فكرة تشكيل قوائم مشتركة بين فتح وحماس للانتخابات تشعل سخط الشارع وتخلق المزيد من الجدل

2014/10/14
Updated 2014/10/14 at 9:38 صباحًا

thumbgen

رام الله /رغم حالة الجدل الكبيرة، التي تعيشها الأراضي الفلسطينية، سواء بخصوص المصالحة إن كانت جدية أم لا، أو اذا كان الغرض ضمن زيارة الحمد الله رئيس الوزراء الفلسطيني إلى قطاع غزة، فرض السيادة الفعلية لسلطة واحدة في فلسطين، أو العدوان العسكري الإسرائيلي على القطاع، أو الانتصار من عدمه في هذا العدوان، إلا أن بعض القادة السياسيين، يُصرون على خلق المزيد من الجدل عبر مشاهد أو أفكار تثير الشارع الفلسطيني.

فخلال زيارة الحمد الله والوفد الوزاري المرافق له، إلى منزل اسماعيل هنية، لوحظ في الصور التي التقطت للحمد الله وهنية، وجود علمين فلسطينيين خلفهما، وثالث صغير فيما بينهما، وهو ما أثار حالة من السخرية في الشارع الفلسطيني، لأن ذلك خطأ بروتوكولي من الطراز الأول، كون الشخصين فلسطينيين، وليسا من دولتين مختلفتين، وكان الأجدر أن يتوسطهما علم فلسطيني واحد، وليس ثلاثة، وهو ما أثار استهزاء الشارع الفلسطيني الذي تابع هذه الزيارة.

 أما الحدث الآخر، فهو فكرة خوض الانتخابات المقبلة (إن عقدت) في قوائم مشتركة تضم حركتي فتح وحماس معاً، فاستقبلت بالاستخفاف والسخرية الشديد. وكان محمد مشارقة، أول من كتب حول الموضوع بالقول «أسجل أن أحمد يوسف القيادي في حماس، هو من السياسيين الدهاة والمختلفين عن السرب، اذ دعا إلى قوائم مشتركة لخوض الانتخابات بين فتح وحماس»، وأضاف بالقول «بعض الوطنيين السذّج مثلي سيفرحون للوحدة، لأن الأصل هو التوافق في مثل حالة شعب تحت الاحتلال، لكن الخبثاء سيقولون إن حماس تريد أن تعبر مرحلة فقط».

أما الإذاعي إيهاب الجريري، فكتب ساخراً يقول «إذا صدقت الأخبار حول قائمة واحدة لفتح وحماس في الانتخابات القادمة، فأنا أقترح أن يتقاسموا أحلامنا وبيوتنا وأراضينا، أما نحن كشعب فسنتدبر أمورنا، في أي بلد، فهما ـ فتح وحماس- يعتبران البلد ورثة من أجدادهم، انهم  اختلفوا على كل شيء فيه مصلحة لهما إلا مصلحة البلد، والأوضح أن اللعب يأخذ شكلاً كبيراً هذه المرة بين حماس وفتح، يعني «ع البلد كلها».

 وكان الناشط فارس عاروري، هو الآخر له رأي في الموضوع، فكتب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» يقول «للأصدقاء الكثر الذين كتبوا ضد تحالف فتح وحماس في قائمة واحدة: يا أصدقائي، على الرغم من الاشمئزاز الذي شعرت به عند سماعي الخبر للوهلة الاولى، مثلكم، نتيجة لإدراكي – مثلكم أيضاً – أن اقل نتيجة لذلك ستكون اقتسام البلد بين المتنفذين من الطرفين، إلا إنني صراحة أتمنى حدوث ذلك! لأني أرى في مثل هذا التحالف، الأداة الأقوى في مواجهة الطرفين».

 وتابع العاروري القول «حتى الآن الغالبية الساحقة من الشعب الفلسطيني منقسمة بين من يفضّل فتح على حماس أو بالعكس -من دون إيمان إنما مجرد تفضيل كرهاً أو خوفاً من الآخر- لذا فعندما يتحالفان سيثبت للشعب بالوجه الكامل أنهما – حاليا على الأقل – وجهان لعملة واحدة، نسختان سيئتا الإخراج، لأصل عفن واحد، وبالتالي ستتضاعف فرص خروج بديل جدي مدعوم بنفور الشعب من هذا التحالف المثير للاشمئزاز».

 وفسر العاروري قوله «اليوم لا يوجد بدائل، لكن التاريخ يقول ان الفراغ لا يمكن ان يدوم، وحالة الفراغ السياسي الهائل التي يمر بها الشعب الفلسطيني لا يمكن أن تستمر، البديل، إن كان جدياً وذا مصداقية سينجح نجاحاً باهراً، فالشعب محبط من حماس وفتح على حد سواء، لكنه لا يجد أي بديل جدي على الارض، واعتقد أن على البديل الجدي هذه المرة، أن يُطرح برنامجاً مختلفاً تماماً عن السائد والمستهلك على الساحة الفلسطينية».

 أما الأمر الثالث الذي يسيطر على أحاديث الشارع الفلسطيني، فهو كثرة تصريحات نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، على اعتبار أن لا صفة رسمية له في البلد، بعد أن تنحى عن رئاسة حكومة حماس في غزة، لصالح حكومة التوافق، لكنه لا يتصرف على هذا الأساس كما يرى الشارع.

 فهنية أصر على استبقال الحمد الله وفريقه الوزاري في منزله، على طعام الغداء، ولوحظ وجود كافة قيادات حركة حماس في الجلسة، وتارة يرحب بهم، وتارة أخرى يطلق تصريحات لطمأنة مواطني غزة حول إعادة الإعمار، وها هو يطلق تصريحات جديدة عن تطلع الشعب الفلسطيني لأن يكون مؤتمر المانحين الذي انعقد في القاهرة مختلفا عن سابقيه، حيث لم يصل من اموال الاعمار التي رصدت في مؤتمرات سابقة الى غزة أي شيء، ولا بد أن تصل وتتدفق الاموال هذه المرة، لتبدأ عملية إعادة إعمار ما دمره الاحتلال في غزة.

ويأتي هذا التصريح في وقت، ستكون فيه المسؤولية عن إعادة الإعمار بيد حكومة التوافق أي الحمد الله، وهنية لم يحضر مؤتمر الإعمار، وليس له علاقة بوصول الأموال من عدمها أمام المجتمع الدولي، وهو الأمر الذي يثير استغراب الشارع الفلسطيني، أو اعتقاده أن هنية لا يتذكر جيداً أن لا علاقة له بالحكومة الفلسطينية في غزة أو الضفة.

عن القدس العربي

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً