباك تبليغ ذلك الى المحكمة، وربما تكون هناك حالات أخرى.
يحرص الشاباك على عدم كشف وثائق تتعلق بهذا الموضوع. وفي كل ملف يتم استخدام التعذيب خلال التحقيق فيه، يقدم الشاباك الى المحكمة وثيقة تفصل الطرق التي استخدمها، ولكن المحامين لا يمكنهم الحصول على نسخة منها، ويمكنهم الاطلاع عليها فقط، ومن ثم يتم الاحتفاظ بها في خزينة المحكمة. وفي احدى الحالات، ادعى احد المشبوهين خلال النظر في تمديد اعتقاله بأنه تعرض الى التعذيب. وكتب القاضي في قراره انه يستدل من النظر في مواد التحقيق انه تم تعذيب المشبوه. وبعد نشر القرار سارعت النيابة العسكرية الى مطالبة المحكمة بشطب هذا التعبير.
حتى العام 1999، تم سنويا تعذيب آلاف الشبان الفلسطينيين. وتقدر اللجنة الإسرائيلية المناهضة للعنف، ان غالبية الذين تم التحقيق معهم تعرضوا الى شكل من اشكال العنف خلال التحقيق. وفي ايلول 99، منعت المحكمة العليا استخدام التعذيب كنهج، ولكنها ابقت منفذا صغيرا للمحققين: المحقق الذي يستخدم العنف يمكنه ان يدعي لاحقا استخدام العنف بموجب “الدفاع الاضطراري” أي الحاجة الماسة الى خرق القانون.
وكتب رئيس المحكمة العليا في حينه، القاضي اهران براك، ان الدفاع “الاضطراري ” لا يمكن ان يشكل مصدرا لاستخدام طرق تحقيق كهذه، ولا ينطوي على أسس لوجود توجيهات للشاباك تسمح باستخدام طرق تحقيق كهذه. وفي الوقت نفسه، لا ينطوي قرارنا على استبعاد امكانية استخدام محقق الشاباك لادعاء ” الدفاع الاضطراري”، سواء في اطار رأي المستشار القضائي للحكومة اذا ما قرر تقديمه الى المحكمة، او اذا تم تقديم المحقق الى المحاكمة الجنائية وفق قرار المحكمة. ويتم فحص “الدفاع الاضطراري” لاحقا في حال تم تقديم شكوى، ولكن في الحالات الاستثنائية لا يزال يسمح للمحققين باستخدام التعذيب.
وقد حدد المستشار القضائي للحكومة مبادئ تحدد متى يمكن تطبيق مبدأ “الدفاع الاضطراري” لكن هذه المبادئ تعتبر سرية. وقالت جهات في المحكمة العسكرية شاهدت وثائق الشاباك، انها تتضمن تفصيلا لعدد من طرق التحقيق، تشمل تعصيب العينين لفترة متواصلة حتى يفقد المعتقل توازنه، وقيام خمسة او ستة محققين بتحويط المعتقل والصراخ في اذنيه لعدة ساعات، والركوع امام الجدار مع طي الركبتين، وضرب المعتقل اذا حاول الجلوس، دغدغة أنف واذن المعتقل بالريشة، الصفع، ايقاف المعتقل على شكل صليب لعدة ساعات، وربطه على شكل “الموزة”.
وكما يبدو فان هناك العديد من الطرق الأخرى التي يتم استخدامها. ويستدل من الوثائق ان هذه الأساليب جديدة واقل وحشية من تلك التي منعتها المحكمة العليا، ومن بينها تغطية الرأس بكيس لفترة طويلة، شبح المعتقل، ايقافه على شاكلة الضفدع ومنعه من النوم. من بين الاشخاص الذين تم تعذيبهم مؤخرا، كان زياد عواد، الناشط في حركة حماس والذي تم اطلاق سراحه في اطار صفقة شاليط. وكان قد ادين بقتل باروخ مزراحي عشية ليلة الفصح في 2014. وتم في ملف اختطاف الفتية الثلاثة تعذيب ما لا يقل عن عشرة اشخاص، غالبيتهم بعد العثور على جثث الفتية في 30 حزيران. وادعى الشاباك ان منفذا العملية مروان القواسمة وعامر ابو عيشة ينويان تنفيذ عملية اخرى ولذلك فقد تم اعتبارهما بمثابة “قنبلة موقوتة”.
في قضية اخرى تم الكشف عنها في آب، لخلية من حماس في الضفة، تم تفعيلها من تركيا، وادارها رياض ناصر، تم تعذيب ستة الى سبعة اشخاص، بينهم ناصر نفسه، طوال عدة ساعات. وادعى الشاباك في حينه ان المجموعة خططت لانقلاب في الضفة. لكنه لم يتم العثور في ملفات التحقيق على أدلة تثبت هذا الادعاء (حتى شعبة الاستخبارات العسكرية اعترفت بأن الشاباك بالغ في خطورة الخلية)، ولكنه تم العثور خلال التحقيق على كمية كبيرة من الأسلحة، ما جعل الشابك يدعي ان استخدام “الوسائل الخاصة” كان مبررا.
ومن التحقيقات التي تم خلالها استخدام التعذيب، كان التحقيق مع ثلاثة فلسطينيين اتهموا بمحاولة اغتيال افيغدور ليبرمان. ويستدل من الملف انه ضعيف جدا، حيث جاء فيه ان احد افراد الخلية سافر ذات يوم، خلال فترة عملية الجرف الصامد، على الشارع وشاهد سيارة اعتقد انها سيارة ليبرمان، وقرر اغتياله. وتوجه الى شخص آخر كي يشتري له صاروخ لاو. لكنه يتبين ان السيارة لم تكن تابعة لليبرمان، ولم يتم العثور على صاروخ، الا ان الشاباك يعتبر ان التهديد استهدف شخصية خاضعة للحماية، ويبرر استخدام الوسائل الخاصة.
ويستدل من ملفات التحقيق ان التعذيب لم يكن ناجعا طوال الوقت. فزياد عواد لم يعترف بالقتل حتى بعد التحقيق المكثف والمتواصل. وتعتمد لائحة الاتهام على بندقية تم العثور عليها في بيته، وصور جوية لدراجة نارية، وافادة ابنه. وتم في ملف اختطاف الفتية، التحقيق مع عرفات القواسمي، الذي وفر ملاذا للخاطفين خلال الأيام الخمس الأولى. وتم اعتقاله بعد العثور على الجثث، بعد مرور اكثر من اسبوعين على مغادرة الخاطفين للمخبأ. ولم يخف عرفات شيئا، بل تعاون مع المحققين منذ البداية، وقدم كل المعلومات المتوفرة لديه. ورغم ذلك فقد تم تفعيل “الوسائل الخاصة” ضده. وكما اشرنا فقد قدم خطيب افادة كاذبة، وباستثناء حسام القواسمة الذي نظم العملية، والذي تعرض الى التعذيب، لم يسلم أي من المعتقلين الذين تم التحقيق معهم أي معلومات ملموسة. وقد توصل الشاباك الى مكان الخاطفين بناء على معلومات استخبارية.
وقال محامي خطيب، فادي القواسمة لصحيفة “هآرتس”، ان “المحكمة العليا اعترفت بالحاجة الى التعذيب في حالة “القنبلة الموقوتة”. ولكن احدا لم يعرف ما هو تعريف القنبلة الموقوتة، وما هو مستوى الاشتباه الذي يحتم استخدام التحقيق الاضطراري. بعد عملية الاختطاف تم استخدام التحقيق الاضطراري مع المعتقلين فقط لأنهم اصدقاء الخاطفين. واستغل الشاباك الوضع الامني لاستخدام التعذيب رغم عدم التخوف على حياة احد”.
وقال الشاباك معقبا: “لقد تم التحقيق مع المذكورين في التقرير بشبهة ارتكاب مخالفات شديدة الخطورة، وتم بعد التحقيق تقديم لوائح اتهام ضدهم. فعواد اتهم بقتل الضابط باروخ مزراحي ومحاولة قتل ابناء عائلته، ورياض ناصر اتهم بسلسلة طويلة من المخالفات، من بينها قيادة خلية عسكرية لحماس في منطقة رام الله، خططت لتنفيذ عمليات ضد اسرائيليين. واتهم عرفات القواسمة بالتورط في اختطاف وقتل الفتية الثلاثة غلعاد شاعر ونفتالي فرانكل وايال يفراح. واتهم المتورطون في محاولة اغتيال ليبرمان بالتآمر على القتل المتعمد”. وطلب الشاباك التوضيح بانه “يعمل في اطار القانون فقط، ويخضع لمراقبة داخلية وخارجية”.
وقال: “نؤكد ان المعتقلين للتحقيق في الشاباك يحصلون على كافة الحقوق الانسانية بما يتفق مع المعاهدات الدولية التي وقعت عيلها إسرائيل، وحسب القانون الاسرائيلي، بما في ذلك العلاج الطبي والتقاء المحامين وزيارات من قبل الصليب الاحمر”.
هذه المرة لا يوجد عذر.
يكتب حامي شليف، في “هآرتس” انه اذا شاء أحدهم ذات مرة تحويل بروتوكولات حكماء صهيون الى فيلم، فانه سيجد ان المقطع الافتتاحي للفيلم بات جاهزا. رئيس حكومة اسرائيل يسحر مئات اعضاء الكونغرس الأمريكي، الذين يصفقون له كما لو كان قيصرهم وهم فيالقه. على بعد كيلومترات معدودة من هناك يجلس زعيم اكبر قوة عظمى في العالم، محبط، عصبي وعاجز، يحاول التظاهر بأن البصاق الذي يتساقط عليه هو مطر.
طبعا، بالنسبة لنا ولقسم كبير من الجمهور الامريكي تختلف الصورة تماماً: نحن نشاهد في المكانة الفريدة من نوعها، تجسيد عملي، قد يكون متطرفا بعض الشيء، للعلاقات الخاصة والمميزة بين البلدين، والتي تشمل بين الحين والآخر، صراعا بالغا داخل “العائلة”، كما سماه نتنياهو. في المقابل يستصعب غالبية العالم استيعاب نمط الحياة اليهودي: فهناك يرون زعيما يهوديا، يقف من خلفه آلاف نشطاء اللوبي المتزمتين وصاحب كازينو يملك الملايين ويظهر وجها صفيقا ازاء رئيس الولايات المتحدة، ويحاول علانية عرقلة اتفاق مع الولايات المتحدة، يدعمه غالبية العالم.
وحسب التقديرات المتعارف عليها فان نجاح نتنياهو قد يقود الى الحرب. هذا هو تماما ما يتحدث عنه الفصل السابع من بروتوكولات حكماء صهيون. التزييف اللاسامي الكبير الذي يعود مصدره الى روسيا القيصرية في مطلع القرن الماضي: “الحروب تلف العالم”. فبينما يتظاهرون بأنهم مشاهدون ابرياء، يسعى حكماء صهيون الى اثارة الخصام كي تبقى دول العالم معلقة بالقروض الطارئة من البنوك – التابعة لليهود طبعا- وكي تتشاجر مع بعضها البعض، في وقت يحيك فيه اليهود مؤامرتهم. والأداة المركزية التي يستخدمونها لتنفيذ المهمة هي الرأي العام الذي يفتقد الى الحكمة، وذلك من خلال “القوة العظمى” أي الصحافة “التي باستثناء عدة حالات يمكن تجاهلها، تخضع تقريبا لسيطرتنا”.
يستخدم كبار المعادين للسامية، خلال القرن الأخير، الادعاء الذي يقول إن اليهود يقفون وراء الحروب. لقد عثر جنود الدمار في الجيش الأبيض خلال الحرب الأهلية في روسيا على البروتوكولات بين معدات الامبراطورة الروسية الكسندرا، بعد مقتلها على أيدي البلاشفة في عام 1918، واعتبروا ذلك دليلا على ان اليهود هم الذين جروا روسيا الى الحرب العالمية الأولى، كي يشقوا الطريق لثورتهم الشيوعية. وعندما نشر الاستاذان ستيفن وولت وجون ميرشهايمر، بعد 90 سنة، كتابهما حول اللوبي الاسرائيلي وتأثيره على سياسة الخارجية الامريكية، اتهمهم نقادهم بانهما استمدا الالهام من تلك البروتوكولات.
لقد تمحور الادعاء الرئيسي لوولت وميرشهايمر على ان اسرائيل واللوبي، قاموا بساعدة وكلائهم من المحافظين الجدد بدفع جورج بوش وامريكا الى الحرب مع العراق. ويقتبس المؤلفان مقالة نشرها نتنياهو في ايلول 2002 في وول ستريت جورنال، والذي ادعى فيها بأن الرئيس العراقي صدام حسين “يعمل بجنون من اجل الحصول على سلاح نووي” بواسطة “اجهزة طرد مركزي بحجم ماكينات الغسيل التي يمكن أن يخفيها في كل مكان”. وقد أعلن نتنياهو، الذي لم يشغل في حينه أي منصب رسمي، بشكل واضح بأنه يتحدث باسم غالبية ساحقة من الإسرائيليين الذين يدعمون توجيه ضربة استباقية لصدام.
ولكن ما شكل في حينه شبه ملاحظة عابرة في كتاب، احتل، هذا الاسبوع، صدارة وسائل الاعلام الامريكية. وقامت وسائل الاعلام ببث الافادة التي ادلى بها نتنياهو في حينه امام لجنة في الكونغرس، كخلفية لخطابه الهجومي في الكونغرس هذا الاسبوع. في ذلك الشريط الذي ظهر فيه نتنياهو وهو يلوح بيده، ويطل من خلفه رون دريمر، قال انه “لا يوجد أي شك بأن صدام حسين يسعى ويعمل ويتقدم نحو انتاج سلاح نووي”. وقال ان المراقبة الخارجية لن تفيد حتى وان كانت متواصلة وبدون أي ازعاج.
هذا الأسبوع قالت المذيعة الرئيسية في شبكة MSNBC، ريتشيل مادو، ان ذلك التحذير كان مخربا، اذ اننا اجتحنا العراق في نهاية الأمر على اساس “هراء” كذلك الذي نطق به نتنياهو، الذي يعود الآن مع خطاب آخر حول “اقتراب نهاية العالم”. لقد كانت رسالة مادو ورسائل الكثير من امثالها، حادة وواضحة: نتنياهو يحاول مرة أخرى تجربة حظه، ولكن هدفه هذه المرة هو ايران. لقد نجت اسرائيل بشق الانفس من لائحة الاتهام التي وجهها اليها وولت وميرشهايمر، حول جر الولايات المتحدة الى حرب خاسرة ودموية لسببين رئيسيين: الاول، انه خلافا للإفادة العلنية التي ادلى بها المواطن نتنياهو فان اسرائيل الرسمية اعربت عن دعمها للحرب، اذا فعلت ذلك اصلا، داخل غرف مغلقة، كما يليق بحكومتي جورج بوش واريئيل شارون، حيث حافظا على علاقات ثقة حميمة بينهما في اعقاب عمليات الحادي عشر من ايلول.
والسبب الثاني هو انه كان في اوساط القيادة الامريكية ما يكفي من الجهات الرفيعة، وغير اليهودية، بما فيهم نائب الرئيس تشيني ووزير الدفاع رامسفيلد، الذين لم يحتاجوا الى الحث من قبل نتنياهو كي يطمحوا الى الحرب ضد صدام. واذا كان لإسرائيل أي دور فقد كانت فقط الشرط المساعد. ولكن اذا فشلت المحادثات الحالية بين الولايات المتحدة وايران، وتدهورت الى حد المواجهة العسكرية، فانه لن يكون لدى اسرائيل أي عذر هذه المرة. فالحديث هذه المرة ليس عن مواطن عادي وانما عن رئيس حكومة لا يتحدث باسم غالبية سكان إسرائيل فحسب، وانما باسم الشعب اليهودي كله، حسب ادعائه على الأقل، وليس في الغرف المغلقة، وانما امام اجتماع لأعضاء مجلسي النواب والشيوخ ومن خلال احد الخطابات الأكثر مثيرة في العصر الحالي.
خلافا لإدارة بوش، فان ادارة اوباما ستضطر الى انتهاج تدابير عسكرية ضد ايران، او حتى اذا وجدت نفسها تدعم هجوما اسرائيليا، لا ترغب فيه، فانها ستفعل ذلك وهي تركل، وتصرخ وتمقت وتذكر بدون أن يرمش لها جفن، بهوية مشعل النيران الذي اشعل النار التي قادت الى حريق كبير. وسيدعي نتنياهو ومساعديه بأنه لم يقصد ابدا الحث على الحرب، بل على العكس، دفع الولايات المتحدة الى “البحث عن اتفاق افضل”، كما قال في الكونغرس، او كقوله بعد عودته انه احضر بديلا عمليا للاتفاق مع ايران.
حول مسالة ما اذا كان يتحدث عن بديل، يمكن مناقشة ذلك، اما عملي؟ لا تجعلوه يضحك. نتنياهو ورجاله يعرفون جيدا انه منذ اللحظة التي طالب فيها بفرض “قيود اكثر تشددا” على قوة الانتاج الايراني، وطالب باشتراط رفع العقوبات بتراجع ايران المطلق عن كل ما يتعلق بدعمها للإرهاب وتهديدها بتدمير اسرائيل، منذ تلك اللحظة، حكم نتنياهو على مقترحاته بالفناء المطلق.
لو كانت لديه أي رغبة بمناقشة مقترحاته، لكان يجب ان يطرحها من خلف الكواليس، على مستوى الحوار المسؤول الذي افتقده منذ زمن. ولكن منذ حول مطالبه الى راية، فقد كان من الواضح ان مقترحاته ليست اكثر من كلام فارغ. قش وتبن. لقد اتبع ذات الاسلوب الذي طرحه امام الفلسطينيين عندما طالبهم، صباحا ومساء، بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، وهو يعرف جيدا انه كلما صرخ اكثر، كلما تقلصت فرص تجاوبهم.
لقد ادعى نتنياهو ورجاله ان رئيس الحكومة اظهر مرونة كبيرة في عدم تكرار مطالبته بتفكيك كل المنشآت النووية الايرانية، لكنهم تجاهلوا حقيقة انه قبل 24 ساعة ارسل قادة آيباك الآلاف من نواب مؤتمرهم الى الكابيتول لطرح مطالب اولها القضاء المطلق على قوة التخصيب الايرانية.
تنازلات نتنياهو.
يكشف ناحوم برنياع في ملحق “يديعوت احرونوت”،عن وثيقة يقول انها كتبت في آب 2013، وتلخص سنوات من المفاوضات السرية التي جرت في لندن بين مندوب رئيس الحكومة وكاتم اسراره المحامي يتسحاق مولخو، ومن اعتبر المندوب الرسمي للرئيس الفلسطيني محمود عباس البروفيسور حسين آغا.
ويكتب برنياع ان هذه الوثيقة التاريخية تنشر لأول مرة، وتكشف سلسلة من التنازلات المفاجئة التي كان نتنياهو مستعدا لتقديمها للفلسطينيين. هناك فجوة عميقة، لا يمكن جسرها، بين خطابات نتنياهو وبين التوجيهات التي سلمها لموفده في المفاوضات. هل سعى نتنياهو الى خداع الفلسطينيين؟ او سعى الى خداع ناخبيه؟ هل سعى الى الرقص في عرسين في آن واحد؟ يبدو ان كل الاجوبة صحيحة. لقد كان كل شيء رائعا، لكنه تبين في النهاية ان نتنياهو لم يخدع الا نفسه.
في مفهوم معين كان اختيار الوسيطين الاسرائيلي والفلسطيني لامعا. فمولخو وآغا منفتحان، عمليان، وشخصان يمكنهما التوصل الى اتفاق، وبعبارة أخرى، اكثر ملموسة، كان الاختيار تعيسا. كلمة مولخو هي كلمة نتنياهو ولا مجال للفصل بينهما. كل اللاعبين هنا يعرفون ان نتنياهو يراقب رجاله عن كثب، اما كلمة آغا فهي كلمته لوحده. لقد اعتقد نتنياهو أن آغا هو مولخو عند ابو مازن، لكنه اخطأ. فحين جاءت اللحظة الحاسمة، ادعى ابو مازن ان لا علاقة له بالتفاهمات التي توصل اليها آغا، وانه لم يتم اطلاعه على شيء ولم يصادق على شيء. عمليا، استخدم ابو مازن موفده آغا كطعم. لقد جعل نتنياهو يقدم تنازلات دون ان يلتزم هو بتقديم أي تنازل.
في تموز 2013 بدأت المفاوضات الرسمية بين الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية، بناء على مبادرة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. هذه الوثيقة التي كتبت تحت عنوان “مشروع وثيقة مبادئ حول الوضع الدائم” كان هدفها ان تشكل قاعدة للمحادثات. وقد تمت كتابتها في شهر آب وشكلت صيغة تمهيدية لوثيقة اخرى كتب في ايلول. لكنها تبخرت، وانتهى بذلك فصل آخر في عملية السلام.
الحدود والمستوطنات
من خلال هذه الوثيقة يفتح نتنياهو بواسطة مولخو الباب امام عودة اسرائيل الى خطوط 67 مع تبادل للأراضي على اساس متر مقابل متر. وتعترف الوثيقة بالطموح الشرعي للفلسطينيين في القدس الشرقية ويمنحهم السيطرة على غور الأردن. كما يتيح امكانية عودة اللاجئين الى إسرائيل على أساس فردي، واخلاء المستوطنين من الضفة والابقاء على قسم من المستوطنات وسكانها تحت حكم السلطة الفلسطينية.
من وجهة نظر الوسط – اليسار الاسرائيلي، احزاب مثل المعسكر الصهيوني ويوجد مستقبل وربما ميرتس، يعتبر هذا الاتفاق معقولا. لكنه ليس من المؤكد ان هذا ما يراه ناخبو الليكود والبيت اليهودي. وفيما يلي ترجمة حرة للوثيقة. انها تبدأ بتعريف اهداف المفاوضات:
“الجانبان يتفقان على ان هدف الجهود هو التوصل الى انهاء الصراع وكل المطالب. ويتفقان على ان القضايا المتعلقة بالحل الدائم يجب ان تتناول الاحتياجات المشروعة للجانبين، بطرق عملية وعادلة تسمح بدعمها من قبل الجمهور. انهما شريكان في الرؤية التي تتحدث عن دولتين للشعبين، وعن الحقوق الدينية المختلفة بدون تمييز ازاء أي مجموعة اثنية او دينية.
ويتحدث البند الثاني عن “الاقليم، الحدود والمستوطنات”. “يتفق الجانبان على انه ستكون لإسرائيل وفلسطين حدود دائمة مع الأردن ومصر (الحدود مع الاردن تتطلب سيادة فلسطينية على غور الأردن، جزئية او كاملة – ن. ب). الحدود بين إسرائيل وفلسطين تقوم على اساس خطوط 1967 مع تبادل متفق عليه للأراضي، يأخذ في الاعتبار التطورات الاخيرة (المقصود الكتل الاستيطانية- ن.ب). وتحدد المعايير العملية والواقع على الأرض حجم وموقع الأراضي التي سيتم استبدالها.
يوافق الطرفان على ان فلسطين ستكون دولة مستقلة وذات سيادة على ارض قابلة للوجود، تكون مساحتها كمساحة الاراضي التي كانت خاضعة لمصر والاردن قبل الرابع من حزيران 1967: ويتم ضمان امن إسرائيل، وكل انتقال (للمستوطنين) يتم باقل ما يمكن، ولن يتم فصل المناطق عن بعضها. الاتفاق على اقامة فلسطين سيحل مشاكل الوضع القائم، بما في ذلك مسالة المستوطنات. الإسرائيليون الذين سيختارون البقاء في اماكنهم، في دولة فلسطين، سيعيشون تحت القانون الفلسطيني مع حقوق متساوية وكاملة، بدون تمييز ازاء الفرد او المجموعة. يوافق الطرفان ايضا على تواصل آمن بين الضفة وغزة. يتم ضمان الاحتياجات الامنية لإسرائيلي حسب الشكل التالي:
* دولة فلسطينية منزوعة السلاح في الضفة وغزة مع قدرات امنية قوية.
* التعاون بين قوات الأمن في المعلومات والعمليات على الأرض.
* لا توافق فلسطين على نشر قوات اجنبية على اراضيها ولا توقع على اتفاقيات دفاع مع دول اخرى.
* سيتم الانسحاب الكامل للقوات الاسرائيلية من اراضي فلسطين على مراحل. ويتم اخلاء آخر القوات الإسرائيلية بعد تنفيذ المرحلة الأخيرة من الاتفاق”.
يعترف الاتفاق، ايضا بالمشاكل الأمنية المشروعة لفلسطين”.
ثلاثة وجوه للقدس
يتحدث الاتفاق عن امكانية تأجير غور الاردن لفترة زمنية محددة. “يقام نظام خاص لفترة طويلة على طرفي نهر الأردن. يبقى النظام الخاص سائدا، حتى تقرر كل الأطراف بأن الظروف تبرر اجراء تغيير. وبالإضافة الى ذلك يتم نشر قوة دولية مساعدة”. اما التطرق الى القدس في الاتفاق فقد جاء شموليا ومتحفظا. “كما يبدو هذه هي اكثر قضية معقدة وحساسة مطروحة للنقاش”.
المصالح الاسرائيلية والفلسطينية تحظى بمستوى الاهمية ذاته. “يجب ان يتطرق كل حل الى الروابط التاريخية والدينية والثقافية والعاطفية للشعبين بالمدينة والدفاع عن الاماكن المقدسة. مسالة القدس تنطوي على ثلاثة وجوه: الاقليم، الحكم والاماكن المقدسة. كجزء من التقدم نحو حل الصراع، يمكن للأطراف ان تتطرق الى طموحاتها الخاصة بالمدينة، شريطة ألا تسبب اعادة تقسيمها”.
اما مشكلة اللاجئين، فلها بدائل عدة. “يكون الحل عادلا، مبررا وواقعيا. ويجب ان يلبي الهدف المشترك- دولتان للشعبين – وفي الوقت ذاته يتطلب حساسية للقلق العميق في الجانبين.” ويعد الاتفاق بإعادة الكرامة لللاجئين وضمان حياة جديدة وطبيعية لهم. ويعد الاسرائيليين بأنه لن يتم استغلال مشكلة اللاجئين لمواصلة الصراع او لتغيير الطابع اليهودي للدولة.
كيف يتم عمل ذلك؟ هناك عدة خيارات، الاول يتحدث عن الاعتراف بمعاناة اللاجئين واعادة توطينهم في فلسطين وفي دول ثالثة بمساعدة دولية. يتم انشاء صندق لمعالجة مطالب اللاجئين في الاملاك والنفقات المطلوبة لإعادة توطينهم. وتسهم إسرائيل بحصتها في هذا الصندوق. كما يتم التوجه الى الدول العربية كي تسهم في تمويله.
هناك خيار آخر مشابه، باستثناء بند واحد، مشحون جدا: “خلال فترة محددة توافق اسرائيل على اعادة توطين اللاجئين في إسرائيل على أساس فردي”. وهنا اضاف حسين آغا ملاحظة يطالب فيها بصياغة ملزمة بشكل اكبر.
ويتطرق الاقتراح الى اللاجئين اليهود الذين وصلوا الى اسرائيل من الدول العربية. “مطالب اليهود الذين هربوا او طردوا من الدول العربية والنفقات التي صرفتها إسرائيل على توطينهم، تحتم العلاج. الولايات المتحدة تنوي قيادة الجهود الدولية في هذا الموضوع، بما في ذلك دعوة الدول العربية الى التبرع من مالها”.
ويشمل الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين مولخو وآغا مواضيع اخرى، تم هنا عرض القضايا الهامة من بينها، القضايا الجوهرية. يجب ان نتذكر بأن المفاوضات جرت خلال الفترة السابقة لنتنياهو، قبل مبادرة كيري، وفي ظل ائتلاف شكل فيه نتنياهو مصدر الصلاحية الوحيد في الموضوع الفلسطيني. التنازلات التي قدمها في مسائل مثل الحدود واللاجئين والمستوطنات تدل، ظاهرا، على رغبة قوية، بعيدة المدى في التوصل الى اتفاق ينهي الصراع. لكنه في الوقت ذاته قام نتنياهو بخطوات دلت على العكس. يبدو انه كان يهمه نيل الاعتراف كباحث عن السلام، بشرط واحد – ان لا يحقق السلام ابدا.
ملايين من الخارج لزيادة تصويت اليساريين والعرب.
هذا ما يصرح به رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في لقاء اجراه معه شلومو تسينزا ومتاي طوخفيلد، في “يسرائيل هيوم” والذي يتحدث فيه عن خطابه في واشنطن، ويشن هجوما على اليسار، وينتزع شرعية الناخبين العرب في تحريضه لليمين على التصويت له، لمنع العرب من التأثير.
وتكتب الصحيفة: بعد الخطاب في الكونغرس والمواجهة مع الرئيس اوباما، وقبل 11 يوما من الانتخابات، قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لصحيفة “يسرائيل هيوم” ان “رئيس الحكومة الإسرائيلية يجب ان يكون قادرا على مواجهة افضل صديقاتنا وقول الامور كما هي، والا فان التاريخ سيحاسبنا بخطورة”. ويوضح نتنياهو ان الخطاب الذي القاه “يساوي ثمن المواجهة” مع الرئيس الامريكي، ويقول: “في موضوع مصيري كهذا. ماذا ستفعل؟ هل تحني رأسك؟ هل ترجع الى ما قبل 80 سنة، عندما قالوا لليهود لا تغضبوا الوحش؟ لا تطرحوا مخاطر الابادة؟ لا تطالبوا بالعمل؟ توقفوا عن الازعاج؟ انا لا اتقبل هذا”!
ويبدو رئيس الحكومة متفائلا ازاء خطابه في الكونغرس، ويقول: “يسودني الانطباع بأن ما قلته هناك حظي بتأييد واسع جدا، حتى في اوساط الجمهور الامريكي واعضاء الكونغرس من الجمهوريين والديموقراطيين. خلال اللقاء الذي اجريته في الكونغرس بعد الخطاب، مع رئاسة مجلس الشيوخ، كان واضحا ان الامور الرئيسية التي قلتها تغلغلت عميقا في الوعي وهي تشكل أساسا للحوار، وبالتأكيد لإعادة اجراء فحص لدى قسم غير قليل من الناس، ومن المؤكد ان هذا يساوي الجهد. اذا تسلحت ايران بقنبلة نووية بهدف ابادة إسرائيل، فان هذا سيشكل خطرا على حقيقة وجودنا. لو لم افعل ذلك، كانوا سيقولون لنا لماذا لم تتحدثوا؟ لماذا لم تحذروا؟ لماذا لم تتحركوا في الوقت المناسب؟ وانا طبعا اعمل في الوقت المناسب.”
ويرى نتنياهو انه خلافا لما يقال فان “العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة راسخة وستتغلب على الخلافات. واذا وصل الامر الى حسم الكونغرس، وهذا وارد، فانه ليس لدي شك في انني عززت فيه موقف اسرائيل. حتى وصولي الى واشنطن كان الموضوع المطروح على جدول الاعمال هو تنظيم داعش. صحيح انه مهم والحرب ضده مهمة، ولكن عندما نقارن الخطر الذي يتربص بالعالم من قبل داعش، امام الخطر من ايران النووية، نجد ان الخطر الايراني يلف العالم ويعتبر اشد خطورة. ظهوري في الكونغرس والنقاش الذي سبقه حول الخطاب اعاد الموضوع الإيراني الى جدول الاعمال اليومي.”
* انت تعمل ضد البرنامج النووي الإيراني منذ فترة طويلة، ولكن إيران تواصل مسارها.
• “أولا وقبل كل شيء، لولا ما فعلته واواصل عمله منذ 20 عاما، حتى قبل أن اصبح رئيسا للوزراء، من المرجح أن إيران كانت تمتلك الان قنبلة. لقد بدأت إيران تسليح نفسها بأسلحة نووية وقمت بتفعيل الضغط من اجل فرض عقوبات عليها عندما كنت في المعارضة، لقد أحرزنا العديد من الإجراءات لمنع هذا التسلح. حتى الخطوط الحمراء التي رسمتها، تركت تأثيرا، ولكن العمل لا يزال أمامنا. ولم ينته”.
* تم النشر عن محادثات جرت بينك وبين وزير الأمن السابق ايهود باراك، وانكما خططتما لقيادة هجوم عسكري على إيران. كما قيل مثل هذه الأمور حول هذا الموضوع من قبل رئيس الموساد السابق مئير داغان. ما الذي حدث هناك بالضبط، وهل زال الخيار العسكري على الطاولة؟
• “أنا لست هنا للحديث عما كنا نعتزم القيام به أو ما نعتزم القيام به.”
* رئيس الاركان السابق غانتس اشار الى هذا الموضوع، ايضا.
* “لست هنا للحديث عما كنا نعتزم القيام به أو ما نعتزم القيام به. اقول فقط ان اسرائيل لن تسمح لايران بامتلاك سلاح نووي”.
* اوباما يقول الامور نفسها. اذن كيف يمكن فهم الفجوة بينكما؟
* “نحن نختلف حول طريقة تحقيق ذلك. الاتفاق الذي تدفعه القوى العظمى الان يشق الطريق امام ايران نحو القنبلة النووية. هذا الاتفاق يقول لايران: اذا التزمت بالاتفاق يمكنك بعد عقد زمني انتاج مواد مشعة بلا قيود لعدد غير محدود من القنابل. لا احد يواجه هذه الحقيقة في الاتفاق. العقوبات التي تم فرضها على ايران في 2012، قادتها خلال فترة وجيزة الى طاولة المفاوضات، الامر الذي رفضت عمله من قبل. للأسف، ساهم الاتفاق المؤقت بتخفيف الضغوط عن إيران، التي تعتقد عدم وجود اصرار كاف في الغرب وبين القوى العظمى لمواصلة العقوبات – وبينما هناك ميزة اقتصادية ضخمة للعقوبات مع انخفاض أسعار النفط. اقتصاد ايران سيواجه صعوبة في التعامل مع هذا، وهناك خيار لأن يجعل ذلك النظام الإيراني يوافق على شروط يرفضها اليوم. يتطلب الآن الاصرار على المتطلبات الأساسية التي أثرتها في خطابي في واشنطن. لقد طرحت هذين المطلبين المختلفين عما يطرح حاليا كجزء من اطار يعتبر أفضل بكثير من الاتفاق المقترح. والبديل لهذا الاتفاق المقترح هو اما ان لا يتم أي اتفاق، أو أن يكون الاتفاق أفضل.”
* هل فاجأك رد اوباما على خطابك؟
• “رد الادارة ليس مستغربا لأن هذا هو موقفها. فوجئت بشكل خاص من الرد المشجع للرأي العام الأمريكي ورد الهيئة التشريعية، بما في ذلك العديد من الديمقراطيين الذين وصفوا الخطاب بـ “القوي”. هذا الخطاب طرح قضايا وأسئلة يجب على الادارة أن تتعامل معها.”
* لإيقاف الاتفاق في الكونغرس، يتطلب الأمر دعم 15 عضوا من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين. هل تضمن هذه الأغلبية الخطاب؟
• “أنا لا أعرف. أنا لا اتعامل مع تشريع محدد في الكونغرس أو باحصاء العدد هناك. انا اعمل على رفع الخطر الحالي لإسرائيل والعالم كله من الاتفاق المتبلور وتقديم مقترحات بديلة لتحسين الاتفاق السيء.”
• هل تحدثت مع السعوديين ومع دول صديقة اخرى في الشرق الأوسط تخشى من إيران لتنسيق المواقف؟
• “أنا لا اتطرق الى اتصالاتنا في العالم العربي، ولكن أستطيع القول أن هناك اتفاق واسع النطاق بين البلدان الرائدة في العالم العربي مع مواقفنا. قلت للأميركيين أنه لا يحدث في كثير من الأحيان وجود اتفاق بين إسرائيل والدول العربية على شيء ما، وعندما يحدث ذلك – يجب الاستماع إليه”.
* هل يوجد توتر بينك وبين الرئيس الامريكي؟
* “أنا لا أرى الامور بمصطلحات شخصية. أولا وقبل كل شيء، هناك العديد من الأشياء التي تشاركنا فيها العمل والتي ذكرتها في خطابي. ولكن يوجد هنا خلاف حول الموضوع الذي يمكن أن يهدد مستقبلنا. وحول هذا الموضوع أعتقد أنه من واجب رئيس الوزراء الإسرائيلي الوقوف حتى عندما ينطوي على عدم اتفاق مع رئيس الولايات المتحدة. السؤال الذي يجب طرحه هو ليس لي بل للإسرائيليين الذين لا يقفون أمام هذا الخطر ويقولون نحن نوافق ولكنهم ليسوا على استعداد للتعبير عن ذلك.
هناك ائتلاف يضم هرتسوغ، وليفين ولبيد وغيرهم، والذين يقولون: سوف نقوم بترميم العلاقات مع الولايات المتحدة.
• “ما الذي يعنيه “سيرممون العلاقات مع الولايات المتحدة؟” هل سيسمحون لإيران بالتوصل الى قنابل نووية؟ هذا سخيف. العلاقات مع الولايات المتحدة قوية بما فيه الكفاية، وستشهد صعودا وهبوطا، وهي الآن على منحدر تصاعدي. دعم الولايات المتحدة لاسرائيل مرتفع طوال الوقت. كما ان دعمي شخصيا ازداد خلال العام الماضي. نحن لن نفقد الشعب الأمريكي إذا أصررنا على مواقفنا. بالعكس: انهم يحترمون رئيس الوزراء الذي يتمسك بموقفه. صحيح، سيكون هناك دائما هذا العامل أو ذاك الذي سيفكر بشكل آخر، ولكن في النهاية علينا أن نتمسك بموقفنا. شيء واحد مؤكد: في هذا الوقت، لن نسمح لإيران بأن تصبح غدا أداة إبادة يمكنها محو إسرائيل من على وجه الأرض. كل شخص يفكر يعرف هذا هو الوقت المناسب للوقوف وليس الاستسلام”.
بوجي وتسيفي سيقسمان القدس
نتنياهو يقول بشكل واضح ان هرتسوغ وليفني ليسا مناسبين لانهما ينويان تقسيم القدس وتشكيل تحالف مع الحزب العربي الموحد. ويكشف نتنياهو عن توجه واسع وخفي يهدف الى تشجيع العرب على التصويت وبالتالي تقليص كعكة النواب وجعل اليمين يفقد خمسة مقاعد. مثل هذا الوضع يمكن ان يحدث فقط اذا لم يصوت الجمهور المعني بنتنياهو لحزب الليكود او لم يصوت.
* هل تعتقد أن هرتسوغ ولفني غير جديرين بتسلم رئاسة للحكومة؟
*”هكذا بالضبط. أظن أنهما لا يستحقان ذلك. انهما لن يصمدا ولو ليوم واحد امام الضغوط. لن يصمدا ولو ليوم واحد امام النووي الايراني. لقد اعلنا انهما فور انتخابهما سيذهبان الى رام الله، وانا اعرف ماذا سيحدث هناك. سيعرضان عليه اقامة دولة تقسم القدس وتجلس على اطراف تل ابيب، كما اقترح في السابق. سيعرضان على ابو مازن كل التنازلات الاقليمية التي ستقيم فورا دولة حماستان الثانية، وعندها سنتلقى خطرا ايرانيا مزدوجا: نووي وكذلك الذراع الايرانية القائمة على حدود وفي قلب البلاد”.
• هل ترى أن هناك فرصة لأن يصبحا رئيسا وزراء بالتناوب؟
* “يوجد ائتلاف تحركه عوامل خفية وعلنية، يهدف لاسقاط حكومة الليكود واستبدالها بحكومة يسارية. هذا ليس ائتلاف، ” فقط ليس بيبي”، الذي نعرفه. أنا أتحدث عن قوى أخرى، كبيرة جدا مع عشرات الملايين من الشواقل التي تم جلبها من الخارج، مع الاستشاريين وغيرهم للقيام بأمرين: زيادة عدد الناخبين اليساريين في صناديق الاقتراع على نطاق أوسع مما هو موجود الآن، والتسبب بتصويت هائل من قبل عرب اسرائيل في الانتخابات. هذه منظمات ممولة جيدا ويمكنها أن ترفع عدد مقاعد العرب إلى 16 مقعدا وهكذا سيحسمون الانتخابات. الاستراتيجية واضحة: زيادة التصويت لليسار وزيادة التصويت بشكل غير مسبوق في المجتمع العربي. هكذا يعتقدون أنه يمكن كسر قوة الليكود وايصال حزب اليسار. هذا هو الجهد الرئيسي، الخفي، والأكثر أهمية وتأثيرا، والذي ترك بصماته في استطلاعات الرأي، وهو خطر حقيقي سيجعلني أنا والليكود لا نقود الحكومة المقبلة. تسيبي وبوغي يخفيان تسيبي اولا ومن ثم التناوب. انهم ماضون نحو تشكيل ائتلاف بدعم من أصوات العرب. هذا هو التغيير الكبير الذي يحدث هنا. الطريق الوحيدة لمنع هذا هو الوقوف الهائل على الجانب الآخر من الخريطة من قبل مصوتي الليكود الذ ين يدعمونني. هكذا يمكن منع مساعيهم لتقليص الليكود واليمين ودفع الاحزاب “الاجتماعية” واليسار بشكل جارف بفضل العرب. نتيجة لهذه الحملة لزيادة تصويت العرب واليسار، الذي يتم بتمويل بملايين الدولارات التي تصل من اليساريين في خارج البلاد، هناك خطر حقيقي بأن يفقد الليكود واليمين السلطة. الاستطلاعات تظهر ان الليكود صغير والاحزاب اليسار، خاصة العرب ولبيد كبيرة. الطريق الوحيدة لمنع تشكيل حكومة يسار هو وصول مصوتي الليكود الى الصناديق في 17 آذار”.

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً