الله معك يا أحمد الطيبي… بقلم : صالح مشارقه

2013/03/11
Updated 2013/03/11 at 11:31 صباحًا

 

salehmasharka

يبدو أحمد الطيبي فتحاويا وشعبويا وكثير الدموع وعرفاتياً متبجحاً، وهو حفلة مشاعر وصرخات وشعارات لا تنتهي. ومن يتابعه أو يؤيده يعتقد انه سينتهي كسياسي في أي منعطف، لأنه يقول ذروة ما يقال في أي حدث، ولن يتبقى له شيء ليقوله في أي حدث قادم.
لكن متابعة هذا اليافاوي البسيط والمهجر إلى الطيبة، يعرف ويقدر مأساة هذا اللاجئ المنفعل دائما. أو الولد الفلسطيني الذي لا يسكت. طفل الفضيحة اليهودية غير الذكية في إسرائيل.
انفعالاته كثيرة، مفرحة ومبكية معا.
مرة منع رئيس حكومة الاحتلال من تناول الشوربة والمقرمشات في الكنيست، النواب الإسرائيليون كلهم سكتوا على انتهاك نتنياهو للقانون، هو لم يسكت وأجبره على التوقف، عين الطيبي المليئة بالقصص هي الوحيدة التي رأت مدخلا للطعن في فيلم الديمقراطية اليهودية المزور.
ومرة قدم مداخلة لن أنساها في حياتي، واعتقد أنها أهم من أي جلسة حوار أديان «تحسيسية»، رد الطيبي على تمزيق عضو كنيست عنصري لنسخة من الإنجيل، بإخراج صورة «كهانا» وتمزيقها والدوس عليها، كان قويا في الدفاع عن التوراة، وذكيا في تمزيق الصورة، وفي منتهى الشجاعة عندما وصف «البرلمان اليهودي العبقري» بحديقة حيوانات. إسرائيل المزورة تحتاج حتما خصما كهذا.
«هذا البحر لي… هذا الهواء الطلق لي» ردد الطيبي كلمات محمود درويش بالعبرية والعربية على منصة الكنيست، وما هي الا جلسات حتى ظهر بجرأة اكبر وهو يردد أغنية منحطة، للرد على العضوة العنصرية التي رشقت زميله الفلسطيني بالماء، ورد لها مسبة هي الأصعب فيما يقال عن شتم والدة أي عنصري يعتقد انه الابلغ في الشتائم.
يجب ان نشكر عدم لباقة العقل اليهودي الأخير هنا في فلسطين التاريخية، غباء وتجارة أسلحة وليبرمان وبينيت الذي استيقظ من كابوس، وصولا إلى الحفلة الأخيرة عن تدريب كلاب في الجيش الإسرائيلي لعض كل عربي يقول الله اكبر، ونظل نتمنى للطيبي أن يعايش المزيد من هذه الانهيارات.
ليس غرائبيا، ولا ألمعيا كما يعتقد كثيرون، وافهم الطيبي كولد طالع من قصيدة الشيوعي الفلسطيني الكبير الراحل، طه محمد علي في قصيدته «ضحك على ذقون القتلة».

لا اعرف يتيماً يحب الحزن، أو انيق المشاعر، واغلبهم يقاتلون الواقع بكل ما أوتوا من مشاغبات، تماما مثلما يفعل يتيم يافا الدائمة: احمد الطيبي.

الحياة الجديدة

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً