صدور مجموعة من الأعمال الأدبية الفائزة بمسابقة “القطان” للكاتب الشاب

2017/03/01
Updated 2017/03/01 at 8:55 صباحًا


رام الله (الأيام الالكترونية): صدرت، مؤخراً، عن برنامج الثقافة والفنون في مؤسسة عبد المحسن القطان، ودار الأهلية للنشر والتوزيع في الأردن، مجموعة من الأعمال الأدبية التي فازت بمسابقة الكاتب الشاب للعام 2015، التي تنظمها المؤسسة في حقول الرواية والقصة القصيرة والشعر.
وضمت هذه المجموعة كلاً من رواية “مأساة السيد مطر” لمجد كيال التي فازت بالجائزة الأولى في حقل الرواية، ومجموعة “قمح في قطن” لـجدل القاسم (رام الله) التي فازت بالجائزة الأولى في حقل الشعر مناصفة مع مجموعة “ظهيرة – قصائد في عربة الإسكافي” لـنضال يوسف سليمان الفقعواني (غزة) التي ستصدر قريباً، والمجموعة القصصية “معطف السيدة” لـميس داغر (بيرزيت)، التي فازت بالجائزة الأولى في حقل القصة القصيرة، ومجموعتي “لابس تياب السفر” لرامي العاشق (ألمانيا) و”كلاب عمياء في نزهة” لـ عمر زيادة اللتين حظيتا بإشادة اللجنة مع التوصية بالنشر.
“مأساة السيد مطر”
ووفق بيان لجنة تحكيم المسابقة التي ضمت في عضويتها كلاً من: الكاتب والروائي اللبناني جبور الدويهي (بيروت)، الناقد والأكاديمي الأردني د. زياد الزعبي (عمان)، الكاتبة الروائية الفلسطينية عدنية شبلي (برلين)، الكاتب الروائي العراقي علي بدر (بروكسل)، فإن “مأساة السيد مطر” هي رواية غنية ومتنوعة في الأسلوب، ومكتوبة بلغة متماسكة وناضجة، بل رأى بعض أعضاء اللجنة أنها رواية استثنائية، ليس على مستوى المسابقة فحسب، وإنما على مستوى السرد العربي، من حيث معالجتها الأحداث التاريخية بهذه القوة وهذا العنف، باستخدام لغة غنوصية، فلسفية دينية، وأنها تفكك، في الوقت ذاته، هذه اللغة.
كما أنها مكتوبة بشكل مبتكر، وخارج التصنيفات الكلاسيكية للسرد العربي، حيث يعتمد الروائي ببراعة على تبئير متنوعٍ سَمَح بطرح العديد من المواضيع، بأسلوب واعٍ، وفيه لعب على طيف من الشخصيات التي تتبادل أدور الرواة للحدث الواحد.
وهذه الرواية تدل على كاتب يمتلك أدوات الكتابة الروائية، ومرجعيات معرفية تمنحه القدرة على أن يكون كاتباً محترفاً، يستطيع السيطرة على أدواته وتطويرها، فهو عمل مكتوب بلغة وأسلوب محكمين من بدايته حتى نهايته، ويتحرك ما بين الماضي والحاضر والمستقبل، محطماً أي فواصل بينها، راسماً واقعاً روائياً صافياً.
ومجد كيّال وُلد في حيفا العام 1990 لعائلة مهجّرة من قرية البروة، درس الفلسفة والعلوم السياسيّة، ويكتب في عدة صحف ومواقع أدبية.
“قمح في قطن”
وذكرت لجنة تحكيم المسابقة أن مجموعة “قمح في قطن” “تقدم صوتاً شعرياً أنثوياً جديداً، عبر قصيدة نثر تحفل بانشغالات الأنثى (التقليديّة أحياناً)، وتغلب عليها النزعة التأمّلية الّتي ترفع من سويّتها وشعريّتها.
ثمّة حرارة إيقاعيّة ومعاينات جديدة ومدهشة أحياناً، في قصائد تحتشد رويداً رويداً بالصور والمعنى والحس، وكأنها تخلق من فراغ وليس من صورة سابقة، شيئا شبيها بالنحت، يبدأ من الفراغ وليس من المادة، في بحث جدي لصورة “الآخر”، وهو هنا “الرجل”، عبر تجربة شخصية جريئة وحساسة، وبالتالي تعكس القصائد صورة المرأة داخل هذه الثقافة التي تتكلم داخلها، بجرأة غير جارحة كونها أصيلة”.
وأضافت: “إن المجموعة تعكس في بعض قصائدها، التقاطات بصرية لافتة، وبخاصة تلك التي تحمل سياقاً اعترافياً، متقشفاً بلا تفخيمات مجازية، كما تبرع الشاعرة في إحكام قبضتها جمالياً على لحظات عابرة، معيدة تدويرها مجازياً ورمزياً، مانحة الشعر احتماليات أخرى، وأولوية تكمن في الإفصاح عن صوت الذات الحاضرة، بقوة وبقسوة، في حضور مثير للطبيعة، كوسيط وشاهد قديم على العلاقة بين المرأة والرجل”.
وجدل القاسم ولدت في العاصمة البلغارية صوفيا في 9 شباط 1983، من أم سورية وأب فلسطيني، وتقيم الآن في رام الله. وهي شاعرة وباحثة.
“معطف السيدة”
أما المجموعة القصصية “معطف السيدة” فهي، وفق بيان لجنة تحكيم المسابقة، تضيء بقصصها الاثنتين والأربعين، وإن بتفاوت في العمق والبناء، جوانب إنسانية من حياة المجتمع الفلسطيني، في نصوص رقيقة جداً حول لحظات قاسية، وموضوعات مبتكرة وذات صلة بالواقع، تتناوب عليها الشخصيات في القصص بلغة مختزلة وشيقة، ودون أي زخرفة أو توصيفات نمطية.
وينهض معظم هذه القصص على أشكال من المفارقة اللطيفة في الحياة، وفي أبعادها الاجتماعية والإنسانية.
وهي – في الغالب – مبنية، صياغة ودلالة، بصورة جيدة، تقوم على الالتقاط السريع للفكرة، والتعبير عنها بصورة حادة واضحة لتصل في نهايتها إلى مفاجأة القارئ بدلالة منبثقة من النص ومفارقة له، وهذا ما يمنح النصوص قيمة فنية ودلالية في الوقت نفسه.
كما تقدم هذه المجموعة نصوصاً تعاين الأبعاد الإنسانية لنتائج الحرب في صور ومشاهد مفعمة بالحيوية والحدة، والقدرة على رسم ملامح الأحداث والشخصيات على نحو لافت في بنائه وحبكته، وبأسلوب تهكمي يقترب من السرد الشفهي، من خلال لغة جيدة، وبنية نصوص متماسكة تعبر عن الفكرة بوضوح وحدة.
وميس داغر أديبة فلسطينية مقيمة في بيرزيت، تعمل في ورشة فلسطين للكتابة، ولها مجموعة إصدارات.
“لابس تياب السفر”
تقترح هذه المخطوطة، وفق بيان لجنة تحكيم المسابقة، شكلاً شعرياً عامياً، يتخفف من بلاغة الفصحى والأحكام اللغوية التي تعج بها قصيدة التفعيلة أو الوزن، وهو ما يجعل قصائده قريبة إلى الأذن، ومبطنة بعبارات شعرية غير مألوفة وجديدة نوعاً ما، في مجموعة شعرية يبدو واضحاً أنها تتخذ من التجربة السورية مصدراً بصرياً ووجودياً لها، بحلة متوهجة، لا تنساق إلى رومنطيقية مبتذلة، أو مقاربات مكررة، وتنجح في تهريب الألم من الكليشيه، والبحث عن صياغات شعرية جديدة.
نلامس في هذه القصائد وجع الانسلاخ عن الوطن، والحنين إلى المفقود والأماكن، وهي تعبير عن حالة النفي المتواصلة التي يعيشها الفلسطيني.
ورامي العاشق شاعر وكاتب وصحافي سوري – فلسطيني، ولد العام 1989 لأب فلسطينيّ سوري وأمّ سورية، ونشأ في مخيّم اليرموك، ومقيم في ألمانيا حاليا. له عدة إصدارات، كما ترجم عدد من أعماله لعدة لغات.
“كلاب عمياء في نزهة”
تعبر هذه المجموعة، وفق بيان لجنة تحكيم المسابقة، عن “روح مجتهدة في صياغة نص يبني على روح الشعر العربي، لكنه يتقشف من حليه الكلاسيكية، في قصائد ذكية الأفكار، متماسكة البناء للجملة الشعرية والخطاب، ومتسقة اللغة، وتحمل تأملات ذاتية تنطوي على حس فلسفي”.
وعمر زيادة من مواليد نابلس العام 1987، حائز على درجتي البكالوريوس والماجستير في اللغويات التطبيقية والترجمة من جامعة النجاح الوطنية.
ينشر قصائده وترجماته في العديد من المواقع الإلكترونية والمجلات الثقافية.

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً