بن لادن كان مهووسا بالاحتياطات الامنية

2015/05/21
Updated 2015/05/21 at 9:03 صباحًا

bc977535_23_10_2012_32187108445_176916-20121118-231210
واشنطن- “القدس “دوت كوم- من الحرص على التحرك حين تكون السماء ملبدة بالغيوم لتفادي الطائرات دون طيار، الى الخوف من اجهزة التصنت الدقيقة، كان اسامة بن لادن مهووسا وحريصا جدا على المسائل الامنية.
ففي رسالة حملت تاريخ 26 ايلول/سبتمبر 2010 يعطي بن لادن اوامر دقيقة حتى تتمكن زوجته من الانضمام اليه دون مخاطر امنية قد تنجم عن الاهمال، بحسب وثائق جمعت اثناء الهجوم الاميركي الذي قتل فيه زعيم القاعدة في باكستان وحصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها.
وترجمت هذه الرسالة اضافة الى مئة وثيقة اخرى الى الانكليزية وكالة المخابرات المركزية الاميركية. وتعذر التثبت بصفة مستقلة من اصل الوثائق او نوعية الترجمة.
وكتب بن لادن في رسالته “قبل وصول ام حمزة الى هنا يجب ان تتخلص من كل شيء بما في ذلك الملابس والكتب، وكل ما كانت تملكه في ايران” قبل ان يوضح “تم تطوير شرائح (الكترونية) مؤخرا للتجسس، وهي دقيقة الى الحد الذي يمكن من اخفائها بسهولة في حقنة”.
ويضيف “وبما انه لا يمكننا الوثوق بالايرانيين فانه من الممكن زرع شريحة في بعض الاغراض التي تاتون بها معكم”.
ولم يكن لدى بن لادن ادنى شك بأن المخابرات المركزية الاميركية كانت تراقب اقامته السرية في باكستان.
وام حمزة، وهي السعودية خيرية صابر، كانت احدى زوجات بن لادن الثلاث اللواتي كن في المنزل لدى قيام فرقة خاصة اميركية بالهجوم على مقر الاقامة السري لبن لادن في ابوت اباد الباكستانية. واوقفتها السلطات الباكستانية بعد الهجوم.
وفي رسالة اخرى لا تحمل تاريخا لخص بن لادن فلسفته في المجال الامني قائلا : ستسير الامور على ما يرام طالما التزمنا بالتعليمات.
ويؤكد “ان الاجراءات الامنية في وضعنا يجب ان تطبق بشكل دائم من دون ادنى هامش للخطأ”.
وفي الوثائق يقدم بن لادن ومساعدوه نصائح عملية.
وكتب بن لادن “لا يمكننا زيارة الاطباء، ولهذا عليك ان تاخذ احتياطاتك وخصوصا بالنسبة للاسنان، وعليك ان تحتفظ بوصفات جميع الاطباء الذين زرتهم حتى نتمكن من الحصول على الادوية حين تنضم الينا”.
ومما جاء في تبادل رسائل بين بن لادن و مساعديه “بشأن استخدام الانترنت في المراسلة يمكن القيام بذلك في الرسائل العامة جدا لكن السرية التي يجب ان تحيط بالمجاهدين لا تتيح استخدامها والرسول هو الوسيلة الوحيدة” لذلك.
ويجيب احد المساعدين ان الانترنت عملية.
وكتب عطية عبد الرحمن المسؤول الثاني في التنظيم “هذا معقد جدا. كيف سيمكننا التواصل في الجزائر والعراق واليمن والصومال؟ احيانا لا تكون هناك وسيلة اخرى (غير الانترنت) متى اتخذنا الاحتياطات”.
وينصح ايضا بتدمير “الشرائح الالكترونية” التي ترسل بينه وبين القائد ويدعو الى تغييرها بانتظام.
ويضيف بن لادن بغرور “اثبتت الوقائع ان التكنولوجيا الاميركية والانظمة الفائقة التطور لا يمكنها القبض على مجاهد اذا لم لم يحصل انتهاك للقواعد الامنية”.
ويشير المسؤول الثاني الى مقتل 20 مقاتلا في قصف، وينتقد عدم تقيد المجاهدين بالقواعد التي تنص على عدم تجمع اكثر من خمسة اشخاص.
لكن هذه التكنولوجيا وخصوصا الطائرات بدون طيار المسلحة بصواريخ وكالة المخابرات المركزية الاميركية تسببت بخسائر كبيرة للتنظيم وبالحد من تحركاته.
واودت هجمات هذه الطائرات التي تكثفت كثيرا في ظل رئاسة باراك اوباما بالعديد من عناصر القاعدة (ومئات المدنيين) واجبرت الآخرين على التزام الحذر الشديد.
وفي رسالة الى بن لادن بتاريخ 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2010 يشير المسؤول الثاني الى “سماء ملبدة بالغيوم رحيمة” قبل ارسال زوجة الزعيم الى مقر بن لادن.
ومن سخريات القدر ان هذا المسؤول نفسه قتل في آب/اغسطس 2011 بعد اشهر من مقتل بن لادن في هجوم طائرة دون طيار في باكستان.

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً