الدكتور سمير غوشة فارس القدس قبل رحيله كتب رسالة لمؤتمر فتح السادس
عمّان – خاص نضال الشعب – كان الراحل المناضل الوطني والقومي الكبير الدكتور سمير غوشة، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الأمين العام لجبهة النضال الشعبي، وهو يتلقى العلاج بمستشفى الأردن، قد أعد رسالة خاصة للإخوة ورفاق الدرب والنضال في حركة فتح، لمناسبة انعقاد مؤتمر الحركة السادس بمدينة بيت لحم، لكن الموت خطفه قبل أن يوصل رسالته.
وفيما يلي نص الرسالة:
الأخ الرئيس محمود عباس (أبو مازن) حفظه الله
رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
القائد العام لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح
الأخوات والإخوة أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح
الأخوات والإخوة أعضاء المجلس الثوري لحركة فتح
الأخوات والإخوة أعضاء المؤتمر العام
الأخوات الإخوة كوادر وأعضاء حركة فتح
تحية الوطن،،،
انطلاقاً من الوحدة والمصير المشترك الذي يجمع فصائل منظمة التحرير، وانطلاقا من العلاقات المميزة التي ربطت هذه الفصائل في سبيل تعزيز مسيرة نضال شعبنا من أجل انتزاع حقوقه الوطنية، وفي المقدمة منها حق العودة والدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
نتقدم لكم بأحر التحيات الكفاحية بمناسبة انعقاد مؤتمركم السادس، الذي سيشكل دفعة جديدة لإعادة تعزيز دور حركة فتح في مسيرة العمل الوطني، مدركين أن الخطوة الأساسية للارتقاء واستنهاض أوضاعنا الفلسطينية تبدأ من إعادة البناء وإعادة ترتيب الوضع الداخلي الفتحاوي، باعتبار أن حركة فتح هي الفصيل الرئيس الذي قاد العمل الوطني الفلسطيني على مدار عدة عقود، وهو المقدمة الطبيعية لإعادة بناء الوضع الداخلي الفلسطيني وعلى مستوى منظمة التحرير الفلسطينية، وعلى مستوى الحركة الوطنية الفلسطينية بكاملها.
إننا ندرك أن عملية إعادة ترتيب وضعنا الداخلي تتطلب منا جهودا مشتركة تنطلق من توحيد الجهود جميعا، لمواجهة التناقض الرئيس وهو الاحتلال الإسرائيلي. لقد ثبت بالملموس عدم مقدرة أي فصيل مهما تعاظم حجمه ودوره على قيادة المسيرة الفلسطينية منفردا، بل لا بد أن تتوحد كل الجهود بشكل مشترك، فلا الانفراد ولا الهيمنة شكلا وسيلة لتعزيز الوضع الداخلي الفلسطيني، كذلك لا التفرد ولا الانعزال كانا وسيلة لتعزيز الوضع الفلسطيني بل أدى ذلك إلى إضعافه وزعزعته على مختلف المستويات.
إن ما شهدته الساحة الفلسطينية من انقسام وتمزق أضعف الساحة الفلسطينية ومكن إسرائيل من انتهاج سياسة أكثر عدوانية وأكثر تطرفاً وتهرباً من قرارات الشرعية الدولية، كما أتاح الفرصة أمام بعض الأوساط العربية والدولية للتهرب من استحقاقات عملية السلام وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في كل هذه الأوضاع وعلى قاعدة بلورة ورسم إستراتيجية عمل وطنية موحدة، تكون قادرة على مواجهة كافة التحديات، وبما يؤدي إلى تحقيق أهدافنا الوطنية كاملة.
إننا نناشد كافة الإخوة في حركة فتح على كل المستويات القيادية أن تتحمل مسؤولياتها للخروج من الأزمة التي تمر بها حركة فتح والحركة الوطنية الفلسطينية، ونناشد الإخوة بأن يتوجهوا بقلب واحد وعزيمة وإصرار من اجل أن ننهي هذه الحالة من التباين والخلاف بين أفراد فتح، والتوجه صفاً واحداً نحو وحدة الحركة ووحدة منظمة التحرير والوحدة الفلسطينية، وعبر مسيرة جدية تضع الحوار الوطني الفلسطيني الشامل موضع التنفيذ، والجهود المخلصة حتى نخرج من الأزمة التي يمر بها العمل الوطني الفلسطيني.
إننا ننطلق ليس من رغبات ومناشدات عاطفية، وإنما من قناعة جادة ومخلصة تضع قضية الوطن ومصيره فوق أي اعتبار.
نكرر تحياتنا الكفاحية الوطنية المخلصة متمنين لمؤتمركم النجاح، والخلوص إلى نتائج وقرارات تساهم باستنهاض الوضع الفلسطيني برمته، ومعاً وسوياً حتى التحرر، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
المجد والخلود للشهداء… والشفاء العاجل للجرحى… والحرية للأسرى
أخوكم
الدكتور سمير غوشة
عضو اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف
الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني
30/7/2009