الغواصات الروسية في المتوسط «مجرد عرض عضلات»؟

2015/11/19
Updated 2015/11/19 at 7:08 مساءً

russiaaa

 

خاص بالموقع – «هذه هي المرة الأولى في تاريخ القوات المسلحة الروسية التي تطلق فيها غواصة، صواريخ مجنحة على عدو حقيقي»، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام روسية أول من أمس، من دون أن تؤكد الخبر مصادر رسمية.
وبرغم أنّ ما تم تناقله يصب، بحسب عدد من المتابعين، في خانة الإشاعات، غير أنّه جاء عقب تأكيد جهاز أمن الاتحاد الروسي (FSB)، إسقاط تنظيم «داعش» لطائرة الركاب الروسية من طراز ايرباص «A321» في سيناء.

«خلع بوتين قفازيّه»! هكذا علّق، عامي دومبا، على الخبر. ودومبا هو مهندس البرمجيات، وأستاذ العلوم السياسية والاختصاصي في مجال الردع الإلكتروني في مجلّة «ISRAEL DEFENSE»، التي تعد واحدة من أهم المجلّات العسكريّة الإسرائيليّة. وقال إنه «مجرد عرض عسكري للعضلات الروسية» عند سواحل اللاذقية.
الخبر، الذي لمْ يؤكده المسؤولون الروس، تحوّل سريعاً إلى «عاجل» في الإعلام العبري، وعلى الرغم من أنه لم يتم تناوله إلا في «ISRAEL DEFENSE»، فإن هذا الإعلام نفسه سارع، في وقت سابق، إلى شرح «خطورة وجود القطع البحرية في المتوسط».
صحيفة «هآرتس» العبريّة، كتبت عن تخوف الولايات المتحدة من احتمال قيام الغواصات الروسيّة بقطع خطوط الاتصالات والشبكة العنكبوتيّة العالميّة الممتدة تحت البحر. وقالت إن «وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ووكالة الاستخبارات الأميركية، تدركان أنه في أي حرب مقبلة، تشارك فيها جبهات عالمية عديدة، سيقطع الروس خطوط الاتصالات تحت الماء، لأن ذلك جزءاً لا يتجزأ من أي حملة عسكرية تقوم بها روسيا، خصوصاً في شبه جزيرة القرم، وسوريا».
كما لفتت الصحيفة إلى خشية الولايات المتحدة من انقلاب حملة «Lvy bells» عليها، في إشارة إلى عملية كانت البحرية الأميركية والـ CIA، قد قامتا بها عام 1971 (أيام الحرب الباردة)، بهدف وضع أجهزة تنصت على خطوط الاتصال السوفياتية الممتدة تحت بحر اوخوتسك جنوب شرق روسيا، بهدف متابعة التطور التكنولوجي للرؤوس النووية.
«هآرتس» أوضحت أن التخوف يشير إلى احتمال أن تعيد «عجلة التاريخ» نفسها، لكن هذه المرة أبطالها روس، وضحيتها الغواصة «جيمي كارتير» الأميركية.
الباحثان الإسرائيليان في «معهد أبحاث الأمن القومي» الإسرائيلي، أودي ديكل، وتسافي ميغن، لن يشاطرا دومبا الوصف. هما اللذان تطرقا في وقت سابق، إلى أهمية التدخل الروسي في الأزمة السورية وتغيير قواعد اللعبة وانعكاسات ذلك على إسرائيل، التي تنعمت حتى اليوم الأول من بدء الغارات الروسية ضد «داعش» بالهدوء، وضمنت «عدم انزلاق الحرب» إلى داخلها.
ووفقاً لهما، فإنّ التدخل الروسي يصمم ديكوراً جديداً لمنطقة الشرق الأوسط وللعالم أجمع، وستكون لـ«الديكور الجديد» انعكاسات مهمة، أبرزها تغيير ميزان القوى، وإظهار تنافس الأطراف المشاركة في الحرب داخلياً وخارجياً.
وأبرز انكعاسات هذا التدخل على إسرائيل هو وصول منظومة صواريخ أرض ــ جو إلى سوريا. وقد تُرجم سابقاً الاهتمام الإسرائيلي بمسألة التدخل الروسي في مسارعة توجه رئيس الحكومة الإسرائيلي، وشاغل منصب وزير خارجيتها أيضاً، بنيامين نتنياهو، ورئيس أركانه، غادي آيزينكوت، إلى موسكو للقاء بوتين، من أجل الحصول على ضمانات روسية، ومنعاً من الاصطدام بين الطرفين، في وقت كانت فيه كل من دمشق وموسكو تنفيان ما يُتناقل عبر وسائل الإعلام عن العملية العسكرية الروسية في سوريا.
وكان المقصود بتلك الأسلحة صواريخ من نوع «أس أي 22» أو «بانتساير-أس 1» وهي نظام دفاع جوي للمدى القصير مصمم لحماية مواقع عسكرية ومدنية استراتيجية، ولضرب المروحيات والطائرات والصواريخ الباليستية وصواريخ «كروز»، بالإضافة إلى طائرات حربيّة متطوّرة مثل «أف 117» و«أف 22».
وبرأي الباحثين، فإن الخطورة تكمن في وصول هذه المنظومة إلى يد حزب الله، المهدد الأبرز، إلى جانب إيران، لإسرائيل. علاوة على أن هذا التدخل سيرجح بالتأكيد ميل كفة الميزان للرئيس السوري بشار الأسد وكل حلفائه، ما يعني أن جبهة الجولان على الحدود الشمالية مع إسرائيل ستشهد تغيراً يثير «القلق البالغ».

الاخبار اللبنانية

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً