العودة لمربع التهدئة الأول أصبح مستحيل.. تحليل: عنوان المرحلة القادمة مع الاحتلال.. اللاهدوء واللاحرب

2018/09/18
Updated 2018/09/18 at 8:18 صباحًا


غزة /من جديد، أشعلت “مسيرات العودة وكسر الحصار” تصريحات قادة الاحتلال العدائية، بالعودة لسياسية الاغتيالات ضد قادة المقاومة، مما يطرح تساؤلات حول قرب قطاع غزة من مواجهة جديدة مع الاحتلال؟ وهل باتت المسيرات الخيار الوحيد لحركة حماس “الحاكم الفعلي في القطاع” بعد فشل مباحثات التهدئة؟ وهل تنجح المسيرات في تحقيق هدفها “الآني” بكسر الحصار؟
تهديدات أردان.. ليست عنوان المعركة القادمة
يقول المحلل السياسي مصطفى الصواف، أن ” تصريحات وزير الأمن الداخلي للاحتلال، جلعاد أردان، بتصفية قادة المقاومة، ليست عنواناً للمعركة المقبلة؛ لأننا اعتدنا عليها من قادة الاحتلال”.
وعبر الصواف في حديث لـ” وكالة قدس نت للأنباء” عن اعتقاده بأن الذي يقرر الحرب ليست التصريحات؛ وإنما الوقائع على الأرض، موضحاً أن الاحتلال لديه قرار بالعدوان، لكن، الظرف غير مناسب، مستدركاً: “لكن أن يكون هناك معركة أعتقد أنها “قادمة لا محالة”.
من جهته يتفق المحلل السياسي حسن عبده مع سابقه، أن تهديدات الاحتلال، متكررة، وقد ردت قيادات المقاومة عليها بالقول “أن سياسات التهديد غير مجدية”، معتقداً في ذات الوقت أنه “لا يوجد بالأفق ما يشير إلى ذلك”.
ويرى أن “إسرائيل، من الصعب أن تقدم على اغتيال لزعامة فلسطينية كبيرة، رغم أن التهديدات بالاغتيالات تذهب باتجاه مواجهة واسعة، متوقعاً أن الأمور تسير نحو المسافة بين “اللاهدوء واللاحرب”.
وهدد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، وعضو الكابينت، “جلعاد أردان”، بالعودة إلى سياسة الاغتيالات بغزة، في حال قامت حماس بإشعال منطقة الحدود من جديد.

إبقاء التوتر .. لإنهاء الحصار
وفيما يتعلق بانحصار خيارات حركة حماس بعد فشل مباحثات التهدئة “بمسيرات العودة وكسر الحصار” يرى عبده، في حديث لـ” وكالة قدس نت للأنباء”، أنه “في ظل الاستعصاء الذي تواجهه حماس فيما يتعلق بالتهدئة، وملف المصالحة، لم يتبقى خيار لها سوى التصعيد”.
واستدرك قائلاً: “لا تعمل في ذات الوقت لإيجاد أي مبرر للحرب، لكن من الصعب أن تذهب للتهدئة؛ كي لا يلصق بأنه هزيمة، معتقداً أن حماس لا تملك إلا أن تبقي على حالة التوتر؛ للضغط على الاحتلال؛ لإنهاء حصاره أو تخفيفه”.
من جهته يرى الصواف، أن من يقرر المسيرات العودة وزيادة زخمها ليس حماس، وإنما الشعب الفلسطيني وقواه الحية، منوهاً إلى أن شعبنا قد يكون أكثر وعياً من مفاوضيه؛ لأنه عندما بدأت مفاوضات التهدئة تعلق ببعض الآمال، لكنه على أرض الواقع منخرط بالمسيرات”.
وأضاف:” ليرسل رسالة للاحتلال، أن استمرار الحال على ما هو عليه؛ يعنى أننا أمام مرحلة خطيرة، وهي الدخول في معركة مع الاحتلال”.
وقد أبلغت مصر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أنها أوقفت مباحثات التهدئة بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل التي انطلقت قبل عيد الأضحى المبارك.
وقد جاء ذلك بعد اللقاء الذي عقده الرئيس عباس بوفد من جهاز المخابرات المصري مؤخراً، خاصة في ظل تخوف القيادة الفلسطينية من الموقف المصري، فيما يتعلق بملف التهدئة.
العودة لمربع التهدئة الأول .. مستحيل
وفيما يتعلق بنجاح المسيرات بتحقيق الهدف “الآني” لها بكسر الحصار، يرى الصواف أن “الهدف مبدأي للمسيرات، كسر الحصار؛ لأنه دون تحقيقه خلال الفترة القريبة، يعتقد أن “الابتزاز سيكون عنوان المرحلة القادمة”.
أما عبده فيرى أن “هناك قراراً نهائياً لدى المقاومة بعدم العودة للهدوء؛ لأن الحراك الشعبي نجح في إيجاد حالة من التوتر للاحتلال، لتحقيق مطلب واضح بإنهاء الحصار، معتقداً أن العودة لمربع التهدئة الأول أصبح من المستحيل”.
ولفت إلى أن هناك حراكاً على جبهتين، الأول عسكري والمقاومة ملتزمة تماماً بالتهدئة المبرمة بوساطة مصرية عام 2014، وآخر ” شعبي” وهو ليس جزءاً من أي تهدئة ويحمل مطلب واضح برقع الحصار وتخفيفه، وسيستمر ما لم يتحقق الهدف.
وتفرض إسرائيل حصارًا على القطاع منذ الانتخابات البرلمانية في 2006، ثم شددته منتصف 2007، عقب سيطرة حركة حماس على القطاع

Share this Article