الأم الفلسطينية.. قصص كفاح في تربية الأبناء

2015/03/22
Updated 2015/03/22 at 9:50 صباحًا

images
غزة- القدس دوت كوم- محمود أبو عواد- يحتفل الملايين في مختلف دول العالم بـ “عيد الأم”، وسط أجواء كبيرة من الفرح والسعادة تسود في البيوت تتمثل بتقديم الأبناء الهدايا المختلفة لأمهاتهم، إلا أن هذه الصورة غابت عن آلاف المنازل الفلسطينية في قطاع غزة.
“أم محمد شافعي” (51 عاما) من سكان منطقة شمال مخيم البريج وسط قطاع غزة، إحدى تلك السيدات التي غابت أجواء الفرح العائلية عن منزلها، بل أنها لم تتذكر أن الحادي والعشرين من مارس/ آذار يصادف هذا اليوم حتى فاجأتها ابنتها الأصغر بوردة اشترتها من أحد المحال كهدية تعبر فيها لأمها عن حبها الكبير.
تلك الوردة التي أهدتها “هديل” لوالدتها، كانت أكثر ما يمكن أن تقدمها لها خاصةً وأنها لا تملك مالا لشراء ما تستطيع أن تسعد به قلب والدتها التي كرست حياتها وهدفها الوحيد تأمين لقمة العيش لعائلتها والحفاظ عليها والعمل على تعليمهم.
شافعي تزوجت في 17 من عمرها، عاشت حياة صعبة إلى جانب زوجها الذي كان يعاني قبل وفاته منذ نحو 14 عاما من مرض السرطان، فتحملت باكرا مسئولية تدبر حياتها وأطفالها الستة، فكانت ابنتها البكر “نوال” الساعد الأيمن لها، تكافحان سويا من أجل توفير لقمة العيش للعائلة.
عملت أم محمد- كما تقول للقدس دوت كوم-، منذ عام 2003 في تفصيل الملابس الخاصة بالنساء، وكانت تساعد ابنتها وتتعلم منها تفاصيل العمل وفنه، مشيرةً إلى أنها تعلمت فن الخياطة على يد والدتها منذ صغرها.
وذكرت أنها كانت في بداية عملها تمتلك ماكينة للخياطة بدائية ولكنها كانت تساعدها كثيرا في العمل، وبعد عام 2005 تمكنت من توفير مبلغ مالي لشراء ماكينة حديثة إلا أن هذا المشروع لم يكتمل مع تراجع الوضع الاقتصادي والحياتي في غزة ولجوء السيدات للموضة الحديثة التي كانت تصل للمحال التجارية التي استطاعت توفير نوعيات أفضل وبمبالغ أقل من تلك التي كانت تقوم بتفصيلها.
وتشير أم محمد إلى أن العمل في تلك الفترة تراجع كثيرا ومعه تراجعت الحالة الاقتصادية للبيت ولعائلتها، فاضطرت بالبحث عن بدائل أخرى ونجحت بوضع “بسطة حاجيات صغيرة” أمام منزلها لبيع ما يمكن بيعه للأطفال، لكن ذلك – كما تقول- لم يطول قبل أن تعود مع بداية فرض الحصار على غزة لتشغيل ماكينتها بسبب عدم توفر كل ما تحتاجه السيدات واستمر الحال بها حتى منتصف عام 2008 قبل أن تتركه مع تراجعه مجددا.
عادت شافعي للبحث في بدائل تنقذ حياة عائلتها مجددا حتى اهتدت واتفقت مع ثلاثة محال وسط مدينة غزة و5 محال في المنطقة الوسطى لتوفير المعجنات المنزلية لهم وبيعها خاصةً في ظل رغبة المواطنين للمعجنات المنزلية أكثر من تلك التي يتم تجهيزها عبر الأدوات الصناعية.
وتشير إلى أن بعض المحال طلبت منها توسيع أعمالها بصنع الخبز المنزلي لبيعه في ظل حاجة المواطنين من الموظفات لمثل هذا الخبز البيتي، مشيرةً إلى أنها كانت تحقق ما يمكن أن توفر احتياجات بيتها وتوفير بعض المال لما تخبئه الأيام.
ولفتت أم محمد إلى أنها تقوم في الصيف بصناعة “البريد” والبوظة المنزلية وتبيعها بأثمان جيدة مقابل التي تنتجها المصانع، مشيرةً إلى أن هناك مواطنين يشترون منها تلك البضاعة لبيعها على شواطئ بحر غزة.
ورغم أن نجلها محمد (22 عاما) بدأ منذ نحو عام بالعمل في شركة خاصة ويتلقى راتبا جيدا يستطيع تأمين لقمة العيش لأفراد عائلته إلا أن والدته ترفض ترك العمل خاصةً وأن صحتها تعينها على ذلك. مشيرةً إلى أنها تطمح لتزويج ابنها قريبا وأنها لا تخجل من العمل لتوفير كل ما تستطيع لعائلتها.
وفي المقابل احتفل الكثيرون من الغزيون بيوم الأم، بطرقهم الخاصة والمختلفة وضجت شبكات التواصل الاجتماعي بالتهاني المحفوفة بالدعاء من قبل بعض الشبان لأمهاتهم ومنهم من عبر بتغريدات عن ألم فقدان أمهاتهم. والكثير من السياسيين والصحافيين وشخصيات عامة نشروا عبر الفيس صورا لهم مع أمهاتهم وهم يدونون بجانبها كلمات مختلفة تعبر عن حبهم لهن.
ولجأت بعض المحال لتشجيع حركة البيع والشراء بعمل تنزيلات على الهدايا مستغلين يوم الأم من أجل تحسين أوضاعهم الاقتصادية.

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً