القمة العربية في «أخفض نقطة على وجه الأرض»: اغلاق أمني لمنطقة البحر الميت وأجندة متنوعة في السلة الأردنية

2017/03/12
Updated 2017/03/12 at 9:28 صباحًا

عمان ـ «القدس العربي»: إغلاق منطقة البحر الميت جنوبي العاصمة الأردنية عمان أمنيا استعدادا لعقد القمة العربية مؤشر حيوي على درجة الاهتمام التي يبديها الأردن لعقد اجتماع عربي مرتبط بالكثير من الرهانات ودون حصول أي مفاجآت أمنية من أي نوع.
منطقة البحر الميت عمليا مفتوحة ومنبسطة، وفيها مرافق فندقية مرفهة وسبق ان استضافت عدة مرات قمة دافوس الاقتصادية. والإغلاق الأمني المبكر قبل نحو أربعة أسابيع على الأقل من الموعد الرسمي ينطوي على رسالة مفادها ان الأردن يحرص كل الحرص على ترتيبات أمنية متفوقة لا يمكن التذرع مع وجودها بحصول أي نقص في الترتيبات الأمنية.
طبعا الأردن في الأثناء يريد إقناع كل الأطراف بأنه يستطيع أمنيا ومؤسساتيا استضافة قمة عربية بهذا الحجم وبحضور زعماء أهم الدول العربية وفي ظرف حساس جدا يمر به الإقليم. عليه تقررت السيطرة أمنيا مبكرا على ترتيبات منطقة القمة واعتبارها منطقة مغلقة قبل أربعة أسابيع من الموعد المقرر لضمان كل التفاصيل خصوصا وأن الإغلاق هنا يعتبر ضمن صلاحيات القوات العسكرية وتحديدا الحرس الملكي الذي يستعد لتأمين القمة من حيث المكان والضيوف بالتعاون مع جميع القوى والأجهزة الأمنية.
وبالتوازي انشغلت بلدية العاصمة عمان بواجباتها في السياق مبكرا وتحركت آلياتها ومعداتها لتنظيف وصيانة الطريق حيث توجد قاعة ملكية كبرى مخصصة أصلا لمثل هذه المناسبات وسلسلة فنادق راقية على طول شاطئ البحر الميت تتسع لأكثر من 2000 ضيف على الأقل.
الإغلاق الأمني عمليا يخفف من القلق ويسهل ويحصر حركة كبار الضيوف والوفود في منطقة ساحلية محدودة ومغلقة ومحاطة بكل أنواع الحراسات بحيث لا تكون الحاجة ضرورية للعبور في عمان العاصمة المزدحمة وإغلاق أي أحياء فيها.
فرصة لعرض وجهات النظر
في كل الأحوال يحرص الأردنيون حكومة وشعبا على الترحيب بضيوفهم العرب بعدما قبلت عمان استضافة القمة.
وفي الوقت الذي بدأت فعليا ومع بدايات شهر آذار/مارس الوفود اللوجستية والدبلوماسية التحضير لاجتماعات الخبراء التي ستعقبها اجتماعات وزراء الخارجية العرب قبل في الفترة ما بين 22 إلى 25 آذار/مارس.
الترتيب في البحر الميت حصريا يوفر أقصى متطلبات الأمن، حيث يراهن الأردنيون على إظهار قدراتهم ومهاراتهم في هذا الاتجاه.
وفي السياق لدى الحكومة الأردنية «أجندة خاصة وسياسية» للاستثمار في القمة العربية على أمل الانتباه للدور الأمني المركزي الذي تلعبه المملكة في المستوى الإقليمي وبصورة تجذب انتباه الدول العربية الممولة وتحديدا الخليجية للأزمة الاقتصادية أردنيا.
سياسيا لدى الجانب الأردن أيضا تصورات مسبقة حول توصيات محددة في البرنامج السياسي في القمة تلامس المصالح الأساسية وكذلك المواقف الأردنية، لأن القمة العربية تشكل فرصة كما يصف وزير الاتصال الناطق الرسمي الدكتور ممدوح العبادي لعرض وجهات النظر العميقة والخبيرة للأردن إزاء العديد من ملفات وقضايا المنطقة. هنا تحديدا تجهز الدولة المضيفة نفسها للاستثمار السياسي الأكبر عبر رئاسة القمة العربية لمدة عام وتحديدا في مساحتي الملفين الفلسطيني والسوري، حيث التحديات التي تواجهها عملية السلام من وجهة نظر عمان وملف اللجوء السوري الضاغط بنيويا على الاقتصاد وهو الأمر الذي ينبغي ان تعمل القمة العربية على التخفيف منه.
ليس سرا في السياق ان الأردن مهتم جدا بتوصية محددة في القمة العربية فيما يخص القضية الفلسطينية تنفض الغبار على محورين أساسيين هما العودة مجددا لتنشيط المبادرة العربية التي لم يعد يتحدث عنها أحد في العالم والمنطقة ثم الخروج بموقف عربي جماعي يبلغ الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب بأن المجموعة العربية ما زالت تؤمن بخيار الدولتين خلافا لما تحتفل به حكومة اليمين الإسرائيلي من إعلان يخص هذا الحل المتفق عليه دوليا.
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني استبق الأحداث مرتين على الأقل عندما بدأ بحملة دبلوماسية عميقة تؤكد خيار الدولتين كحل وحيد يناسب المجموعة العربية، والترتيبات البروتوكولية تؤشر هنا بوضوح على ان عمان مهتمة بتوفير غطاء عربي في قمة البحر الميت يتمسك بخيار حل الدولتين مما قد يساهم في إعادة تسويق الخيار في المجتمع الدولي تقاطعا مع تحفيز أوروبي، في هذا السياق يحاول التصدي لاستفراد حكومة اليمين الإسرائيلي بالرئيس ترامب.
وستهتم قمة البحر الميت أيضا بموقف مساند ضد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بالرغم من التطورات التي شهدها هذا الملف مؤخرا، حيث يعتبر من الملفات الحساسة جدا للأردن باعتباره صاحب الولاية الدينية على المرافق المقدسة في المدينة المحتلة.
في ملف اللجوء السوري يخطط الأردنيون بالتوازي إلى لفت النظر إلى معاناتهم الذاتية وإعادة اقناع المجموعة العربية بتوفير مظلة مالية تعيد إنعاش ايواء اللاجئين والانفاق عليهم مع جهد سياسي في الأثناء يحاول تسويق سيناريو المناطق العازلة حتى تشمل جنوبي سوريا.
طبعا يستبعد الأردنيون مسبقا الخضوع للاقتراحات المصرية المتعلقة بدعوة أو بالعمل على دعوة سوريا للمشاركة في القمة، حيث يعتبر المومني هذا الموضوع له صلة بالجامعة العربية فقط في الوقت الذي ينبغي ان تطور فيه قمة البحر الميت آليات وبرامج عربية موحدة تحت عنوان مكافحة الإرهاب.

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً