الأسير الـمحرر “العرجا”: خلال لقاءه الصحفيين بمكتب النضال الشعبي إدارات سجون الاحتلال تواصل
ممارساتها التعسفية بحق الأسرى
رفح/ أكد الأسير المحرر نظمي العرجا أن الأسرى يعيشون أوضاعاً مأساوية جراءالإجراءات والممارسات التعسفية التي فرضتها وتفرضها إدارة السجون الإسرائيلية، وخاصة خلال العام المنصرم.
وقال العرجا الذي تحرر من قيود الاعتقال حديثاً بعد أن قضى نحو خمسة أعوام في سجون الاحتلال إن إدارات السجون الإسرائيلية أمعنت، مؤخراً، في إذلال الأسرى وفرض مزيد من الإجراءات التعسفية بحقهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم.
وأكد خلال لقائه مع عدد من الصحافيين في مكتب جبهة النضال الشعبي الفلسطيني وسط محافظة رفح، أمس، أن الإجراءات المذكورة ازدادت بعد رفض الأسرى الزي البرتقالي، الذي حاولت إدارة السجون فرضه عليهم.
وتحدث العرجا عن مقاومة الأسرى لمحاولة إدارة السجون فرض الزي المذكور عليهم، والتي وصلت في بعض الأحيان للاشتباك مع الجنود الإسرائيليين من حراس بعض السجون.
وأشار إلى أن فشل المحاولات الإسرائيلية في فرض الزي دفع إدارة السجون لاستخدام ورقة الضغط والابتزاز، موضحاً أنها حرمتهم من الكثير من حقوقهم، ثم حاولت مساومتهم عليها بأن تمنحها لهم مقابل ارتداء الزي.
وشدد على أن الأسرى بمختلف أطيافهم السياسية قرروا رفض هذا الزي ومقاومته مهما بلغت الضغوط والتحديات.
وأكد العرجا أن الأسرى يتعرضون لعمليات إذلال يومية متعمدة يقوم بها حراس السجون، مشيراً إلى أن هذه الإجراءات تتمثل في الإطلاق المستمر للشتائم والعبارات النابية بحق الأسرى من قبل حراسهم الإسرائيليين، وكذلك الاعتداء الجسدي على بعضهم خلال عمليات التفتيش العاري والمذل التي تنفذ يومياً بحقهم.
وأكد أن عمليات العد اليومي زادت من مرتين إلى ثلاث، إذ يجبر الأسرى على الوقوف في طوابير لعدهم، منوها إلى أن هذه العمليات حرمت الأسرى من النوم والراحة.
وبين أن إدارة السجون باتت تفرض إجراءات جديدة في الآونة الأخيرة، كحجب بعض القنوات الإخبارية الهامة، لافتا إلى أن مثل هذا الإجراء يفرض على المعتقلين ما يشبه العزلة ولا يمكنهم من متابعة ما يدور حولهم.
وفيما يتعلق بمصطلح “معتقل غير شرعي” الذي باتت سلطات الاحتلال تطلقه على بعض المعتقلين من قطاع غزة وتبقيهم رهن الاعتقال حتى بعد انتهاء مدة محكومياتهم، أشار العرجا إلى أن هذا الأمر بات يقلق الأسرى، داعيا إلى تحرك فلسطيني عربي لحماية الأسرى وعدم ترك مصيرهم في يد سلطات الاحتلال.
وتحدث عن مشكلة الإهمال الطبي في السجون الإسرائيلية ووصفها بالخطيرة، موضحا أن إدارة السجون تحرم الأسرى المرضى من تلقي العلاج الطبي وتكتفي بصرف أنواع من مسكنات الآلام، ما فاقم من الحالة الصحية لعدد كبير من الأسرى المرضى.
وتطرق إلى تجربته الشخصية في هذا المجال قائلا: عانيت من مشاكل صحية في المعدة، وكنت بحاجة ماسة لتلقي العلاج، لكنني لم أجد سوى الإهمال، فقررت وبمساعدة بعض الزملاء ممن لديهم خبرة في مجال الطب معالجة نفسي عن طريق الامتناع عن تناول بعض الأطعمة والإكثار من تناول أطعمة أخرى، وقد تحسنت حالتي الصحية.
وفيما يخص غرف أو خيام المعيشة أشار العرجا إلى أن تلك الغرف والخيام تفتقر لأي من مقومات الحياة، وتسهم في زيادة معاناة الأسرى، وغالبا ما تكون سببا رئيسا في حدوث أمراض ومضاعفات صحية لدى البعض منهم، خاصة في سجني النقب ونفحا الصحراويين.
وأوضح أن الغرف والخيام مليئة بأنواع مختلفة من الحشرات الضارة والرطوبة، ما يتسبب في حدوث حالات مرضية لدى العديد من الأسرى.
وفيما يتعلق بجودة الطعام المقدم للأسرى، أوضح أن إدارة السجون الإسرائيلية أوكلت مهمة إعداد الطعام لسجناء جنائيين، يعدون الطعام بصورة غير صحية، كما أن نوعيات الطعام المقدمة سيئة ورديئة، ما دفع الأسرى للإقلاع عن تناول هذا الطعام واللجوء إلى الكنتينا لشراء حاجياتهم منها، لافتا إلى أن أسعار السلع في السجون مرتفعة.
من جهته أكد أنور جمعة عضو اللجنة المركزية للجبهة أن قضية الأسرى في مقدمة المهام الوطنية التي يسعى شعبنا لتحقيقها وأن ملف الأسرى لن يغلق ما دام هناك أسير واحد في سجون الاحتلال.و دعا جمعة إلى تحرك شعبي واسع للتضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال، خاصة في ظل استمرار سياسة القمع التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال، من انتهاكات وممارسات تتنافى مع كل الأعراف والمواثيق الدولية.
وأكد جمعة أن نضال الجبهة سيستمر و يتواصل جنباً إلى جنب مع كافة فصائل العمل الوطني للإفراج عن الأسرى كافة دون تمييز .