أضواء على الصحافة الاسرائيلية 19 نيسان 2015 اتفاق بين السلطة الفلسطينية واسرائيل في موضوع اموال الضرائب

2015/04/19
Updated 2015/04/19 at 9:57 صباحًا

كتبت صحيفة “هآرتس” انه تم التوصل بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، الى تسوية لانهاء موضوع أموال الضرائب التي جمدتها اسرائيل، والديون المستحقة على السلطة لشركة الكهرباء الاسرائيلية وجهات اسرائيلية أخرى. وحسب التسوية ستعيد اسرائيل الى الفلسطينيين مبلغ مليار و850 مليون شيكل تشمل مستحقات هذا الشهر.
وكان منسق اعمال الحكومة في الأراضي الفلسطينية يوآب مردخاي، قد التقى، امس الأول، مع أقرانه في السلطة الفلسطينية وتوصل معهم الى اتفاق يقضي بموافقة الفلسطينيين على تسلم الأموال التي جمدتها اسرائيل خلال اشهر كانون الاول وكانون الثاني وشباط، بسبب توجه السلطة الى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي. كما وافق الفلسطينيون على اقتطاع ثلث المبلغ المستحق لهم، حوالي نصف مليار شيكل، لتسديد ديونهم، خاصة لشركة الكهرباء. وعليه ستعيد اسرائيل للسلطة مبلغ مليار شيكل عن الاشهر الثلاث كانون الاول – شباط، فيما سيتم تقليص نسبة 15% من مستحقات شهري آذار ونيسان، وبدل ان تعيد اسرائيل مبلغ نصف مليار شيكل عن كل شهر، ستقوم باعادة 425 مليون شيكل، ليصل مجموع ما سيتم اعادته للفلسطينيين في نهاية الشهر الجاري 1.85 مليار شيكل.
يشار الى ان نتنياهو قرر في 27 آذار، بعد ان تحرر من المعايير الانتخابية والسياسية الداخلية، اعادة اموال الضرائب التي جمدها. وتم اتخاذ القرار بفعل الضغط الامريكي والاوروبي، على خلفية التخوف من انهيار السلطة الفلسطينية اقتصاديا، وحدوث حالة فوضى في الضفة. لكن السلطة قررت في اعقاب قرار خصم مبلغ كبير من مستحقاتها، عدم تسلم المبلغ احتجاجا على خصم جانب من الديون بدون أي تنسيق معها.
ايران اعدت صيغة دفاعية مشابهة لصواريخ S-300
ذكرت صحيفة “هآرتس” ان ايران كشفت، امس، انها اعدت صيغة مشابهة لمنظومة الصواريخ الدفاعية الروسية (S-300). وقالت وكالة الانباء الايرانية “فارس”، ان ايران ستبدأ باستخدام منظومة الصواريخ “باور 373″، التي تكشف وتهاجم الأهداف الجوية، خلال السنة القريبة. واضافت الوكالة ان المنظومة الايرانية التي تم عرضها خلال استعراض عسكري بمناسبة اليوم القومي للجيش، تعتبر اسرع من المنظومة الروسية، ويستغرق اعدادها للانطلاق وقتا اقل مما تحتاجه المنظومة الروسية.
يشار الى ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقع الأسبوع الماضي على امر رئاسي يقضي برفع الحظر عن بيع صواريخ (S-300) لإيران، بعد تجميد صفقة بهذا الشأن منذ قرار الامم المتحدة حظر بيع الاسلحة لإيران.
وقال قائد القوات البرية الايرانية، الجنرال احمد رازي بوردستان، ان منظومة “باور 373” تشبه المنظومة الروسية، مضيفا ان الصفقة مع روسيا ستزيد من قدرات ايران في مجال الدفاع الجوي.
الى ذلك قال الرئيس بوتين، امس، تعقيبا على تقارير تحدثت عن قرار اسرائيل بيع اسلحة لأوكرانيا، انه “اذا كان الحديث عن اسلحة فتاكة فأنا اعتقد ان النتيجة ستكون معكوسة، فهذا سيقود الى جولة اخرى من المواجهات والى ارتفاع عدد الضحايا، وستكون النتيجة مشابهة. وقال: “هذا هو خيار القيادة الاسرائيلية. من حقها عمل ما تراه مناسبا”. واعتبر ان قرار بيع صواريخ (S-300) لإيران لا يهدف الى التسبب بضرر لإسرائيل.
تقدم في المفاوضات الائتلافية
كتبت “يسرائيل هيوم” انه من المتوقع أن يطلب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، من رئيس الدولة منحه مهلة اسبوعين آخرين لانهاء الاتفاقيات الائتلافية بعد انتهاء المدة الزمنية الاولى يوم الجمعة القريب. وهناك اشارات على التوصل الى اتفاقات مع مركبات الائتلاف، على النحو التالي: رئيس حركة شاس اريه درعي سيتسلم وزارتي الداخلية والأديان، على ان يتم نقل لجنة التخطيط والبناء من الداخلية الى صلاحيات وزير المالية موشيه كحلون. اما نفتالي بينيت فسيبقى في وزارة الاقتصاد وسيحصل، ايضا على حقيبة شؤون الاستخبارات. وسيكون بينت عضوا في مجلس الوزراء للشؤون السياسية والأمنية. وسيحصل البيت اليهودي على حقيبة الزراعة والمسؤولية عن دائرة الاستيطان، والتي سيستلمها الوزير اوري اريئيل. وستكون اييليت شكيد وزيرة في الحكومة الجديدة، على ما يبدو ستكون في وزارة “قدامى المواطنين”.
وعدا عن وزارة المالية، سيحصل حزب كلنا على حقيبة الإعمار والإسكان، وحقيبة شؤون البيئة. وسيديرهما على ما يبدو، يوآف غلانط وايلي الولوف. وسيبقى رئيس يسرائيل بيتنا افيغدور ليبرمان في منصبه كوزير خارجية، بينما ستحصل يهدوت هتوراة على رئاسة لجنة المالية التي سيتسلمها موشيه غافني، بينما يعود يعكوف فايتسمان إلى منصبه نائبا لوزير الصحة. وبناءً على ما تقدّم فإنّ الحقائب المركزية التي ستبقى في ايدي الليكود هي: الأمن، القضاء، الأمن الداخلي، الإعلام، المواصلات، الرفاه، والتعليم. ويتوقع أن يكون لليكود بين 10-12 مقعدا في الحكومة الجديدة.
هرتسوغ: اخترنا المعارضة لأنها الافضلية
ذكرت “يسرائيل هيوم” ان رئيس المعسكر الصهيوني، يتسحاق هرتسوغ، كرر نفيه لعقد لقاء سري مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وقال: “لم نلتق سرا، لكنني تحدثت مع بيبي مرتين منذ الانتخابات، لم أتحدث مع ممثلين من جانبه، ولم يتحدث هو مع ممثلين من الحزب، لكنه لم يعقد بيننا أي لقاء سري”.
ووفق اقواله: “كان على نتنياهو ان يقرر مع من سيقوم بتشكيل الحكومة، وواضح انه اختار حكومة اليمين والمتدينين. واضاف: “اخترنا المعارضة – ليس لانعدام خيار آخر، وإنما لأنها أفضلية”. وشدد هرتسوغ: “كنت أرغب جدا بالنجاح، حاربت وقدت المعسكر الذي لم يتوقع أي شخص قبل أشهر من الانتخابات أن ينجح، وانا واثق انني سأكون رئيس حكومة في المستقبل، وواثق انني سأكون أفضل من نتنياهو”.
ستة شهود رسميين في ملف فساد حزب ليبرمان
نقلت “يسرائيل هيوم” عن القائد العام للشرطة يوحنان دنينو قوله انه يتوقع تقديم عشر لوائح اتهام في ملف الفساد السلطوي المرتبط بحزب يسرائيل بيتنا واحزاب أخرى. وأشار القائد العام للشرطة، يوحنان دنينو ، الى خطورة القضية وحجمها، قائلا ان احدا لم يكن يرغب بان نؤجل التحقيقات الى ما بعد الانتخابات.
وحسب دنينو فقد اصبح لدى الشرطة ستة شهود في ملف رقم 242 (قضية يسرائيل بيتنا). واكد ، اثناء تواجده في بئر السبع ان هناك ست شخصيات اعتبارية أشارت خلال التحقيق معها الى الطرق والوسائل التي استخدمتها شخصيات معروفة في الحكومة، للحصول على الأموال بواسطة الرشوة، ولتحقيق أهداف شخصية. “ووفق مواد التحقيق التي وصل اليها المحققون، حتى نهاية شهر أيار، سينتهي التحقيق ويتم تقديم توصيات في الموضوع”، كما قال دنينو.
وعلى ما يبدو فإنّ المعلومات التي قدمها الشهود وصلت بمعظمها من شخصيات رسمية جندتها الشرطة للوصول إلى معلومات وشهادات ضد مسؤولين كبار في حزب يسرائيل بيتنا وضد مشتبهين آخرين”. وقال دنينو: “لا أذكر أي ملف سابق كان فيه ستة شهود ملكيين. لقد توصلنا إلى الكثير من الشبهات بشأن الرشاوى والمس بأموال الجمهور، وهناك مشبوهين ليس فقط من حزب يسرائيل بيتنا. سنحارب الفساد بكافة الطرق من أجل مواطني اسرائيل”. يذكر ان بين المشبوهين الرئيسيين في الملف نائبة الوزير السابق فاينا كيرشنباوم والوزير السابق ستاس مسيجنكوف. ومسؤولين كبار آخرين. ويشتبه هؤلاء بأكثر من 15 قضية فساد وتحويل اموال مقابل الحصول على رشاوى.
عباس يستقبل عودة
كتبت “يسرائيل هيوم” ان رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن، التقى امس، في رام الله مع رئيس القائمة المشتركة، عضو الكنيست أيمن عودة، حسب ما أكده مصدر مسؤول في المقاطعة لصحيفة “يسرائيل هيوم”. وابلغ ابو مازن عضو الكنيست عودة بانه سيتم دعوة اعضاء الكنيست من القائمة المشتركة لاجتماع قريب. ونفر المصدر الفلسطيني المسؤول ان يكون سبب تعيين الجلسة لتنسيق الخطوات في اعقاب الجلسة المتوقعة بين رئيس الحكومة نتنياهو وعودة. كما نفت أوساط مقربة من عضو الكنيست عودة ذلك. يشار الى ان رئيس الحركة الاسلامية الجنوبية الشيخ عبد الله نمر درويش انضم للجلسة مع أبو مازن. وهذا اللقاء الثاني بين أبو مازن وعودة خلال أقل من شهر.
مقالات
الموضوع: بيتار القدس
يوجه اوري مسغاف عبر “هآرتس” رسالة مفتوحة الى جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد العالمي لكرة القدم (فيفا)، يلفت فيها انتباهه الى مسألة اخلاقية وجوهرية تتعلق بالسلوكيات العنصرية لفريق بيتار القدس الاسرائيلي. ويدعوه الى التدخل ليس فقط من اجل تلميع الصورة، وانما لخلق شعور بوجود صلة ضعيفة بين الكلمات النبيلة التي تستخدمها الفيفا وبين الواقع على الأرض.
ويكتب مسغاف لبلاتر: ” منذ سنوات وانتم تطرحون حملة “نقول لا للعنصرية”. وفي الشريط الاخير الذي اصدرتموه في هذا الموضوع يعبر خيرة لاعبي كرة القدم بمختلف اللغات عن هذه الرسالة. واعرف ان كرة القدم الاسرائيلية ليست غريبة عنك وعن منظمتك، بل انك تدخلت مؤخراً في محاولة للدفاع عن اسرائيل وفرقها في مواجهة المقاطعة التي تدعمها السلطة الفلسطينية. لكن الموضوع هو يا سيد بلاتر، انهم في كرة القدم الاسرائيلية لا يقولون لا للعنصرية. فنادي احدى الفرق الكبيرة لدينا، التي يزين الشعار القومي علمه، يقول بالذات نعم للعنصرية، وهو والكثير من انصاره يفعلون ذلك بشكل تظاهري، في وضح النهار، بينما تصمت الفيفا على ذلك.
رغم التقدم الكبير في مجال كرة القدم في الوسط العربي، الذي وصل ممثلوه الى مستوى الدرجة العليا، الا ان فريق بيتار القدس لم يضم ابدا الى فريقه لاعبا عربيا، وهذا التوجه العنصري والمميز يذكرنا بأيام معتمة في تاريخ الرياضة العالمية. لكن الامر لا يتوقف على ذلك فقط، فالكثير من مشجعي الفريق يرددون كل يوم سبت هتافات عنصرية من بينها “سليم طعمة مخرب”، “انا اكرهك يا سليم طعمة” و”انا اكره كل العرب”. ويطلق نادي المشجعين على نفسه اسم “لافاميليا”، كتقدير لفريق جريمة منظم. وشارك اعضاء هذا النادي في العقد الأخير بالعديد من الحوادث العنيفة على خلفية قومية وعنصرية.
مدرب الفريق الحالي، جاي ليفي، بدأ الموسم الحالي مدربا لفريق ابناء سخنين، لكن هذا لم يمنعه من الاعلان، الأسبوع الماضي، بأنه يعارض ضم لاعب عربي الى بيتار القدس، بادعاء “ان هذا سيسبب توترا زائدا”. كما اثنى على اعضاء فاميليا واعتبرهم مشجعين ممتازين ورائعين.
كما رغبت باطلاعك يا سيد بلاتر على دوري كرة القدم المصغر الذي ينظمه هؤلاء “الرجال الممتازين”. من بين الفرق التي تسجلت للمشاركة فيه كانت مجموعات من المشجعين الرائعين التي اطلقت على نفسها اسم “الموت للعرب” او “بيتار طاهرة الى الابد”. كما ان هذا النادي لا يتنكر للعنصرية والعنف. والوحيد الذي عارض ذلك وحاول محاربة هذه الظاهرة، كان المدير العام للفريق ايتسيك كورنفاين، لكنه عاني جراء ذلك من التهديد والتنكيل حتى تم طرده خارج الفريق.
في الأسبوع الماضي، احيوا ليدنا ذكرى كارثة يهود اوروبا. فكيف يمكن مواصلة تحمل هذا العار؟ لماذا تقف على الحياد امام ظاهرة بيتار القدس؟
مخبز قسم الاستيطان
يكتب درور اتاكس في “هآرتس” ان الكثير من العمال في العالم يتجندون من اجل اماكن عملهم، بينما يتقلص عدد الاجيرين الذين تتجند اماكن عملهم للدفاع عن مصالحهم. ومن بين المحظوظين، المحامي اريئيل ايرليخ، المستوطن في عوفرا، والذي يعمل في “منتدى كهيلت”، الجمعية التي تعمل على “تشريع مكانة اسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي”. وقد وقع ايرليخ مع عضو آخر من المنتدى على وجهة نظر تعارض وجهة النظر التي طرحتها نائبة المستشار القضائي للحكومة، دينا زيلبر والتي تدعو الى وقف تمويل قسم الاستيطان.
وتتحدى وثيقة “كهيلت” استنتاجات زيلبر وتحدد “عدم وجود ما يمنع الدولة من تفعيل صلاحياتها وتحقيق سياستها من خلال جهات ليست رسمية، طالما خضعت تلك الجهات للمعايير ذات الصلة والمراقبة”. وبما ان كلمة مراقبة وردت في البند الأول من وثيقة “كهيلت” فانه من المناسب التذكير ان قسم الاستيطان، يقوم منذ سنوات بافشال محاولات اخضاعه لقانون حرية المعلومات الذي يسري على كل جهاز يعتمد على اموال دافع الضرائب.
ولا تكمن مشكلة قسم الاستيطان فقط في سلوكه المنافق والمخادع، وانما، ايضا، في طابع عمله المستمد من اعماق عالم الجريمة. وهنا نرجع الى الحظ المميز لايرليخ الذي يقيم في مستوطنة بنيت غالبية بيوتها على أراض خاصة تمت سرقتها من سكان القرى الفلسطينية المجاورة. فلكي يخلق صورة كاذبة لقانونية سرقة اراضي الفلسطينيين، تجند قسم الاستيطان ووقع على ما يشبه “عقد ايجار” مع المستوطنين. ويعرض القسم نفسه في هذا العقد كصاحب الحقوق على الأرض بفعل اتفاق وقعه مع الادارة المدنية.
لكن المشكلة الصغيرة هي ان غالبية الاراضي التي قام قسم الاستيطان “بتأجيرها” للمستوطنين، لم يتم أبدا تحويلها الى ملكيته او ملكية الدولة، لأن المقصود املاك خاصة للفلسطينيين. ولذلك، لم يكن من المطلوب تجريد قسم الاستيطان منذ سنوات من صلاحياته وميزانياته فقط، وانما وكما يفترض التصرف في كل دولة قانون، كان يجب ان يكون رجالات هذا القسم يمضون وقتهم الان في سجن معسياهو، بدل التلاعب بأموال تصل الى مئات ملايين الشواقل سنويا.
ان النقطة الرئيسية التي يجب فهمها هي ان المستوطنين، لا يعتقدون ان هناك ما يمنع حصولهم على هذه الميزة الضخمة، وبالتأكيد لا ينوون التخلي عنها. وسيواصل منتدى “كهيلت” الذي اخذ على عاتقه مهمة “تشجيع وتطبيق مبادئ السوق الحرة في اسرائيل” الاهتمام بحصوله على الوسائل من اجل الصراع على بقاء هذا القسم.
روسيا وايران – الاتفاقية لا يتوقف على الصواريخ !
كتب زلمان شوفال في “يسرائيل هيوم” اننا كما يبدو نشهد عودة إلى فيلم قديم يدعى: “المنافسة بين الدول العظمى للسيطرة على الشرق الأوسط”. فالاتفاق على بيع صواريخ من طراز S-300 من قبل روسيا لإيران، والذي احتل جميع العناوين، الاسبوع الماضي، كاستمرار للاتفاق بين ايران والدول العظمى، يثير قلقا ليس فقط بسبب تقويضه للاستقرار في المنطقة، كما قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ذلك ان هذه الاتفاقية يمكن ان تشير الى اعادة تحويل الشرق الأوسط الى حلبة للصراع السياسي بما في ذلك بين الولايات المتحدة وروسيا.
صحيح ان هذا الصراع قائم اصلا بدرجة معينة بسبب دعم موسكو للرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا، والدعم الجزئي للولايات المتحدة للمعارضين لنظام الأسد، لكن هذه المواجهة تعتبر خاضعة للسيطرة، ذلك ان الدعم الروسي للأسد أو دعم الولايات المتحدة للمعارضين يتم بالحجم الذي يمكنهما تقديمه لو شاءتا ذلك فعلا. لكن الصواريخ المضادة للطائرات هي قصة مختلفة، وتشكل دليلا على مواجهة عالمية ستتسع بين الدولتين العظميين في مجالات مختلفة وفي مناطق مختلفة، مثلاً في الشأن الاوكراني، تبدو موسكو وكأنها تقول لواشنطن: “انتم تتدخلون في ساحتنا الخلفية، شرق اوروبا؟ ونحن سنتدخل في ساحتكم الخلفية – الشرق الأوسط”.
اما اسرائيل فغير معنية بأن تتحول من جديد الى مركز في هذه النزاعات. بالنسبة للسوفييت لم ينبع دعمهم للعالم العربي، بما في ذلك الفلسطينيين، عن اعتبارات جيوسياسية فقط، وإنما من كراهية عميقة للصهيونية التي رأى فيها ستالين عدوا للشيوعية. لقد زود السوفييت في حينه الأسلحة والتدريب لمصر وسوريا، بحجم كبير. وفي الوقت نفسه دربوا الارهابيين الفلسطينيين. واستغل تسليح الدول العربية كتمهيد وتعميق للعلاقات الدبلوماسية. ولكن هذا ليس هو الوضع الحالي بين روسيا ما بعد السوفييت ودولة اسرائيل. هناك منظومة علاقات ايجابية وحيوية في كل المجالات تقريبا – السياسية والاقتصادية والتكنولوجية والسياحة ويغرها، كما لعبت الهجرة الكبيرة من روسيا دورا ايجابيا.
لكن في ظروف معينة في الجانب السياسي هناك احتمالات ان تتطور الأمور لواقع غير محسوب مسبقا، والصراع بين روسيا وامريكا في منطقة مليئة بالتقلبات والمصالح المتناقضة، يمكن ان يخلق تحركات غير مرغوب فيها من قبلنا. ادارة اوباما تريد كما يبدو ان تقلل من الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط، لكن هذا لا يعني ان تترك مصالحها الاستراتيجية. وعلى كل حال، فان سياستها غير المتتابعة في هذا الجانب تطرح أسئلة كثيرة، والنتيجة: بلبلة وعدم ثقة تجاهها من قبل اصدقائها القدامى واستغلال الفرص من قبل بعض الأطراف، وعلى رأسها ايران، وكما اكد هنري كسينجر وجورج شولتس في مقالتها الهامة التي نشراها الأسبوع الماضي، لس هناك أي تضارب ملموس بين المصالح الايرانية والمصالح الحقيقية لأمريكا
. ايران تستغل الصراع الناشئ كي تحصل على امتيازات من قبل الجانبين: من جهة صفقة الصواريخ مع روسيا، والتي تتم قبل ازالة العقوبات المفروضة عليها، وبالتالي فهي تستخف بالتصريحات الأمريكية بشأن الانجازات في الاتفاق الذي تجري صياغته بشأن السلاح النووي؛ ومن جهة اخرى تتعزز العلاقات، بما في ذلك الوعود بإزالة العقوبات، مع الولايات المتحدة. ويتضح في النهاية انه على الرغم من ان التاريخ لا يكرر نفسه بالضرورة، فان هناك ظواهر تكرر نفسها، والنزاع بين روسيا والغرب في الشرق الأوسط هو احدى هذه الظواهر.

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً