جلستُ في نهاية العالم

2016/12/28
Updated 2016/12/28 at 10:35 صباحًا

349-1
1
جلست في نهاية العالم
في يمسا
جزيرة صغيرة
في ساعة واحدة
ـ كوني على يقين أن أحداً لن يأتي إلى موعده ـ
تستطيعين أن تمشي من البداية لنهايتها
لقد اشتروها قبل خمسين سنة
بنوا فيها بعض الأكواخ الخشبية
مدفأة وموقداً
ووصلتها أنا بالقارب.
هطل المطر
في نهاية العالم.
سبحت البجعات والزوارق على الماء
لا وجود لأي موت
كنت أجلس في قاربي
عندما قالت بعينين خضراوين بعمر حذاء جنود
على أرضها ولأكثر من خمسين سنة
إنها قد اشتاقت إليّ
وإنها تحبّ النار
واللهب الأزرق.
نهاية العالم
لا تتكرّر أبداً
هنالك دائماً نهاية واحدة
ولا يمكن بأي شكل تفسيرها.

2
في يمسا
لا أحد يتكلّم بلغته الأم
الشتاء يجعل البحيرة جليداً
الذئاب والناس يصلون إلى هنا على الأقدام
لم تكن دائما خالية ممن يسكنها
والجميع حقّق غايته بتلك الأقدام
جمالك أم محالي
ثم تنمحي اللغة تماماً
يمكن فقط الإشارة للأشياء
أسماء البشر كانت تضيف معنى ليمسا
ومع أول النار
يحترق المعنى والحطب معاً
طعم الشوكولا يصير رماداً في الفم
وعندما ينزاح كرسي المحكوم بالإعدام وما تحت قدميه
أو عندما يشير المعنى واللامعنى كلاهما إلى قشرة الشوكولا
وهذا الدم في المشهد
من القاتل والمقتول، من المشاهد والمراقب
يصير فراغاً
وعندها سيجمع عامل النظافة بقايا الشوكولا
وقفت في نهاية العالم
تغطي الرياح النار
وكل ألسنتها زرقاء

3
الغياب يعني أنك تستطيع أن تشير بأصابعك
إلى صفات شخص ما
يملك عينين خضراوين
وبشرة كأنها الشعاع وشفتين حمراوين
حمراوين
لكنك لن تستطيع الإشارة للغياب بحد ذاته
أو عندما تستلقي امرأة إلى جانبك
فلن ترى كابوساً
يجعل من لمسة يدك ضرورة
لأجل كل هذا، الآلهة غائبة دائماً
فهي أرادت لحكم الإعدام أن ينفذ قربي
أرادت في يمسا
أن أجلس على كرسي المحكوم بالإعدام
وأن تتغيري أنت وشِعري.
في كل الحروب العالمية
لم تصب أي قنبلة نهاية العالم
ولم يصلها أحد أبداً
ولم تطأها أقدام مخلّص
أنا وفي نهاية العالم أُحرق الأوراق
وفيها بشرة النساء ويداي
تختلط جميعها بعناصر منزلي
القوارب تجذف نحو النهاية
تعصف الرياح بالمنازل المهجورة
وكل ألسنة النار زرقاء.

4
في يمسا
الوقت ينصهر في التجربة
اليوم، هو مسافة بحجم قدم
تفصل بين قوارب وصلت لتوها
وأخرى لن تعود أدراجها
السنة، هي مسافة الشبر التي يجب أن تصل إلى ضفائرك
والأبد بحجم كرسي إعدام أطول من قامة إنسان
تتوقف الأرجل عن الحركة
ويعطي الطبيب الشرعي تشخيصه
يمكن للحبل أن يسحب الآن
فيسحب الحبل.
وأصير خالياً تماماً كالمسافة بين قاربين
يد على خصلة الشعر
والجسد على فكرة
أصير مكاناً في يمسا
قبر، ومهد
لشعلة زرقاء
هي فقط استعارة تلتهب
كوعد اللقاء
في نهاية العالم
عندما تشتاقين إليّ.

5
جلست هنا
في يمسا
في النهر والأغنيات
في انعكاس الشيء وظلّه
دمع
تنفس متواصل
في قارب يعيدني
إليك وإلى فلسطيني
إليّ وإلى كردستانك
الزرنيخ، حارق أزرق
رصاص، أخضر.
الزرنيخ والرصاص
الزهر والرصاصة تحترقان فينا
وقلوبنا تشتاق لبعضها
وكلانا منشغلان بالغياب
يهطل المطر
تتأخر القطارات
وعلى الموقف الأخير
مع مظلّة زرقاء
أبحث عن امرأة
بمظلّة حمراء
وعينين خضراوين.
محسن عمادي

* شاعر إيراني من مواليد عام 1976، ويعيش في المنفى منذ 2009 .
** ترجمة عن الفارسية: بشار النعيمي

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً