مشعل. ..وعمى الأعلام… بقلم: كمال هماش

shello
shello 2013/10/27
Updated 2013/10/27 at 12:53 مساءً

230389_10150161719999436_1940063_n

دائما ما يتحفنا الاخ ابو مرزوق بتصريحاته  الذكية، وخاصة في سياق التبريرات التي كثرت ما بعد انهيار الجهاد الاخواني في سوريا وسقوط حكم الاخوان في مصر، في محاولاته البريئة لتأويل مواقف بعض قادة حماس من ثورة الشعب المصري على مرسي ، ومواقفهم التابعة لقطر من النظام السوري منذ بداية الصراع الداخلي هناك.

ولعل اخر التبريرات والتأويلات لا تتجاوز  وصفها بالفضيحة ، لمدي السذاجة والاستهبال للعقل العربي والفلسطيني، والتي يمكن قراءتها باعتبارها عذر أقبح من ذنب، وذلك حين أكد الاخ ابو مرزوق ان مشعل لم يكن يعرف ان العلم الذي حمله هو علم المعارضة السورية .

 وهو قول ان كان صادقا فانما يدين قائدا بحجم خالد مشعل لجهله في الابجديات  السياسية بعد أن نفخت فيه قوى اقليمية ومحلية حتى كاد ينفجر لفرط تضخمه ، اما ان كان كذبا فانما هو يؤكد ذرائعية حماس التي اثبتت مواقفها دائما ان الغاية لديها تبرر الوسيلة ، مع اليقين بأن هذه الغاية لا يتجاوز سقفها غايات  الامارة النفطية والاحلام الصهيواميركية باقامة امارة فلسطين على ارض غزة بعد التوسيعات السيناوية.

ان الخشية هنا ليست من جهل السيد مشعل بعلم المعارضة السورية ،وانما تفتح الباب لتساؤلات عن مدى معرفته بالوان العلم الفلسطيني وترتيبها، خاصة وان هنالك جيلا فلسطينيا كاملا يعلم ان خلفية مشعل الفكرية التاريخية تعاملت مع علم فلسطين بانه قطعة قماش ودعت الشباب للقتال في صفوف طالبان  في افغانستان بينما كانت الفتاوي لاتعترف بشهداء حصار بيروت من الاحتلال الصهيوني مطلع الثمانينيات .

وحتى ان حاججنا البعض بأن مشعل قد تطور وحمل العلم الفلسطيني وكوفية ابو عمار ، فكيف يقنعنا بموقفه انه لا يتشابه بالموقف من النظام السوري المقاوم، و والذي انقلب عليه مشعل بين ليلة وضحاها  على الحان وعد اميركي باقامة مملكة الاخوان في المساحة العربية  او كموقفه من اتفاق مكة  ثم الانقلاب عليه.

ان التجربة القريبة ودونما ستذكار لحيثيات التاريخ تلزم الفلسطيني بقراءة الخارطة الفلسطينية كامتداد للخارطة العربية وقد كانت كذلك دائما، ففي الوقت الذي ينقسم فيها الموقف لسياسي والشعبي بين شعارات ربيع كاذب يتاجر بالاسلام ، وبين شعارات تلتقي مع رواد الربيع في التبعية لاميركا والغرب، فان خيطا رفيعا من أمل الاستقلال للارادة العربية يبزغ في مكان ما من الوطن الكبير .

وحيث انه لا يمكن الرهان كثيرا على الشعارات الديماغوجية هنا وهناك ، فان تجربة شعبنا تدعونا للانتظار والتريث قبل التصفيق للربيع الكاذب ، أو مناهضيه من التقليديين الذين تربوا في مدرسة الاستبداد والتسلط والتبعية للغرب، وان كان استشرافنا للمستقبل يستند بالاساس الى دعم القوى التي تناهض تصفية القضية الفلسطينية حتى وان بشكل تكتيكي ريثما تتضح خارطة التحالفات لشرق اوسط جديد.

ونقول شرق اوسط جديد لان مقولات اجهاض المخطط الاميركي حتى وان صدقت جزئيا في مصر ، الا انها لا تلغي حقيقة ان هنالك خارطة جديدة اجتماعية وسياسية ستنعكس اليوم او غدا على الجغرافيا ، خاصة وأن ربيع الفوضى مستمر بعد ان اقتلعت اميركا كل مكابح الاستقرار في المنطقة تاركة للمفاعيل الداخلية هامشا واسعا من اختيار طريقتها في صناعة الفوضى .

وللتذكير لمن ينسى او يعجز عن ربط الحوادث…ألم يكن انقلاب  حماس في غزة فصلا اخيرا في رواية كتبتها بالشراكة مع فساد السلطة  لادخال الساحة الفلسطينية في الفوضى الداخلية، وتناوب فيها ابو مرزوق والاحمد تبريرات الذهاب الى الحد الاقصى من الانشطار؟؟؟؟؟

 

 

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً