“إسرائيل”: ترفض تدريس رواية لأنها تحكي قصة حب بين فلسطيني واسرائيلية

2016/01/03
Updated 2016/01/03 at 10:33 صباحًا

20151230234443-600x330

بيت لحم/PNN- كتبت صحيفة “هآرتس” ان وزارة التعليم الإسرائيلية رفضت السماح بتدريس رواية “جدار حي” للكاتبة دوريت ربينيان، والذي يروي قصة حب بين اسرائيلية وفلسطيني. ومن بين الحجج التي جاءت لتبرير الرفض: الحاجة الى الحفاظ على “هوية وميراث طلاب القطاعات”؛ مفهوم “العلاقات الحميمة بين اليهود وغير اليهود تهدد الهوية المنفردة”؛ والتخوف “من أن الشبيبة في سن البلوغ لا يتمتعون برؤية منهجية تشمل معايير الحفاظ على هوية الشعب ومعنى الاختلاط”.

وتم رفض الكتاب على الرغم من كون المسؤول عن تدريس الأدب في جهاز التعليم الرسمي، وكذلك “اللجنة المهنية” المؤلفة من اكاديميين ومعلمين، اوصوا بشمل هذه الرواية في اطار تدريس الأدب على مستوى عالي، اعتمادا على طلب الكثير من المعلمين.

وجاء من مكتب وزير التعليم انه يدعم القرار، فيما قالت الكاتبة ربينيان لصحيفة “هآرتس” ان “هناك شيء ساخر في حقيقة ان رواية تواجه الرعب اليهودي من الاختلاط في منطقة الشرق الأوسط يحكم عليها بالرفض بالذات بسبب ذلك الرعب”.

وتحكي الرواية قصة حب نشأت بين ليئات، المترجمة الإسرائيلية، وحلمي الرسام الفلسطيني، في نيويورك، واضطرارهما الى الانفصال خلال عودتهما، هي الى تل ابيب وهو الى رام الله. وصدرت الرواية قبل سنة ونصف عن دار النشر الإسرائيلية “عام عوفيد”، وفازت الكاتبة بجائزة برنشتاين للكتاب الشبان عن هذه الرواية. ويشار الى ان روايتين سابقتين لها “اعراسنا” و”زقاق اللوز في عمريجان” يتم تدريسهما في المدارس.

وقالت مصادر مطلعة على التفاصيل ان الكثير من مدرسي الأدب طلبوا دمج رواية “جدار حي” في تدريس الأدب الموسع (خمس وحدات) لطلاب الثانوية، لاعتقادهم بأنه يلائم هذا الجيل من الطلاب، من ناحية ادبية وفنية وكذلك من ناحية الموضوع الذي تطرحه الرواية. وقال مسؤول في وزارة التعليم ان الاجراء كله، منذ لحظة التوصية بتدريس الرواية وحتى رفضها استغرق اسابيع قليلة، مضيفا: “يصعب التصديق بأننا وصلنا الى وضع يجب الاعتذار فيه عن الرغبة بدمج كتاب جديد وممتاز في المنهاج التعليمي”.

وأثار فض الكتاب انتقادات شديدة من قبل عشرات الأدباء والساسة الاسرائيليين. وقال الاديب سامي ميخائيل ان هذا القرار هو “يوم اسود للأدب العبري”، فيما قال حاييم بئير ان “هذا ليس شأن نفتالي بينت، فغدا سيلغي تدريس “من وراء السياج” لأن بطل مؤلف الرواية بياليك، أحب مسيحية، وسيقيم لجنة لفحص العلاقة الزوجية في الأدب. هذا عمل خطير يقوم به لاسترضاء جمهوره، بعد ان قام بتمجيد الشاباك وانخفاض اسهمه نتيجة لذلك”.

وانضم الأديب مئير شليف الى المنتقدين وقال ان رواية “جدار حي” هي كتاب جيد ولا حاجة لانتظار وزارة التعليم من اجل تطوير مذاق جيد، وبالتأكيد ليست وزارة بينت. وبهذه المناسبة اوصي بينت باخراج موضوع الملك سليمان والملك داوود من تدريس التوراة، لأنهما تزوجا من اغيار، وكذلك اخراج بوعاز من بيت لحم لأنه تزوج من روت الموآبية، وانجبا الملك داوود، وكذلك امنا سارة التي كانت لها علاقة ما مع فرعون”.

ووصف الأديب أ. ب يهوشواع الكتاب بأنه “رائع وعميق” وقال ان “من رفض دمجه في المنهاج التعليمي لا يدلل فقط على نفسه كشخص لا يفهم ما هو الأدب الحقيقي، وانما يلغي بقراره هذا عشرات الكتب والحكايات والافلام والمسرحيات التي حاول كل منها، بطريقته، وبشكل واقعي، مواجهة منظومة العلاقات مع الاقلية التي تعيش بيننا وتحت احتلالنا”.

وقالت عضو الكنيست تمار زاندبرغ من حركة ميرتس ان “الرقابة اختفت منذ زمن من هنا، والآن تتجند لرقابة عنصرية هدفها كما يبدو تنشئة جيل عنصري ومنغلق لا يرى العرب كبشر، او لا يراهم بتاتا”. وفي اعقاب هذا القرار قررت ميرتس تنظيم مظاهرة امام وزارة التعليم في تل ابيب.

وقالت النائب ميراف ميخائيلي (المعسكر الصهيوني) ان “مقولة “العرب يسارعون الى صناديق الاقتراع (كقول نتنياهو – المترجم)، ومقولة “العرب يأخذون بناتنا” – هما وجهان لعملة واحدة. بقيادة الوزير بينت تتحول وزارة التعليم الى مكتب لحركة “لهباه”، لمنع التعليم باسم العنصرية”.

 

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً