في غزة: الاعاقة لم تمنع المعاقين من الترويج عن أنفسهم

2015/03/24
Updated 2015/03/24 at 10:37 صباحًا

فهرس
غزة – الحياة الجديدة – عماد عبد الرحمن – لم تجد مجموعة كبيرة من ذوي الاحتياجات الخاصة من مختلف الاعمار امامهم سوى التجمع بشكل شبه يومي وقت الظهيرة في ساحة حديقة الجندي المجهول وسط مدينة غزة, ليس للمشاركة في فعاليات بل للترويح عن انفسهم، ومشاركة بعضهم البعض همومهم التي ضاقت بها صدورهم.
هؤلاء الفتيات والنساء والشباب والرجال يربطهم دافع واحد للخروج والتجمع سويا، وهو حبهم للحياة، ورسالة لشركائهم من الاصحاء في المجتمع بأنهم موجودون ولهم الحق في الحياة والاستمتاع بها، ولا ينقصهم من الارادة والعزيمة لمواصلة طريقهم شيء، رغم اختلاف معاناتهم، وان الشيء الوحيد الذي يكدر عليهم حياتهم هو عدم اهلية قطاع غزة لدمج هؤلاء المعاقين في الحياة اليومية، وعدم اهلية طرق وممرات ومواصلات خاصة بهم لتسهيل حياتهم، بدلا من رحلات المعاناة اليومية التي يلاقونها في الشوارع للوصول لأماكن عملهم وتسوقهم وترفيههم.
“الحياة الجديدة” التقت عددا من هؤلاء المتنزهين من ذوي الاحتياجات الخاصة في حديقة الجندي المجهول والذين عبروا عن حبهم للحياة ورفضهم لمعاناتهم, يقول منصور ابو رمضان عضو مجلس الوطني وعضو المجلس المركزي من على كرسيه المتحرك انه اضطر الى تقديم استقالته من جميع مناصبه القيادية بعد ان اصيب باعاقة اعجزته عن الحركة نتيجة خطأ طبي، وان نسبة ذوي الاحتياجات الخاصة في غزة مرتفعة نتيجة لظروف القطاع الخاصة من انتفاضة وحروب متكررة، وانه نتيجة اصابته واندماجه معهم شعر بمدى حبهم واصرارهم على الحياة.
ويتابع ابو رمضان انه يحضر بشكل دوري لحديقة الجندي المجهول للترويح عن نفسه والابتعاد عن الازدحامات الخانقة التي تشهدها مدينة غزة ومشاركة اصدقائه من الاصحاء وذوي الاحتياجات الخاصة الاحاديث في مختلف المجالات الحياتية والاستمتاع بطبيعة المكان، ولكنه في الوقت نفسه يوجه اللوم للمجتمع الذي يحرم تلك الفئة من الوصول الى وجهتهم بسبب عدم جاهزية الاماكن العامة بممرات خاصة تستطيع كراسيهم المتحركة السير عليها، ويلقي باللوم ايضا على العديد من الجمعيات التي تعمل في مجال الاعاقة على عدم توفيرها كراسي متحركة كهربائية للمعاقين للاستغناء عن طلب المساعدة من الآخرين لدفعهم في الشوارع.
ويؤكد الشاب ساري ابراهيم وهو خريج جامعي من سكان شمال القطاع ان هناك الكثير من العقبات التي تواجهه خاصة بعد الحرب الاخيرة وتدمير البنية التحية للقطاع، الامر الذي يجد فيه صعوبة بالغة في السير بكرسيه المتحرك والوصول الى قلب المدينة, ناهيك عن عدم وجود مكان مؤهل للمعاقين في المستشفيات، فعلى سبيل المثال في مستشفى الشفاء بغزة اذا اضطر لختم ورقة من المبنى الاداري في المستشفى لا يستطيع لعدم وجود مصعد، وخطورة صعود السلام اذا اراد احد ان يضطر لدفعه، رغم ان مدينة غزة بها نسبة كبيرة من المعاقين فكيف يعقل التخطيط لهذه الاماكن واستثناء احتياجات ذوي الاعاقة، وبالرغم من هذا فهو يصر على الخروج والاندماج في المجتمع والتنسيق مع اصدقائه للجلوس في حديقة الجندي المجهول.
وتضيف تغريد ابو حطب العضو في نادي السلام للمعاقين وعضو اتحاد معاقين وبطلة ألعاب قوى، من سكان ابراج المجوسي شمال مدينة ان تجمع العشرات من النساء والرجال لم يعدو عن كونه تجمعا ترفيهيا، تتشارك فيه وصديقاتها همومهم، وتقول ” نحن اكثر قدرة على الاحساس ببعضنا البعض، فلكل منا المه الذي يجد صدى وجعه في قلب غيره “، وتتابع ابو حطب: ان الجلوس في البيت قاتل، ويفقدها الاتصال بالعالم الخارجي، ناهيك هن فترات انقطاع التيار الكهربائي الطويلة، وضيق البيوت يزيد من معاناتنا، حتى اتحاد المعاقين لا يوجد فيه مكان للتجمع والتمتع بالطبيعة، الامر الذي اضطرها ان تشتري كرسيا متحركا كهربائيا على نفقتها الخاصة، والتنسيق مع صديقاتها للخروج والترويح عن انفسهم رغم اصابتها بمرض خطير بجانب اعاقتها، والحاح جميع من حولها بضرورة البقاء بالبيت.

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً