أضواء على الصحافة الاسرائيلية 10 تشرين الثاني 2016 اليمين الاسرائيلي يبتهج لفوز ترامب ويعتبره فرصة للقضاء على فكرة الدولة الفلسطينية

2016/11/10
Updated 2016/11/10 at 11:31 صباحًا

كما كان متوقعا، ابتهجت اسرائيل الرسمية للانتصار الذي حققه دونالد ترامب على خصمه هيلاري كلينتون، في الانتخابات الأمريكية، وكرست كافة الصحف عناوينها الرئيسية وغالبية صفحاتها لتغطية كافة جوانب وابعاد الانقلاب الرئاسي في الولايات المتحدة، وفي اطار ذلك تناولت جوانب التأثير على العلاقات الاسرائيلية – الامريكية، وطرح تكهنات بشأن الموقف الذي سيتخذه ترامب في مسألة الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، وما اذا سينفذ تصريحاته السابقة، بشأن الاعتراف بالقدس كعاصمة موحدة وابدية لإسرائيل، ونقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس.
وبرزت في ردود الفعل الاسرائيلية، اصوات اليمين المتطرف، من انصر الاستيطان، التي دعت الى استغلال الفرصة لاسقاط مبدأ حل الدولتين وضم الضفة الغربية الى اسرائيل وتكثيف البناء في المستوطنات. فيما يلي ابرز ما كتبته الصحف الاسرائيلية حول هذه المسائل:
صحيفة هآرتس، اشارت الى المحادثة الهاتفية التي أجراها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، مساء امس، مع الرئيس الامريكي المنتخب، دونالد ترامب، لتهنئته بفوزه. وحسب بيان ديوان رئيس الحكومة، فقد دعا ترامب رئيس الحكومة لزيارة واشنطن في اول فرصة، وقال نتنياهو له انه لا يوجد للولايات المتحدة حليف افضل من اسرائيل.
وجاء في بيان نشره نتنياهو قبل محادثته مع ترامب، ان “الرئيس المنتخب ترامب هو صديق حقيقي لدولة اسرائيل، وسنعمل معا من اجل تعزيز الأمن والاستقرار والسلام في منطقتنا. العلاقة الراسخة بين الولايات المتحدة واسرائيل تقوم على قيم مشتركة، ومصالح مشتركة ومصير مشترك. انا متأكد من انني وترامب سنواصل تعزيز التحالف المميز بين اسرائيل والولايات المتحدة وننقله الى مستويات عالية جديدة”.
كما رحب وزراء الحكومة بانتخاب ترامب، ومن بينهم رئيس البيت اليهودي، نفتالي بينت، الذي قال ان “انتصار ترامب هو فرصة ضخمة لإسرائيل لكي تعلن فورا التراجع عن فكرة اقامة فلسطين في قلب البلاد، والتي تمس بشكل مباشر بأمننا وعدالة طريقنا”.
وحسب اقوال بينت فان “هذا هو مفهوم الرئيس المنتخب كما يظهر في برنامجه، وبالتأكيد يجب ان تكون طريقنا، بشكل حاد، بسيط وواضح. انتهى عهد الدولة الفلسطينية”. واضافت زميلته في الحزب، وزيرة القضاء اييلت شكيد: “انا متأكدة من ان ترامب سيعرف كيف يوجه العالم الحر بشجاعة نحو اهداف ناجحة امام الحرب العالمية ضد الارهاب. هذه فرصة للادارة الأمريكية لنقل سفارتها الى القدس عاصمة اسرائيل الأبدية. هذا الأمر سيرمز الى الارتباط الوثيق والصداقة الشجاعة بين البلدين”.
ونشر وزير المالية، رئيس حزب كلنا، موشيه كحلون، على صفحته في الفيسبوك تهنئة لترامب، واضاف:” نحن نتوقع عملا مشتركا مع الادارة الامريكية الجديدة لصالح تعزيز العلاقات الاستراتيجية والاقتصادية بين البلدين”.
واستغل رئيس الكنيست يولي ادلشتين، جلسة الكنيست لتوجيه تهنئة باسم الكنيست الى ترامب ونائبه مايك بينس. وقال ان “العلاقات الامريكية – الاسرائيلية كانت وثيقة ودافئة دائما، وانا مقتنع بأنها ستبقى كذلك في عهد ترامب. نجاحك سيد ترامب هو نجاحنا”.
وفي المعارضة كان هناك من هنأ ترامب، ومن اضاف انتقادا الى التهنئة. وكتب رئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ، على صفحته في الفيسبوك: “تهانينا الحارة الى رئيس اكبر واقوى قوة عظمى فيالعالم، دونالد ترامب! الديموقراطية الامريكية قررت اليوم اختيار زعيم امريكي، علّم المحللين والمتشككين بأننا في عهد جديد من التغيير واستبدال النخب السلطوية القديمة!” وقال هرتسوغ: “انا مقتنع بأن التحالف الأمني والاقتصادي مع حليفتنا القوية والهامة سيتواصل بكل قوة في ظل رئاستك. بالنجاح”.
وكتبت زميلته في المعسكر الصهيوني تسيبي ليفني على حسابها في تويتر: “تهانينا للرئيس المنتخب دونالد ترامب. اتمنى لأمريكا وللعالم كله تحقيق ما وعد به في خطاب الانتصار – وليس خلال حملته الانتخابية”.
وكتبت رئيسة كتلة المعسكر الصهيوني ميراب ميخائيلي: “اهنئ الرئيس المنتخب لصديقتنا الهامة، دونالد ترامب. العلاقة بين اسرائيل والولايات المتحدة هي تحالف استراتيجي وصداقة شجاعة، انا متأكدة من استمراريتها معه. مع ذلك، هذا يوم صعب، انتخب فيه شخص رفع راية اهانة النساء والمس بالآخرين. هذا يوم صعب لكل النساء والرجال الذين كانوا يأملون انتخاب اول امرأة تمتعت بفرصة قيادة العالم الحر”.
وكتبت رئيسة حركة ميرتس، زهافا غلؤون، على صفحتها في الفيسبوك: “ترامب بنى مواقفه على تأجيج الخوف والكراهية، وحملته بدأت بكراهية المكسيكيين، ومن هناك انتقل بسهولة الى كراهية المسلمين، اليهود والنساء. لم يرفض ابدا الدعم من قبل الجماعة النازية الجديدة التي تبنته وتطوعت في حملته. لقد قال بأن المكسيكيين مغتصبين، ووعد بمنع دخول المسلمين الى الولايات المتحدة. النساء اللواتي عرفهن في الماضي اتهمن اياه باغتصابهن، بل قام بتقليد صحفي معاق”.
وقال النائب دوف حنين (القائمة المشتركة) ان ترامب فاز في الانتخابات ليس بفضل الاقلية العنصرية، وانما بفضل الغالبية الغاضبة. لقد انتخب في ذات الدولة التي اختارت مرتين رئيسا اسودبغالبية كبيرة. حملة ترامب اثبتت مرة اخرى انه حين يغيب عن الساحة الرد الحقيقي من قبل اليسار على ازمة النظام، فانه ينمو بسرعة متوحشة، الرد المزيف والخطير من قبل اليمين. انتخاب هيلاري كلينتون كمرشحة للديموقراطيين كان خطا كبيرا، فقد مثلت بالنسبة للكثير من الناخبين ما يثير المعارضة تماما: الوضع الراهن، علاقة المال بالسلطة، العولمة التي تمس بالفئات المتوسطة والضعيفة”.
غير متوقع
صحيفة “يديعوت احرونوت” كتبت تحت عنوان “يحب اسرائيل لكنه غير متوقع” ان الحديث في السطر الأخير هو عن لغز، حسبما قاله مسؤولون اسرائيليون كبار، امس، عن تعامل ترامب، مع اسرائيل. فمن جهة، يقولون، هذا الرجل يحب اسرائيل جدا، ولكن، من جهة اخرى – المقصود شخص يصعب جدا توقع سلوكياته.
والحديث عن مسؤولين يعرفون ترامب عن قرب، وهذا هو رأيهم: انه مناصر لإسرائيل بشكل واضح، وسيكون حليفا في المجالات الامنية والسياسية والاقتصادية. انه يعترف بالقوة الاقتصادية لإسرائيلويرتبط برجال اعمال اسرائيليين، خاصة في مجال العقارات، مثل يتسحاق تشوبا. له الكثير من الأصدقاء اليهود وسيظهر دفئا غير اعتيادي ازاء رئيس الحكومة نتنياهو وازاء اسرائيل.
لكن ليس كل شيء وردي. فحسب اقوالهم، هذا شخص مندفع وغير متوقع، يميل الى الشجار مع شركائه. “والى جانب محبته الكبيرة لنتنياهو واسرائيل، لا يمكن استبعاد حدث يستخدم ترامب خلالهاسرائيل كعملة يمكنه استخدامها للدفع على حلبات اخرى، مثلا – امام روسيا”. بكلمات أخرى: سيفضل اولا المصلحة الأمريكية. في القدس يتذكرون تصريح ترامب بأن “الدول ستضطر الى الدفع مقابل المساعدات الأمنية التي تتلقاها، بما في ذلك اسرائيل”. صحيح ان ترامب تراجع عن كلامه بشأن اسرائيل، لكن الأضواء الحمراء بقيت مشتعلة.
بالنسبة للوعود التي اطلقها، لا يوهم احد نفسه بأنه من المؤكد تنفيذها: نقل السفارة الأمريكية الى القدس، الغاء الاتفاق مع ايران، زيادة المساعدات الأمنية والاعتراف بضم المستوطنات. يمكن الافتراض انه “لن يعتبر المستوطنات شرعية”، ومع ذلك لن يسارع الى شجب كل بناء في المستوطنات.
وبالنسبة للعملية السلمية، يسود الاعتقاد لدى هؤلاء المسؤولين ان ترامب لن يسارع الى الانشغال فيه، لأن الجوانب الاقتصادية للعلاقات الخارجية، وفي مركزها تعديل اتفاقيات التبادل التجاري مع الصين وامريكا اللاتينية تعتبر اكثر ملحة بالنسبة له. مع ذلك، عندما يقرر الدخول الى مستنقعنا سيفعل ذلك بالطريقة الترامبية القاطعة: كل شيء او لا شيء. فمثلا: سيعلن بأنه سيحل الصراعخلال نصف سنة، وسيقترح صفقة على الجانبين. مع ذلك، يعد مساعدوه بأنه في أي حال، لن يفرض اتفاقا على اسرائيل، لأنها تعرف ما هو الجيد بالنسبة لها، وفقا لرأيه. كيف سيتعامل مع الأزمات الصغيرة، كالتصعيد الامني المحلي؟ ليس واضحا، ولا يمكن استبعاد ان يسمح لنفسه بتوبيخ اسرائيل اذا استخدمت القوة المفرطة في هذه الحالة او تلك. في السطر الأخير، يجري الحديث عن لغز، وفي اسرائيل لا يحبون الألغاز والمفاجآت.
رئيس الحملة الاسرائيلية لترامب، تسفيكا بروت، ليس مقتنعا، ايضا، بأن ترامب سينفذ الوعود التي نثرها، لكنه لا يشك في امر واحد: انتصاره جيد لإسرائيل. وحسب بروت، فان موقفه ضد التنازلات من جانب واحد، قاطع، وسيظهر اصرارا امام اعداء اسرائيل ويقف الى جانبها في الأمم المتحدة، وبالتأكيد اكثر من الرئيس المنتهية ولايته اوباما. ويعتقد بروت ان كل حكومة في اسرائيل، وليست اليمينية فقط، ستجد في ترامب شريكا مريحا في كل اتجاه سياسي سترغب بقيادته.
العيون ترنو الآن الى يوم اداء اليمين الدستوري، في 20 كانون الثاني 2017. نتنياهو سيسعى بأسرع ما يمكن للوصول الى البيت الابيض والتقاء الرئيس لمناقشة القضايا الساخنة. يوم امس “اجرى نتنياهو محادثة هاتفية مع ترامب وهنأه، وتلقى منه دعوة لزيارة الولايات المتحدة في اول فرصة. وقال نتنياهو للرئيس المنتخب ان زوجته سارة، ايضا، تنتظر الالتقاء به وبزوجته ملانيا” حسب بيان ديوان رئيس الحكومة.
في وقت حظي فيه انتخاب ترامب بترحيب في اسرائيل، تكتب الصحيفة، ان القيادة الفلسطينية تلقت بخيبة امل نبأ انتصار ترامب. بالنسبة للفلسطينيين، هذا شخص مناصر لإسرائيل بشكل واضح، وسيكون وسيطا غير عادل. مع ذلك جاء في البيان الجاف الذي صدر عن ديوان ابو مازن، والذي لم يذكر فيه اسم ترامب، ان “الرئاسة الفلسطينية ستعمل مع كل رئيس منتخب، على اساس تحقيق السلام في الشرق الاوسط القائم على حل الدولتين”.
مصير وثيقة النوايا
الصحف اشارت في تحليلاتها، ايضا، الى وثيقة النوايا التي اعدها مستشارا الرئيس الامريكي المنتخب للشؤون الاسرائيلية، ديفيد فريدمان وجيسون غرينبلات، وتنشر “يسرائيل هيوم” لقاء مع المدير العام السابق لوزارة الخارجية د. دوري غولد، قال فيه ان الوثيقة تحافظ على المصالح الاسرائيلية. واضاف ان “الوثيقة تتضمن موقفا حاسما مفاده ان اسرائيل تحتاج الى حدود قابلة للدفاع عنها، وتضمن السلام وتعزز الاستقرار الاقليمي. وانا افهم ذلك كرفض للعودة الى حدود 1967، والمطالبة بعدم الضغط من اجل انسحابات تستدعي العدوان على اسرائيل مستقبلا. كما ان الوثيقة تتحدث عن الحاجة الى اعتراف امريكي بإسرائيل كعاصمة الدولة اليهودية والتي لا يمكن تقسيمها. وتشمل، ايضا، نقل السفارة الامريكية الى القدس، وتطرح شروطا لقيام الدولة الفلسطينية، من بينها عدم قيام السلطة الفلسطينية بتقديم محفزات للإرهاب ووقف تمجيد المخربين.”
وحسب غولد فان هذه الوثيقة تشكل في الواقع “نقطة انطلاق للإدارة الجديدة. نحن سننتظر ونرى ما الذي سيحدث، لكن القاعدة الحالية ممتازة للحوار في المستقبل”. وكثر النشر امس عن تأكيد غرينبلات بعد ظهور نتائج الانتخابات بأن ترامب لا ينوي فرض اتفاق على اسرائيل والفلسطينيين، وانما يرى ان عليهما التوصل الى اتفاقيات بينهما.
وقال د. غولد انه يجب الان الانتظار لرؤية من سيتم تعيينهم في المناصب الرئيسية في الادارة الجديدة، خاصة وزير الخارجية، وزير الدفاع ومستشار الامن القومي. كما قال ان توجه ترامب وطاقمهازاء ايران يختلف عن توجه الادارة السابقة، وان وثيقة المستشارين تحدد بأن ايران باتت تخرق الاتفاق الموقع معها.
ولخص غولد قائلا ان “نتائج الانتخابات تدل على شيء اكبر حجما مما يعتقدون انه حدث. هذه انتفاضة لقطاعات امريكية ضد مؤسساتها. هذا تطبيق لما سبق وتحدث عنه المحلل الامريكي بيتكادال، انتفاضة ضد النخبة في وسائل الاعلام والاكاديمية والسلطة الامريكية”.
هل تقرر إسرائيل منع استخدام مكبرات الصوت في المساجد؟
هذا السؤال طرح مرارا في اسرائيل، في السابق، ولكن صحيفة “هآرتس” تكتب اليوم انه من المنتظر ان يقرر اعضاء اللجنة الوزارية لشؤون القانون، يوم الاحد المقبل، ما اذا سيدعمون مشروع قانون يمنع المؤذين من استخدام مكبرات الصوت في المساجد. وكان مشروع القانون هذا قد اعد في السابق تحت ستار السعي الى “منع تبادل رسائل قومية وتحريض”، بينما يدعي في نصه الجديد انه يهدف الى منع “المس بجودة الحياة” بسبب اضرار الضجيج نتيجة المكبرات. وطرح مشروع القانون هذا، قبل نصف سنة، النائب موطي يوغيف (البيت اليهودي) لكنه تم تجميده من اجل اعداد نص جديد، وفقا لوجهة نظر قانونية.
وتحدث يوغيف في النص الأصلي عن هدف منع تمرير رسائل دينية، قومية وتحريض بواسطة مكبرات الصوت في المساجد. ورغم ان القانون يتحدث عن كل اماكن العبادة في اسرائيل، الا ان يوغيف اوضح في مشروعه بأنه يستهدف مواجهة مكبرات الصوت في المساجد. ووقع على هذا القانون الى جانب يوغيف، النائب ميراب بن اري من “كلنا” وميكي زوهر ونوريت كورن من “الليكود”.
وهاجم المعهد الاسرائيلي للديموقراطية، قبل نصف سنة، نص القانون المقترح، وكتب انه “لا يهدف الى معالجة هذا الضرر او ذاك، وانما المس بحرية العبادة. اذا تم دفع قانون كهذا، يمكنه ان يثير ويشجع التمزق ويظهر كأنه يهدف الى المس بالجمهور المسلم. ولذلك من المناسب بالحكومة الملتزمة بمعايير السلطة المتساوية والدفاع عن حرية العبادة، ان لا تسمح بدخول مشروع القانون الى كتاب القوانين في دولة اسرائيل”.
كما دعا امنون باري سولتسيانو ود. ثابت ابو راس، مديرا صندوق ابراهيم، الوزراء الى رفض مشروع القانون. وكتبا بأن “العلاقة بين اليهود والعرب في المناطق المختلطة وفي المدن المختلطة تحتم الحوار والسياسة الشمولية ومسائل الاحتكاك لا يمكن حلها بسن قوانين تمس بنسيج العلاقات. هناك امثلة على ترتيبات محلية تم التوصل اليها بشكل مشترك في موضوع الآذان، والتي دعمها السكان العرب ايضا”. وقالا ان النواب الذين وقعوا على مشروع القانون هم اول من يدافعون عن تطبيق الحقوق الدينية لليهود في اسرائيل حتى حين تفرض قيود على الجمهور الاخر، كمنع المواصلات العامة في ايام السبت. لكن هؤلاء لا يترددون بالعمل بفظاظة وبلطجية حين يتعلق الأمر بالتقاليد الدينية لمواطني الدولة المسلمين”.
المستشار يعارض، ايضا، مشروع القانون الجديد بشأن عمونة
تكتب “يديعوت احرونوت” ان قانون عمونة الأصلي جعل المستشار القانوني للحكومة، ابيحاي مندلبليت، يعلن انه اذا تم تمرير القانون فانه سيعني “نهاية الديموقراطية”. في اعقاب ذلك تم اعداد صيغة اكثر ليونة للقانون – لكن هذه المرة، ايضا، يدعي المستشار انه ينطوي على اسس غير قانونية.
وسيعلن مندلبليت بأن النص الجديد لقانون عمونة – الذي يهدف الى منع إخلاء البؤرة المقامة على اراضي للغائبين، لا يزال ينطوي على اسس غير قانونية، لأنه يمس بحقوق الملكية التابعةلأصحاب الأراضي، ويتعارض مع القانون الدولي. هذا يعني: التلميح للحكومة والكنيست بأنه لا يمكنهما سن القانون، وانه لن يتمكن من الدفاع عنه امام المحكمة العليا.
ويحدد مشروع القانون المعدل، الذي قدمه النواب بتسلئيل سموطريتش وشولي معلم (البيت اليهودي) ودافيد بيتان ويوآب كيش (الليكود) بأنه يمكن فرض التنظيم فقط على المستوطنات التي كانتالدولة ضالعة في اقامتها، وليس على البؤر التي اقيمت بدون نشاط حكومي.
وحسب رأي اصحاب القانون فان هذا البند سيظهر حسن نوايا المستوطنين، الذين لم يعرفوا عن تسجيلات الطابو في يهودا والسامرة، ولذلك فانهم لم يعرفوا بأن الاراضي تابعة لملكية خاصة. كما يحدد القانون انه لن يتم مصادرة الارض من اصحابها، وانما سيسمح للمستوطنين باستخدامها، وهكذا تكون الارض تابعة لمن يثبت ملكيته لها. وفي المقابل تقترح الدولة على اصحاب الاراضي قسائم بديلة، تعويض او تلقي اجرة استخدام الأرض. ويمنع القانون اصحاب الأرض من الاستئناف الى المحكمة.
رئيس الحكومة الروسية، دميتري ميدفيديف، يحتفل بمرور 25 عاما على استئناف العلاقات مع اسرائيل
كتبت “يسرائيل هيوم” ان رئيس الحكومة الروسية، دميتري ميدفيديف، وصل الى اسرائيل، امس، في زيارة خاصة بمناسبة مرور 25 سنة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وقام ميدفيديف، قرابة منتصف الليل، بزيارة حائط المبكى حيث استقبله حاخام المكان شموئيل رابينوفيتش.
ومن المقرر ان يجتمع ميدفيديف صباح اليوم مع الرئيس رؤوبين ريفلين في ديوان الرئاسة، ومن هناك يتجه للقاء رئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ في القدس، ومن ثم سيجتمع برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في مكتبه.
كما سيقوم ميدفيديف بزيارة القرية الزراعية “معهد فولكاني” بمرافقة وزير الزراعة اوري اريئيل، ومن ثم يزور، غدا، متحف “ياد فشيم”، حيث سيستقبله وزير شؤون القدس زئيف الكين. وبعد ذلك سيتوجه ميدفيديف لزيارة اريحا في الاراضي الفلسطينية.
محاولة طعن جندي قرب حوارة
كتبت “يسرائيل هيوم” انه جرت امس محاولة لطعن احد الجنود بالقرب من حاجز حوارة، في منطقة نابلس، الا ان الدرع الواقي الذي ارتداه الجندي منع اصابته بواسطة المفك الذي استخدمه المخرب.
وقام الجنود بفتح النار على المخرب واصابته، ومن ثم تم نقله الى مستشفى بيلنسون، مصابا بجراح بالغة.
سقوط قذيفة هاون في الجولان
كتبت “يسرائيل هيوم” انه سقطت قذيفة هاون، في ساعات صباح امس، في شمال هضبة الجولان. وحسب تقديرات الجيش الاسرائيلي فقد تسللت القذيفة الى الأراضي الاسرائيلية نتيجة الحربالداخلية في سورية.
وردا على ذلك قصف الجيش بطارية مدفعية تابعة للنظام السوري في شمال الهضبة. وقال الناطق العسكري ان “الجيش لن يتحمل أي محاولة للمس بسيادة اسرائيل وامن سكانها. الجيش يرى فيالنظام السوري مسؤولا عما يحدث على ارضه”.

مقالات
المجتمع الدولي سيضطر الى اعتياد غير المتوقع
في تحليله لانتخاب ترامب يكتب عاموس هرئيل، في “هآرتس” ان فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الامريكية هو اكبر سيناريو للبجعة السوداء في العالم. هذا تطور مفاجئ جدا، يتناقض بشكل متطرف مع قسم كبير من التوقعات – الى حد انه يمكنه استخراج هذا المصطلح نهائيا من القاموس. الاخفاق في التكهنات لم يكن من نصيب المستطلعين والمستشارين السياسيين فحسب. فمفاجأة ترامب في نوفمبر، اصابت غالبية عواصم العالم بالذهول، الذي يرافقه في حالات كثيرة، بالتأكيد، القلق والخوف.
يبدو ان الهزيمة التي انزلها ترامب بكلينتون تعكس تيارات عميقة في المجتمع الأمريكي، التي يمكن لبعضها ان تكون نتاجا طويلا للأزمة المالية الكبرى في 2008. لقد عمقت الأزمة اجواء التغرببين السياسيين، المسؤولين الكبار والشركات العملاقة في واشنطن، نيويورك وكاليفورنيا، وبين جمهور المصوتين الامريكي بين الشاطئين، الذي حقق الانتصار لترامب. يبدو ان التصويت لترامب هو الى حد كبير خطوة تحدي للمؤسسة السياسية، وسائل الاعلام والنخبة.
اللغز، بالنسبة للقادة والمحللين السياسيين على الحلبة الدولية، يتعلق بسلوك ترامب منذ الان وصاعدا. خطاب الانتصار المنضبط الذي القاه صباح امس (الاربعاء) لا يمكن ان يعلمنا الكثير. خلالالعامين الأخيرين اظهر ترامب الى جانب شخصيته المتطرفة وتعامله الليبرالي جدا مع الحقائق، معرفته الضعيفة بمسائل الخارجية والتقلب المتواصل في مواقفه. افتقاده الى الخبرة، الى جانب الكادر الاشكالي من المستشارين والمقربين الذين يحيطون به، تجعل من الصعب توقع خطواته. سيكون هناك لاعبون، دول وتنظيمات، يمكنها ان تستغل الفترة الانتقالية خلال الأشهر القادمة – حتى نهاية ولاية اوباما وتسلم ترامب للسلطة – من اجل الاقدام على خطوات ثابتة في السير على حافة الهاوية، على امل ان يرمش جفن امريكا.
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، هنأ، كالمعتاد ترامب بفوزه. ومن المؤكد ان سيده ادلسون وصحيفته “يسرائيل هيوم” سيحتفلون بانتصار ترامب، الذين تنبأوا به على مدار اشهر طويلة. لكنه يمكن الافتراض ان نتنياهو الذي لم يشعر بالارتياح من براك اوباما، كان سيتدبر بشكل ما بالذات مع هيلاري كلينتون. صحيح ان نتنياهو قرأ المؤسسة الجمهورية جيدا، ويجيد التعامل معها. لكن ترامب ليس المؤسسة. انه نوع جديد وغير معروف كسياسي وزعيم، لا يرى نفسه مقيدا بأيديولوجية قاطعة او برموز السلوك المتعارف عليه. المبدأ الأول لرئاسة ترامب هو توقع غير المتوقع.
نتنياهو الذي سُئل قبل ثلاثة اشهر حول رأيه بالمنافسة على الرئاسة، رفض تحديد موقف وقدر بأن كل شيء لا يزال مفتوحا، رغم التوقعات لصالح كلينتون. وامس اتضح بأنه كان محقا. لكنه يبدو ان اصوات الفرح في اليمين الاسرائيلي امس – التي ترافقت طبعا باللسعات المطلوبة على حساب التحليلات الموحدة لغالبية وسائل الاعلام الاسرائيلية – تعتبر شبه مبكرة. حتى وان كانت المركبات الأساسية للتحالف الاستراتيجي بين الولايات المتحدة واسرائيل ستبقى كما هي، من دون علاقة بهوية الرئيس ورئيس الحكومة، فان كل شيء لا يزال مفتوحا بالنسبة لترامب. من المفضل عدم الانجرار نحو تكهنات متسرعة، فقط بسبب الشعور بأنه تولدت هنا فرصة لليمين والمستوطنين، خاصة وانه لم يتضح بعد ما اذا كان اوباما سيقرر التعاون مع المبادرة الفرنسية المناصرة للفلسطينيين في مجلس الأمن، قبل إخلاء مكانه لترامب بعد اكثر من شهرين.
تماما كما يمكن له ان يكون اول رئيس امريكي ينقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس ويغض الانظار عن البناء الاسرائيلي في احياء العاصمة الواقعة وراء الخط الاخضر، يمكن لترامب انيغير توجهه بشكل حاد، على أساس معايير سياسية داخلية او شعور بالاهانة الشخصية. لقد كان ترامب، وليست كلينتون، هو الذي اعرب خلال الحملة الانتخابية عن تشككه بشأن اتفاق المساعدات الأمنية لإسرائيل. وقد اضطر نتنياهو الى السير بحذر مع زعيم قوة عظمى اخرى، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي ينقب في شؤون المنطقة. الان سيضطر لعمل ذلك مع ترامب.
التحديات ستطرح على عتبة ترامب – وقبل ذلك على عتبة الرئيس الانتقالي اوباما – في موضوع الشرق الاوسط وفي قضايا تتعلق بحلبات اخرى. كما يبدو سيسود الشعور بالخوف الاكبر في اوكرانيا ودول البلطيق التي تهددها روسيا، والتي ستضطر في كانون الثاني الى مواجهة رئيس امريكي لا يخفي تأييده لبوتين. يمكن لموسكو ونظام الاسد في سورية، خلال الأيام القريبة، استئناف اعمال القصف المكثف لحلب والتي جبت حياة الآلاف حتى الآن. من المشكوك فيه ان اوباما سيجند الان القوى النفسية المطلوبة للعمل على وقف الحصار القاتل لحلب. وفي الخلفية تنتظر شريكة الاسد والروس، ايران، التي اعلن ترامب في السابق أنه لن يحترم الاتفاق النووي الموقع معها في تموز الماضي.
دونالد ترامب، الشخص الاستثنائي جدا الذي فاز بالرئاسة الامريكية في العهد الحالي، سيقف ابتداء من 20 كانون الثاني على رأس اكبر قوة عسكرية في العالم، القوة الاقتصادية الرائدة التي تسيطر على مستودعات اسلحة نووية ضخمة. لقد وعد ترامب في خطاب النصر بجعل امريكا اكبر. ولكن اليوم، على الاقل، يبدو انتصاره المفاجئ كبشرى مقلقة جدا لاقتصاد العالم، بل حتى لسلامته.
الشرق الاوسط ينتظر بلورة سياسة ترامب الخارجية
يكتب تسفي برئيل، في “هآرتس” ان الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، لم ينتظر طويلا. وفور اعلان انتصار دونالد ترامب في الانتخابات، سارع الى نشر برقية تهنئة للرئيس الجديد وللشعب الامريكي، وتمنى ” ضخ روح جديدة في مسار العلاقات المصرية الأمريكية”. هذه “الروح الجديدة” حسب السيسي يجب ان تكنس بقايا سياسة ادارة اوباما، الرئيس الذي اعتبر في مصر كداعم للإخوان المسلمين، والذي انتظر زمنا طويلا حتى منح السيسي دعما امريكيا للانقلاب العسكري الذي نفذه في تموز 2013.
ولكن بالنسبة لمصر، لا تنعكس الامور فقط في مشاعر الرضا ازاء خسارة هيلاري كلينتون، التي اعتبرت مكملة لدرب اوباما، وانما، ايضا، في القلق ازاء ما ستحمله السياسة الخارجية لترامب. فهيسياسة غامضة، تبث من جهة انطواء امريكا على نفسها، و”الانسحاب من العالم”، والعودة الى حدود الولايات المتحدة، تحت شعار “امريكا اولا”، بينما يمكن للعالم، وبالتأكيد الشرق الاوسط، الانتظار. مصر لا يمكنها الانتظار. انها تحتاج فورا لمعرفة ما اذا سيقف الرئيس الجديد الى جانبها.
الخطوط العامة، جدا، للسياسة الخارجية التي لم تنضج بعد، تبقي على دول الشرق الاوسط بدون “توجيه” دولي، ومع الشكوك المتزايدة بالنسبة لبقاء التحالفات التي تم تشكيلها حتى الان. هل سيتواصل التحالف الغربي في الحرب ضد داعش، حتى نهاية فترة اوباما، في وقت ليس من المؤكد فيه ان ترامب سيرغب بمواصلة العمل في اطاره؟ هل يمكن للتحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن ان يتواصل من دون دعم امريكي، اذا قرر ترامب ان الولايات المتحدة محررة من التزامات سابقة؟ هل سيكون هناك اصلا معنى للتعريفات التي تم ترسيخها خلال العقود الأخيرة والتي قسمت دول المنطقة بين دول “مناصرة للغرب” ودول “معادية للغرب”؟
مجموعة اخرى من المعضلات التي ستنزل على رؤوس قادة المنطقة تتعلق، ايضا، بمنظومة العلاقات التي ستتطور بين روسيا والولايات المتحدة. القلق الأساسي هو ان يمتد التحالف الايراني-الروسي في سورية الى العراق، اذا قررت الولايات المتحدة انهاء دورها بعد تحرير الموصل من ايدي داعش. اذا تحققت اجواء الصداقة والمصالحة التي اظهرها ترامب ازاء بوتين خلال حملة الانتخابات، يمكن ان يتم تفسيرها الان كتصريح امريكي، او كعدم مبالاة على الاقل، ازاء استمرار السيطرة الإيرانية – الروسية على مراكز القوة في المنطقة.
هذا التكهن بدأ يظهر في البلاط الملكي السعودي، الذي يكلف صحافيوه انفسهم التأكيد والتوضيح بأن التحدي الرئيسي الان هو صد ايران. بل ان السعودية لا يمكنها البناء على تصريحات ترامببشأن نيته اعادة فتح الاتفاق النووي مع ايران واعادة صياغته مجددا. فمن ناحية قانونية لا يمكنه عمل ذلك، خاصة وان الاتفاق ليس محصورا بين ايران والولايات المتحدة، وانما بين القوى العظمى وايران. المثال الإيراني يعيد الحياة الى ما يمكن تسميته “الخيار الأوروبي”.
من شأن حالة الذعر التي ألمت بقادة اوروبا امام انتخاب ترامب، تعزيز اطراف الاتحاد الاوروبي من اجل صياغة سياسة مستقلة ازاء الشرق الاوسط، وهي سياسة ستكون محررة من حتمية تنسيقالمواقف مع واشنطن الجامحة. اذا تم اعتبار ترامب، او تواصل اعتباره، بلطجيا دوليا لن يتخوف من غرس اصبعه الوسطى في عيون كل دولة تقليدية، وكصديق لبوتين، مصدر الرعب الاوروبي، فان من شأن الاتحاد الاوروبي تبني منصب البالغ المسؤول الذي يتحمل مهمة انقاذ العالم من الجنون الذي اصاب الولايات المتحدة، ومن لاعب الجودو في موسكو.
لكنه لا يمكن لهذا السيناريو تهدئة القوى العالمية المحاربة حاليا في سورية والعراق، او السعودية ومصر. الاتحاد الاوروبي لم يبرز حتى الان كعامل يمكنه المبادرة الى خطوات عسكرية او دفع مفاوضات سياسية، سواء بشأن الحرب في سورية، والعراق، واليمن، او بشأن الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني. بشكل عام، رد الاتحاد الاوروبي او انضم الى مبادرات الآخرين. الاتحاد الاوروبي لا يسيطر على مراكز القوى بين المتمردين السوريين ولا على الحكومة العراقية والاكراد. الاتحاد كـ”قوة مساعدة” للخطوات الامريكية، دعم العقوبات على ايران، لكن الدول الاعضاء فيه كانت اول من سارع الى رفع هذه العقوبات.
يمكن للسعودية، وكذلك اسرائيل، التخوف وبحق من عدم قدرة الاتحاد الاوروبي على تشكيل بديل لخطوات العقاب الامريكية، اذا ألح الأمر. في هذا السياق، يعتبر انتخاب ترامب، حتى وان هدد بهزالاتفاق النووي مع ايران، ان يحمل بشرى جيدة للزعيم الروحي الايراني علي خامنئي، للحرس الثوري وللجهات المحافظة. في المسار الاستراتيجي، اذا قرر ترامب المضي على طريق العزلة الامريكية، سيتم تحرير الجبهتين السورية والعراقية امام ايران. واذا حاول التلاعب بالاتفاق النووي، يمكن لإيران ان تعرض الولايات المتحدة كجانب يخرق الاتفاق وتجند بقية دول العالم الى جانبها، خاصة الاتحاد الاوروبي، وتحرير نفسها من مخاطر العقوبات حتى على المدى الطويل. انتخاب ترامب، الصديق المقرب لشلدون ادلسون، يمكن ان يتبين بأنه افضل امر حدث للنظام الايراني.
بالنسبة لنتنياهو، المقصود رحلة الى المجهول
يكتب براك ربيد في “هآرتس” انه في ليلة انتخابات الرئاسة الامريكية قبل أربع سنوات بالضبط، كانت الأضواء مشتعلة في مقر إقامة رئيس الوزراء في شارع بلفور في القدس طوال الليل. فقد استثمر نتنياهو كل وقته للمرشح الجمهوري ميت رومني وتعقب بشكل مباشر النتائج التي تدفقت من مختلف الولايات. في الليلة قبل الماضية تخلى نتنياهو عن هذه المتعة المشكوك فيها. لقد ذهب إلى الفراش قبل إغلاق صناديق الاقتراع، وعندما نهض، في حوالي السابعة من صباح امس، تلقى معلومات مستكملة عن النتائج الفعلية التي أشارت إلى الفوز المتوقع لدونالد ترامب.
لقد حذر نتنياهو في العام الماضي، كما يحذر من النار، من كل ما يمكن ان يظهر كتدخل في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. أولا، لقد تعلم نتنياهو الدرس من تجنده إلى جانب رومني في عام 2012 فقط كي يحصل على أوباما لأربع سنوات أخرى. وثانيا، حتى فترة متأخرة نسبيا من الحملة، حافظ راعي نتنياهو في الولايات المتحدة، قطب الكازينو شيلدون أديلسون على البقاء على مسافة بعيدة من ترامب ودعم مرشحين آخرين.
ظاهرا، يجب ان يكون نتنياهو سعيدا بانتصار ترامب. لأول مرة في حياته السياسية سيشغل منصبه في وقت يجلس فيه رئيس جمهوري في البيت الابيض. وإذا كان هذا لا يكفي، فان مجلس النواب ومجلس الشيوخ هم من الجمهوريين أيضا. وإذا كنا سنستعير الكلمات من اغنية حنان بن آري، فان نتنياهو لا يملك “الحق بتاتا في التذمر / كل شيء تفو خمسة، والحمد لله لأن/ حياتنا كلها توت!”.
حتى عند قراءة وثيقة السياسات الرسمية التي وزعها مستشارا ترامب للشؤون الاسرائيلية قبل أسبوعين، جيسون غرينبلات وديفيد فريدمان، نجد هناك مقاطع تبدو وكأنه تم نسخها مباشرة من رسائلنتنياهو عشية الانتخابات في عام 2015، عندما انحرف إلى اليمين، اليمين ومرة أخرى الى اليمين. لقد كتب هناك ان ترامب يعتقد بأن حل الدولتين مستحيل طالما لم يعترف الفلسطينيون بإسرائيل كدولة يهودية ولم يتوقفوا عن التحريض. كما كتب في الوثيقة بأن ترامب لا يتقبل الادعاء بان إسرائيل “تحتل” الضفة الغربية وأن الانسحاب الإسرائيلي سيكون فقط الى الحدود التي تعتبرها هي قابلة للحماية.
الوثيقة السياسية لترامب لم تتضمن أي اشارة الى خطوط 1967 ولم تعتبر المستوطنات مشكلة. وكتب فيها بأن ترامب سيسره مساعدة الاطراف على التوصل الى اتفاق سلام، لكنه لن يمارس الضغط. سيطالب بإجراء مفاوضات مباشرة بدون شروط مسبقة، وسيعارض كل خطوة قسرية في الامم المتحدة. وتمثلت حبة الكرز في القشدة، في الاعلان بأن ترامب سيعترف بالقدس “عاصمة ابدية للدولة اليهودية، لا يمكن تقسيمها (The eternal and indivisible capital of the Jewish state ) وسينقل الى هناك السفارة الامريكية بدلا من مقرها الحالي على شاطئ البحر في تلابيب. كيف قال وزير الامن افيغدور ليبرمان؟ “جنة عدن زائد، زائد”.
الا انه على الرغم من ذلك فان نتنياهو متردد جدا بشأن دونالد ترامب. وقال مصدر سياسي تحدث مع نتنياهو، خلال الأشهر الأخيرة، بأن رئيس الحكومة كان يبدو قلقا بعض الشيء من امكانية فوزترامب، خاصة بسبب كونه لغز سياسي مطلق وغير متوقع. انه يعرف هيلاري كلينتون وعائلتها، ومحيطها والمتبرعين الكبار لها، منذ اكثر من 20 سنة، في السراء والضراء. انه يعرف كيف يعمل معهم، كيف يؤثر عليهم وكيف يتوصل معهم الى صفقات وتفاهمات. اما ترامب فهو بالنسبة لنتنياهو رحلة الى المجهول. لا يمكن معرفة ما الذي سيفعله حقا عندما يدخل الى منصبه، وماذا ستكون سياسته في الموضوع الفلسطيني، الايراني او السوري.
سبب اخر يثير القلق بالنسبة لنتنياهو، هو ان انتصار ترامب يعزز قوة اليمين العميق والناشط في حكومته وداخل الليكود. الجهات التي قدمت الاستشارة لترامب في الموضوع الاسرائيلي، خلال حملته الانتخابية، هي شخصيات يمكن تصنيف مواقفها في اليمين البعيد جدا عن نتنياهو. في مكان ما بين نفتالي بينت واوري اريئيل. وهذا الأمر بدا على الفور في البيان الاحتفالي لنائبة وزير الخارجية تسيبي حوطوفيلي، التي اعربت عن املها بأن يقوم ترامب بنقل السفارة الى القدس بسرعة، وفي اعتبار نفتالي بينت واييلت شكيد لانتصار ترامب فرصة مواتية بالنسبة للحكومة الاسرائيلية كي تعلن نهائيا عن ازالة حل الدولتين عن جدول الاعمال.
مقابل هذه البيانات، برز بيان التهنئة العام، الحذر والبسيط، الذي اصدره رئيس الحكومة. ربما لا يريد نتنياهو المحافظ ورجل الوضع الراهن، اقامة الدولة الفلسطينية فعلا، لكنه لا يسارع الى تطبيق برنامج “البيت اليهودي” والتضحية بنفسه من اجل ضم الضفة الغربية. لو فازت كلينتون في الانتخابات لكان يمكن لنتنياهو مواصلة التلويح امام المستوطنين واللوبي الداعم لهم في الكنيست، بالقبضة الحديدية للولايات المتحدة، من اجل صد ضغوطهم، كما فعل خلال السنوات الست الأخيرة، اثناء وجود اوباما في البيت الأبيض. ولكن حين يكون ترامب هو الرئيس الامريكي، الذي اعرب عن دعمه للبناء في المستوطنات والذي ينوي تعيين نيوت غينغريتش، الذي ينفي وجود الشعب الفلسطيني، وزيرا للخارجية، سيفتقد نتنياهو الى كل الذرائع. بدون كوابح – حقيقية او خيالية – ستواجه سياسته في الضفة الغربية الاختبار في اكثر من مرة.
صباح امس، خلال مشاركته في مناسبة اقيمت في معهد دراسات الامن القومي في تل ابيب، قال السفير الأمريكي دان شبيرو للجمهور، ان الامور التي يقولها المرشح للانتخابات خلال الحملة الانتخابية تبقى في اكثر من مرة خارج الغرفة البيضاوية. وقال: “كيف يقولون لديكم؟ الامور التي نراها من هنا، لا نراها من هناك”. اذا فحصنا التاريخ سنجد ان شبيرو على حق. خلال العقود الثلاث الأخيرة، انتهجت الادارات الجمهورية والديموقراطية، بهذا الشكل او ذاك، ذات السياسة تقريبا في موضوعي المناطق والمستوطنات. هناك امكانية ليست غير معقولة بأن تكون التصريحات بشأن نقل السفارة الى القدس واعطاء الضوء الاخضر لتوسيع المستوطنات، ليست الا تصريحات بدون غطاء، سرعان ما ستختفي مع تصريح ترامب بشأن الجدار الحدودي مع المكسيك. اذا حدث هذا فعلا، لا يمكن معرفة ماذا سيكون البديل.
شباك الفرص مع ترامب
يكتب عاموس يدلين، في “يديعوت احرونوت” انه سيكون للرئيس المنتخب ترامب تأثير درامي على اتجاه تحرك الولايات المتحدة. ويتوقع ان يشمل تأثيره المنظومات الدولية بكل جوانبها. لكنه من الطبيعي ان اسرائيل تطلب فهم تأثيره على امنها القومي.
خلافا لإدارات سابقة، كانت تملك اجندة واضحة قبل انتخابها، تقف اسرائيل امام ادارة غير مبلورة في مسائل الشرق الأوسط. وسيكون لسلوك اسرائيل وزنه في تحديد سياسة ادارة ترامب. توجدلإسرائيل والولايات المتحدة قاعدة راسخة من القيم والمصالح المشتركة. ولا يوجد بديل للولايات المتحدة كأهم قوة داعمة لإسرائيل. لا روسيا ولا الصين تساعدان الامن الاسرائيلي بمليارات الدولارات، ولا هي التي توفر منظومات الأسلحة المتطورة للجيش الاسرائيلي. كما انها ليست الدول التي تمنع بواسطة الفيتو اتخاذ قرارات معادية لإسرائيل في مجلس الأمن.
رغم ان السياسة الخارجية لم تشكل عاملا ملموسا في الانتخابات، الا ان ترامب التزم بمواقف مناصرة لإسرائيل، وذلك على الرغم من تصريحاته الاشكالية. اسرائيل تملك فرصة فتح صفحة جديدة، للتأثير على السياسة – ولكي تصبح جزء لا يتجزأ منها. عندما يتم دعوة رئيس الحكومة الى البيت الأبيض، من المناسب ان يتوصل مع الرئيس الى تفاهم حول النقاط الست الهامة لإعادة العلاقات الخاصة وتعزيز التحالف الاستراتيجي بين البلدين.
اولا، يجب استئناف الثقة التي فقدت خلال فترة اوباما: يجب على الزعيمين اطلاع بعضهما على المصالح العليا وعلى الخطوط الحمراء لكل طرف. من المهم الاتفاق على عدم مفاجأة احدهماللآخر. استئناف العلاقة بين الرئيس ورئيس الحكومة بالغ الاهمية.
ثانيا. الولايات المتحدة ادارت سياسة خارجية مست بعلاقاتها مع حليفاتها في المنطقة. الأمر لا يتوقف على اسرائيل فقط، وانما تريد مصر، السعودية وتركيا، أيضا، رؤية سياسة مختلفة. العلاقات الاسرائيلية الجيدة مع مصر والأردن، وتلامس المصالح مع السعودية، واستئناف العلاقات مع تركيا، يمكنها ان تشكل قاعدة لتحالف قوي يواجه التحديات بشكل افضل.
النقطة الثالثة ترتبط بالأزمة في سورية: نصف مليون قتيل، مليوني جريح وعشرة ملايين لاجئ، تعتبر وصمة عار اخلاقية على العالم العربي. يجب فحص كيف تبلور الولايات المتحدة وحليفاتها استراتيجية مختلفة امام الروس والايرانيين الذين يدعمون نظام الأسد الدموي.
النقطة الرابعة هي ايران: اكبر تهديد لإسرائيل على المدى البعيد. الاتفاق النووي اصبح حقيقة راسخة، ومخاطره على المدى القريب منخفضة، مقارنة بالبدائل الأخرى. يمكن التكهن بأن الادارة لن تلغيه. مع ذلك فان الاتفاق اشكالي على المدى البعيد، حيث ستحصل ايران في حينه على شرعية لبرنامجها النووي الواسع، وستتقدم وتصل الى مسافة الصفر من القنبلة. يجب الاتفاق مع الامريكيين على مبدأ عدم منح الشرعية للمشروع النووي الواسع للدولة التي تدعو الى تدمير اسرائيل، كما هو الأمر بالنسبة لإيران. يجب العودة الى التنسيق الاستخباري الكامل من اجل كشف الخروقات الايرانية والاتفاق على قيام الولايات المتحدة بمنح اسرائيل كل القدرات العسكرية للعمل – اذا تم استنفاذ كل الوسائل الأخرى.
النقطة الخامسة – العملية السلمية. استبدال الرئيس هو فرصة لفحص نماذج جديدة للاتفاق من خلال اشراك العالم العربي. افكار جديدة تحافظ على امكانية فكرة حل الدولتين، ولكن تعترف بعدمامكانية التوصل الى اتفاق دائم الان. استئناف التفاهمات حسب رسالة بوش لعام 2004، والتي تجاهلها اوباما ونتنياهو، هو خطوة اولى. لا يمكن النظر الى البناء في الاحياء اليهودية في القدس، على قدر المساواة مع البناء في المناطق التي لم تكن جزء من اسرائيل. اتفاق كهذا سيخفف جدا التوتر حول موضوع المستوطنات التي سممت العلاقات.
ينبغي أن يحظى أمن إسرائيل، كسند اساسي في العلاقات، بالدعم والتعزيز: المساعدة المتعددة السنوات، الحفاظ على التفوق النسبي في منظومات الأسلحة، ودعم برامج الدفاع الصاروخي والتفاهمبشأن القدرات الاستراتيجية المميزة المنسوبة إلى إسرائيل. كل هذه من شأنها تعزيز العلاقات الخاصة بين البلدين وستكون قاعدة لتحقيق اختراقات سياسية.
ترامب واسرائيل: اختبار لتصريح النوايا
يكتب زلمان شوفال، في “يسرائيل هيوم” ان ما حدث في الانتخابات الامريكية هو انقلاب، بل اكثر من ذلك: الشعب انتصر على المؤسسة واعطى الانتصار لدونالد ترامب الذي يكره المؤسسة الديموقراطية والجمهورية على حد سواء. الجمهور الأمريكي قال “لا” ليس لهيلاري كلينتون فقط، وانما لميراث اوباما. كما كانت النتائج بمثابة يوم اسود للمستطلعين والمحللين و”الخبراء” على مختلف انواعهم.
كل تحليل بشأن رئاسة ترامب لا يمكنه تجاهل السياسة الخارجية المتوقعة – بما في ذلك بشأن اسرائيل. حين كان الحديث عن كلينتون كان يمكن توقع توجهاتها مسبقا – استمرار سياسة اوباما، خاصة في مسائل الشرق الاوسط والمواجهة مع روسيا والصين. وفي الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني ما كانت ستخرج عن التفاهمات المتفق عليها من قبل كل الادارات، كالمفاوضات المباشرة للسلام بين الاطراف، التمسك المبدئي بالخط الأخضر وتبادل الاراضي، معارضة الاستيطان – ولكن بشكل اقل ضاغطا مما كان خلال فترة اوباما، وفي كل الاحوال، ستكون محررة من وجهة نظره في موضوع “تقريب القلوب” بين الولايات المتحدة والعالمين العربي والاسلامي.
ما الذي نعرفه عن السياسة الخارجية لترامب؟ ليس الكثير. امام التصريحات المختلفة ظاهرا، يقف اعلانه بأنه سيزيد ميزانية الدفاع الامريكية. ومقابل تصريحاته الناقدة لحلف الناتو، سارع الى الاعلان عن تمسكه بالالتزامات الامريكية ازاء الدول الحليفة، وبالفعل، يستدل من استطلاع جديد للرأي العام، ان غالبية الامريكيين، يريدون لبلادهم مواصلة القيام بدور فاعل على الحلبة الدولية.
لقد وعد ترامب بالعمل على الغاء الاتفاق بين الغرب وايران. صحيح ان هذه الخطوة يجب ان تخضع للاختبار، ويمكن الافتراض، في كل الاحوال، بأن التقارب بين طهران وواشنطن، الذي قاده اوباما، لن يتواصل. وفي هذا الصدد من الجدير الملاحظة بأن قرار اسرائيل التوقيع على الاتفاق الامني للمدى الطويل كان حكيم جدا.
في المسألة الاسرائيلية قال ترامب الكثير من الامور التي استساغتها آذاننا، خاصة الوعد المعروف بنقل السفارة الى القدس، والمستقبل سيثبت ما اذا سيتم تنفيذ تصريح النوايا هذا، ام انه سيرجع الى ارشيف الوعود التي لا تنفذ. اما في المسألة الفلسطينية فقد سمعنا في السابق تصريحات متناقضة، ومن الواضح انه توجد هنا مهمة ذات اهمية كبيرة للدبلوماسية الاسرائيلية من اجل الحفاظ على مصالحنا امام الولايات المتحدة.
اختبار ترامب البالغ الاهمية الاول سيكمن في احترام الاتفاق بين الرئيس جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء الاسبق اريئيل شارون، في موضوع كتل الاستيطان الكبرى – وهو اتفاق تجاهله اوباما.اضف الى ذلك ان احتفاظ الحزب الجمهوري بالغالبية في مجلسي النواب، خلافا لكل التوقعات، سينطوي على اهمية بالغة من ناحية العلاقات بين الادارة واسرائيل.
“الجوكر” في مجموعة التوقعات المتعلقة بنا، هو هل سيحاول الرئيس اوباما تقييد ايدي ترامب من خلال ترسيخ حقائق في الامم المتحدة في الموضوع الفلسطيني، ام انه سيفضل النظر من بعيد الى طريقة مواجهة وريثه لهذه القضايا.

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً