هل تنجح السعودية في إنهاء خلافات مصر والإمارات مع تركيا؟

2016/01/05
Updated 2016/01/05 at 10:19 صباحًا

04qpt968.5
كشفت مصادر تركية خاصة لـ«القدس العربي» عن وجود حراك دبلوماسي من أجل تحسين العلاقات مع الإمارات ومصر، في الوقت الذي تتصاعد فيه التكهنات حول إمكانية نجاح المملكة العربية السعودية بإنهاء الخلافات الإماراتية المصرية مع تركيا، لتوحيد المواقف في ظل تصاعد الاحتقان والاصطفاف الإقليمي عقب قرار الرياض قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران.
وأجمع محللون سياسيون أتراك في مقابلات خاصة لـ»القدس العربي» على أن التحديات الكبيرة التي تواجه دول المنطقة وتصاعد حدة الاصطفاف ربما تدفع بالفعل جميع الأطراف إلى تحييد الخلافات، متوقعين حدوث تحسن ولو طفيف على العلاقات التركية مع مصر والإمارات بضغط سعودي خلال الفترة المقبلة.
مصدر تركي مطلع رفض الكشف عن اسمه، قال لـ«القدس العربي»: «يوجد مساعي جادة تبذل في الفترة الأخيرة لتحسين العلاقات بين تركيا والإمارات العربية المتحدة، وأتوقع أن يفتح البلدين صفحة جديدة في العلاقات بينهما خلال الفترة القريبة المقبلة».
من جهته، أكد الكاتب والمحلل السياسي التركي محمد زاهد غول هذه الأنباء، موضحاً أن هناك جهود لتحسين العلاقات مع الإمارات، وجهود أخرى لتخفيف حدة التوتر مع مصر، قائلاً: «لا أتوقع أكثر من ذلك في المدى المنظور».
وعن الموقف التركي من الأزمة بين السعودية وإيران، قال في تصريحات خاصة لـ«القدس العربي»: «في الإطار العام تركياحسمت موقفها وتقف بجانب السعودية في خلافاتها مع إيران، فعلاقة تركيا مع إيران فيها توتر وإيران اختارت روسيا في أزمة الطائرة ولم تقف مع الحق والاعتداء على القنصلية أمر غير مقبول».
وتصاعدت الخلافات بين تركيا والإمارات، عقب الانقلاب الذي نفذه الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي على الرئيس المعزول محمد مرسي، حيث اتهمت أبو ظبي التي دعمت السيسي بقوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتدخل في الشؤون الداخلية المصرية، وتخلل هذه الفترة اتهامات متبادلة بين البلدين وتراشق إعلامي.
كما تشهد العلاقات التركية المصرية قطيعة متواصلة منذ الانقلاب على الرئيس المصري محمد مرسي، ورغم العديد من المحاولات السابقة لم تنجح السعودية التي عززت علاقاتها بشكل لافت مع تركيا في إحداث تقارب بين البلدين.
يقول الكاتب والمحلل السياسي التركي محمد اون المش: «من المتوقع في الوقت الحالي أن تخف حدة التوتر بين الإمارات العربية مع تركيا وقد يصل الأمر إلى مستوى الزيارات الرسمية بين البلدين، حيث نعلم أن تركيا محتاجة إلى تقوية سياستها الخارجية ومحاولة كسب الأصدقاء في الفترة المقبلة، وهذا الأمر سينعكس بالتأثير على علاقات تركيا مع الدول ذات العلاقة الجيدة مع الإمارات العربية المتحدة مثل نظام السيسي في مصر».
وعن احتمال اتخاذ تركيا مواقف هجومية أقوى ضد إيران، أضاف «اون المش» في تصريحات خاصة لـ»القدس العربي»: «هذا أمر مستبعد جداً، نحن نعلم أن العلاقات بين تركيا وإيران على الرغم من التوتر الحاصل في سوريا والعراق إلى أنها علاقة قوية وتاريخية، حيث تربطهما جملة من العلاقات التجارية والسياسية، ويمكننا أن نرى هذا الأمر بوضوح في زيارة رئيس الشؤون الدينية محمد غورمز الأسبوع الماضي إلى طهران ومشاركته في مؤتمر الوحدة الإسلامية، كما أن من المستبعد أن تقوم تركيا باتخاذ موقف هجومي مع إيران في ظل تأزم العلاقات مع روسيا».
وتوجت الزيارة الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسعودية تنامي العلاقات بين البلدين، حيث اتفق أردوغان مع الملك سلمان بن عبد العزيز على إنشاء مجلس للتعاون الإستراتيجي بين البلدين، وتعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية.
وقالت وسائل إعلام تركية، الأحد، إن السعودية وقعت عددًا من الاتفاقيات مع الجمهورية التركية، خلال زيارة أردوغان، إلى المملكة العربية السعودية، كان من أبرزها اتفاقية شراء عربات مدرعة ومعدات عسكرية من تركيا بقيمة تبدأ من 2.5 مليار دولار ومن المتوقع أن تصل إلى 10 مليار دولار أمريكي.
الكاتب والمحلل السياسي التركي مصطفى اوزجان رأى أنه وفي ظل اشتداد التجاذبات الإقليمية لا بد من جميع الدول حسم موقفها واختيار الوقوف بجانب طرف واحد، مؤكداً أنه لا يمكن التوفيق بين الطرفين، وفي هذا الإطار لا بد من حسن الخلافات بين هذه الدول.
وقال: «ربما تنجح السعودية في إحداث تقارب بين مصر والإمارات من جهة وتركيا من جهة أخرى، فالتحديات واحدة لهذه الدول.. الخلافات موجودة ولكن يمكن تجميد نقاط الخلاف والبناء على النقاط المتفق عليها فالتحديات تتعاظم في المنطقة».
ورأى اوزجان أنه يجب على مصر والإمارات حسم موقفهم، فهم أطراف داعمة للسعودية وبنفس الوقت لديهم علاقات قوية مع روسيا «وهذا أمر غير مفهوم فروسيا تقف بالمعسكر المعادي وتتحالف بشكل مباشر مع إيران وتدعم نظام بشار الأسد بشكل مباشر».
وأكد اوزجان على أن تركيا ترغب في إنهاء الخلافات والتقارب مع الإمارات ومصر، معتبراً أنه «يجب الفصل بين العلاقات الثنائية بين الدول وموضوع الإخوان المسلمين، تركيا لا تدعم الإخوان بشكل مطلق، وإنما تقف بجانب الديمقراطية التي أتت بالإخوان للحكم».
وبدأت، مساء الأحد، بالرياض جولة مباحثات جديدة مصرية سعودية، هي الثالثة منذ تدشين مجلس تنسيقي بين البلدين، حصلت مصر بموجبه على تعهدات بمساعدات مالية وبترولية من الرياض، الشهر الماضي، ووصل وزير الخارجية المصري «سامح شكري»، إلى السعودية في زيارة هي الثانية له خلال أسبوع.
وأوضح «أحمد أبو زيد»، المتحدث باسم الخارجية المصرية، أن «هذه الزيارة تأتي استكمالا للمشاورات المصرية ـ السعودية، والتنسيق بين الجانبين بشأن العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية المختلفة وفي مقدمتها الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن، وأيضا دعم ومتابعة المجلس التنسيقي بين البلدين».
وبالتزامن مع ذلك يواصل رئيس الشؤون الدينية التركي، محمد غورماز زيارته للسعودية، حيث أكد على «أهمية مجلس التعاون الاستراتيجي بين السعودية وتركيا، الذي اتفق على تأسيسه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، خلال زيارة أردوغان مؤخراً إلى المملكة».
إسماعيل جمال
صحيفة القدس العربي

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً