فشل اجتماعات أستانة5 حول سورية: الخلافات حول مناطق تخفيف التصعيد باقية

2017/07/06
Updated 2017/07/06 at 9:16 صباحًا

العربي الجديد -عدنان علي/انتهت اجتماعات أستانة 5، أمس الأربعاء، من دون التوصل إلى اتفاق نهائي حول النقطة الأساس في هذه الجولة، وهي “مناطق تخفيف التصعيد”، بعد تسريبات عن التوافق على ترسيم خرائط المناطق شمال حمص والغوطة الشرقية، بينما استمرت الخلافات قائمة حول إدلب، والمنطقة الجنوبية، وفي ظل رفض المعارضة السورية لوجود أي قوات إيرانية في هذه المناطق. وبدأت الاجتماعات أمس الأول، الثلاثاء، وكان من المفترض أن تتمخض عن تثبيت خرائط مناطق تخفيف التصعيد الأربع، التي كانت أقرتها الدول الثلاث الضامنة، في اجتماعات أستانة 4 قبل شهرين، وبدأ سريانها في السادس من مايو/ أيار الماضي.
واختُتمت الجولة بإعلان روسيا وتركيا وإيران، وهي الدول الضامنة للاتفاق، في بيان مشترك، أنها شكّلت مجموعة عمل لوضع اللمسات النهائية على الاتفاق بشأن إقامة “مناطق تخفيف التصعيد”، ما يعني الفشل في الاتفاق على كل التفاصيل. وقالت الدول الثلاث إنها ستجري الجولة المقبلة من المحادثات في أستانة في الأسبوع الأخير من أغسطس/ آب المقبل. من جهته، أعلن وزير الخارجية الكازاخي، خيرت عبدالرحمنوف، أن اللقاء المقبل لمجموعة العمل حول سورية سيعقد في 1 و2 أغسطس المقبل في طهران. وأضاف في البيان الختامي للاجتماعات: “ينتهي الاجتماع الدولي المنعقد على مستوى عالٍ في إطار عملية أستانة بنتائج إيجابية واضحة تهدف إلى تثبيت نظام وقف إطلاق النار في سورية”.

من جهته، اعترف رئيس وفد النظام السوري بشار الجعفري، بفشل هذه المفاوضات، إلا أنه حمّل تركيا المسؤولية. وقال الجعفري للصحافيين بعد اختتام الاجتماعات، إن تركيا عرقلت الموافقة على وثائق تهدف إلى تطبيق خطة “مناطق تخفيف التصعيد”، معتبراً أنه بسبب موقف أنقرة فقد حققت المحادثات نتائج “متواضعة” للغاية. بينما قال المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، بعد انتهاء الاجتماعات، إن جميع الأطراف المشاركة في تسوية الصراع السوري، تدرك أن “عملية تخفيف التوتر بحد ذاتها إجراء مرحلي، وما نحتاج إليه في حقيقة الأمر هو إحراز تقدّم على الصعيد السياسي”.
وقال مصدر في المعارضة السورية موجود في أستانة، إنه ظهر خلال مناقشات اليومين الماضيين، أن كلاً من روسيا والولايات المتحدة تحاولان تقليص الدور التركي في الشأن السوري، والتوصل إلى تفاهمات مباشرة بينهما حول النقاط الخلافية، بينما هناك إجماع في أوساط المعارضة على رفض أي دور لإيران في الإشراف على تطبيق الاتفاق أو أن تكون ضامنة له، إضافة إلى رفض أي اتفاق جزئي بشأن مناطق “خفض التصعيد” وضرورة التوافق على كل المناطق كسلة واحدة. وأوضح المصدر أن موقف المعارضة يتقاطع مع الموقف التركي بضرورة عدم التوقيع على اتفاق لا يشمل المناطق الأربع كلها.

من جهته، أوضح رئيس وفد المعارضة إلى أستانة 5، العميد أحمد بري، لـ”العربي الجديد”، أن أولوية وفد المعارضة كانت “تثبيت وقف إطلاق النار، وملف المعتقلين، ومنع تقسيم سورية”، مشدداً على رفض وجود قوات إيرانية في خطوط الفصل بين قوات النظام وقوات المعارضة. وأضاف أنه لم تجر محادثات مباشرة مع الروس في اليوم الأول من جولة أستانة الخامسة (جرى اجتماع بينهما أمس الأربعاء)، مشيراً إلى أن وفد المعارضة العسكري أجرى لقاءات مع ممثلي الوفود الأميركي والبريطاني والفرنسي إضافة إلى الموفد الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، موضحاً أن المعارضة “توافق على قوات فصل تركية من جانب المعارضة، وروسية من جانب النظام”، لكنها ترفض وجود أي قوات إيرانية تحت أي ذريعة.

وكانت وكالات أنباء روسية نقلت عن مصدر مشارك في اجتماعات أستانة، قوله إنه تم الاتفاق، الثلاثاء، علىإنشاء مركزين لمراقبة وقف التصعيد، واحد أردني – روسي – أميركي يختص بالمنطقة الجنوبية من سورية، وآخر تركي – روسي، على أن تستمر عملية مراقبة مناطق خفض التصعيد من قبل الدول الضامنة مبدئياً لمدة ثلاثة أشهر مع إمكانية التمديد.
من جهة أخرى، نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن “مصدر مطلع” قوله إن جميع المشاركين في اجتماع أستانة 5 وافقوا على فكرة “تشكيل لجنة للمصالحة الوطنية في سورية تتألف من ممثلي السلطات السورية والسكان المحليين ذوي النفوذ، والوجهاء، وستناقش فيها المسائل الداخلية، بما في ذلك مسألة الأمن. وسيقتصر تشكيلها على السوريين فقط، من دون وسطاء”. وأضاف المصدر ذاته: “الجميع موافقون على فكرة إنشاء اللجنة. كانت هناك مخاوف من أن هذه العملية ستكون بديلاً عن جنيف، لكن هذه المخاوف تبددت”.

وكان نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، اعتبر أن نجاح الجولة المقبلة من المحادثات بشأن سورية في جنيف، يتوقف على اجتماع أستانة، معرباً عن أمله بمواصلة الحوار البناء في جنيف بين الأطراف السورية حول القضايا المطروحة على جدول الأعمال، التي حددها دي ميستورا. وعقد وفد النظام، أمس، اجتماعاً مع دي ميستورا، وذلك بعد أن عقد في اليوم الأول اجتماعين مع الوفدين الروسي والإيراني. كما عقدت الدول الضامنة لاتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية جلستي محادثات على مستوى الخبراء الفنيين حول خطوط وخرائط مناطق تخفيف التصعيد في سورية.

وشهد اجتماع أستانة جدلاً في أوساط المعارضة التي أعلن معظمها مقاطعة الاجتماعات بسبب عدم التزام قوات النظام والمليشيات باتفاق وقف إطلاق النار، ومواصلة عمليات القصف في الكثير من المناطق السورية المشمولة باتفاق خفض التصعيد، خصوصاً في الجنوب السوري والغوطة الشرقية إضافة إلى حمص وريف حماة الشمالي. غير أن وفداً من المعارضة حضر الاجتماع برئاسة العميد أحمد بري (رئيس أركان الجيش السوري الحر)، وعضوية كل من العقيد أحمد عثمان (عن لواء السلطان مراد)، والرائد ياسر عبد الرحيم ومنذر سراس (عن فيلق الشام)، والنقيب مهند الجنيد (عن أجناد الشام)، وياسر الفرحان وفهد القاضي كمستقلين، إضافة إلى أيمن العاسمي كمتحدث باسم الوفد، وهو الوحيد من “الجبهة الجنوبية” التي أعلن 28 فصيلاً فيها مقاطعة أستانة.

واعتبر العميد بري، في حديثه لـ”العربي الجديد”، أن فصائل “الجبهة الجنوبية” عقدت اتفاقاً مع أميركا وروسيا والأردن لإقامة “منطقة عازلة” جنوبي سورية، وهذا سبب عدم مشاركتها في أستانة.
وحول هذه النقطة، قال عضو “الجبهة الجنوبية” المتحدث باسم وفد المعارضة في أستانة أيمن العاسمي، إنه خلال اجتماعهم مع مساعد وزير الخارجية الأميركي ستيوارت جونز أبلغهم بأن العمل جارٍ على اتفاق أميركي – روسي – أردني لجعل الجنوب منطقة آمنة، وهو يتضمن إبعاد المليشيات الإيرانية مسافة 30 كيلومتراً عن الحدود الأردنية. ولفت العاسمي في حديث لـ”العربي الجديد”، إلى أن هذا السبب وراء عدم حضور فصائل “الجبهة الجنوبية” اجتماع أستانة، مشيراً إلى أن تلك الفصائل اشترطت على النظام وقف عملياته في الجنوب السوري لحضور الاجتماع.
وأعلن العاسمي أن حضوره أستانة يستهدف عدم السماح بسحب البساط من تحت الأتراك، إذ تحاول كل الوفود قتل أستانة وإلغاء الدور التركي. وقال إنه خلال الاجتماع مع الوفد الأميركي سألناه ما هو البديل في حال فشل أستانة، فلم يكن لديه أي جواب. واعتبر العاسمي أن البديل هو الفراغ وتدمير ما تبقى من سورية، مضيفاً أن الوفد الأميركي “سألنا بدوره عن البديل في حال فشل أستانة، فكان جوابنا: مواصلة القتال مع النظام”. وشدد على أن موقف وفد المعارضة هو “التوافق على جميع الجبهات أو لا توافق على شيء”

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً