طولكرم : نظم اتحاد شباب النضال الفلسطيني واتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني ( أشد ) في محافظة طولكرم ندوة سيّاسية وشبابية مشتركة تحت عنوان ( الشباب الفلسطيني بين الواقع والمأمول ) وذلك في قاعة النضال بطولكرم .
وحضر الورشة حشد من الفعاليات والمؤسسات والاتحادات الشبابية وقادة وممثلو القوى الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الرسمية والشعبية ، وعدد من كتّاب ومثقفي طولكرم وحشد كبير من أعضاء وجمهور اتحادي شباب النضال والشباب الديمقراطي في المحافظة .
وتحدث في الندوة كل من رزق النمورة ، عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني ، ومحمد سلامة ، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، وتيسير مصيعي ، المفوض الوطني في محافظات الشمال ، وأدار الندوة كل من محمد علوش وشادي أبو جراد .
وفي بداية الندوة استذكر المشاركون في الندوة الشهداء الأبرار ووقفوا دقيقة صمت إجلالا وإكبارا لأرواحهم الطاهرة مع الوقوف بإجلال للنشيد الوطني الفلسطيني .
وأكد المتحدثون في الندوة على أهمية تعزيز الحالة الشبابية الفلسطينية وحراكها السياسي والاجتماعي والديمقراطي المطلبي ومواصلة الجهود الشبابية نحو تعزيز دور الشباب وإيصالهم إلى مراكز صنع القرار من خلال إتاحة الفرصة أمامهم للمشاركة في الانتخابات العامة وانتخابات البلديات والمجالس المحلية، وعدم تعطيل العملية الديمقراطية في الجامعات وخصوصا في جامعة القدس المفتوحة التي لم تجرى فيها انتخابات مجلس الطلبة منذ عام 2006 حتى الآن تحت ذريعة الانقسام .
وشددوا على ضرورة الاستجابة لحراك الشباب الوطني الديمقراطي لإنهاء كافة مظاهر الانقسام في الساحة الفلسطينية وتكريس الحياة الديمقراطية والشراكة الكاملة في مختلف المؤسسات الفلسطينية وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها ، وتعميق قيمة ومفهوم الشراكة بعيدا عن صيغ المحاصصة أو الإقصاء أو احتكار القرار لهذه الجهة أو تلك فيما يتعلق بأي شأن عام أو قضية عامة فلسطينية .
وأكد المتحدثون على أهمية إبراز وتطوير مكانة الشباب في برامج الأحزاب السياسية وإشراكهم في مراكز صنع القرار داخل الأحزاب والمؤسسات وفي المجتمع بشكل عام ، داعين إلى ضرورة تعزيز هذا الدور من خلال تنمية قدرات الشباب وخلق الكوادر الشبابية الواعية والقادرة على تحمل الأعباء والمسؤوليات .
متابعين، أن الشباب الفلسطيني كانوا دائما الطليعة الثورية المناضلة على طريق الحرية واستعادة الحقوق الوطنية وعلى عاتقهم خيضت معارك الشعب الفلسطيني ومن بين صفوفهم خرجت القيادات والكوادر ، الآمر الذي يتطلب الالتفات للشباب ودورهم ومسؤولياتهم والأخذ بأيديهم نحو المستقبل ونحو التغيير .
معبرين عن اعتزازهم بالانجازات التي حققتها بعض القوى السياسية على صعيد التمثيل الشبابي في مختلف هيئاتها القيادية حيث أن مشاركة الشباب مشاركة واضحة وملموسة وأساسية على صعيد العمل التنظيمي والنقابي والجماهيري .
مطالبين بتركيز الاهتمام بالشباب ومعالجة مشكلة عزوف الشباب عن المشاركة السياسية وتراجع حجم المشاركة التي استندت دائما ترسيخا لقيم الانتماء والهوية الوطنية والبعد الطوعي والحر ، داعين إلى تنظيم اللقاءات والورشات التي من شانها الوقوف أمام متطلبات الشباب والتحديات التي تواجههم وإتاحة المجال لهم للتعبير عن مواقفهم وآرائهم وصولا إلى إيجاد الحول لمختلف الإشكالات والقضايا الشبابية .
واستعرض المتحدثون في الندوة حالة الحراك الشبابي الفلسطيني والعربي والثورات الشعبية المتأججة في أكثر من بلد عربي ، مؤكدين حق الشعوب في تقرير مصيرها وتحقيق مطالبها العادلة نحو الديمقراطية والتقدم والعدالة الاجتماعية وبناء المجتمع المدني وتكريس التعددية والحرية وبناء المؤسسات ، معبرين عن رفضهم الشديد للتدخلات الخارجية واستخدام الوسائل العسكرية ومحاولات إعادة المشهد العربي إلى عهد الوصاية والانتداب وسلب خيرات ومقدرات الشعوب العربية .
وفيما يتعلق بتشكيلة المجلس الأعلى للشباب والرياضة الذي تم تشكيله مؤخرا ، عبر النمورة وسلامة عن رفضهم لهذا التشكيل الذي لم يراعي الخصوصية الشبابية الفلسطينية وأهمية الأخذ بيدها وأيضا لم تراعي حالة التعددية القائمة في مختلف مؤسسات م . ت . ف وأيضا لم تراعي التمثيل الحقيقي للشباب من خلال اتحاداتهم ومؤسساتهم الشبابية الفاعلة داخل الوطن وفي الشتات .
واعتبرا تشكيلة الاتحاد اقصاء واضحا للشباب وللأطر والهيئات الشبابية ، حيث يحول دون فهم تطلعات الشباب والنهوض بأوضاعهم ، ويتنافى مع حالة الحراك الشبابي التي عمت وتعم كافة أرجاء الوطن والمطالبات المتواصلة بتعزيز مشاركة الشباب في مؤسسات وهيئات منظمة التحرير بما يتناسب مع الدور الوطني والكفاحي للشباب الفلسطيني .
وطالبوا بإعادة النظر بتشكيلة المجلس وإعطاء الفرصة الكاملة والشاملة للشباب وإشراكهم في عملية التأسيس نحو مجلس أعلى للشباب شبابي وتعددي ويرتقي إلى مستوى التحديات والمهام الوطنية والكفاحية والمجتمعية الملقاة على كاهل الشباب ، ووضعهم على رأس سلم الأولويات كون الشباب هم الفئة الأكثر قدرة على تحديد أهدافها وأولوياتها وبرامج عملها .
ودعوا الشباب لمواصلة النضال لانتزاع حقوقهم القانونية والتشريعية والتمثيل الحقيقي لكافة القوى والاتجاهات الشبابية الفلسطينية وخصوصا الاتحادات المنضوية تحت إطار فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والقوى الديمقراطية .
وشدد المتحدثون على أهمية تعزيز الحراك المطلبي للطلبة في الجامعات والمعاهد وانتظام وتكريس العملية الديمقراطية في الجامعات من خلال إجراء الانتخابات الدورية لمجالس اتحاد الطلبة على أساس نظام التمثيل النسبي الكامل وإتاحة المجال أمام كافة الكتل الطلابية للعمل بحرية تعزيزا لنهج الحقوق والحريات النقابية التي ينص عليها القانون .
ودعا المتحدثون في الندوة قوى الشباب الفلسطيني إلى إعادة تنظيم ذاتها وفق أسس ديمقراطية صحية لتأخذ دورها الحقيقي كممثل للشباب للنهوض بواقعهم وتحقيق أهدافهم المشروعة .
وتخلل الندوة العديد من المداخلات من قبل المشاركين من ممثلي القوى والاتحادات والمؤسسات وجميعها أكدت ضرورة استعادة وتطوير الدور الشبابي وإحياء العمل التطوعي والتفاعل مع القضايا الوطنية والديمقراطية وتعزيز مشاركة الشباب في الفعاليات الوطنية المتعددة لما للمشاركة الشبابية من أهمية وضرورة وطنية في التصدي لسياسات وإجراءات الاحتلال والدور الشبابي في عملية البناء والتقدم نحو قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .