في البيان الختامي للمؤتمر الدولي “تجارب تفعيل وتوحيد اليسار في فلسطين والعالم” المنعقد برام الله
أيمير صادر: شعوب أمريكا اللاتينية تدعم نضال الشعب الفلسطيني
رام الله – نضال الشعب – عقد التيار الوطني الديمقراطي التقدمي مؤتمراً صحفيا صباح أمس في مركز الإعلام الفلسطيني في البيرة لإعلان البيان الختامي الصادر عن المؤتمر الدولي ” تجارب تفعيل وتوحيد اليسار في فلسطين والعالم” تحدث فيه عمر نزال الناطق باسم المؤتمر والمفكر البرازيلي ايمير صادر.
واستعرض نزال ابرز ما جاء في البيان قائلا “إن المؤتمر عقد على مدى ثلاثة أيام بدءاً من السادس والعشرين من حزيران الجاري عقد خلالها سبع جلسات قدمت فيها ثمانية عشر ورقة عمل استعرضت تجارب تفعيل وتوحيد اليسار في أمريكا اللاتينية، أوروبا، الهند، وفلسطين، مشيرا إلى أن المؤتمر عقد في جو من التفاؤل والثقة بحتمية استعادة اليسار لدوره الريادي في النضال الوطني الفلسطيني ودوره الطليعي في النضال الاجتماعي”.
وأضاف نزال أن المؤتمر وما تمخض عنه من نتائج جعلت إمكانية تحقيق وحدة اليسار اقرب من أي وقت مضى، مستدركا أن الوصول للوحدة التامة ستستغرق بعض الوقت ولكن خطوات عملية باتجاه التوحيد قد تبدأ قريباً.
وأشار نزال أن اجتماعا كان قد عقد صباح أمس بين الوفود الدولية المشاركة في المؤتمر وقيادات أربعة من فصائل اليسار الفلسطيني هي الجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين، وجبهة النضال الشعبي الفلسطيني وحزب الشعب، حيث قدمت في الاجتماع عدة أفكار ومقترحات للصيغة الأنسب لبدء عملية التوحيد في الفترة الحالية.
من جانبه، تحدث المفكر البرازيلي د. ايمير صادر مدير معهد العلوم الاجتماعية في أمريكا اللاتينية نيابة عن الوفود المشاركة معبراً عن تضامن شعوب أمريكا اللاتينية مع نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال والقوى الاستعمارية، مؤكدا أن اليسار في كل العالم يواجه نفس الخصم وهو بالتالي مطاالب بالتوحد لقيادة المعركة بشكل أكثر كفاءة.
وكان الاجتماع الصباحي بين قوى اليسار الفلسطيني والوفود المشاركة قد بحث بشكل مكثف عدة أفكار ومقترحات لتحقيق خطوات باتجاه الوحدة.
وأشار جورج شفيق حنظل القيادي في جبهة فاراباندو مارتي السلفادورية بأن وحدة اليسار الفلسطيني باتت أكثر إلحاحية في ظل الواقع الفلسطيني الحالي، وبالنظر لما حققته تجارب توحيد اليسار في عدد من دول العالم من انجازات ملموسة.
يشار إلى أن المؤتمر الذي اختتم أعماله رسميا أمس قد شكل لجنة متابعة لتنفيذ قراراته وتوصياته. وفيما يلي النص الكامل للبيان الختامي الصادر عن االمؤتمر الدولي ” تجارب تفعيل وتوحيد اليسار في فلسطين والعالم ”
البيان الختامي :
في أجواء مفعمة بالأمل والثقة بحتمية استعادة اليسار الفلسطيني لمكانته وموقعه الريادي في نضال شعبنا التحرري من الاحتلال الاستيطاني والنفوذ والهيمنة الاستعمارية الامبريالية، وقيادته للنضال الديمقراطي للطبقات والفئات المسحوقة والمهمشة ضد الظلم والفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية، نظم التيار الوطني الديمقراطي التقدمي بالتعاون مع مؤسسة روزا لوكسمبورغ – فلسطين مؤتمرا دوليا بعنوان ” تجارب تفعيل وتوحيد اليسار في فلسطين والعالم” على مدى ثلاثة أيام بدء من السادس والعشرين وحتى الثامن والعشرين من حزيران عام 2009 ، حيث ناقش المؤتمر وبحضور قادة ومفكرين يساريين من البرازيل، السلفادور، البراغوي، بوليفيا، الهند، ألمانيا، فرنسا، اليونان، بلجيكا، اسبانيا، النرويج، وفلسطين وعلى مدى جلساته السبعة جملة من المواضيع الهامة.
افتتح المؤتمر بكلمة التيار الوطني الديمقراطي التقدمي كجهة منظمة، وبكلمة لمؤسسة اليسار الألماني روزا لوكمسبورغ – فرع فلسطين. وتضمنت الجلسة الأولى ثلاث أوراق عمل استعرضت تجارب قوى وأحزاب اليسار في تحقيق وحدتها وقيادتها نضال الطبقات المقهورة في كل من بوليفيا، السلفادور، والبراغوي. فيما تضمنت الجلسة الثانية أيضا ثلاث أوراق عمل استعرضت دور الشباب والحركات الاجتماعية وتجارب توحيد اليسار وما تمخضت عنه من انجازات متواصلة في كل من ألمانيا، فرنسا، واليونان. وتخصصت الجلسة الثالثة في طرح ومعالجة قضايا فكرية ونظرية حول تطور الحركات السياسية في أمريكا اللاتينية، وبناء وحدة وتجمع اليسار في جنوب آسيا، وأثر الأزمة المالية العالمية على الآفاق المتاحة أمام اليسار في العالم.
وفي اليوم الثاني فقد افتتحت أعماله من غزة عبر الفيديو كونفرنس بكلمة اللجنة التحضيرية في غزة. ثم بدأت جلسته الأولى التي تضمنت ثلاث أوراق عمل استعرضت رؤى ثلاث من قوى اليسار الفلسطيني حزب الشعب، الجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطية لضرورات وآليات انجاز تفعيل وتوحيد اليسار الفلسطيني. وقد استعرضت ثلاث من الأوراق الأربعة في الجلسة الثانية تجارب ومحاولات التوحيد السابقة لقوى اليسار وأسباب الانقسام والاختلافات بين فصائله منذ عام 1967، فيما استعرضت الورقة الرابعة واقع قوي اليسار داخل مناطق ال 48 والإشكالات الخاصة التي يعانيها اليسار والقوى الديمقراطية والفلسطينية عموماً. أما الجلسة السادسة فقد خصصت لعرض أوراق عمل التيار، مبررات وجوده وآفاق المستقبل أمامه، منهجية عمله، ومسودة برنامجه السياسي. واختتمت الجلسات الرسمية بجلسة التوصيات والتي تضمنت تشكيل لجنة متابعة لتنفيذ مقررات ونتائج أعمال المؤتمر.
وعلى هامش أعمال المؤتمر قامت الوفود الدولية المشاركة بجولات ميدانية لمناطق نابلس، القدس، بيت لحم، والخليل أطلعت خلالها على ممارسات وإجراءات الاحتلال وبخاصة الاستيطان وهدم المنازل والجدار الاستيطاني العنصري، كما زارت عدداً من المؤسسات والمواقع الهامة وعقدت لقاءات مع نشطاء اليسار في تلك المناطق.
إضافة لذلك التقت الوفود الدولية نشطاء التيار الذين استعرضوا مختلف مناحي حياة الشعب الفلسطيني ومعاناته من الاحتلال وممارساته، إضافة إلى الاستعدادات الجارية لعقد المؤتمر التأسيسي للتيار. كما التقت الوفود قادة فصائل اليسار عدة مرات كان آخرها الاجتماع الذي انتهى قبل قليل.
أن المؤتمر وقد أنهى أعماله وحقق معظم أهدافه فانه يؤكد على ما يلي:
1- إن مهام التحرر الوطني والخلاص من الاحتلال الاستيطاني والنفوذ الاستعماري الامبريالي هي مهام جسيمة تتطلب تضحيات جمة وقيادة أمينة لنضال الشعب الفلسطيني لا يمكن الوصول إليها دون مشاركة رائدة وتأثير فاعل من اليسار في النضال الوطني وأطره القيادية.
2- إن مقاومة الاحتلال وتجلياته من استيطان، وبناء للجدار وهدم للمنازل، إضافة إلى القتل والبطش والاعتقال هي مهام دائمة يتوجب على اليسار ضمان استمراريتها وتعميمها لتصبح نهج حياة.
3- إن القوى الفلسطينية المناضلة مطالبة بالحفاظ على وحدتها الوطنية كسبيل أساسي في معركتها ونضالها ضد الاحتلال، وان آية خلافات أو اجتهادات وتباينات يجب حسمها باعتماد الحوار المعمق، وتجريم لغة العنف واستخدام السلاح، ورفض مبدأ الاعتقال السياسي من أية جهة.
4- اجمع المؤتمرون من قوى وأحزاب ومؤسسات وشخصيات يسارية و ديمقراطية تقدمية على الأهمية البالغة لوحدة اليسار ينما وجد وما تكتسبه هذه القضية من إلحاحية وأهمية خاصة في فلسطين نظرا لاستمرار الاحتلال وما تتطلبه مقاومته من نضالات وتضحيات، ونظرا لحالة الانقسام الحاصلة والتي احد أسبابها ضعف تأثير اليسار على مجريات الأمور سياسيا واجتماعياً.
5 – ان مهمة بناء الدولة الديمقراطية المستقلة وفق مبادئ العدالة الاجتماعية لن تتحقق دون وحدة ووجود فاعل لليسار والقوى الديمقراطية التقدمية.
6- ان مهمتي تفعيل اليسار وتوحيد مكوناته من قوى وأحزاب ومؤسسات واطر جماهيريه وشعبية وشخصيات هما مهمتان متلازمتان لا يمكن الفصل بينهما.
7- إن تجارب التوحيد السابقة التي فشلت لأسباب مختلفة لا تلغي أهمية الفكرة بقدر ما تؤكد الحاحيتها وحاجة المجتمع الفلسطيني لها، وبشكل خاص حاجة الطبقات والفئات الأكثر تضررا من استمرار الاحتلال وسياساته وإجراءاته، والأكثر تضررا من سياسة وتوجهات اليمين الفلسطيني والإسلام السياسي.
8- إن قوى اليسار الفلسطيني مطالبة الآن بتنفيذ ما أجمعت عليه من قناعة بأهمية تحيق وحدتها، وان أية خلافات أو اجتهادات حول آليات تحقيق الوحدة يجب أن لا تشكلا طريق هروب لأي من هذه القوى من تنفيذ هذا الاستحقاق، خاصة وان المعيقات التي تمت الإشارة إليها هي معيقات ذاتية تتحمل قوى اليسار مسؤولية تذليلها.
9- إن وحدة اليسار ليست وحدة شكلية للبنى التنظيمية لفصائل اليسار، بل يجب أن تكون وحدة عمل تتعمق في خضم النضال الوطني والاجتماعي لكل مكونات اليسار من أحزاب وقوى واطر نقابية وجماهيرية ومؤسسات وشخصيات، ووحدة موقف من مختلف القضايا المطروحة، إضافة إلى وحدة البنى والأطر التنظيمية والامتدادات الجماهيرية والشعبية.
10- إن تجارب توحيد اليسار في غير مكان من العالم والتي قدمت خلال المؤتمر بعض نماذجها الناجحة، حيث وصلت بعض أحزاب اليسار الموحد إلى الحكم في عدد من البلدان والى تحقيق نتائج لافتة في بعضها الآخر، أن هذه التجارب تشكل دافعا إضافيا لنا للإسراع في انجاز الوحدة المنشودة.
11- أن تجارب الشعوب التي كان للمؤتمرين فرصة الاطلاع عليها قد أعطتنا جرعة أمل قوية ودفعة أقوى للعمل المثابر والدءوب من اجل تحقيق وحدة اليسار في فلسطين.
12- إن المؤتمر إذ يحيي مواقف فنزويلا وبوليفيا بقطع علاقتهما الدبلوماسية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، فأنه يدعو دول العالم كافة والدول التي تؤثر على قراراتها قوى اليسار بشكل خاص إلى اتخاذ خطوات مماثلة. ويدعو إلى تطوير علاقات الصداقة القائمة على الكفاح المشترك ضد قوى الظلم والطغيان، والى إطلاق أوسع حملة تضامن رسمي وشعبي مع نضال شعبنا التحرري. وهنا فإننا ندعو رفاقنا في أحزاب اليسار إلى تبني حملة المقاطعة الدولية لإسرائيل، والى الضغط على حكومات بلادهم بعدم التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل.
13- إن المؤتمر يحي نضالات الشعب الفلسطيني وتضحيات بنائه من شهداء وجرحى وأسرى ومقاومين، ويحيى كذلك نضالات كافة الشعوب المحتلة والمضطهدة ضد الاستعمار بكافة أشكاله وتجلياته.
14- إن رفاقنا المشاركين ضيوف فلسطين وقد جالوا مختلف محافظات الوطن واطلعوا على أوضاع الشعب الفلسطيني من خلال جلسات المؤتمر وزياراتهم ولقاءاتهم الميدانية قد عبروا عن تضامنهم ودعمهم الكامل للشعب الفلسطيني ولقواه اليسارية والديمقراطية ونضالها ضد الاحتلال.
15- إننا إذ نودع اليوم الوفود الضيوف على فلسطين واليسار الفلسطيني فإننا نقدر عاليا مساهمتهم في إنجاح المؤتمر من خلال تقديم أوراق العمل وحضور جلساته وفعالياته الأخرى، وتجشمهم عناء السفر وعبور الحدود وما عاناه بعضهم من مضايقات على المطارات والمعابر والحواجز.
16- آن التيار يتوجه بالشكر لكل من أسهم بعقد هذا المؤتمر وإنجاحه ويخص بالذكر الرفاق في مؤسسة اليسار الألمانية روزا لوكسمبورغ وطاقمها العامل في رام الله وألمانيا، واللجنة التحضيرية للمؤتمر والمتطوعين من مختلف المناطق ومقدمي الأوراق ومديري الجلسات، وكذلك الصحفيين ووسائل الإعلام التي غطت جلساته وفعالياته. كما يشكر كل من حضر المؤتمر من مختلف المدن والمحافظات ومن رفاقنا داخل الخط الأخضر، وفي قطاع غزة الذين شاركونا بعض الجلسات عبر الفيديوكونفرنس.
وأخيرا فان التيار الوطني الديمقراطي التقدمي ماض قدما في خطواته نحو التأسيس كإطار موحد وجامع لجهود كل الوطنيين الديمقراطيين، وهو في الوقت ذاته منفتح على التعاطي مع أية مبادرات وتطورات قد تحصل على مواقف قوى وأحزاب اليسار العاملة في الساحة.
إن النجاح الذي حققه مؤتمرنا هذا يجب أن يستثمر باتجاه تحقيق الوحدة لقوى اليسار في كافة الأماكن التي لم تتحقق فيها الوحدة وبخاصة في الوطن العربي، وعليه فإننا قد قررنا العمل على عقد مؤتمر لليسار بشكل دوري.