هكذا عملت ماكينة “حماس” الإعلامية على افشال زيارة الحمد الله الى غزة

2015/03/29
Updated 2015/03/29 at 9:10 صباحًا

14965490_635629063570785000
رام الله – القدس دوت كوم – شهدت زيارة رئيس حكومة التوافق رامي الحمد الله إلى قطاع غزة الكثير من المشاهد التي لم تحظ ربما باهتمام المتابعين وسط زحمة التصريحات السياسية التي كانت تصب جميعها في خانة الترحيب بالزيارة والآمال المعلقة عليها.
وفي حين كان خطاب “حماس” الرسمي يرحب بزيارة الحمد الله ويطالب أن تكون هذه الزيارة خطوة عملية نحو معالجة كل الملفات والاشكالات العالقة وليس زيارة بروتوكولية، إلا أن هناك الكثير من الخفايا والمواقف والتصرفات التي حاولت “حماس” من خلالها إفشال هذه الزيارة.
وتمثلت أولى محاولات التأثير على هذه الزيارة وافشالها في إصرار “حماس” على وضع حرس الشرف في استقبال رئيس الوزراء ووضع حماية إضافية لتلك التي كانت ترافقه، ما آثار خلافات قبيل وصول موكب الحمد الله إلى القطاع وأدى لتأخيره لأكثر من ساعة ونصف الساعة.
وفي ذلك الوقت ووسط البلبة التي حدثت نتيجة ذلك، بدأ نشطاء “حماس” عبر شبكات التواصل الاجتماعي بالتغريد حول إلغاء الزيارة وأطلقوا هاشتاق باسم (حمد الله فشي سمك) مع ملاحظة ان هذا الوسم (الهاشتاق) كان اطلقه قبل يوم واحد من الزيارة المسؤول في المكتب الإعلامي لـ (حماس) إيهاب الغصين المعروف انه وبعض الشخصيات الإعلامية في الحركة يتولى توجيه نشطاء الحركة بشأن كيفية استخدام شبكات التواصل وما هي القضايا التي يتوجب التركيز عليها.
تقول مصادر لـلقدس دوت كوم، إن رئيس الوزراء رفض كل محاولات إفشال زيارته وأبلغ الوزراء في غزة أنه لا مانع لديه من تأمين موكبه خارجيا وكذلك استقبال حرس الشرف له.
يشار هنا إلى أن “حماس” لم تبادر خلال زيارة رئيس الوزراء الاولى لقطاع غزة الى وضع حرس الشرف لاستقباله.
وبالتزامن مع ذلك، حشدت حماس عددا من الفتية وبعض الشبان من عناصرها في مناطق بيت حانون لدى وصول موكب الحمد الله الى معبر بيت حانون (إيرز)، حيث رفع هؤلاء صورا وشعارات متعددة منها “لا مرحبا بمن حاصر غزة .. حكومة الحمد الله كلها سواء .. أيها المجرمون لا مكان لكم بيننا”، في حين تكرر ذات المشهد بالقرب من الفندق الذي أقام به رئيس الوزراء قرب مخيم الشاطئ قبل أن تتدخل الشرطة بطلب من وزراء غزة لإبعاد المتظاهرين الذي رفع بعضهم احذية الى جانب صورة الحمد الله.

ونشرت وسائل إعلام مقربة من “حماس” هذه الصور الى جانب تقارير صحافية تشير إلى أن من تظاهر هم مواطنون ليس لهم علاقة بالحركة وأن الغزيين سئموا من وعود حكومة الوفاق، على حد تعبيرها.
وبعد المؤتمر الصحافي الذي عقده الحمد الله لم يتوان نشطاء “حماس” على شبكات التواصل الاجتماعي من تحريض المواطنين ضد شخص رئيس الوزراء وحكومته وخاصةً موظفو حكومتهم بعد تصريحاته بشأن الحلول الممكنة لقضية الموظفين ورفض عودة موظفي السلطة الى مناصبهم.
وفي اليوم الثاني من الزيارة، اجتهدت وسائل إعلام “حماس” وناشطوها للعمل على إفشال الزيارة وبدأت بتسريب أخبار منها، أن زيارة رئيس الوزراء قد فشلت وأنه سيقطع زيارته والعودة إلى رام الله، وهو ما كتبه أدهم أبو سلمية، أحد مسؤولي العلاقات العامة والإعلام في “حماس” ووزارة داخليتها التي يتولى مكتبها الإعلامي توجيه الناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي.
وذهبت وسائل إعلام أخرى منها وكالة (صفا) المقربة من حماس، إلى القول ان لقاء الحمد الله مع الفصائل انتهى بالفشل بعد رفضه الاستماع لقيادات الفصائل، غير ان هذا الادعاء فنده عدد من قادة الفصائل في أكثر من لقاء صحافي بالقول أن الاجتماع مع الحمد الله كان إيجابيا وأنهم تلقوا وعودا من رئيس الوزراء ببدء حل أزمات غزة، وأولها الكهرباء.
وفي مساء اليوم الثاني وبعد الاعلان عن انتهاء زيارة رئيس الوزراء لغزة، عادت تلك المواقع التي تديرها “حماس” للترويج لذات الرواية والقول بأن زيارة الحمد الله كانت فاشلة وأن مغادرته غزة على هذا النحو تؤكد ما نشرته ظهر ذلك اليوم بأن الحمد الله سيقطع زيارته بعد فشلها، غير ان مصادر وزارية مختلفة اكدت للقدس دوت كوم أنه منذ اللحظة الأولى لتحديد موعد الزيارة لم يكن هناك موعدا محددا لأيام الزيارة وأن مدة الزيارة مرتبطة بجدول أعمال قد ينتهي في يومين أو ثلاثة.
ونشر صلاح أبو صبحة، مدير المعابر في غزة، على صفحته عبر موقع (الفيس بوك) تغريدة اتهم فيها رئيس الوزراء بأن هدفه من السيطرة على المعابر جمع الأموال وحرمان موظفي غزة من المبالغ المقتطعة التي يتم توفيرها لهم لصالح موظفي السلطة.
ولعل من الملاحظات الهامة التي برزت في هذه الزيارة أن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) إسماعيل هنية لم يستقبل رئيس الوزراء رامي الحمد الله كما جرت العادة في المرة الأولى او كما يفعل عادة مع اي من الوفود التي تزور القطاع.

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً