لماذا ” حماس ” تستهدف الأمن في الضفة ؟؟!!
بقلم : الإعلامي ياسر زهير خليل
بداية العبث في الأمن الداخلي الفلسطيني والخروج عن القانون والاعتداء على الممتلكات العامة ومصالح الشعب وتنفيذ إغتيالات سياسية وضرب النسيج الوطني والاجتماعي وتدمير لمؤسساتنا الوطنية لإشاعة الفوضى وتشويه وإستهداف الأجهزة الأمنية التي تعمل على بسط الأمن وكبح جماح المارقين ، حقيقة هذه السياسات التدميرية مجتمعة والتي تستهدف النسيج الاجتماعي للمجتمع الفلسطيني ، أمر مرفوض ويجب التصدي له من كل قطاعات شعبنا الفلسطيني ومؤسساته وقواه الحية.
تاريخياً تعرض الشعب الفلسطيني لشتى الوسائل من قبل الاحتلال الإسرائيلي لضرب بنيته الاجتماعية وطمس مشروعه السياسي الوطني وتشتيت وتفكيك تماسكه الوطني وإحداث شرخ في التماسك الفلسطيني بهدف خلخلة السلم الأهلي وتصديع الجبهة الداخلية الفلسطينية من خلال وسائل عديدة أهمها كانت تضليل المعلومات وبث الفتن والدعاية الكاذبة من خلال مرتزقة استخدمت لهذا ، والكل يتذكر هذه الأساليب التي مورست ضد الشعب الفلسطيني تاريخياً.
على مر مسيرة شعبنا الفلسطيني كلنا يتذكر كيف استطاعت القيادات الوطنية وقيادات الحركة الوطنية وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ولم توفر جهداً في صيانة السلم الأهلي والأمن الاجتماعي وحماية الجبهة الداخلية ونسيجها بجهود واعية وتماسك وطني عبر البلديات والنخب المثقفة والصحافة والجامعات والحركة الطلابية والنقابات العمالية والصحافيين والمحامين… الخ كما أن الوعي الشعبي وقف حائلاً أمام كل هذه المخططات حيث أن تجربة النضال الفلسطيني حققت قدراً ملموساً وكبيراً في حماية المجتمع الفلسطيني وضبط الأمن الاجتماعي ومقاومة أي مساس بالسلم الأهلي على اعتباره قاعدة صلبة لحماية المجتمع الفلسطيني من العابثين والمارقين وتجذير التماسك والانتماء الوطني الجماعي.
الواقع الفلسطيني اليوم توجد سلطة وطنية وهي في مرحلة البناء الداخلي وهي محور الارتكاز للانطلاق نحو استكمال المشروع السياسي الوطني المتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وللسلطة مؤسسة أمنية لديها كامل الصلاحيات للتعامل ضمن القانون ، فالمؤسسة الأمنية حققت تقدم ملموساً يشهد لها المواطن على ذلك وهذا التقدم في الحفاظ على الأمن هو الذي سيقودنا لبناء دولتنا الفلسطينية حيث كما يبدو أن البعض لم يرق له هذا التقدم في تحقيق الأمن للمجتمع الفلسطيني والذي يعود لجهود المؤسسة الأمنية الفلسطينية .
حقيقة إن استهداف السلم الأهلي والأمن الاجتماعي يفتك بالمجتمع الفلسطيني برمته فالشعب الفلسطيني أكد أكثر من مرة وفي العديد من الحالات على مدى الالتزام المميز الذي تمتع بها المجتمع الفلسطيني بالهدوء والحفاظ على ضبط الأمن والسلم الأهلي فطالما أثبت الشعب الفلسطيني قدرته على ضبط السلم الأهلي في العديد من المنعطفات والاختبارات الهامة والحساسة فلماذا هذه المخططات للمس بالسلطة الوطنية والحالة الأمنية في الضفة الغربية حيث سمعنا وتابعنا عن كشف خلايا تابعة لحركة حماس لتنفيذ الاغتيالات والاعتداءات والتي تهدف إلى خلق البلبلة في مناطق السلطة الوطنية وخلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار والعبث بالأمن الداخلي وضرب النسيج الوطني والاجتماعي ومحاولات خلط الأوراق بمحاولتها خلق الفتن حتى بين العشائر والعائلات وبالتأكيد إسرائيل مستفيدة من هذه الممارسات والمخططات وهنا نتساءل كيف سيصدق الشعب الفلسطيني أن قيادة حماس مخلصة وجدية في تحقيق المصالحة؟؟؟؟.
العبث بالسلم الأهلي وأمن الشعب الفلسطيني وضرب البناء الاجتماعي أمر مرفوض نهائياً ويجب التصدي له بكل ما أوتينا من قوة كشعب فلسطيني لا يزال يعاني الأمرين من سياسات الاحتلال فالانتقال من مرحلة التضليل والتكفير والتخوين والتنظير والتحريض إلى مرحلة التنفيذ أمر خطير جداً وعلى الشعب الفلسطيني وأحراره أن يتصدى لهذا النهج التكفيري الظلامي في الحياة السياسة الفلسطينية والمسؤولية هنا تقع عاتق الجميع في التصدي لهذه المخططات التدميرية لاتخاذ ما يلزم لحماية المجتمع من الانزلاق ما يهدد سلمه الأهلي والمجتمعي.
أمن الوطن والشعب أولوية ويجب الحفاظ على هذا حيث أن تحقيق الأمن أنعكس إيجابياً على مختلف المجالات والصعد ولاقى ترحيباً من مختلف قطاعات وشرائح شعبنا الفلسطيني في حين أن الاحتلال غير راض عن هذه الجهود في تحقيق الأمن والذي يساعد على تحقيق الاستقلال وبناء الدولة.
حقيقة أن ما يحدث هو أخطر ما تواجهه القضية الفلسطينية وهو استهداف الشرعية الفلسطينية من خلال هذه المخططات حيث أن إسرائيل ومعها بعض الأطراف الإقليمية الذي تقدم الدعم المعنوي والمادي لحماس منذ أمد قديم ترى بهذه الشرعية واستقلالية القرار الوطني الفلسطيني خطرا عليها وإن أخطر ما تواجهه القضية الفلسطينية هو سحب الشرعية التي حصلت عليها منظمة التحرير وتدمير السلطة الوطنية الفلسطينية وكل ما يخطط له لم يأتي بمحض الصدفة فحماس بعد إنقلابها في قطاع غزة وكل ما رافق ذاك الانقلاب من عمليات دموية ضد حركة فتح قادة ومناضلين وحتى أنصارا ومؤيدين وظهر كل ما كان مخفيا وأخذت أجهزة حماس بكل ما أوتيت من قوة في تشويه حركة فتح كبرى فصائل منظمة التحرير وقائدة الحركة الوطنية الفلسطينية ولم تستثني مفردة سيئة في قاموس اللغة العربية إلا واستخدمتها للتشهير بفتح والسلطة الوطنية الفلسطينية والأجهزة الأمنية الفلسطينية إذن الهدف الأول هو سحب الشرعية وتمثيل الشعب الفلسطيني فسابقاً لم بنتبه كثيرون إلى هذا المخطط فاليوم هذا المخطط يظهر جلياً لهذا يتم استهداف حركة فتح لأنها حامية وحارسة القرار الوطني الفلسطيني المستقل وهي التي تصون حقوق شعبنا الوطنية ووحدته وهي التي انتزعت حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وهي البوصلة والضمير الحي والعملي لتحقيق أهداف شعبنا فحركة فتح وباقي الفصائل الوطنية الفلسطينية فليس لها إلا فلسطين لذلك فهي الأكثر حرصا وإخلاصا للحفاظ على استقلالية القرار الوطني وشرعيته.
جوهر كل ما يجري على الأرض وما حدث بالأمس وما قبله وما سيحدث بعده أظن انه يندرج في هذا الإطار بدءا من غزة بحيث يحكم السيطرة على القطاع ومن ثم تجري عملية نقل المعركة تدريجيا إلى الضفة ومن خلال التجهيزات على الأرض التي تقوم بها حماس في الضفة والاستعداد للقيام بسلسلة من عمليات الاغتيال تستهدف قادة في الأجهزة الأمنية وبعض قيادات السلطة الوطنية ولا شك أن اكتشاف الأجهزة الأمنية لعدد من المجموعات المسلحة لـحماس والكشف عن مخططات اغتيال واعتداء على قيادات في السلطة ونشر الفوضى لتدمير السلطة الوطنية الفلسطينية دليل على ذلك لتقوم لاحقاً إسرائيل بفرض وقائع على الأرض بما في ذلك التنصل من العملية السياسية بحجة عدم وجود شريك أو لضعف الشريك وهذا من الناحية العملية يقود إلى تعزيز وضع حركة حماس باعتبارها البديل والممثل المستقبلي للشعب الفلسطيني هذا ما تخطط له حماس وما تقوم وتخطط له حماس وما تفكر به إسرائيل هدفه واحد هو تدمير العملية السلمية برمتها وإنهاء التمثيل الفلسطيني وعدم الذهاب إلى تسوية شاملة ودائمة بل فرض وقائع دائمة بحجة عدم وجود شريك فلسطيني فبقاء غزة تحت حكم حماس مصلحة إسرائيلية بل أن خطط إسرائيل المستقبلية تفرض سيطرة حماس على أجزاء من الضفة وتدمير السلطة الوطنية الفلسطينية لبقاء الوضع ما هو عليه يسمح لإسرائيل باستمرار احتلالها للضفة وفرض ما تراه مناسباً من وقائع جديدة إضافية هذا كله يشكل لإسرائيل بديلاُ ممتازاً ورائعاً لفكرة التسوية السياسية الدائمة مع منظمة التحرير الفلسطينية وإنهاء جميع الملفات العالقة وإنهاء احتلال إسرائيل للضفة وغزة ويساعد إسرائيل من الهروب من الوضع القائم وكذلك تلافي تدهور محتمل في وضع إسرائيل على الحلبة الدولية وإمكانية تعرضها لضغوط لتوقيع حل نهائي وبالمقابل المصالح الفئوية والضيقة لحماس وبدعم من قبل بعض الدول الإقليمية أعمتها عن كل ما يحاك ضد الشعب الفلسطيني من مؤامرات لتنشغل باستهداف منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح والفصائل الوطنية والسلطة الوطنية الفلسطينية لتقوية رصيدها السياسي على حساب المصلحة الوطنية الفلسطينية من خلال الممارسات والمخططات العبثية المتضرر الوحيد منها شعبنا الفلسطيني والرابح منها هو الاحتلال الإسرائيلي الذي يتربص وينتظر المزيد من حماس من ممارسات ومخططات لتدمير القضية الفلسطينية وتدمير إنجازات شعبنا الفلسطيني وإنجازات منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية.
للأسف فما زال الكثيرين تحت يافطة الوطنية والحرص على القضية والشعب ممن ينخدعون بحماس وبأطروحاتها المعادية للسلطة الوطنية والقرار الوطني والشرعية الفلسطينية لكن ومع كل ما بذلته وتبذله حماس والمتعاونين معها ومهما تلقت من دعم من بعض الأنظمة فلن تتمكن من قهر إرادة مشروع منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وثنيه عن المضي بكفاحه من اجل إقامة دولته المستقلة والمحافظة على الشرعية للقرار الوطني الفلسطيني .
المشرف العام على موقع المستشار الإعلامي بطولكرم