طولكرم : نظمت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في محافظة طولكرم وبالتعاون مع هيئة التوجيه السياسي والوطني و” مركز العودة ” في مخيم طولكرم ، ندوة سيّاسية في قاعة ( النضال ) بطولكرم وجاءت الندوة تحت عنوان ” الوحدة الوطنية صمام أمان حق العودة ” وذلك في إطار فعاليات إحياء الذكرى الثالثة والستون للنكبة .
وحضر الندوة حشد كبير من قادة وممثلي فصائل العمل الوطني والمؤسسات الوطنية والاتحادات الشعبية والفعاليات النقابية والنسوية والطلابية ولجان المخيمات واللجنة الوطنية لإحياء ذكرى النكبة .
وأدار الندوة تيسير مصيعي مفوض التوجيه الوطني للشمال ، وتحدث فيها كل من عوني أبو غوش ، عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني ، ونايف سويطات ، مفوض عام التوجيه الوطني وعضو المجلس الثوري لحركة فتح ، ومحمود خليفة ، عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، وقد افتتحت الندوة بالنشيد الوطني الفلسطيني ، والوقوف دقيقة صمت إجلالا وإكبارا لشهداء شعبنا الأبرار وشهداء ذكرى النكبة الذين سقطوا على حدود فلسطين بمسيرات العودة .
واعتبر عوني أبو غوش ، عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي ، أن ذكرى النكبة محطة هامة في تاريخ الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي كونها اكتسبت خصوصية هذا العام مشيرا إلى أن الثورات الشعبية بدأت تترك آثارا على مستقبل المنطقة وأن المصالحة الفلسطينية جاءت تتويجا لجولات من الحوار التي شهدتها العاصمة المصرية . مشيرا إلى أن ذلك اثر بشكل بالغ على مستقبل القضية الفلسطينية خاصة ونحن نقف أمام استحقاق سبتمبر ، داعيا إلى ضرورة تمتين الجبهة الداخلية والتي تشكل أساسا لتحقيق تطلعات الشعوب مشيرا إلى أن انقلاب 2006 غير مسبوق وأكثر خطورة لتداعياته الجغرافية .
وأكد أبو غوش أن توقيع ورقة المصالحة يعتبر مدخلا لاستعادة الوحدة الوطنية والسياسية والجغرافية ، مشيرا إلى أن التنفيذ بحاجة للاتفاق على محددات ترى في تشكيل الحكومة أولوية وإعادة تفعيل المجلس التشريعي وقضايا الأمن ومنظمة التحرير والاتفاق على موعد نهائي لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية وانتخابات المجلس الوطني . وشدد أبو غوش على أن الوحدة الوطنية لا تعني برنامجا سياسيا واجتماعيا ، بل تعني شراكة سياسية ووطنية حقيقية بين مختلف القوى والفصائل ، وأنها ليست شعارا استهلاكيا بل ممارسة وتطبيق وشراكة حقيقية بين مختلف قوى ومكونات شعبنا الفلسطيني .
من جانبه أكد نايف سويطات ، مفوض عام التوجيه الوطني وعضو المجلس الثوري لحركة فتح على أن الوحدة الوطنية هي صمام أمان وخطوة لتحقيق الإنتصار ، مشددا على المسؤولية الوطنية الملقاة على الفصائل الوطنية كافة لتعبئة الشعب وتهيئته لإستيعاب محتوى اتفاق المصالحة الوطنية .
وأكد سويطات أن الإنقسام الفلسطيني ـ الفلسطيني صناعة إسرائيلية بامتياز ، وأنها أول من بادر لعرقلة اتفاق المصالحة والوقوف ضده ووضع العصى في الدولاب ، مشيرا إلى استفادة بعض الأطراف الفلسطينية وأعداء الوحدة الوطنية من حالة التفتت والإنقسام والشرذمة التي عاشتها الساحة الفلسطينية ، داعيا إلى العمل على بناء نظام سياسي وديمقراطي وشق الطريق أمام التنمية للإنفكاك من الدعم المالي هنا وهناك من أجل الإعتماد على الإمكانيات الذاتية ، مشيرا إلى العقبات التي تتمثل بالإحتلال الإسرائيلي وممارساته .
وأوضح سويطات أن الإتفاق الوطني جاء نتاجا للثورات العربية والشعبية والتي صبت في مجملها في مصلحة الشعب الفلسطيني وتطلعاته المستقبلية ، مطلقا على الثورات الشعبية ” ثورة القرن الواحد والعشرين ” مشيرا إلى أن المصالحة الفلسطينية هي أحد ثمار الثورة الشعبية والتي سيكون لها دور مهم على المدى المنظور في حال أخذت مصر دورها الحقيقي .
بدوره دعا محمود خليفة ، عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية المجتمع برمته إلى ضرورة الحفاظ على ما أنجز من اتفاق الوحدة الوطنية والوقوف في وجه كل العقبات التي قد تعيد الشعب الفلسطيني إلى مربع الانقسام ، مشيرا غالى أن الجبهة الديمقراطية كانت ولا زالت مع الوحدة الوطنية ، مؤكدا أن وحدة الشعب تتحقق بالتمسك بحق العودة .
وأشار خليفة إلى أن ما حدث من مواجهات على الحدود المصرية واللبنانية والسورية في الذكرى الثالثة والستين للنكبة معتبرا هذا الحراك الشعبي تجسيدا للشعور الوطني بأهمية عودة الشعب الفلسطيني إلى الديار التي هجر منها عام 48 وتأكيد على أهمية الثقافة الوطنية والتعبئة الداخلية ، مشددا على أن اتفاقية المصالحة خطوة لتحقيق الأهداف الوطنية وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس .
وتم في نهاية اللقاء فتح المجال للحضور للنقاش والأسئلة وطرح استفساراتهم ، حيث قدمت العديد من المداخلات للضيوف وقام المتحدثون بالندوة بالرد عليها .