ضعف فصائل منظمة التحرير المعارضة يمنع المفاوض الفلسطيني من الالتفات لمعارضتها

2013/08/15
Updated 2013/08/15 at 9:50 صباحًا

659521324573589

رام الله: ادى ضعف فصائل منظمة التحرير الفلسطينية المعارضة لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل الى عدم التفات طاقم المفاوضات الفلسطيني الى معارضتها حيث توجه الاربعاء لداخل اسرائيل للمشاركة في الجولة الثانية من محادثات السلام التي تم استئنافها قبل اسابيع بناء على جهود امريكية لاعادة الطرفين الى المفاوضات المتوقفة منذ عام 2010.
وفي حين عبرت جميع فصائل منظمة التحرير باستثناء حركة فتح بقيادة الرئيس محمود عباس عن معارضتها لاستئناف المفاوضات في ظل عدم وقف الاستيطان ورفض اسرائيل الالتزام بحدود عام 1967 كأساس للمفاوضات الجارية واصل طاقم المفاوضات الممثل في الدكتور صائب عريقات والدكتور محمد اشتية عضوي اللجنة المركزية لحركة فتح الاربعاء محادثات السلام مع اسرائيل على أمل الوصول لاتفاق سلام رغم طرح اسرائيل عطاءات لبناء حوالي 3 الاف وحدة استيطانية جديدة عشية بدء الجولة الثانية من المحادثات.
وفي حين يواصل عباس المفاوضات مع اسرائيل من خلال عضوي اللجنة المركزية لفتح الدكتور صائب عريقات والدكتور محمد اشتية بدأت فصائل منظمة التحرير الاخرى الاتصال فيما بينها لتشكيل جبهة رفض لتلك المفاوضات المتواصلة رغم معارضتها لها.
ويسود لغط في الاوساط الرسمية الفلسطينية بان ضعف تلك الفصائل وعدم تأثيرها في الشارع الفلسطيني وتحكم الرئيس الفلسطيني بما يصرف لها من اموال من خلال المنظمة هي الاسباب التي حالت دون التفات المفاوض الفلسطيني لمعارضتها للمفاوضات.
ومن ابرز فصائل منظمة التحرير المعارضة لاستئناف المفاوضات في ظل تواصل الاستيطان، الجبهة الشعبية لتحرير
فلسطين، الفصيل الثاني بالمنظمة بعد حركة فتح، اضافة للجبهة الديمقراطية وحزبي الشعب وفدا وجبهة التحرير العربية.
وفي ظل عدم اكتراث المفاوض الفلسطيني بمعارضة تلك الفصائل كونها لا تستطيع التأثير عليه من خلال الاطر القيادية الموجودة وغير قادرة على منعه من مواصلة المفاوضات بدأت الفصائل المنضوية تحت راية منظمة التحرير اتصالات لتشكيل جبهة رفض لتلك المفاوضات التي جرى استئنافها دون وقف الاستيطان ودون التزام اسرائيل بحدود عام 1967 كأساس ومرجعية للمفاوضات لاقامة دولة فلسطين المنتظرة على تلك الحدود.
وفي ظل الاتصالات الجارية بين الفصائل لتشكيل جبهة معارضة للمفاوضات قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تيسير خالد الاربعاء إنه يدعم فكرة تشكيل إئتلاف وطني فلسطيني عريض ضد المفاوضات التي تجريها السلطة مع الجانب الإسرائيلي، والتي عقدت جولتها الثانية الاربعاء في القدس الغربية.
وقال تيسير خالد، ‘إن فريق المفاوض الفلسطيني ذهب بدون غطاء وطني من منظمة التحرير والفصائل’، مشيرًا إلى أن اللجنة التنفيذية ستسعى للضغط من أجل وقف المفاوضات.
وكشف خالد على أن وساطة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لم يكن في بنودها وقف النشاطات الاستيطانية وذهب الوفد المفاوض الى المفاوضات وفق صيغة ‘دون شروط مسبقة’ نزولا عند الضغوط الأمريكية والإسرائيلية.
وأشار إلى أن الجانب الإسرائيلي نشر خلال الأيام القليلة الماضية عطاءات لبناء أكثر من ثلاثة آلاف وحدة استيطانية وكأنه كان ينتظر الغطاء من خلال الموافقة على الذهاب للمفاوضات، وتصرف وكأن الأمر عادي، معتبرًا أن تكثيف الاحتلال للاستيطان خلال هذه الفترة يحمل رسالة للدول الأوروبية ودول العالم التي كانت تدين الاستيطان بالقول ‘لماذا أنتم فلسطينيون أكثر من الفلسطينيين انفسهم الذين قبلوا بالعودة للمفاوضات في ظل الاستيطان’.
وتوقع خالد أن الإدارة الأمريكية كانت متفقة مع إسرائيل على خطة الاستيطان بعد الموافقة الفلسطينية على العودة للتفاوض، مضيفا : لذلك ندعو للانسحاب من هذه المفاوضات.
وشدد تيسير خالد على أن أعضاء اللجنة التنفيذية والذين عارضوا جميعهم التوجه للمفاوضات سيواصلون العمل داخل المنظمة لوقف هذه المفاوضات وسيدعمون التحرك الشعبي على الأرض، على حد تعبيره.
وأكدت الفصائل الفلسطينية في
غزة الاربعاء بحضور حركتي حماس والجهاد الاسلامي وغياب فتح وحزب فدا على رفضها العودة إلى طاولة ‘المفاوضات العبثية’ مع اسرائيل.
ودعت الفصائل عقب اجتماع لها الأربعاء بقطاع غزة بمشاركة جميع الفصائل، الوفد المفاوض للانسحاب من المفاوضات، مشددة على أهمية المصالحة الفلسطينية كبديل طبيعي عن المفاوضات مع اسرائيل.
وكان المفاوضون الفلسطينيون والإسرائيليون عقدوا الأربعاء الجولة الثانية من المفاوضات في فندق الملك داود في القدس الغربية، وسط إعلان إسرائيلي عن المزيد من مشاريع البناء في المستوطنات.
واعتبر الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم ان ‘استمرار السلطة الوطنية في التفاوض مع اسرائيل جريمة وطنية وتصفية للقضية الفلسطينية’ .
و أضاف في تصريح على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك: ‘إن استمرار السلطة الفلسطينية في المفاوضات مع العدو الإسرائيلي تصفية للقضية الفلسطينية وجريمة وطنية ذات تداعيات خطيرة على شعبنا وحقوقه ووحدته وعلى مستقبل القضية الفلسطينية، وهذا تأكيد على أن السلطة الفلسطينية مختطفة للقرار الفلسطيني ومسلوبة الإرادة وغير مؤتمنة على قضايا ومقدرات شعبنا، ومرتهنة بالكامل للقرارات الأمريكية والإملاءات الإسرائيلية. وإننا في حركة المقاومة الإسلامية ‘حماس′ إذ نرفض وبشدة هذه السياسة الخطيرة التي انتهجتها السلطة الفلسطينية وفريق أوسلو، ندعو كل أبناء شعبنا الفلسطيني وفصائله وقواه الحية إلى الوقوف في وجه هذه المؤامرة وهذا المخطط الخطير وفضح كل من يقف وراءه، كما وندعو إلى رفع الغطاء الوطني والسياسي عن كل المتورطين في هذا المشروع وعدم إعطائهم أي شرعية أو غطاء من أي طرف فلسطيني أو عربي’.
ومن جهته ندد حزب الشعب الفلسطيني باستمرار المفاوضات او تطورها وفق ما تريده الحكومة الاسرائيلية، مشيرا الى أن إطلاق هذه الموجه الجديدة من الاستيطان الاسرائيلي – أكثر من ألفي وحدة استيطانية مع بدء المفاوضات – ما كان يمكن أن تتم لولا الموافقة الضمنية للإدارة الاميركية المنحازة لإسرائيل على ذلك؛ مما يستدعي انهاء الانفراد الامريكي في رعاية ما يسمى ‘بعملية السلام’.
وقال الحزب في بيان صحافي الاربعاء: ‘اننا ندعو الى وقف هذه المفاوضات فوراً وعدم منح الحكومة الاسرائيلية غطاءً لمواصلة استيطانها، كما اننا ندعو المجتمع الدولي وجميع دول العالم الى اتخاذ مواقف عملية تضغط على الحكومة الاسرائيلية لوقف استيطانها فورا’.

أمد.

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً