“الحياة الجديدة” تدخل صالات رياضية .. هرمونات ومكملات غذائية تهدد الحياة

2015/08/27
Updated 2015/08/27 at 8:02 صباحًا

body-building
رام الله- الحياة الجديدة- اماندا الشيخ – اشراف ومتابعة: منتصر حمدان/لم يعلم الشاب صائب محمد (22 عاما) أن نصيحة أقرانه بتناول المنشطات والمكملات الغذائية ستؤدي به إلى كارثة صحية، فهو بدا عادياً كأي شاب يتملكه الشغف برياضة كمال الأجسام، سعياً منه للحفاظ على لياقته البدنية، الا ان النتائج كانت معاكسة تماما لما يرغب به.
امتلاك العضلات البارزة والاكتاف العريضة والأذرع المفتولة والبطن المسطح، هي مواصفات باتت تحوز على اذهان الكثير من الشبان طمعا في نيل رضى وانجذاب الفتيات له ولجسمه، خاصة في ظل وجود انطباع عام لدى الشباب بان هذا يرضي المرأة كونها تحب الرجل قوي البنية.
هذه الصورة المرتسمة في ذهن الغالبية الساحقة الشباب، ساقت معظمهم الى سلوكيات خاطئة تهدد صحتهم عبر البحث عن البناء السريع لاجسادهم من خلال تناول المكملات الغذائية (البروتينات) لتسانده خلال لعبة كمال الأجسام، و منهم من اختار (الحقن بالابر) التي تعد أقصر الطرق لتحقيق ما يصبو إليه.
قصة الشاب صائب هي احدى القصص في هذا المجال حينما بدأ بالبحث عن ذلك ليروي قصته قائلاً: «أدرس في جامعة القدس، وبدأتُ أرتاد مركزا للياقة البدنية وكمال الأجسام في العام الثاني من دراستي الجامعية ، وكنت أمارس التمارين ( 5) مرات أسبوعياً داخل المركز، قبل أخذ قسط من الراحة لمدة يومين، ثم نصحني المركز بالمكملات الغذائية لتحقيق نتائج مرضية و سريعة، وشجعني الاصدقاء على تناول المكملات لترافق رحلة تدريبية، لأنها تعطي نتائج أسرع و أكبر من الوضع الطبيعي».
ويؤكد صائب عدم تناوله البروتينات في الشهور الأولى لتدريبه في المركز، لكن سرعان ما تبدل الحال وجنح نحو تناولها بشكل مفرط دون انتباه، مُستغلاً حالة النشاط وبروز العضلات التي رافقت فترة تناولها، ويعزز ذلك باستعمال مزيد من البروتينات.
واضاف:» استخدمت بكثرة بروتينات مثل:»الأمينو اسيد»، و»ماي فيوجن» وغيرها، لكن النوعين المذكورين كانا الأكثر استخداماً وفي الفترة الأولى شعرت بتحسن ونشاط و ان جسدي اصبح اكثر لياقة و قوة و اكثر جاذبية ما جعلني سعيداً ، ولم اكن اعلم انني سوف امر بمرحلة عصيبة و قاهرة لم تكن بالحسبان اضطررت حينها الى ترك التمرين لعدة اسابيع».
وتابع يروي ما حدث معه:» هنا كانت المأساه الحقيقية حينما تفاجأت بأن جسمي اصابه الهزل و الترهل التدريجي، مع الالام في معدتي».
وكشف صائب لدى مراجعته مختصين بعد سوء حالته، انهم أكدوا أن استخدامه المُفرط للبروتينات متعددة الأنواع دون استشارة طبية بلا إشراف خبراء في كمال الأجسام جعل المطاف ينتهي به إلى نتائج عكسية سلبية على لياقته ومظهر جسده.
الإفراط في تعاطي البروتينات جعل من الشاب صائب ضحية للدعاياتِ العشوائية والتجار و بعض النوادي التي تسعى لتحقيق المكاسب المادية دون ان تعير اهتمامها للعوامل والانعكاسات السلبية لمثل هذه المواد ومخاطرها الصحية .
ووفقا لتقديرات صائب فان سعر البروتينات التي استهلكتها اثناء التمارين كانت باهظة الثمن، حيث تراوحت الاسعار ما بين 350 الى 800 شيكل، الأمر الذي شكل عبئا ماليا اضافيا.
الشاب أنس شلطف الطريفي (27 )عاما من مدينة رام الله له وجهة نظر أخرى بالنسبة للبروتينات، فيقول: «ألعب رياضة كمال الأجسام منذ ثلاثة اعوام، وليست لدي أية مشاكل، وأستخدم البروتينات بشكل منتظم وعبر استشارة أحد المدربين المختصين».
ويؤكد أن تناوله للبروتينات لا يمكن أن يكون على حساب الغذاء الطبيعي بأي حالٍ من الأحوال، وحول مسألة الأضرار التي تسببها المُدعمات الغذائية لكمال الأجسام أوضح أنس أن هناك فرقاً شاسعاً ما بين (البروتينات) و(الهرمونات)، فالأخيرة تجلب على مستخدمها نتائج كارثية على المدى الطويل، تبدأ بالتعب والإضطراب النفسي، مروراً بالإضرار في الكبد، وقد تصل إلى التسبب في العقم وعدم الإنجاب.
وتابع أنس:»ألجأ للمدرِب لسؤاله عن أية مضاعفات صحية طارئة، كونه يمتلك الكفاءة و خبرة طويلة في مجال كمال الأجسام واللياقة البدنية، كما أعرض أية منتجاتٍ جديدة من البروتينات عليه لفحص صلاحيتها وملاءمتها لجسمي»
وقال:» لا اتناول المكملات الغذائية من مصادر غير معروفة»، في اشارة منه الى امكانية قيام جهات بتهريب مثل هذه المكملات وبيعها دون الكشف عن مصادر انتاجها او تزوير جهة المنشأ.
المشكلة لا تكمن في تناول البروتينات، بل في كيفية تعاطيها والبرنامج المتبع لذلك»، هذا ما أكده المدرب محمد ترتير الحاصل على عدة مراكز متقدمة في رفع الاثقال بفلسطين، وأوضح أن المشكلة تبدأ لدى كثيرٍ من المتدربين عندما يأخذون البروتينات على عاتقهم الشخصي دون رقابة من النادي على امل بناء جسم مميز ومتناسق عبر ضغط الفترة الزمنية اللازمة لذلك.
واشار إلى أن الجهل وعدم الاستشارة ورفاق السوء تعد أبرز الأسباب التي تقف وراء الإفراط في البروتينات الأمر الذي يؤدي إلى مشاكل صحية تتفاوت درجتها، مؤكدا ان تناول البروتينات يتطلب الاخذ بعين الاعتبار اختلاف البنية الجسدية وتفاوت القابلية الجسمية ما بين شخص وآخر، وهذا يجب أخذه بعين الاعتبار عند نصيحة المتدرب باستخدام البروتينات كمكملات زيادة الوزن أو حرق الدهون.
ونوّه الترتير الى أن عواقب البروتينات لا تساوي امام ما يتطرق اليه بعض الشباب من اخذ الحقن منها (التيستيرون او ديكا )، موضحاً أن (التيستيرون) له العديد من التأثيرات السلبية مثل: «ارتفاع نسبة الدم لأنه يعمل على زيادة حجم الثدي عند الرجل, و تضخم غدة البروستات و ظهور ورم فيها, و كذلك يؤثر على خلايا الكبد و يسبب العقم ومشاكل كثيرة من الناحية الجنسية.
ويؤكد الترتير أن صالته الرياضية لكمال الأجسام لا تباع فيها اي نوع من انواع الابر التي لا يغطيها التأمين، موضحا أن المعنيين يأتون بتلك الحقن من مصادر شخصية عن طريق الاردن او من الجهة الاسرائيلية.
واضاف:» البروتينات في صالته لها عدة انواع ولكنه اكد اخضاعها للفحص والتحقق من صلاحيتها»، مشيرا إلى أن كثيراً من المروجين والتجار يحصلون على مكملات غذائية من مصادر مجهولة إما عن طريق التهريب من خارج الوطن، أو من داخل الأراضي الإسرائيلية.
وقال:» يلجأ هؤلاء التجار إلى بيعها في صالات الضفة لكمال الأجسام بالجملة وبأسعار أقل بكثير من المتعارف عليه»، واضاف:» عند مقارنة اسعار المكملات الغذائية بين دول العربية و الاجنبية يمكن اكتشاف فارق كبير بالسعر بحيث يعود على التجار العرب بالفائدة الكبيرة.
ويضيف الترتير: «ليس من المبالغة القول إن بعض المتدربين المتضررين نتيجة الإفراط في تناول البروتينات، وقعوا ضحية نتيجة «الغيرة» من أصدقاء لهم استخدموا البروتينات قبلهم وتحسنت أجسامهم وعضلاتهم، لكن المشكلة أن أجسام أصدقائهم تستجيب للبروتينات بشكل أفضل منهم، وهذا الخطأ المتمثل بالجهل وعدم الاستشارة والإفراط في البروتينات يقع فيه كثيرون».
أما على صعيد المكملات الغذائية لكمال الأجسام بشكل عام يؤكد الترتير أن الخطورة تكمن في التداول السري للبروتينات دون استشارة مختصين أو خبراء، مشيراً إلى أن البروتينات تُصنف على أنها مكمل غذائي وليست دواء، ولهذا السبب نرى أنها غير موجودة في الصيدليات من ناحية، ولا يتم صرفها بواسطة طبيب أو أوراقٍ طبية رسمية «روشيتة» من ناحية أخرى.
وحول الفرق بين البروتينات والمنشطات أو «الهرمونات» يقول الدكتور عبد السلام حمارشة صاحب تجربةٍ طويلة أن البروتينات المخصصة لكمال الأجسام تحوي تركيزاً مرتفعاً من مجموعة الأحماض الأمينية تعمل على بناء عضلات الجسم وتعويض خلاياها التالفة، أما المنشطات أو ما يُطلَق عليه «الهرمونات» والتي يستعملها بعض المتدربين فهي من مجموعة «السترويد»، ووظيفتها زيادة النشاط والحيوية، وتعمل على زيادة سرعة نمو العضلات في فترة زمنية قصيرة.
واشار حمارشة إلى أن استخدام الهرمونات يخلق أضراراً حتمية وصفها بـ(الكارثية) تتمثل بتأثيرها على ضغط الدم، وعضلة القلب، ويمكن أن تؤدي إلى التليف في الكبد بفعل ترسبها لمدة طويلة، الأمر الذي يُضعف وظائف الكبد وقد يتلفه.
ويتابع حمارشة: يمكن للهرمونات أن تسبب الفشل الكلوي نظراً لكثرة الأملاح والدهون الناتجة عنها، إضافة لتأثيرها السلبي على بقية أجهزة الجسم».
ويضيف حمارشة: «لا أحد يختلف على أضرار المنشطات الهرمونية فهي ضارة بمجرد استعمالها من قبل المتدربين لأي شكل من أشكالها، سواء عبر الإبر أو الحبوب أو البودره، وسواء كانت تلك المنشطات صناعية أو حيوانية».

وبالنسبة للبروتينات يقول حمارشة:» الإفراط في استعمال البروتينات بشكل شبه يومي دون إراحة الجسم يؤدي إلى الضرر التدريجي، فيسبب الإرهاق، ويؤدي إلى انهيار الجسم وضمور العضلات، ويخلق عبئاً على الكليتين والكبد»، مشددا على ان أخطر ما في البروتينات هو عدم تصنيفها كدواء، ولجوء بعض التجار الجشعين إلى طرحها وبيعها بشكل سري للشباب بعد تبديل ملصقات العُلب، وبالتالي عدم توفر المعلومات الكافية حول مكوناتها ومكان تصنيعها.
ويجري صرف المكملات الرياضية باعتبارها من المكملات الغذائية وتباع دون وصفة طبية في معظم الصيدليات الموجودة في منطقة رام الله, ويتم صرفها ايضا في اماكن مكملات الاغذية الخاصة للنوادي و المراكز التجارية.
وقد يكون لبعضها أضرار صحية على الكبد و الكلى, و قد تسبب بالضعف الجنسي خاصة تلك الابر المعروفة ب (التستوستيرون) فهذه الابر تصرف بدون وصفة طبية و تسبب العقم و كذلك ضعف القدرة الجنسية , وضمور الخصيتين، وفقا لما اكده اكثر من صيدلاني ممن تمت مقابلتهم في محافظة رام والبيرة، في حين يؤكد مختصون على ان هذه العقاقير تزيد النشاط وتسرع نمو العضلات بشكل غير طبيعي وتأثيرها السلبي، مطالبين الرياضيين بضرورة تناول الطعام الطبيعي والصحي من اجل بناء اجسامهم مع اهمية استشارة الأطباء او المدربين ذوي الاختصاص قبل تناول اية منشطات او هرمونات التي يكون لها تأثيرات على ضغط الدم والقلب وبقية اجهزة الجسم مثل الكلى والكبد.
ويقول الدكتور علاء ابو الرب اخصائي تغذية في وزارة الصحة الفلسطينية : ان استخدام الهرمونات لبناء الجسم والعضلات له آثار سلبية عديدة في الشباب، إذ انها تؤدي الى اضطراب دورة الهرمونات الطبيعية في الجسم، ما يتسبب بأمراض عدة مثل السكر وهبوط في القلب وارتفاع ضغط الدم والعقم والضعف الجنسي.
واكد ان إبر هرمون الذكورة (التستوستيرون) تؤدي الى خلل في دورة هرمونات الغدة النخامية المسؤولة عن انتاج الحيوانات المنوية ما يسبب الضعف الجنسي لدى الشباب.
و اكد ابو الرب ان هذه العقاقير تدخل ضمن قائمة المخدرات و الادمان عليها يسبب المخاطر الشاسعة لدى الفئتين الشباب و الفتيات ومنها: * لفئة الشباب: تجعل الثديين بارزين , تسبب الصلع , العجز الجنسي, تسبب العقم . * لفئة النساء : صوت غليظ كالرجال , تسبب الصلع , تزيد الشعر في الجسم , الجسم غير متناسق وغير متزن صحياً.
واضاف: الهرمونات التي يتناولها الشباب على شكل عقاقير و حقن لم يصرح بها في وزارة الصحة و الاولمبية ووزارة الشباب والرياضة قطعاً وكل من يخالف ذلك يحول الى النائب العام و يحاسب.
واشار الى ان المصدر الاساسي لتلك المخدرات هو من خارج الوطن واسرائيل, بحيث يتم تهريب البروتينات على شكل أدوية و يكون الربح هائلا بسبب فارق الاسعار.
كما أشاد ابو الرب بإطلاق حملة للتوعية من قبل وزارة الصحة والمجلس الاعلى للشباب والرياضة بمخاطر هذه المنتجات وإلقاء المحاضرات الترشيدية لاستخدام هذه المنتجات بالشكل الصحي الذي يضمن صحة الرياضيين, واهمية عدم الاستجابة للدعايات المروجة لهذه المنتجات.
وقال:» لا يجب ان يأخذ منها الا ما هو مرخص من وزارة الصحة مع توخي الحذر في تناولها ,وعلى الجهات المسؤولة إصدار قوانين تردع تجارة هذه المنتجات في الاسواق و الصالات الرياضية, ووضع حد للدعايات الخاطئة.
واضاف:» أن أكثر الفئات العمرية الاكثر استجابة وتأثراً بهذه المنتجات هي فئة الاطفال والشباب ضمن مرحلة «المراهقة»، وعلى الشباب الاستعانة بالغذاء الصحي المتوازن عوضاً عن المكملات, كما أن ممارسة الرياضة بشكل عادي يؤدي إلى نمو العضلات دون الحاجة الى استعمال البروتينات أو الهرمونات.
وقال:» اذا كان لا بد من ممارسة كمال الاجسام فليكن تحت إشراف رياضي طبي متخصص»، موضحا ان مؤسسة المواصفات والمقاييس والجهات ذات العلاقة بصدد متابعة الامور الرياضية ومتطلباتها بما في ذلك المكملات الغذائية.
وتنص المادة (18) من قانون الصحة العامة « يحظر تداول الأغذية إذا كانت مخالفة للمواصفات والشروط المحددة من قبل الوزارة أو وقع بها غش على نحو يغير من طبيعتها أو كانت غير صالحة للاستهلاك الآدمي، أو ضارة بصحة الإنسان».
وفي المقابل يتفق مدير صحة البيئة في وزارة الصحة،ابراهيم عطية، عن المخاطر الناجمة عن استخدام انواع من المنشطات الهرمونية وطرحها للبيع في السوق المحلي والمحظور تداولها بحسب القانون، مشيرا الى ان دوائر صحة البيئة والادارة العامة للصيدليات في وزارة الصحة في المحافظات الفلسطينية تعمل باستمرار من اجل ضبط اية مواد غذائية او مكملات غذاء تباع بصورة غير قانونية وتنفيذ حملات التفتيش على المراكز والصالات الرياضية ومحلات بيع المكملات الغذائية.
وقال عطية:» يجب التفريق ما بين الفيتامينات والبروتينات والهرمونات عند الحديث عن اغذية الرياضيين واستخداماتها، لان الهرومونات على سبيل المثال محظور تماما استخدامها او تناولها من قبل الرياضيين وغيرهم لانه ثبت لدينا بالملاحظة ومتابعة الحالات بانها تسببت بانتكاسات خطيرة على صحة متناوليها بل ان بعضهم اصيب بامراض خطيرة جدا ولا زالوا يعانون جراء ذلك».
وتابع:» اما موضوع الفيتامينات والبروتينات فانه يمكن تناولها لكن شريطة المتابعة والمراقبة والاستشارة الطبية والمختصين لان تناول الكثير منها يؤدي الى انتكاسات اكبر من عدم تناولها».
وكانت رئيس قسم السلامة الغذائية م. سهى عرار، اكدت في وقت سابق، على أن المواطن هو المراقب الأول لسلامة الأغذية، موضحة أن المستهلك يمكنه الإبلاغ عن اي المنتجات فاسدة وتالفة من خلال اتصاله بوزارة الصحة أو أي مديرية من مديرياتها.
وأضافت أن وزارة الصحة تتعاون مع وزارة الاقتصاد الوطني والضابطة الجمركية ووزارة الزراعة ومؤسسة المواصفات والمقاييس لضبط المواد التالفة، ومراقبة المواد الغذائية بالأسواق.
وتنص المادة (17) من قانون الصحة العامة على أن « تتولى الوزارة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة مراقبة الأغذية أثناء تداولها، كما وعليها مراقبة الأغذية: المستوردة عند وصولها إلى الدوائر الجمركية، ولا يجوز السماح بدخولها إلا بعد موافقة الوزارة والمنتجة محلياً داخل أماكن تصنيعها وتجهيزها».

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً