حركة حماس وفشلها في الحكم: الاعتراف بالخطأ فضيله الكاتب: السفير حكمت عجوري

2021/08/31
Updated 2021/08/31 at 8:26 صباحًا

 

لم يعد بالامكان السكوت على كل هذه المعاناة لاهلنا في غزة بسبب الحكم الفاشل لحركة حماس التي ينعم معظم زعمائها بعيش رغيد في الاجنحه الملكية في اوتيل الخمسة نجوم في الدوحة عاصمة قطر.

فوز حركة حماس في انتخابات سنة 2006 كان بسبب خداعها للناخب الفلسطيني المتدين بالفطرة وذلك من خلال ما كانت تقدمه للناس في المجالين الاجتماعي والصحي في حينه، اضافة الى دغدغة عواطف هذا الناخب بعملياتها التفجيرية التي اتضح انها كانت تهدف الى تعطيل المشروع الوطني الفلسطيني وهذا ما اثبتته تحقيقات الامن الفلسطيني في حينه واتمنى ان تخرج هذه التحقيقات الى العلن.

الا ان ذلك لم يدم طويلا وشاء الله ان يكشف هذه الحركة على حقيقتها بتوليها حكم غزه عنوة بعد انقلابها في تموز 2007 وفشلها الذريع في ذلك بسبب جهل قادتها في اصول الحكم ومتطلباته وتحديدا على الصعيد الدولي وها هي النتيجة ظاهرة كشمس منتصف نهار يوم صيفي من حيث ما يعاني منه اهلنا في غزة من فقر وجوع وبطالة وحركة ونوم بين الانقاض التي خلفتها الحروب التي استثمرتها حركة حماس وما زالت خدمة لهدف واحد وهو استمرارها في الحكم .

الخوض في هذا الموضوع ليس بسبب النتكيل الاعلامي بحركة حماس لانها جزء من النسيج الذي افتخر واتشرف باني ايضا جزء منه وهو النسيج الفلسطيني وشهداء حماس وعلى راسهم شيخنا الجليل احمد ياسين كما الشهيد مهندس الثورة الفلسطينية يحيى عياش هؤلاء كما كل شهداء الثورة الفلسطينية سيبقون تيجان على رؤوسنا الى ان نلحق بهم ولكن حان الوقت لنقول للمتشبثين بحكم غزه باسنانهم واظافرهم من قادة حماس بان كفى وانتم لستم اهلا لاكمال مسيرة هؤلاء بعد كل الموبقات التي ارتكبتموها بحق مليونين غزي بعضهم اصبح يستغيث بالموت الرباني من الموت الذي زرعت حماس بذوره في يوم انقلابها.

ليس كم الالم الذي يعتصرني بسبب ما اراه من معاناة انسانية لاهلنا في غزة والذي اشاهده في كل يوم عبر مواقع التواصل فقط ولكن في الدعوة ثانية لمسيرات العودة والبالونات الحارقة لكونها حق قصد به باطل ولا يجب ان تنطلي على احد من المشاركين فهي ليست من اجل خلق ضغط عالمي بفضح الاحتلال وجرائمه بالحصار والقتل بكافة اشكاله الميداني وبالدم البارد واستهداف شعب كامل بكل اطيافه واعماره وتدمير البنى التحتية وسرقة الاراضي والى اخر كل هذه الممارسات الاحتلالية غير الانسانية ولكنها دعوة من اجل خلق ضغط باهظ الثمن في الدم والارواح من اجل وصول المنحة القطرية التي لا تغني ولا تسمن من جوع ولكنها تطيل من عمر حكم حماس في غزه.

هذه هي الحقيقة وليست مجرد تجني على حركة حماس اذ وبمقارنة بسيطة ما بين قيمة المنحه القطرية (عشرة مليون دولار ) لاغاثة مائة الف عائلة طحنها الجوع المتسبب من استمرار حكم حماس في غزة وتصل عبر قناة الموساد ومباركته دعما منه لاستمرار الانقسام ، هذه المنحه القطرية لا قيمة لها مقارنة مع قيمة الاضرار التي لحقت بغزة واهلها بسبب الحروب الاربعه والتي بلغت خمسة بلايين دولار (خمسة الاف مليون دولار) بحسب الامم المتحدة باضرار هذه الحروب على المنازل والزراعه والصناعه والكهرباء والبنية التحتية للمياه في غزة اضافة الى ما لا يقدر بمال من دم وارواح حصدتها هذه الحروب ونحن هنا لا ننكر بان الاحتلال هو المسؤول عن كل هذا الدمار الا اننا لا نعفي حماس من ذلك بسبب استثمارها لكل هذه الحروب لما يخدم بقائها في الحكم وهو الامر الذي بسببه تمكنت دولة الاحتلال من التملص لغاية الان من كل هذه الجرائم بحجة الدفاع عن النفس بينما الضحية الحقيقية في كل ذلك بشرا وحجرا هم اهلنا الغزيين تحت حكم حماس.

ما سبق يؤكد على حقيقة واحدة وهي فشل حماس الذريع في جكم غزة ومع ان القائد الحمساوي خالد مشعل اعترف بخطأ استفراد حركته في الحكم بعد انقلاب 2007 ، وانا ارى في هذا الاعتراف فضيلة ويشكر عليه الا انني ارى في نفس الوقت ان في استمرار حماس في هذا الخطأ هو اكبر خطيئة وبالتالي نقول انه قد حان الوقت لحماس ان تعيد الامور الى ما كانت عليه قبل الانقلاب لعلها بذلك تكفر عن ما ارتكبته بسبب فشلها في الحكم على مدار اربع عشرة سنة وذلك بحق الحجر في غزة والبشر الذي نترحم على من استشهد منهم وندعوا بالشفاء لجرحى تلك الحروب التي مكنت حماس وكما اسلفت من البقاء في الحكم والى يومنا هذا وذلك ليس من اجل تحرير فلسطين ولكن من اجل حماية مصالح حزب الاخوان المسلمين الذي عفى عليه الزمن ولم يبق منه على المسرح السياسي الاقليمي والدولي سوى الذكريات التي تسببت في حظره في معظم دول العالم وهذا سبب اخر يدفعني لمطالبة القائمين على حركة حماس للاستجابة والتنازل عن حكم غزة رحمة باهلها ورحمة بالمشروع الوطني الفلسطيني الذي ما زال ينزف من طعنة الانقسام.

الى ما سبق أضيف بان حماس لم تفشل في الحكم في غزة فقط وانما فشلت اكثر على الصعيد الدولي بعد ان اثرت كعادتها ان تستثمر خطأ في معركة القدس الرمضانية بمصادرتها للغنائم وذلك خدمة لنفس اهدافها الحزبية الضيقة بتمردها على الاجماع الفلسطيني الذي تعزز بوحدة الكل الفلسطيني الذي حققته معركة القدس والذي كاد ان يتحول الى حصار ومقاطعة دولية لاسرائيل القوة القائمة بالاحتلال بفضل ما تحقق من تعاطف وتضامن دولي ابان هذه المعركة وبعدها بعد ان تكشفت وفي كل ارجاء المعمورة الطبيعة العنصرية اللاانسانية لدولة الاحتلال الصهيوني..

ختاما اتوجه الى العقلاء في حركة حماس من اجل تغليب فلسطينيتهم على اخوانيتهم والعودة كفصيل فلسطيني الى الصف الوطني الفلسطيني وخصوصا الابطال القسامييون الذين نذروا انفسهم وارواحهم من اجل تحرير فلسطين من براثن الاحتلال الصهيوني العنصري ولكن ليس من اجل حماس الاخوانية ومصالحها الحزبية اخذين بعين الاعتبار ان حركة حماس كجناح لحزب الاخوان في فلسطين لن تكون اقدر او افضل من حزب الاخوان المصري وهو الاصل الذي تهاوى كصرح من ورق بعد ان لفظه الشعب المصري بسبب فشل هذا الحزب ايضا في الحكم هناك.

حزب الاخوان المسلمين ومنذ البداية تاسس بدعم بريطاني ليكون حزب مُعَطِل ومعيق للتطلعات القومية العربية وهو ما ثبت دون لبس عندما حاول هذا الحزب القيام باولى مهامه وهي اغتيال الرئيس الراحل عبد الناصر عراب ومؤسس القومية العربية و تكرر ذلك لاحقا بانشاء حركة حماس الاخوانية من اجل تعطيل المشروع الوطني الفلسطيني.

Share this Article